سودانايل:
2025-03-09@00:49:47 GMT

ياشيخ!!

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أطياف
صباح محمد الحسن
ياشيخ!!
طيف أول :
فتوى إرتداد مابين الفشل والحيرة
تستدعي الهواجس كلما عادت تناهيدهم مكسورة!!
ومن قبل تحدثنا عن أن الإنقسامات والخلافات بين التنظيم والقوات المسلحة ، ربما تكون أشد خطرا من حرب الجيش مع الدعم السريع فالصراع من الداخل هو مرض خبيث ينخر القوة، ويضعف الإرادة ويمنح فرصة إستقواء الطرف الآخر لإجتياح مزيد من المدن ، ومايحدث الآن بين الجيش والتنظيم مرفوع على نار هادئه، ويمر بمرحلة ماقبل الغليان وصولا الي التبخر
والبرهان سبق عبد الحي في إظهار الخلاف بينه والإسلاميين عندما خرج يحذرهم في خطابه الأخير من ممارسة العمل السياسي، وعبد الحي يوسف ليس هو الشيخ الحقيقي الذي يضع على الطاولة كتب العلم والفقه ليصدر فتوى بتجريم او إدانة شخص بعينه ، نصائحه معلبة عند الطلب فمن قبل قدم للبشير فتوى قتل ثلث الشعب عندما إستعان به!!
ووصف الرجل للبرهان بأنه ليس شخصية محترمة تدعو للتعامل معها ولا فرق بينه وبين حميدتي وان الحركة الإسلامية لا تثق به لانه لادين له وتسبب في هذه الأزمة وأعجز من أن يقضي على الإسلاميين لأنهم موجودين حتى في مكتبه).


