هذا المطعم الذي يحمل ٥ نجوم زواهر علي صدره بهن يزهو ويفاخر يجعلك مثلا أن تجلس علي كف الراحة لأكبر مدة ممكنة مثلا اذا طلبت وجبة غداء تتذوق ذاك اليوم حديقة وارفة بباقات وورد من الأطباق الشهية الافرنجية والبلدية وتصاب بالذهول وانت تري امامك ( طبق فتة ام رقيقة ) وتعني عندهم ( كسرة بي ويكة ) وهذا الطبق رغم بساطته دائما يأت في مقدمة الطلبات لأن المسألة معه ليس مسألة تناول طعام فحسب بل المسألة هي وطنية يستمتع فيها رواد المطعم بوجبة عناصرها كلها من تربة الوطن ويكاد ابن البلد وهو ينعم بالطبق قربه يحس بالعلم يرفرف فوق رأسه وبالسلام الجمهوري يعزف له فيزداد تعلقا بأرضه الطيبة وبكل مافيها من سحر وجمال !!.

.
وتظل الجلسة مستمرة لتناول الحلويات وهذا المطعم بالذات يتفنن فيها إن كانت شرقية أو غربية أو محلية وطبعا المحلية تتفوق علي صاحبتيها لأن عناصرها وطنية فيها طعم ورائحة أرضنا الطيبة !!..
ولا نزال هنالك نستمتع بالاناشيد والاغاني المنتقاة المعتقة تنبعث في جنبات المكان هادئة تجعل الاستماع اليها يحدث في النفس توازنا عجيبا ونوع من الاسترخاء يزيد من الشهية لمزيد من الطعام وما يعقبه من تحلية وفواكه وعصائر !!..
ويتوج كل ذلك الاحتفال بتقديم الشاي الاخضر والاحمر والقهوة ذات البريق الصالحة للشرب بعد الوجبات أو علي الريق !!..
نعم في جلسة واحدة وجدنا هذا المطعم يكفي زبائنه مؤونة التحرك هنا وهنالك لتناول التحلية أو الشاي والقهوة في أماكن متفرقة وكان أن جمع لهم كل هذه الخدمات في صعيد واحد مع توفير الاغاني المحتشمة الهادئة والموسيقي الراقية المعطرة !!..
وعدنا الي الفندق با ( المايكرو بص ) الأنيق الخالي من الزحام الذي له شعار مرفوع ينادي باحترام الركاب مع وافر النظام من غير اي واحد فيهم أن يضام أو يشكو من الآلام !!..
سارت بنا الايام عذبة حلوة في بورتسودان ودخلنا الاستاد والتقينا ونحن في مقاعد المتفرجين وبالنظر مصوبا علي ( دائرة السنتر ) كانت المواجهة بين قطبي الكرة هنالك الهلال وحي العرب ... وانتهت المباراة وبغض النظر عن النتيجة خرج الفريقان فائزين بسبب جودة اللعب وسيادة الاخلاق واللعب النظيف !!..
وشاهدنا من الأفلام الأجنبية والعربية والهندية في دور يسودها النظام والنظافة والأناقة ومن بين ماشاهدنا ذاك الفيلم ( الي سيدي مع حبي ) وقد تعلق بالذاكرة لانه لعب دورا مهما في إزالة العنصرية البغيضة من ذاكرة هؤلاء القوم الذين مازال عندهم هذا المرض أو الوهم مستفحلا ...
كان الموعد أن نسافر في الغد بعد أن استمتعنا بقضاء اجمل الاوقات في عروس البحر الأحمر ورأينا أن ندخل السوق العامر لنتزود ببعض الهدايا نحملها للاهل والأصدقاء وكانت المفاجأة ونحن ندخل أحد المتاجر أن وجدنا صاحبه يعرفنا حق المعرفة فقد كنا زبائنه في الأبيض وبعد السلامات والمجاملات وبعد أن عرف أننا سنسافر في الغد أصر أن نذهب معه علي طول لتناول الغداء في منزله وكان أن أعطي كل منا هدية معتبرة من محله الفاخر ...
المهم لقد نعمنا بحسن الضيافة وقابلنا أسرته الكريمة وخرجنا من عنده في وقت متأخر من الليل ولساننا يلهج بالحمد لله الذي أكرمنا بخيره العميم وباخواننا من بني جلدتنا الذين هم هم كلهم ضيافة ومسارعة لتقديم العون للغير من غير من أو اذي وهذه ميزة حبانا الله سبحانه وتعالي بها وياليت أن نعض عليها بالنواجذ ولا نجعلها تفلت من بين أيدينا !!...
والي اللقاء مع رحلة قادمة لبورتسودان ولكن هذه المرة في الشتاء حيث تكون تلك المدينة الوادعة تنعم بالدعاش والمطر ( الرشاش ) مع الأجواء الساحرة التي يحلو معها تناول الاسماك و ( السلات ) والشعير الممزوج بالحليب وكل خيرات المطاعم خماسية النجوم والحدائق والميناء والبحر الصافي وكائناته الملونة و ( السنبوك ) يتمايل وهو يتهادي في صفحة الماء والغربان الصغيرة رغم صخبها وعبثها فهي جميلة ومكملة لخريطة بلد عمنا الشيخ ( برغوث ) وفارسنا الهمام كاسر المربع الانجليزي الشيخ الوقور عثمان دقنة البطل المعروف !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مولد الإمام الحسين.. حفيد الرسول وسيد شباب أهل الجنة

الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وابن السيدة فاطمة الزهراء، وُلد عام 4 هـ ونشأ في كنف النبوة، حيث أحاطه جده بمودة عظيمة، حتى قال عنه: "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا"، واستشهد الحسين -رضي الله عنه- في كربلاء على يد عبيد الله بن زياد وجيشه، مع 18 فردًا من أهل بيته وعشرات من أنصاره، خلال فترة خلافة يزيد بن معاوية.

مولده ونسبه

وُلد الحسين في الثالث من شعبان، عام 4 هـ، وهو الابن الثاني للإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء، بعد أخيه الحسن الذي وُلد في 15 رمضان عام 3 هـ، وكان بين الأخوين فارق زمني يقارب 11 شهرًا و11 يومًا.

شهدت ولادته فرحة غامرة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعندما أُخبر بالمولود توجه إلى بيت علي وسأل عن اسمه، فأجاب علي: "حرب". لكن النبي أصر على تسميته "حسين"، كما سمّى شقيقه الأكبر "حسن"، رغم أن هذين الاسمين لم يكونا مألوفين في المجتمع العربي آنذاك.

نشأته في كنف النبي

عاش الحسين طفولته في بيت النبوة حتى بلغ نحو 6 أو 7 سنوات، وكان يحظى بعطف النبي وحبه الكبير. كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يناديه بحنان، يداعبه ويحمله على كتفه، وكان يردد له أهازيج محببة، منها: "حزقة حزقة ارق بأبيك عين بقة".

وكان النبي يلاعب الحسن والحسين، وحينما كان يرى أحدهما يبكي، كان يأخذه ويضمه إليه لتهدئته. كما ورد أنه كان يطيل السجود عندما يرتقي الحسن أو الحسين على ظهره أثناء الصلاة، حرصًا على عدم إزعاجهما.

محبة النبي للحسنين انعكست في أحاديثه، حيث قال: "من أحب الحسن والحسين فقد أحبني". وخصّ الحسين بقوله: "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا"، مما عزز مكانته في قلوب المسلمين.

الحسين وآل البيت

 

في طفولته، شهد الحسين العديد من الأحداث في بيت النبوة، مثل وفاة شقيقات والدته، ومولد إبراهيم بن النبي ووفاته، حتى لم يبقَ للرسول -صلى الله عليه وسلم- من ذريته إلا السيدة فاطمة وأبناؤها.

ولهذا، يُطلق مصطلح "آل البيت" تحديدًا على هؤلاء، وهم الذين شملهم النبي في حديث الكساء، عندما جمع الحسن والحسين والسيدة فاطمة والإمام علي تحت عباءته وتلا قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب: 33).

