سودانايل:
2025-01-05@07:59:12 GMT

في الذكري الثانية لرحيل الفنان الكبير حمد الريح

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

نتحدث عن قصة أشهر اغنية زادت من شهرته.
** تمر اليوم الذكري الثانية لرحيل الفنان الكبير المسؤول والرائع جدا حمد الريح الذي غادرنا الي دار الخلود بتاريخ ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢م بمنزله في بري بسبب كرونا وقد كان اصلا قد اصيب قبلها بضعف الذاكرة بسبب عملية جراحية في الرأس أجراها في الهند.
وقد تذكرت كيف كانت اغنية( الي مسافرة) والتي كتبها الشاعر الذي رحل وهو في ريعان شبابه وعظيم إنتاجه( عثمان خالد).


وربما لا يعرف البعض اغنية الي مسافرة الا بعد ان يعرف مطلعها : يا قلبي المكتول كمد .
فقد كان حمد الريح قادما بالبص من مدينة الاحلام ودمدني بعد ان احيا حفلا ساهرا هناك .. كان ذلك في بداية العام ١٩٦٨م وقد اشتري من اكشاك بيع الصحف بودمدني بعض الصحف ومن ضمنها مجلة الاذاعة السودانية وكان اسم المجلة القديم (هنا ام درمان )وقد ترأس تحريرها في زمان مضي شاعرنا الراحل الاكثر شهرة محمد الفيتوري .
وفي اثناء سير البص الي الخرطوم كان حمد قد وضع الصحف جانبا وبدأ في تقليب المجلة .. وفجأة استوقفته قصيدة طويلة تحمل معاني جديدة وقد لمس فيها حزنا كأنه كان دفينا .. ربما هي حكاوي العشق والغرام والمناجاة . وكان مكتوبا اسم شاعرها هو الشاعر الراحل عثمان خالد وقد كان شابا صغيرا قادما من كردفان ليعمل ويسكن مع اقربائه آل الشيخ الجعلي في حي القلعة المتاخم لودنوباوي بام درمان .
قال لي حمد ذات مرة انه وهو داخل البص قد توقف عند مفردات هذه القصيدة التي هزته فعلا وامتلكته امتلاكا لم يستطع منه فكاكا .. مما ادي الي ان يترنم بلحن هاديء لها .. لحن ذا وتيرة واحدة او كما يقول الملحنون لحن دائري وبايقاع واحد حتي نهاية الاغنية .. وقد كان ايقاعها جديدا جدا وقد اجاده عازف الايقاع الرائع ابراهيم كتبا .
وحين وصل البص الي محطته الاخيرة بموقف الخرطوم ٣ قبل انتقاله الي الشعبي لاحقا .. كانت فكرة اللحن قد اكتملت تماما .
يقول حمد بأنه حين وصل الي البيت في توتي وقبل ان يرتاح من عناء السفر فاذا به يمسك بآلة العود وبدأ يتغني باللحن قبل ( ان يطير منه ) وهو ما يسميه الفنانون ( قبض اللحن ).
وحكاية قبض اللحن هذه ذكرها استاذنا الكابلي بانهم ومعه فرقته كانوا في سنجة للمشاركة في حفل زواج وفي فجر اليوم التالي تحركوا بالتاكسي الذي اتوا به غافلين الي الخرطوم . وحتي لايشعر السائق بالنعاس بدا كابلي في دندنة بالعود بلحن اغنية حبيبة عمري للحسين الحسين وفجاة ضربه محمدية علي كتفه وكان يجلس خلفه في التاكسي قائلا له : اقبض!!!
اي اقبض مقدمة اللحن.
اما حمد الريح فقد ذهب للاذاعة في اليوم الثاني واجاز النص من لجنة النصوص واجاز اللحن ايضا .
وبعد اقل من اسبوع تغني به علي الهواء في التلفزيون في سهرة برنامج تحت الاضواء التي كان يقدمها الاعلامي اللامع حمدي بولاد اسبوعيا.
اما القصة الطريفة فان اجر الشاعر في كل من الاذاعة والتلفزيون كان مجمدا بالخزينة لانهم لا يعرفونه وحمد لا يعرفه.
ولكن هناك قصة اكثر طرافة و التي حكاها لي ايضا حمد الريح وهي كالتالي :
بعد مرور اكثر من عام وقد ظل الشعب السوداني يردد هذا اللحن الجميل ويتغني به الهواة في كل مكان .. كان حمد الريح مشاركا بالغناء في مناسبة ما بودنوباوي وبعد انتهاء الحفل وقد كان كل الناس بنات واولاد يحفظون الي مسافرة ورددوها معه اثناء الغناء .. وعند خروجه الي عربته اتي ليه شاب صغير وجميل المظهر وذو شعر سبيبي غزير قائلا له بكل خجل بعد السلام عليه :
انا يا استاذ عثمان خالد شاعر الي مسافرة !!!
فاندهش حمد الريح جدا وقال له انت وين ياخ ونحن نبحث عنك لسنة كاملة للتعرف عليك ولم نحصل علي عنوانك . ولماذا لم تقابلني سواء في مكتبة الجامعة او بنادي الفنانين للتعرف عليك .
عموما سوف احفظ لك حقك في هذه الاغنية التي رفعت من اسهمي جدا وساذهب الي حسابات الاذاعة والتلفزيون ليجهزوا لك حقك كشاعر حسب النظم المعمول بها .
ما ادهشني في هذه القصة ان هذا الشاعر وبهذه الاغنية التي اشتهرت لم يحاول ان يكتب عنها او يعرض نفسه للصحف انه هو شاعرها .. ولم يحاول الاتصال بحمد الريح .
ما اعظم نوعية تواضع شعراء زمان .
الله يرحمك يا حمد ...
الله يرحمك يا عثمان خالد.