فهذا هو إتجاه واضح لإدانة التنظيم لقائد الجيش بلسان عبد الحي حتى إتهامه لدول اخرى يعني أن أذرع التنظيم بالخارج تقف خلف هذه التصريحات لتهدد البرهان من نية إفلات اليد!
وقبل تصريحات يوسف تحدثنا عن خلاف المال فيما يتعلق بعملية الدعم والسيطرة على الميدان وذكرنا أن البرهان بدأ بحملة تجفيف الموارد ونزع مفتاح الخزنة من الفلول ، وامسك به حتى يكون قرار وقف الحرب او استمرارها بيده ، وهذا لأنه يعاني هذه الأيام من سماع جرس الرحيل الذي يدق على أذنيه يذكره بموعد مبارحة مربع الصراع
وقد يأتي هذا برغبته اوبدونها المهم أن ينتقل الي الدائرة الآمنة والتي ترفضها الفلول
ولكن ماصرح به عبد الحي عن قائد الجيش يؤكد ان التنظيم أيقن أن البرهان في رحلة مغادرة للميدان وأن ماهو واقع سيقع على رؤسهم لذلك لابد من دمغه بالإتهامات.
وربما تلاحقه في الأيام القادمة تهمة الخيانة حتى يستبق التنظيم مايخطط له البرهان ليجد مبررا للشعب انه لو لا خيانة القائد لكنا حسمنا الحرب تحت الكذبة الكبرى ( الميليشيا الي زوال وتلفظ انفاسها الأخيرة )
فتصريحات الشيخ حددت فعليا مقاس الهُوة بين الجنرال والتنظيم
فالقائد يبدو أنه بدا ( يلملم) أطرافه سيما ان امريكا تنتظره عند نهاية الطريق، قبل ان تصل حكومتها آخر محطة للرحيل
ومنذ أن شارك البرهان في الجمعية العامة للامم المتحدة بنييورك كتبنا هنا نصا فور عودته ( إن البرهان وعلى هامش الجمعية العامة ومن خلال لقائه بمسئولين امريكين اتفق على إنهاء الحرب غض النظر عن ماهية واشكال الحلول ان كانت تفاوض او تدخل ، وطلب فرصة منحتها له امريكا لإستعادة عافية المؤسسة العسكرية) والتنصل عن العهد مع الإسلاميين قد يكون اول علامات العافية التي تضمن للجنرال مستقبلا بعيدا عن دفة الحكم والقيادة، لأن التخلي عنهم لايعفي الجنرال من الجريمة ولكنه يخفف عليه وقع العقوبة!!
وماتم من الإتفاق عليه هناك هو ما أزعج الفلول وقتها وجعلهم يترجموا غضبهم على لسان عبد الحي امس الذي يقول إن البرهان لم يخبرهم بما دار في امريكا، فإن كان البرهان عقد إتفاقية مع امريكا تطيح بالقيادات الإسلامية فكيف له ان يفصح عن ذلك ويعلن عنها !! ... ( ياشيخ)
وعبد الحي الذي ينعت البرهان نعتا لم يرمه به خصومه، هو الذي مدحه في بداية الحرب وخرج عبر قناة طيبة يحدث الناس عن ضرورة دعم القائد ولابد من أن يلتف الناس حوله ودعا للإستنفار وبعد ان مات ثلث الشعب ، ومات معه حلم الفلول ومشروعهم خرج ليخبرهم أن قائدكم كاذب ومخادع ، لايستحق النصرة
ومن هذا الإتهام تتجلى للشعب السوداني حقيقة الحرب الكيزانية الخالصة فالولاء عند عبد الحي وفلوله للتنظيم وليس للجيش
فما افصح عنه عبد الحي يعني ان تنظيمه يشعر الآن بخطر الزوال الذي يهدد مصيره فممحاة وجودهم أن يمسك بها البرهان أخطر من أن يمسك بها الدعم السريع
ولكن في ظل هذه المواجهة تبقى الفلول هي الخاسرة
لذلك ربما تكشف عن ردة فعلها في الأيام القادمة ، بمزيد من الإتهامات للقيادة العسكرية، وستفتح الجرة وسيرفع الغطاء عن الفساد خاصة الفساد العسكري، وتسخر آلتها الإعلامية ضد الجنرال، وربما تدخل الحرب مرحلة التصفية والإغتيالات ، هذا كله سيحدث إن لم يتخذ البرهان قرارا شجاعا وسريعا نحو الحل السياسي
ولكن رغم ذلك فإن بدأت الفلول حربها فعليا معه فهو الذي يمكنه نزع القرار ، لطالما أن القلم بيده ،فتسليم قياداتهم للجنائية بيده، وخيار ذهابه للتفاوض بيده ، وطلب الحصول على حماية دولية بيده، حتى البحر الأحمر قد يكون أكثر أمانا للبرهان من مكتبه ، لذلك أن المواجهة في هذا التوقيت بينه والإسلاميين إن لم تدخل مرحلة العنف والتهور، فالخاسر فيها هو التنظيم وليس البرهان !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
هيومن رايتس ووتش: المجاعة تقتل بصمت 100 شخص يوميا في ⁧ السودان والجيش والدعم السريع يعرقلان وصول المساعدات

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الحی

إقرأ أيضاً:

السيد/ البرهان يحطم ارقامه القياسية العالمية في الإنقلابات

بقلم/ اوهاج م صالح

بتاريخ 20 يناير 2022م كتبت مقالا بعنوان السيد/البرهان يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في الإنقلابات، وفي ذلك المقال قلت جازما بأنه ما من احد في هذه المعمورة بإستطاعته تحطيم ارقام البرهان القياسية في الإنقلابات الا البرهان نفسه. وقد صدقت في زعمي ذلك حيث ان البرهان فعلا حطهما اكثر من مرة. وكانت اخر تلك الأرقام التي ذكرتها في ذلك المقال هو الإنقلاب الرابع الذي نفذه على رئيس الوزراء الدكتور/ عبد الله حمدوك، بعد عودته مرة أخرى رئيسا للوزراء، بموجب وعد من السيد البرهان بالسماح له لتشكيل حكومته الثانية بحرية تامة وبدون أي إملاءات او تدخلات من احد. ولكن عندما بدأ الدكتور/حمدوك مشاوراته لتشكيل حكومته، لحس السيد البرهان كلامه، او كما يقول الناس في السودان "لحس بصاقه" وانقلب على حمدوك ومنعه من اختيار حكومته بحرية، الأمر الذي دعى حمدوك لتقديم استقالته.
اما فيما يختص بالإنقلابات الأخرى التي جاءت بعد الإنقلاب الرابع على دكتور حمدوك، فهي على النحو التالي:
الإنقلاب الخامس: هو الإنقلاب على الوثيقة الدستورية بعد ان وقع عليها وطلب من نائبه سابقاً السيد حميدتي التوقيع عليها بالرغم من ان حميدتي لم يحضر مداولات الوثيقة، لأنه كان في غرب دارفور لأكثر من شهرين- ويقال انه ذهب مغاضباً- غير انه افاد بأنه سافر لرتق النسيج الإجتماعي هناك. وعندما عاد حميدتي قال للسيد البرهان - حسب ما صرح به حميدتي- اذا انت موافق على الوثيقة الدستورية، فأنا لا مانع لدي من التوقيع عليها، ولما اجابه البرهان بالإيجاب، وقع السيد/حميدتي على الوثيقة الدستورية على مضض ومن غير الإطلاع عليها ولكنه علق عليها بأنها سوف تكون سبباً لإشعال الحرب، لعلمه برفض الكيزان لها واعدادهم التام للإجهاز عليها وعلى من اعدوها. وقد صدق الرجل الذي دائماً ما تسعفه فراسته البدوية البكر في توقعاته. ومثال آخر على رجاحة فراسته، عندما قال للبرهان اذا قامت الحرب فإن عمارات الخرطوم سوف تسكنها القطط، وبالفعل سكنتها القطط في بادىء الأمر ولكن سرعان ما عافتها الآن مع استمرار الحرب، لأنه ليس فيها ما يغري للسكن، حيث ان الجثث الملقاة على قارعة الطريق اغنتها عن البحث على طعام في العمارات التي سكنها البوم الآن بدلا عن القطط.
الإنقلاب السادس: بعد نكوص السيد البرهان عن الوثيقة الدستورية، حدث بينه وبين نائبه السيد حميدتي جفاءً لم يدم طويل احيث قام بإنقلابه السادس مع الكيزان على قائد الدعم السريع، علماً انه كان يباهي به بين الناس في كل مناسبة، كما وكان يحذر الذين يحاولون الوقيعة بينه وبين نائبه حميدتي. وقد وصف السيد البرهان حربه هذه بالحرب العبثية، وبالفعل هي عبثة بكل معنى الكلمة، لأنها عبثت بكل شيء ولم يسلم منها إنسان ولا حيوان ولا شجر ولا حجر (البنية التحتية). ولازالت حرب البرهان مستمرة بعد مضي سنتين عجاف ذاق فيها الشعب السوداني جميع الأمرار، ولا احد يعلم نهايتها حيث ان نائبه الحلمان الثاني (ياسر العطى) قال سوف لن يوقفوها حتى ولو استمرت مائة عام.
الإنقلاب السابع: هو انقلابه على المؤتمر الوطني عندما صرح قائلا "انه لن يترك المؤتمر الوطني للعودة للحكم على حساب معاناة الشعب السوداني" . ولكن كما يقول المثل السوداني (سيدي بي سيدو) فقد قام عليه الكيزان شر قومة و رفعوا له الكرت الأحمربحكم امتلاكهم لصندوقه الأسود. ولم يمض اكثر من 48 ساعة، إلا و رجع السيد البرهان عن تهديده للمؤتمر الوطني، بل صرح قائلاً " أن كل من قاتل مع الجيش سيكون شريكًا في أي مشروع سياسي لحكم البلاد، وانه لن يتخلى عن كل من حمل السلاح وقاتل إلى جانب الجيش في الحرب ضد المليشيا المتمردة ، وانهم جميعاً سيكونوا شركاء في أي مشروع سياسي بالبلاد، ولن يستثني أحدًا".
