لبنان ٢٤:
2025-01-05@08:21:06 GMT

أرقام الإيجارات الخيالية.. هل ستتغير بعد الحرب؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

 إلى حدّ اليوم، لا تزال بورصة الإيجار في لبنان تشهدُ رحلةً تصاعديّةً غير مسبوقة، إذ يمكن القول نقلاً عن أجواء خبراء اقتصاديين، إن ما ينتظرنا بعد الحرب أسوأ بكثير، إذ إنّ الإيجارات ستبقى على حالها، وفي حال انخفضت، فإن هذا الانخفاض لن يكون إلا بنسبةٍ رمزيّةٍ لا تتعدى العشرات من الدولارات.. وهكذا بات في إمكاننا القول أنّ مالكي الأبنية المؤجّرة، والسماسرة والوسطاء هيّأوا لمرحلة صعبة ما بعد الحرب متعلقة بقيمة الإيجار، وما يتبعها من ضرائب وأرباح وقيم تأجيرية، وحتى عمليات بيع قد تواجه مسارات عسيرة جدًا نسبةً إلى الفرق الكبير بين قيمة المبنى والوضع الذي فرضه المؤجّر حاليًا.


 
وعلى الأرض، يرى الخبراء أنّه حتى اليوم، ومنذ بداية الحرب منذ أكثر من سنة، وصلت الخسائر إلى قرابة 11 مليار دولار، وهو رقم تخطى بشكل واضح أرقام حرب 2006. وعلى الرغم من أنّ البنى التّحتيّة لم تصل بعد إلى حجم وقيمة الدمار التي كانت عليه عام 2006، إلا أنّ الأبنية والمنازل والمؤسسات التّجارية والقصور كان لها النّصيب الأكبر من حجم الدمار. وحسبَ أرقام غير رسمية، فإنّ أكثر من 221 ألف وحدة سكنية تعرّضت بشكلٍ مباشر أو غير مباشر لأضرار، وذلك بنسب تتفاوت بين التدمير الكليّ (أكثر من 45 ألف وحدة سكنية)، بالاضافة إلى التدمير الجزئيّ (أكثر من 25 ألف وحدة سكنية)، والمباني التّي تعرضت إلى إصابات طفيفة،أي بمعنى أن سكانها لا يزال في مقدورهم العيش فيها. وفي حال ألقينا نظرة أوسع على هذا الدمار، فإنّه يمكن القول أنّ أكثر من 70 ألف وحدة سكنيّة لن يستطيع أصحابها العودة إليها، وهذا ما يمهّد لأزمة سكن، خاصةً وأن العدد الاكبر من مراكز الإيواء ستُخلى فور انتهاء الحرب.
إلا أنّ الأزمة الأكبر هي اليوم التّالي للحرب، ووضع الإيجارات ونسبتها، خاصةً وأنّ الفوارق باتت كبيرة على صعيد ربح صاحب المبنى، والقيمة التأجيرية، والضرائب المتوجب دفعها إلى السلطات المحلية.   من هنا يقول المحامي بالاستئناف الاستاذ شارلي بو نعمة خلال اتصال عبر "لبنان24" أن "القانون اللبناني لم يحدّد في مادة معينة بدلات الإيجارت أو وجود أي سقف معين لبدلات الإيجار، إنّما ترك أمر تحديد البدل لرغبة الفرقاء انطلاقًا من مبدأ حرية التعاقد، إلا أن القانون من ناحية أخرى تكلم عن الاستغلال سواء من الناحية المدنية أو الجزائية".
وأضاف بو نعمة:" بالنسبة إلى الاستغلال يمكن أن يتم التكلم عن الغبن، والذي يُعتبر أنّه تفاوت بين الحقوق والواجبات واستغلال ضيق أم طيش وعدم خبرة المغبون ويُعاقب عليه بإبطال عقد الإيجار.. وبالنسبة لبدلات الإيجار في حال كانت مرتفعة، فلقاضي العجلة الحق في التدخل من أجل تخفيض البدلات بما يتلاءم مع المؤجّر والمستأجر".
ولم يخفِ بو نعمة خطورة ما يحصل اليوم، خاصة على صعيد السلطات المحلية، أي البلديات، إذ أشار إلى أنّه في حال وجود أي فرق كبير جدًا بين البدلات القديمة والجديدة فإن للبلدية سلطتين في هذا المجال إذ باستطاعتها عدم الموافقة على عقد الإيجار وبالتالي لا تسجّله، أو الحل الثاني وهو الموافقة على العقد حيث يترافق مع ذلك رفع رسوم البلدية بالاضافة إلى القيمة التأجيريّة للعقار، وهذا ما سيُؤثر في طبيعة الحال مستقبلاً على قيمة العقار في حال أرادَ صاحب المأجور بيع عقاره أو تأجيره".
ويؤكّد بو نعمة في هذا السّياق أنّه في حال وافقت البلدية على العقود المرتفعة ورفعت الرسوم فإن ذلك يعني رفعًا غير مباشر للضرائب التي من الواجب تسديدها للبلدية والتي ستمتد لفترة طويلة من الزمن مستقبلاً، خاصةً في حال استمرت قيمة العقود على ما هي عليه، إذ من غير المعقول حسب بو نعمة أن تنخفض قيمة الإيجارات إلى ما كانت عليه قبل الحرب فور إعلان وقف إطلاق النار".
من ناحية أخرى، وخلال فترة الحرب هذه، عمدت الكثير من البلديات إلى إلزام صاحب المأجور عن التصريح سواء لناحية ضمان الأمن أو لجم بدلات الإيجار الكبيرة. من هنا لفت بو نعمة إلى مشكلة من نوع آخر وهي التّهرب لناحية التّصريح عن إشغالِ المأجور، إذ يؤكّد وجود عدد كبير من الأشخاص لا يصرحون بإشغال المأجور، وهذا يعني أنّهم يستفيدون من إيهام البلدية بالإشغال القديم ويحرمون الخزينة من الإيرادات، علمًا أنّ عدم التّصريح عن إسم الشّاغل هو مخالف للقانون، وقد يعرّض المواطنين للخطر، خاصة وسط الضربات الإسرائيلية التي تلاحق أهدافها وتستهدفها في أيّ مكان.
وعليه، يمكن القول أنّ هذه الحرب أسّست لحرب طويلة أخرى ملعبها العقارات التي ستشهد تغييرات جذرية بعد وقف إطلاق النار سواء على صعيد البيع أو التأجير، وهذا ما سيؤسّس لحملة تغيير واسعة وكبيرة داخل السلطات المحلية التي من الواجب أن تكون مستعدة لتغيير كبير على صعيد قيمة الضرائب والقيم التأجيرية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دائرة الأراضي والأملاك في دبي تطلق مؤشر الإيجارات الذكي لعام 2025

