الكرواتي داليتش مدربا للمنتخب القطري
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
أكد مصدر في الاتحاد القطري لكرة القدم لوكالة فرنس برس، التوصل لاتفاق مع الكرواتي زلاتكو داليتش لتولي تدريب المنتخب القطري بديلا للإسباني "تينتين" ماركيس لوبيس.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الاتفاق تم مع داليتش على كافة التفاصيل التي تربط المدرب الكرواتي لتولى الإدارة الفنية لـ"العنابي".
ويملك داليتش وصيف مونديال 2018 مع المنتخب الكرواتي وثالث مونديال 2022 في قطر، خبرة كبيرة بالمنطقة العربية بعدما تولى تدريب العديد من الأندية الخليجية أبرزها الهلال السعودي موسم 2012-2013 ثم العين الإماراتي منذ 2014 حتى مطلع العام 2017 وحقق معه وصافة دوري أبطال آسيا عام 2016 ، وقبل ذلك اشرف على الفيصلي السعودي خلال الفترة ما بين عامي 2010 حتى 2012.
وسيقود داليتش المنتخب القطري خلال النسخة السادسة والعشرين من كأس الخليج التي ستقام في الكويت خلال الفترة ما بين 21 ديسمبر إلى 3 يناير من أجل التعرف على اللاعبين، لتحضير المنتخب لباقي مشوار تصفيات المونديال التي تستأنف شهر مارس المقبل.
وكان "تينتين" قد تعرض لانتقادات كبيرة من قبل الوسط القطري لكرة القدم والإعلام المحلي عقب الخسارة المذلة التي تعرض لها "العنابي" أمام نظيره الإماراتي صفر-5 في الجولة السادسة من تصفيات مونديال 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وبدأ الحراك ضد المدرب الحالي منذ الخسارة أمام إيران 1-4 في الجولة الرابعة، حين قال الإعلامي ماجد الخليفي عبر تصريحات تلفزيونية أن "التبديل في الإدارة الفنية قد آن أوانه.." واصفا "تينتين" بأنه "ليس مدرب المرحلة ولا يجيد قراءة المباريات" مشيرا "شخصيا طالبت بإقالته عقب الجولتين الأوليين.. والتعاقد مع مدرب بديل، سواء من الدوري القطري أو حتى من الخارج".
وكان عدد كبير من المؤثرين من الإعلام القطري قد طالبوا بإقالة "تينتين" عقب الخسارة من إيران، قبل أن تهدأ موجهة الغضب (نسبيا) عقب الفوز على أوزبكستان في الدوحة في الجولة الخامسة 3-2.
وجاءت الخسارة الثقيلة لبطل آسيا في النسختين الأخيرتين 2019 و2023 أمام الإمارات، لتقصم ظهر البعير بعدما قوضت الآمال بالتأهل المباشر بالتواجد في أحد المركزين الأول والثاني في المجموعة الأولى بعدما احتل"العنابي" المركز الرابع برصيد 7 نقاط خلف المنتخب الإماراتي الثالث برصيد 10 نقاط، فبات الفارق عن المركزين المؤهلين مباشرة إلى المونديال 6 و9 نقاط تواليا (أوزبكستان الثاني 13 نقطة، والمتصدر إيران 16 نقطة).
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عفوًا.. المنتخب ليس معمل تجارب
أحمد بن محمد السلماني
تعيش كرة القدم العُمانية واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا في السنوات الأخيرة، وسط تساؤلات متزايدة حول جدوى المشاريع المطروحة ومصير المنتخب الوطني الذي يبدو عالقًا بين واقع متردٍ وطموحات عالية.
ومع إعلان اتحاد الكرة تعاقده مع المدرب الوطني رشيد جابر لمدة عامين، رُفعت راية "الإحلال والتجديد"، وهو شعار يهدف إلى بناء منتخب قوي قادر على مقارعة منتخبات القارة الآسيوية الكبرى. لكن المفارقة أن هذه الرؤية جاءت وسط ظروف تثير القلق أكثر مما تبعث على التفاؤل، مع غياب واضح لخطة استراتيجية شاملة تتعامل مع جذور وأصل وعمق المشكلة.
حاليًا، يمر المنتخب الوطني بفترة حرجة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، حيث جمع 6 نقاط فقط من أصل 15 ممكنة، وهي نتيجة تعكس حالة من التخبط الفني والإداري.