الإنقلاب الثامن: وهو الإنقلاب على الوثيقة الدستورية و للمرة الثانية، حيث قام بتعديل الوثيقة الدستورية وتفصيلها بطريقة تضمن له البقاء في الحكم الى ما شاء الله. وشمل التعديل (إزالة كل ما يشير إلى قوات "الدعم السريع" وقوى إعلان الحرية والتغيير، بالإضافة إلى إزالة المدنيين من مجلس السيادة الانتقالي الحاكم على أن يضم 9 أعضاء، هم 6 ضباط تعينهم قيادة الجيش و3 من قادة المتمردين السابقين، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" وهذا التعديل يضمن له السيطرة على الحكومة بشكل شبه منفرد، لأن جميع اعضاء مجلس السيادة المقترحين سوف يكونوا مجرد كومبارس وديكورات.
وبهذا فقد صدق توقعي حيث حطم السيد البرهان آخر رقمه القياسي الذي سجله في يناير 2022م أربعة مرات، بعدد الزوجات المسموح بهن في الإسلام، والساقية لسع مدورة، ما لم يفرمل عجلة ساقيته، نائبه الحلمان الآخر، السيد ياسر العطى، والذي ذكر ذات مرة بأن الرئيس صدام حسين قال له بأنه سوف يحكم السودان. وكل تحركات وتصريحات السيد ياسر العطا تدل على انه ينوي استلام رئاسة الدولة وذلك لثلاثة اسباب اساسية، هي: 1- تنفيذاً لنبوأة الرئيس صدام حسين، 2- رغبة الكيزان في استبدال البرهان، غير المؤتمن لديهم، ويرون انه على استعداد لبيعهم في أي صفقة، لذلك انهم يجدون في شخص السيد/ ياسر العطا، صفات اللمبي الذي يحقق احلامهم ويعيدهم للسلطة - وهو حقيقة شنة التي وافقت طبقة، واعني به اللمبي المعزول السيد البشير، 3- رغبة الجارة الشمالية التي ترى ان استقرار السودان يتضارب مع مصالحها الإقتصادية واطماعها التوسعية وبالتالي فإن السبيل الوحيد لإبقاء السودان غير مستقرا، هو من خلال رئيس عرجوز يكون تحت قبضة صنيعتهم الكيزان الذين هم في الأساس تحت قبضتهم المحكمة. ولهذا كله انا اجزم بأن انقلاب ياسر العطا لا محالة حادث لأن دوافعه ثلاثة اضعاف دوافع السيد البرهان ابن الحلمان- ومافي حد احسن من حد.
والله في احيان كثيرة اجد نفسي في حالة من التوهان العميق والإضطراب النفسي الشديد بسب حالنا البئيس كسودانيين، خاصة النخب الذين يتنطعون في القنوات الفضائية وفي وسائل التواصل الإجتماعي مدعين الفهم والمعرفة بما يدور في سوداننا المكلوم، وتغيب عنهم مثل هذه الأشياء الواضحة والتي هي اوضح من الشمس في عز النهار. بئس القوم نحن السودانيين، و بئس التعليم الذي تعلمناه وجعلنا كالعيرفي البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول. ويا لتعاستنا وتعاسة هذا الوطن الذي يحكم بالأحلام والنبوءات والمخابرات الأجنبية وأشواق شذاذ الآفاق الكيزان وجماعتهم البلابسة. يا جماعة اتركوا عنكم الجعلنة وحكموا عقولكم واصحوا تصحوا ويصح وطنكم.
اللهم يا ودود يا فعال لما تريد يا ذو العرش المجيد، يا من انت على كل شىء قدير، اللهم اسألك في هذا الشهر المبارك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، اسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك، أو علمته احد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، نسألك اللهم ان تعجل بإيقاف هذه الحرب القذرة في بلادنا، وأن تأخذ بيد الأبرياء والضعفاء والمغلوب على أمرهم، وترنا في الذين اشعلوا هذه الحرب وساعدوا ويصروا على استمرارها، اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك وتحول عافيتك وبأسك الشديد الذي لا يرد وأخزيه ومزقهم شر ممزق وأرنا فيهم عاقبة فرعون ذي الأوتاد، وإرم ذات العماد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، اللهم صب عليهم صوت عذاب وكن لهم بالمرصاد، انهم لا يعجزونك وانك على كل شىء قدير. اللهم آمين. آمل من كل من يقرأ هذا المقال ان يؤمن على هذا الدعاء.
لا للحرب، لا للإنقلابات، لا للعنصرية، لا للجهوية، لا للعمالة والإرتزاق، لا لتقسيم السودان.