abulbasha009@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عثمان خالد وقد کان

إقرأ أيضاً:

الاستحقاق الرئاسي في مهبّ الريح… هل ينجح خصوم الحزب بالتعطيل؟!

تقوم القوى السياسية اللبنانية بالعديد من الخطوات الجدية المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، غير أن كل هذه الخطوات لا تزال ناقصة، إذ من الواضح أن هناك رهانا لدى عدد من الأطراف المحلية على أنّ الوقت سيكون لصالحها، وبالتالي يصبح تأجيل الانتخابات الرئاسية أمراً لا مفرّ منه حتى الوصول الى نتيجة أفضل. 

تقول مصادر سياسية مطلعة أنّ القوى التي تخاصم "حزب الله" ترغب بشكل أو بآخر بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية لأنّ رهانها يتركّز حول أمرين؛ 
الأول وصول الرئيس الاميركي المُنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض مع ما يعنيه ذلك من تصعيد ضدّ "حزب الله" وحلفائه في المنطقة. أمّا الرهان الثاني فهو على إمكانية حصول ضربة عسكرية ضدّ إيران، ما من شأنه أن يُضعف المحور بشكل كامل ويجعل منه عاجزاً عن فرض شروط أو حتى تعطيل أي خطوة لبنانية تصبّ في مصلحة الفريق المُناهض "للحزب"، كإيصال رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع مثلاً الى رئاسة الجمهورية، وهذا أمر بدأ يسيطر على عقلية جعجع في الأسابيع الاخيرة. 

أمام هذا الواقع تصبح جلسة التاسع من الشهر الجاري في مهبّ الريح، إذ إن هناك مساعٍ جدية لتطيير النّصاب لعدم إمكانية المعارضة التوافق على اسم محدد، ما يسمح بتقدّم قوى الثامن من آذار في حال تحالفها مع الكُتل الأخرى كنّواب السنّة أو زعيم المُختارة وليد جنبلاط و"التيار الوطني الحر". 

كل ذلك يؤشر بوضوح الى مماطلة ستلعب دوراً كبيراً في الكباش الرئاسي وموازين القوى الحاكمة سواء في مجلس النواب أو في الحياة السياسية عموماً، وربما في السياسة الاقليمية التي تبدأ من إيران والسعودية وتصل الى دمشق وبيروت. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بسبب وزنه.. خالد الصاوي يطلب من الجمهور الدعاء له
  • خالد الصاوي يطمئن جمهوره بعد أزمته الصحية الأخيرة
  • باسم سمرة: اللي مشتغلتش مع محمد سعد مشتغلش سينما
  • الاستحقاق الرئاسي في مهبّ الريح… هل ينجح خصوم الحزب بالتعطيل؟!
  • مش عايز غير دعواتكم.. مرض مزمن يصيب خالد الصاوي ويطلب الدعاء
  • مرض خالد الصاوي يثير فزع عشاقه .. ما سر وزنه الزائد؟
  • الموت يُغيِّب الفنان المسرحي الكبير قصي البصري
  • نجوم الفن في عقد قران العمروسي ومي فاروق
  • بعد أول أيام عرضه.. فيلم الدشاش يتصدر التريند
  • صندوق التنمية الثقافية يحتفي بالذكرى الـ111 على ميلاد الفنان الكبير حسين بيكار