هذا التراجع لا يقتصر على المنتخب الأول فقط، بل يمتد إلى منتخبات الفئات السنية، حيث خرج منتخبا الشباب والأولمبي مبكرًا من سباق التصفيات وتم حل أجهزتهما الفنية، وحده منتخب الناشئين نجح في التأهل بصعوبة، مما يعكس عمق الأزمة التي تعاني منها كرة القدم العُمانية.
اتحاد الكرة، الذي لم يتبقَ من عمر فترته الكثير، لم يعلن عن مشروع تطوير واضح أو خارطة طريق لبناء مستقبل مستدام لكرة القدم العُمانية. ويبدو أن قراره التعاقد مع رشيد جابر لمدة عامين كان اضطراريًا أكثر منه استراتيجيًا؛ حيث لم يُصاحب هذا التعاقد إعلان عن أهداف محددة أو برنامج واضح لتحويل كرة القدم العُمانية إلى منظومة تنافسية.
وما يعمل عليه رشيد جابر حاليًا هو خطة قصيرة المدى تهدف إلى تحسين الأداء السريع للمنتخب. قد تحقق هذه الخطة نتائج إيجابية في البطولات القريبة، لكنها تبقى غير كافية إذا لم تُدعم بمشروع شامل طويل الأمد. المشكلة هنا أن التركيز على الحلول المؤقتة يجعلنا ندور في حلقة مفرغة، لنصطدم مجددًا بنفس القدر عند مواجهة المنتخبات الآسيوية الكبرى.
ولكي نتمكن من امتلاك قدرة تنافسية عالية نحتاج إلى ما يلي:
1. إعداد مشروع للفئات السنية: عبر الكشف المبكر عن المواهب، وإنشاء أكاديميات متخصصة في مختلف المحافظات لرصد المواهب وصقلها، مشروع وطني مدعوم حكوميا ويدعم المدارس بالأندية والفرق الأعلية والأكاديميات. وكذلك التدريب والتطوير، من خلال وضع برامج تدريبية طويلة الأمد تعتمد على أفضل المناهج العالمية في تطوير الناشئين والشباب وقبل ذلك تأهيل الكوادر الفنية واختيارها وفق اعلى المعايير. وتعزيز المشاركات الدولية، وتنظيم مشاركات منتظمة للمنتخبات العمرية في بطولات ودية وقارية لاكتساب الخبرة اللازمة.
2. تطوير مسابقات الأندية: من خلال إعادة إطلاق مشروع دوري المحترفين الذي كان سيقفز بكرة القدم العُمانية لآفاق واسعة، مع ضمان استدامة اقتصادية للأندية. وتوفير الدعم المالي والفني للأندية وخاصة تلك المتعثرة والتي تعاني من أزمات إدارية ومالية تهدد وجودها.
3. استقطاب خبرات دولية: من خلال الاستفادة من النماذج الدولية كالنموذج المغربي والبلجيكي وبالتعاون مع الاتحادين القاري والدولي. وأيضًا من التعاقد مع خبير فني دولي يرسم استراتيجية طويلة الأمد بالتعاون مع مدربي المنتخبات والأندية والفنيين باتحاد الكرة والمحللين.
وكان مشروع دوري المحترفين في عُمان خطوة استراتيجية مهمة لم تُمنح حقها. المشروع كان يعد بتوفير 21 ألف وظيفة خلال سبع سنوات، إلى جانب رفع مستوى الكرة العُمانية لتكون قادرة على المنافسة قارياً ودولياً. محاربة هذا المشروع في السابق كانت خطأ فادحًا، ويجب إعادة طرحه كأحد الحلول الأساسية لإنعاش كرة القدم في البلاد.
كلمة أخيرة.. إنَّ كرة القدم العُمانية بحاجة إلى تدخل عاجل ومشروع وطني شامل يعالج التحديات الحالية ويضع الأسس لمستقبل واعد. الجمع بين خطة قصيرة المدى مثل تلك التي يعمل عليها الكابتن رشيد جابر، وخطة طويلة الأمد تُبنى على أسس علمية واضحة، هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق الطموحات العُمانية. علينا أن ندرك أن المنتخب الوطني ليس معمل تجارب، بل هو مرآة للمنظومة الرياضية ككل، التي تحتاج إلى رؤية واستراتيجية لا مكان فيها للعشوائية.
رابط مختصر