اوهاج م صالح

ملاحظة: ادناه نص المقال الذي كتبته بتاريخ 20 يناير 2022م تحت عنوان:
السيد/ البرهان يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في الإنقلابات
اياسية
السيد البرهان ، رئيس مجموعة البشير الأمنية – وهذا في وجهة نظري ينبغي ان يكون المسمى الحقيقي للسيد البرهان . ويجب الا يطلق عليه القائد العام ، او رئيس مجلس السيادة ، لأن حقيقة الأمر هو لا يمثل قوات الشعب المسلحة السودانية ، ولا يشبهها في الخلق ولا العقيدة . كما انه ليس برئيس مجلس السيادة ، لأن مجلس السيادة الذي اختاره الشعب السوداني قد انقلب عليه البرهان والغاه ثم اختار له مجلس سيادة ديكوريا يخصه هو ولجنته الأمنية والسيد/ برطم ممثل اسرائيل في المجلس . إذا من اليوم فصاعدا يجب على الشعب السوداني ان يسمى البرهان بمسماه الحقيقي وهو رئيس لجنة البشير الأمنية فقط وليس اي مسمى آخر .
فيما يتعلق بإنقلابات البرهان ، قد لاحظت ان العديد من السياسيين يختصر انقلابات السيد البرهان في انقلابين فقط ، وهذا خطأ . فالصحيح ان السيد/ البرهان قد قام بأربعة انقلابات معروفة خلال الفترة القصيرة الممتدة ما بين ديسمبر 2018 و25 اكتوبر 2021. وأدناه اوضح الإنقلابات الأربعة :
الإنقلاب الأول : هو انقلاب السيد البرهان على إبن عوف . فعندما علم السيد البرهان ان الشعب السوداني قد رفض ابن عوف ، المتهم بجرائم دارفور – تماما كما البرهان نفسه – فقد سال لعاب البرهان ، حيث وجد في ذلك فرصة تاريخية تمكنه من تحقيق رؤية اباه الذي اخبره بها بأنه سيكون رئيس السودان ، بجانب ان تلك الفرصة سوف تشكل له حماية من المساءلة على جرائمه التي ارتكبها في دارفور والمتمثلة في جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي . وبما ان البرهان يعلم بإنه غير مؤهل اخلاقيا ولا مهنيا ولا سياسيا للعب هذا الدور ، وبأنه سوف لن يجد القبول من قبل منسوبي قوات الشعب المسلحة الوطنيين. وفي ظل هكذا وضع لا يمكن للبرهان ان يصل الى هدفه الا من خلال مساعدة رفيق دربه في جرائم دارفور السيد/ حميدتي . لذلك اصر البرهان على ان يستصحب معه الكاشف او لنقل اخوه هرون ، ليشدد به ازره ويشركه في أمره ويقدم له الدعم العسكري . وقد سبق ان ذكر السيد حميدتي هذا السناريو عدة مرات وفي لقاءات مختلفة ، بأن البرهان قد اشترط لإستلام المهمة ان يكون هو ، اي حميدتي معه . ومن المعروف ايضا بأن السيد حميدتي بجانب انه والبرهان قد دفناه سويا في دارفور ، فالرجل ايضا معروف عنه ان لديه طموحات وتطلاعات كبيرة ليكون رقما في الحكومة ، واذا ساعد البرهان في هذه المهمة فسوف تتيسر مهمته ولن يبخل عليه البرهان بوصوله لمبتغاه هو الآخر . وبذلك يكون قد وافق شنٌ طبقة . لذلك ، وكما يلاحظ الجميع الآن ، فان كلا الرجلين يستميتان للتشبث بالسلطة لكي يواريا سوءاتهما التي يندى لها الجبين في دارفور ، ويحافظا على ما تحقق لهما من احلام تعتبر من افلام عالم الخيال .
