في مشهد يعكس الالتزام العميق بدعم القضية الفلسطينية، شهدت العاصمة التونسية، مساء أمس السبت، مسيرة حاشدة إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تعالت فيها الأصوات مجددا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بحسب سبوتنيك.

وشارك مئات المتظاهرين من طلبة الجامعات التونسية وسياسيين وممثلين عن منظمات وطنية في هذه المسيرة التي انطلقت من ساحة محمد علي بقلب العاصمة وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة، في رسالة واضحة لدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة.

ورفع المحتجون أثناء المسيرة شعارات تعكس تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، من قبيل "غزة غزة.. رمز العزة" و"من تونس لفلسطين شعب واحد وليس شعبين" و"مقاومة مقاومة، لا صلح لا مساومة".

وفي عام 1979، اختارت الأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يومًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يتزامن مع قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الصادر لعام 1947.

ومنذ ذلك التاريخ تعيش العديد من الدول العربية على وقع مظاهرات ومسيرات تطالب فيها بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة والتنفيذ التام للقرارات الدولية.

دعوات إلى تجريم التطبيع مع إسرائيل

وجدد الناشطون دعوتهم خلال المسيرة التضامنية إلى تجريم التطبيع مع إسرائيل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأكد الناشط السياسي يوسف بلقاسم في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن خروج التونسيين إلى الشوارع ليس بالأمر الغريب، قائلا: "لطالما صدحت أصوات التونسيين بالحقيقة وطالبت بمحاسبة الجيش الإسرائيلي على جرائمه التي بلغت مستويات غير مسبوقة.. نحن هنا لنقول للشعب الفلسطيني بأنك لست وحدك في هذه الحرب، وأن شعبنا لن يتخلى عن القضية".

ومن جانبها أوضحت عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين هيفاء منصور في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن التونسيين يفتخرون بذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويعتبرونها انتصارا للمقاومة.

كما أفادت أيضا بأن شارع الحبيب بورقيبة لن يهدأ وستبقى المسيرات والمظاهرات التضامنية تنبض حتى موعد النصر، على حد قولها.

وطالبت منصور السلطات التونسية بضرورة المصادقة على قانون تجريم التطبيع داخل البرلمان ودعم الطلاب الفلسطينيين المقيمين في تونس ماديا ومعنويا.

دعوات لإنهاء الحرب

وأفادت رئيسة مكتب ائتلاف المؤسسات النسائية لنصرة القدس وفلسطين فائزة شكندالي لـ"سبوتنيك"، بأن الشعب الفلسطيني لم يعد في حاجة إلى مجرّد التضامن والتعاطف معه، وإنما هو في حاجة لاسترداد حقّه السّليب في تقرير المصير وإنهاء الحرب على حد قولها.

وأشارت الشكندالي إلى ضرورة تفعيل ما تضمنه القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية حول التبعات القانونية لسياسات وممارسات الجيش الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أقرّ بعدم شرعية استمرار تواجد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وبوجوب وقف الأنشطة الاستيطانية الجديدة والإخلاء الفوري للمستوطنات.

وتابعت: "ما أقرّته المحكمة يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حاسم لمدى التزامه بتكريس مبدأ علوية القانون الدولي وتطبيق قواعده على الجميع دون استثناء".

وترى رئيسة مكتب ائتلاف المؤسسات النسائية لنصرة القدس وفلسطين بأن حدة المجازر وحرب الإبادة في قطاع غزة تزداد يوما بعد يوم أمام أعين الشعوب العربية ولم يبقَ سوى خيارين أمام منظمة الأمم المتحدة وهو "إما أن تستعيد حقوق الشعب الفلسطيني أو أن تصمت إلى الأبد".

وتواصل فائزة الشكندالي الحديث مع "سبوتنيك"، قائلة: "بعد إيقاف النار في لبنان بقيت غزة وحيدة تعيش على وقع أسوء أزمة انسانية وهذا أمر مروع".

الغرب شريك في الجريمة

ويرى الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد منجي الرحوي، في حديث مع "سبوتنيك"، بأن الغرب هو من يمول الحرب الاسرائيلية وهو المسؤول الأول عن حرب الابادة في قطاع غزة.