 

 

دبي – الوطن:
أعلنت دائرة الأراضي والأملاك في دبي عن إطلاق مؤشر الإيجارات الذكي لعام 2025، الذي يمثل نقلة نوعية في تنظيم وتطوير القطاع العقاري في الإمارة. ويأتي هذا المؤشر كمنظومة متكاملة تجمع بين أحدث التقنيات والخبرات العقارية، بهدف تقديم خدمة متميزة تلبي احتياجات جميع الأطراف في السوق العقاري، وتعزز الشفافية والعدالة في تحديد القيم الإيجارية تماشياً مع مستهدفات استراتيجية دبي الرقمية واستراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقرّ الدائرة، وشهد حضور عدد من الشركاء الاستراتيجيين، إلى جانب مجموعة من ممثلي الجهات الحكومية والشركات العقاريّة في دبي والمدراء التنفيذيين ومدراء الإدارات في الدائرة.

نظام تصنيف متطور للمباني
ويعتمد المؤشر على نظام تصنيف متطوّر للمباني يأخذ في الاعتبار جميع الجوانب الفنية والخدمية للعقارات، إذ يتم تقييم كل مبنى بناءً على مجموعة شاملة من المعايير التي تتضمن الخصائص الفنية والإنشائية، وجودة التشطيبات والصيانة، والموقع الاستراتيجي للمبنى وقيمته المكانية، ومستوى الخدمات والمرافق المتوفرة مثل الصيانة، والنظافة، وإدارة المواقف. وتهدف هذه الآلية إلى ضمان تحديد دقيق وعادل للقيم الإيجارية، بما يعكس الجودة والمزايا الفعلية لكل عقار.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أكّد ماجد المرّي، المدير التنفيذي لقطاع التسجيل العقاري في أراضي دبي، أنّ إطلاق “مؤشر الإيجارات الذكي” يمثل نقلة نوعية في تنظيم القطاع العقاري في دبي، حيث يسهم في تعزيز الشفافية وبناء الثقة وتوفير بيئة متوازنة ومستدامة لجميع الأطراف المعنية. وقال: “يعتمد هذا المؤشر على تقنيات الذكاء الاصطناعي ونظام تصنيف المباني وتقديم تقييمات عادلة ودقيقة للإيجارات، مما يعزز مكانة دبي كوجهة استثمارية عالمية.”
وأضاف: “في عام 2024، بلغ عدد عقود الإيجار المسجلة أكثر من 900,000 عقداً، بمعدل نمو 8% من حيث العدد مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس الثقة المتزايدة في سوق دبي العقاري وبالتالي تمكين كافة أطراف العلاقة الإيجارية من اتخاذ قرارات مستنيرة، بما يحقق طموحات جميع الأطراف ويعزز استدامة السوق على المدى الطويل”.
ويستند المؤشر إلى معايير موحدة وواضحة لضمان الشفافية في عملية تقييم العقارات، فقد تم تطوير آلية حساب دقيقة تراعي جميع العوامل المؤثرة في القيمة الإيجارية، بما في ذلك حالة السوق العقاري. وتتميز المنظومة بالمرونة بفضل التحديث المستمر للمعايير لمواكبة المتغيرات في السوق وضمان تلبية تطلعات المؤجرين والمستأجرين على حد سواء.
وشهد المؤتمر الصحفي كذلك عرضاً تفصيلياً حول مؤشر الإيجارات الجديد، قدّمه خالد الشيباني، مدير إدارة شؤون الإيجارات في أراضي دبي، واستعرض خلاله مزايا المؤشر المبتكر ودوره في تعزيز الشفافية وتطوير القطاع العقاري، بما يسهم في تحقيق بيئة متوازنة ومستدامة تخدم جميع الأطراف المعنية.