الإنقلاب الثاني : وهو الإنقلاب الذي اعقب جريمة الإبادة الجماعية امام القيادة العامة ، وتفاصيلها معلومة للجميع لذلك لا داعي للإسهاب فيها . ولكني لن انسى ان أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتقبل شبابنا بقبول حسن ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنان ، ويرنا الله في عدوهم وعدو الشعب والوطن عجائب قدرته وتحول عافيته ومقته وغضبه وبأسه الذي لا يرد، وان يعجل بهزيمتهم ويقي السودان واهله شرورهم .
الإنقلاب الثالث : وهوانقلاب 25 اكتوبر والذي تم بموجبه حل مجلسي السيادة والوزراء وزج بالوزراء وبعض اعضاء مجلس السيادة في السجون . كما جمد البرهان نشاط لجنة ازالة التمكين التي كانت قاب قوسين او ادنى من الوصول اليه والى اعضاء لجنته الأمنية. كذلك قام بإلغاء العديد من البنود المهمة في الوثيقة الدستورية التي جمعت المكونين العسكري والمدني في حكومة انتقالية يتبادلا رئاستها بالتناوب .وكما هو معروف عندما حانت فترة رئاسة المكون المدني لرئاسة مجلس السيادة ، انقلب السيد البرهان واخوه هرون على حكومة الفترة الإنتقالية وبالتالي اعاد شنُ وطبقة السودان الى مرحلة القطيعة الدولية . وهذا الإنقلاب تحديدا يعتبر من الإنقلابات الفريد من نوعها في العالم ، حيث لم يسبقه عليه أي انسان على وجه الأرض وذلك لأن السيد البرهان قد انقلب حتى على نفسه بإلغائه لمجلس السيادة والذي هو رئيسه .
الإنقلاب الرابع : وهو انقلابه على اتفاقه المبرم مع الدكتور/ عبد الله حمدوك، بتاريخ 21 نوفمبر 2021م . وهذا الإنقلاب تحديدا كان متوقعا سلفا وقد حذرنا منه الدكتور/ حمدوك ، من خلال مقال بعنوان “ماذا فعلت بنا وبنفسك يا حمدوك” ونشر المقال في كل من صحيفتي سودانايل وسودانيزاون لاين . والسبب ان حمدوك اختار الوقت الخطأ في لحظة ترنح الإنقلاب ، وكذلك سعى لذلك الإتفاق بظهر مكشوف وليس له اي سند داخلي بخلاف سنده الخارجي الذي لا يعني السودانيين في شيء . وكان هذا الإتفاق بين الطرفين ينص على منح الدكتور/ حمدوك مطلق الحرية والصلاحية لإختيار اعضاء حكومته المدنية ، دون تدخل من المكون العسكري . وما ان شرع الدكتور/ حمدوك في مشاوراته لتكوين حكومته، الا وقد بدأ البرهان يضع جميع انواع المتاريس امامه . وهذه المرة فإن متاريس البرهان اصبحت بحجم الحاويات . وظل الإنقلابي البرهان يقف حجر عثرى امام الدكتور حمدوك ، ويشترط موافقته على كل صغيرة وكبيرة . وفوق ذلك قام السيد البرهان بتعيين رئيس القضاء والنائب العام ومدير جهاز المخابرات والذي يمت بصلة قرابة لصديقه الكاشف (حميدتي) . اضف الى ذلك قام الإنقلابي البرهان بإعادة جهاز أمن المخلوع بكامل صلاحياته القديمة ، حيث منحه الحرية المطلقة لسفك الدماء والسجن وملاحقة المعارضين . ايضا منح افراد الأمن الحصانة الكاملة من أي مساءلة قانونية . وبهذا القرار فقد اطلق البرهان يد قوات الأمن والكجر والنيقرز والشرطة ، فقاموا بأفظع الجرائم الإنسانية مثل دخول المستشفيات وخطف الجرحي من المستشفيات ، والقاء قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المستشفيات ، وضرب وحبس الكوادر الطبية ، وملاحقة الثوار داخل الإحياء والمنازل ، كذلك جرائم الإغتصاب وهي من احط واقذر انواع الجرائم الإنسانية والتي ينبغي ان تكون عقوبة الذين اقترفوها والذين اذنوا بإقترافها التقطيع اربا اربا في ميدان عام . وازاء هكذا