مكانته في عهد الخلفاء الراشدين

حظي الحسين -رضي الله عنه- بمكانة رفيعة في عهد الخلفاء الراشدين، فقد كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- يجلّانه ويقدّران منزلته. كان أبو بكر يحمل الحسن أحيانًا ويقول: "بأبي.. شبيه بالنبي.. لا شبيه بعلي".

وفي عهد عمر بن الخطاب، كان يُدخل الحسن والحسين قبل كبار الصحابة، ويقول لهما: "أنتم أحق من ابن عمر، فإنما أنبت ما في رؤوسنا الله ثم أنتم". كما منحهما عطايا مساوية لما يُعطى لأهل بدر، وعندما وزع عمر الحلل على أبناء الصحابة، أرسل إلى اليمن ليحصل لهما على أفضل الثياب.

مع تولي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الخلافة، أصبح للحسين دور بارز في الحياة العامة، حيث شارك في الفتوحات الإسلامية، منها فتح إفريقية (تونس حاليًا) وفتح طبرستان (شمال إيران حاليًا).

دوره في عهد الإمام علي وخلافة الحسن

انتقل الحسين إلى الكوفة مع والده الإمام علي عام 36 هـ، بعد موقعة الجمل. وعند استشهاد والده في رمضان 40 هـ، بايع المسلمون الحسن خليفةً للمسلمين. لكن بعد اضطراب الأوضاع السياسية، عقد الحسن صلحًا مع معاوية عام 41 هـ، فيما عُرف بـ"عام الجماعة"، وبهذا انتقلت الخلافة إلى معاوية.

رفض الحسين هذا الصلح في البداية، لكنه امتثل لقرار أخيه، حيث قال له الحسن: "لقد هممت أن أحبسك فلا أطلقك حتى ينتهي هذا الأمر". ورغم دعوات البعض له لمواصلة القتال، أكد الحسين التزامه بالبيعة، قائلاً: "إنا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل لنقض بيعتنا".

استشهاد الحسين في كربلاء

 

بعد وفاة معاوية عام 60 هـ، رفض الحسين مبايعة يزيد بن معاوية، حيث اعتبر أن الخلافة لا ينبغي أن تكون وراثية. تلقى دعوات من أهل الكوفة لمبايعته، فتوجه إليهم رغم تحذيرات الصحابة. لكن والي الكوفة، عبيد الله بن زياد، حاصر الحسين وجيشه في كربلاء، ومنع عنهم الماء.

في العاشر من محرم عام 61 هـ (الموافق 10 أكتوبر 680م)، وقعت معركة كربلاء، حيث قُتل الحسين مع 18 من أهل بيته وعشرات من أنصاره، بعد معركة غير متكافئة. ورغم قلة عددهم، صمدوا حتى آخر لحظة، وسقط الحسين شهيدًا، ليبقى رمزًا للتضحية والكرامة في التاريخ الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • مولد الإمام الحسين.. حفيد الرسول وسيد شباب أهل الجنة
  • لأول مرة واحد من الناس يذيع جنازة أم كلثوم كاملة بمناسبة مرور نصف قرن علي رحيلها
  • برنامج "واحد من الناس" يحتفل بمرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق
  • ضبط (19) كيلو ذهب مهربة عبر مطار بورتسودان في جسد أحد الركاب!
  • أسطورة مانشستر يونايتد يطرد عمال مطعمه بشكل غريب.. ماذا فعل؟
  • كيفية الإجابة على أسئلة الأطفال الوجودية.. أين الجنة وكيف يرانا الله؟
  • طريقة بسيطة لتناول الحلويات دون خطر زيادة الوزن
  • وزير النقل: نعمل على توسعة مطار بورتسودان ليستوعب 40 طائرة رابضة في وقت واحد
  • لعشاق التسالى.. فوائد خارقة لتناول اللب الأبيض
  • مدير مطعم في إيطاليا يطرد زبونًا بسبب وضعه المايونيز على البيتزا.. فيديو