حزمة من المبادرات لتعزيز كفاءة القطاع العقاري
وفي وقت سابق، أطلقت الدائرة حزمة من المبادرات لتعزيز كفاءة القطاع وتبسيط الإجراءات منها عقود الإيجار التفاعلية التي تمكن الملاك والمستأجرين من تسجيل وتجديد وإلغاء العقود بسهولة تامة عبر تطبيق “دبي ريست”، وعقود إدارة العقارات التفاعلية التي تتيح للملاك وشركات إدارة العقارات تسجيل العقود وتعديلها مباشرة عبر التطبيق الذكي، دون الحاجة إلى الإجراءات التقليدية، وتصنيف المستأجر النموذجي وهو نظام مبتكر لتصنيف المستوى الائتماني لفئة المستأجرين والحصول على التقارير الائتمانية بواسطة نظام إيجاري والتطبيق الذكي للراغبين من المتعاملين.

شفافية وعدالة في تحديد نسب الزيادة
وفي إطار التزامها بتحقيق الشفافية والعدالة، تطبق دائرة الأراضي والأملاك في دبي عبر المؤشر نظاماً واضحاً للزيادات الإيجارية وفقاً للمرسوم رقم (34) لسنة 2013، إذ يتم تحديد نسب الزيادة بناءً على الفارق بين القيمة الإيجارية الحالية ومتوسط أجر المثل، حيث تبدأ من صفر بالمئة للإيجارات التي تقل عن 10% من متوسط أجر المثل، وتصل إلى 20% للإيجارات التي تقل بنسبة تزيد عن 40% عن المتوسط. ويهدف هذا النظام إلى تحقيق توازن عادل يحمي حقوق كل من المؤجرين والمستأجرين، ويساهم في استقرار السوق.
ويغطي المؤشر جميع المناطق السكنية في دبي، بما في ذلك المناطق الرئيسية ومناطق التطوير الخاصة والمناطق الحرة، ما يضمن توحيد معايير التقييم والتسعير في جميع أنحاء الإمارة. كما يمنح المؤجرين أداة موثوقة لتقييم العقارات وتحديد زيادات الإيجار بطريقة شفافة ومدروسة، في حين يتيح للمستأجرين ضمان الشفافية والحماية من الزيادات غير المبررة، ما يعزز من ثقتهم بالسوق العقاري.

تطوير مستمرّ للمؤشر
وتتطلع دائرة الأراضي والأملاك إلى تطوير المؤشر بشكل مستمر ليشمل المزيد من القطاعات العقارية، مثل المؤشرات التجارية والصناعية، مع إضافة خدمات جديدة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم وتعزيز الثقة في السوق. وتشمل الجهود المستقبلية تقديم برامج تدريبية، وتوفير خدمة عملاء متخصصة ودعم فني مستمر، إلى جانب فتح قنوات تواصل متعددة لتلبية جميع احتياجات المستفيدين.
وتدعو الدائرة كافة المهتمين والراغبين في معرفة المزيد عن المؤشر للتواصل عبر قنواتها الرسمية المعتمدة، حيث يتوفر فريق متخصص لتقديم الدعم والإجابة عن كافة الاستفسارات ذات الصلة.


مقالات مشابهة

  • العائلات المالكة الأوروبية التي أنفقت أكثر على الملابس في 2024
  • جمعة رجب:نعمة إسلام.. وهوية جسدها اليمنيون قولا وفعلاً
  • الإعلان عن معدل زيادة الإيجار في تركيا
  • رصد أكثر من ألف سيارة مفقودة خلال الحرب بمحلية بحري
  • دائرة الأراضي والأملاك في دبي تطلق مؤشر الإيجارات الذكي لعام 2025
  • السيد القائد يشدد : من المهم لشعبنا ان يكون مسلحا .. نحن في حرب مفتوحة
  • مقتل أكثر من 50 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على غزة
  • «أراضي دبي» تطلق مؤشر الإيجارات الذكي لعام 2025
  • دبي.. "الأراضي والأملاك" تطلق مؤشر الإيجارات الذكي لعام 2025
  • ارتفاع حالات الانتحار في جيش الاحتلال بسبب حرب غزة.. هذه حصيلة خسائره (أرقام)