تصرفات من البرهان، ما كان امام الدكتور/ حمدوك ، بد مما ليس منه بد ، وهو الإستقالة . فأستقال حمدوك دون ان يوضح الحقيقية الأساسية التي عجلت بإستقالته ، فخرج بخطابه الممجوج الواهي . وانا اعتقد ان خطاب الدكتور/ حمدوك بتلك الكيفية الباهتة كان عبارة عن مهر نفذ من خلاله بحياته من نتيجة كارثية لم تكن لتكون أقل كارثة من كارثة تصفية المرحوم العميد/ علي بريمة ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة . لذلك نقول للذين لا يزالون يسوقون لعودة الدكتور/ حمدوك ، بأن ينسوا هذه الفكرة . لأن السيد حمدوك لا يمكن ان يقبل بتكرار هذه التجربة مرة أخرى ، فالمثل يقول العضاه الدابي بخاف من جر الحبل . بجانب ان الرجل نفسه ليس اهلا لهذه المهمة في هذا التوقيت بالذات .
وهكذا يكون السيد البرهان قد نفذ أربعة انقلابات خلال اقل من ثلاثة سنوات . وبالتالي يعتبر البرهان ، اول انسان في التاريخ ينفذ هذا العدد من الإنقلابات خلال فترة وجيزة . وانا اجزم بأن السيد البرهان سوف يحتفظ بهذا الرقم القياسي في موسوعة جينس للأرقام القياسية الى قيام الساعة . واذا كان هناك من احد قد يكسر هذا الرقم القياسي فسوف يكون البرهان نفسه ، اذا ما اتيحت له فرصة أخرى للمشاركة في الحكومة المقبلة . لذلك يجب على المدنيين التمسك بلاءات لجان المقاومة الثلاثة (لاشراكة ، لا تفاوض ، لامساومة) حتى يقطعوا دابر انقلابات البرهان المستمرة . فالعسكر للثكنات.
اختتم هذا المقال لأناشد من خلاله جميع الآباء واقول لهم ما قاله يعقوب عليه السلام لإبنه يوسف عندما قص عليه رؤياه الواردة في سورة يوسف (يا ابتي اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين). فرد عليه سيدنا يعقوب عليه السلام (قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للإنسان عدو مبين)سورة يوسف. فالرؤية مسؤولية عظيمة ويجب الا تقص لكل من هب ودب . خاصة إذا رأى احد الآباء رؤية تخص مستقبل احد ابنائه – الذين تعوذهم الأهلية – وان تلك الرؤية تتعلق بأمر الأمة ، فيجب ان لا يقصها الوالد لإبنه حتى لا يتشبث بها ويسعى لتحقيقها بأي صورة من الصور وأي تكلفة كانت من ازهاق للأرواح ودمار للأوطان ، كما هو حالنا الآن في السودان . لذلك يجب على الآباء ان يتحروا جيدا لمن من الأبناء يمكن ان يقصوا عليهم رؤياهم.

لا شراكة ، لاتفاوض ، لامساومة ، والعسكر للثكنات ، والردة مستحيلة.

اوهاج م صالح

 

awhaj191216@gmail.com

//////////////////////

   

مقالات مشابهة

  • نازحات في يومهِنّ!!
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • الرئيس التشادي يطلب عقد قمة رئاسية والبرهان يضع شروطًا
  • المصحف بيده.. وفاة مسن داخل مسجد بالغردقة فجرا
  • دعوة إسرائيلية لـكيسنجر جديد لحماية الاحتلال من الغرور والتضخم الذي يعيشه
  • بوتين بعد رفض هدنة مؤقتة في أوكرانيا: علينا اختيار السلام الذي يضمن أمننا
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • السيد/ البرهان يحطم ارقامه القياسية العالمية في الإنقلابات
  • البرهان يلتقي المبعوث النرويجي
  • "اقتصادية الدولة" تناقش مشروع قانون "التنظيم العقاري"