ويضيف الرحوي بأن "حملات الاعتقالات التي تستهدف الناشطين في كل بقاع العالم يقودها الغرب قائلا: "الولايات المتحدة الأمريكية هي من تغذي إسرائيل بالأسلحة وتضغط عليها من أجل مواصلة عدوانها على كل شبر من الأراضي الفلسطينية".

ويتابع: "العالم يدرك جيدا حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي رفعت حق "الفيتو" ضد وقف إطلاق النار في مجلس الأمن في أكثر من مناسبة وهو ما يبرهن بأن أمريكا تريد هذه الحرب ولا تبحث عن السلام".

كما بيّن السياسي أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني جاء في ظرفية غير مسبوقة هذه السنة وهو تدمير الجيش الاسرائيلي لكل مقومات الحياة في قطاع غزة" .

وفي السياق ذاته أفادت الناشطة في المجتمع المدني منية غويسي في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن الجوع في قطاع غزة وصل إلى مستويات حرجة، لافتةً إلى أن الناس يبحثون عن فتات الطعام في النفايات التي مضى عليها أسابيع.

وتابعت: "مع بدء فصل الشتاء نشاهد تدهور الأوضاع في القطاع حيث بات البقاء على قيد الحياة مستحيلا دون مساعدات"، وفق تعبيرها.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: للتضامن مع الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بمشاركة 6 دول.. اجتماع وزاري عربي يؤكد دعمه لصمود الشعب الفلسطيني على ارضه

عقد وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا لدولة فلسطين وأمين عام جامعة الدول العربية، اليوم اجتماعا بالقاهرة. 

واتفقت الأطراف المشاركة في الاجتماع الذي عقد بدعوة من مصر على:

١-  الترحيب بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، والإشادة بالجهود التي قامت بها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر في هذا الصدد، والتأكيد على الدور المهم والمقدر للولايات المتحدة في انجاز هذا الاتفاق، والتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وفقاً لحل الدولتين، والعمل على إخلاء المنطقة من النزاعات.

٢-  تأكيد دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاثة لضمان تنفيذ الاتفاق بكامل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار، وبما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل، وذلك بشكل ملائم وآمن، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل والرفض التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزة، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولي بمعالجة الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.

٣-  التأكيد على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا"، والرفض القاطع لأية محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها.

4- التأكيد في هذا الصدد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، بأسرع وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصةً في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه، وبما يُسهم في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين من سكان القطاع على أرضهم، ويعالج مشكلات النزوح الداخلي، وحتى الانتهاء من عملية إعادة الإعمار.

5-  الإعراب عن استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقاً للقانون الدولي، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، او ضم الأرض، او عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت اي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

6-    الترحيب باعتزام جمهورية مصر العربية بالتعاون مع الأمم المتحدة، استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في التوقًيت الملائم، ومناشدة المجتمع الدولي والمانحين للإسهام في هذا الجهد.

7-  مناشدة المجتمع الدولي في هذا الصدد، لاسيما القوي الدولية والاقليمية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أجل بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما يضمن معالجة جذور التوتر في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧. وفي هذا الإطار، دعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والمُقرر عقده في يونيو 2025.

مقالات مشابهة

  • فيديو | «حماس» تشكر الإمارات على دعم الشعب الفلسطيني
  • بمشاركة 6 دول.. اجتماع وزاري عربي يؤكد دعمه لصمود الشعب الفلسطيني على ارضه
  • بيان جماهيرى من الحزب الشيوعي السوداني تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • تنسيقية شباب الأحزاب: الشعب المصري العظيم سطر ملحمة وطنية كبيرة اليوم أمام معبر رفح
  • تعز.. مظاهرة تؤيد صمود الشعب الفلسطيني وترفض مساعي تهجير سكان قطاع غزة
  • محافظة ريمة تشهد وقفات جماهيرية حاشدة تأكيداً على الجهوزية والاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني
  • وقفات ومسيرات حاشدة بمحافظة صنعاء تأكيداً على الموقف الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 55 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • وفد من حزب العدل يتوجه لمعبر رفح للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد دعوات التهجير
  • إعلام روسي: إصابة شخص في هجوم بمسيرة أوكرانية في مقاطعة فورونيج الروسية