ارتفعت حالات سرطان البنكرياس بين الشباب بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ولكن العلماء أصيبوا بالحيرة لأن الوفيات الناجمة عن هذا المرض لم تشهد زيادة مماثلة.

يُعتبر سرطان البنكرياس واحدا من أكثر أنواع السرطان فتكا. ووفقا للإحصائيات البريطانية، يعيش أقل من واحد من كل 20 مريضا بسرطان البنكرياس لعقد كامل بعد التشخيص.

لذلك، توقع الخبراء زيادة كبيرة في وفيات سرطان البنكرياس لدى الأشخاص المصابين الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة لتتوافق مع الزيادة بنسبة 2 إلى 8% في التشخيصات خلال الـ18 عاما الماضية.

لكن العلماء يعتقدون الآن أن هذا لم يحدث لأنهم يصابون بنوع معين من سرطان البنكرياس يصيب الشباب، وهو نوع يسهل اكتشافه وعلاجه في مراحله المبكرة.

سرطان البنكرياس يقتل حوالي 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة سنويا (شترستوك) سرطان البنكرياس وسرطانات أخرى أقل فتكا

يشمل مصطلح سرطان البنكرياس أنواعا مختلفة من الأورام التي تصيب العضو البالغ طوله 25 سنتيمترا، والذي يساعد في عملية الهضم وتنظيم الهرمونات. أحد هذه الأنواع، هو "الأدينوكارسينوما"، وهو النوع الأكثر شيوعا ويمثل 90% من الحالات.

يظهر هذا النوع أعراضا قليلة أو معدومة حتى يبدأ المرضى فجأة بفقدان الوزن ويظهر لديهم اصفرار في الجلد، وعند هذه النقطة، يكون الأوان قد فات بالنسبة لمعظم الحالات. ولهذا السبب يُطلق على المرض اسم "القاتل الصامت".

وجدت مجموعة من الخبراء، بقيادة أطباء من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن بالولايات المتحدة، عند تحليل البيانات أنه لم تكن هناك زيادة في حالات الأدينوكارسينوما بين الشباب. وأن الزيادة جاءت من نوع آخر من سرطان البنكرياس، يسمى "سرطانات الغدد الصماء".

على عكس الأدينوكارسينوما، هذه الأورام تنمو ببطء وتستغرق عقودا لتظهر، وعلى الرغم من أنها قد تتحول إلى سرطانية، فإنها غالبا ما تكون حميدة.

علاوة على ذلك، يشك المؤلفون في أن السرطان لا يظهر فعليا بشكل متزايد بين الشباب، ولكن الأطباء يمتلكون الآن أدوات أفضل لاكتشافه. ويعتقدون أن الاستخدام المتزايد للفحوصات الطبية المتطورة مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي -التي أصبحت أكثر حساسية على مر السنين- يكشف عن سرطانات الغدد الصماء بشكل أفضل.

غالبا ما تكون هذه الاكتشافات عرضية، حيث لا يُوجه الفحص للبنكرياس نفسه، ولكن يلاحظ الأطباء الأورام أثناء تحليل الصور لفحص مشكلة طبية أخرى.

الدكتور جيلبرت ويلش، الباحث بالجراحة والصحة العامة في بريغهام والمؤلف في الدراسة، التي نُشرت في مجلة حوليات الطب الباطني، قال لصحيفة نيويورك تايمز: "كلما زادت الفحوصات، زادت فرص ظهور هذه الأشياء".

غالبا ما تكون الاكتشافات عرضية، حيث لا يُوجه الفحص للبنكرياس نفسه، ولكن يلاحظ الأطباء الأورام أثناء تحليل الصور لفحص مشكلة طبية أخرى (الجزيرة)

رغم التوجيهات التي تنص على أن الأورام الصغيرة في الغدد الصماء يجب مراقبتها بواسطة الفحوصات بدلا من إزالتها بالجراحة الخطيرة، فإن بعض الأطباء يجادلون بأنه من الأفضل إزالتها لدى المرضى الأصغر سنا. ويقولون إن لدى المرضى الأصغر، وقتا أطول لتحول هذه الأورام إلى أورام قاتلة.

كما أوضح الدكتور أديولي آدمسون، الخبير في التشخيص الزائد في جامعة تكساس والمؤلف المشارك في الدراسة الجديدة، أن طلبات التدخل غالبا ما تكون مدفوعة من قبل المرضى أنفسهم. فقال وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية: "كثير من المرضى يقولون، أزيلوا الورم. عندما يخبرك أحدهم بأن لديك سرطانا، تشعر أنك يجب أن تفعل شيئا".

أعراض لا تهملها

يقتل سرطان البنكرياس حوالي 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة سنويا، أي ما يعادل حالة وفاة كل ساعة بالمملكة المتحدة.

تشمل أعراض سرطان البنكرياس اليرقان، حيث يتحول بياض العينين والجلد إلى اللون الأصفر، إلى جانب حكة في الجلد وبول داكن اللون. وتشمل العلامات الأخرى المحتملة فقدان الشهية، وفقدان الوزن غير المقصود، والإمساك أو الانتفاخ.

على الرغم من أن الأعراض قد لا تكون مرتبطة بالسرطان، فمن المهم فحصها من قبل طبيب مبكرًا كإجراء احترازي، خاصةً إذا استمرت لأكثر من 4 أسابيع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سرطان البنکریاس غالبا ما تکون

إقرأ أيضاً:

دراسة: الكثير من الأطباء يستخدمون الذكاء الاصطناعي في الرعاية الطبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد الرعاية الصحية تحولًا جذريًا مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ حيث أفادت دراسة شملت 1000 طبيب في الولايات المتحدة أن 20% منهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في ممارساتهم السريرية، وتشمل الاستخدامات الشائعة إنشاء الوثائق الطبية، دعم اتخاذ القرارات السريرية، وتوفير معلومات دقيقة للمرضى، مثل تقارير الخروج وخطط العلاج.

وتبرز “البوابة نيوز” تفاصيل الدراسة التي نشرت في sciencealert:

إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي:

يبدو أن الذكاء الاصطناعي يقدم حلولًا مبتكرة للعديد من التحديات في مجال الصحة، فقد ساعد في تحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض بدقة، فضلًا عن توفير الوقت والجهد للأطباء من خلال أتمتة العمليات الروتينية، ومع ذلك فإن الاعتماد عليه يثير تساؤلات جوهرية حول سلامة المرضى وكيفية استخدام هذه التقنية بفعالية ودون مخاطر.

التحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي:

رغم إمكانياته الكبيرة، إلا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يواجه تحديات كبيرة، أبرزها:

1. عدم التخصص:

بخلاف الأدوات التقليدية المصممة لأداء مهام محددة، يعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي على نماذج أساسية متعددة الاستخدامات، ما يجعله غير مهيأ تمامًا لاستخدامه في تطبيقات طبية محددة.

2. ظاهرة “الهلوسة”:

تتجلى هذه الظاهرة في إنتاج مخرجات غير دقيقة أو غير منطقية بناءً على المدخلات. على سبيل المثال، قد تُضاف معلومات لم يذكرها المريض أو الطبيب إلى الملاحظات الطبية، ما قد يؤدي إلى أخطاء خطيرة في التشخيص أو العلاج.

3. السلامة والسياق:

سلامة المرضى تعتمد على تكامل الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة الصحية الحالية، بما في ذلك القوانين والثقافات التنظيمية. ومع التطور المستمر للتقنيات، يصبح من الصعب التنبؤ بسلوك الأدوات الجديدة وكيفية تأثيرها في المرضى، خاصةً الفئات الضعيفة أو الأقل قدرة على التعامل مع التكنولوجيا.

أهمية التنظيم والتطوير المشترك:

قبل التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الرعاية الطبية، يجب:

ضمان السلامة: من خلال دراسة كيفية تأثير التكنولوجيا على المرضى في مختلف السياقات الصحية.

إشراك المستخدمين والمجتمعات: لضمان أن الأدوات مصممة لتلبية احتياجات متنوعة دون التسبب في تمييز أو أضرار غير مقصودة.

التكيف مع التطورات: من خلال تحديث اللوائح والتنظيمات باستمرار لتواكب تطورات التقنية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصحة:

مع تزايد الابتكار، يُتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في الرعاية الصحية، مما يتيح تشخيصًا أسرع وأكثر دقة، ويعزز من كفاءة النظام الصحي، لكن نجاح هذه الثورة يتطلب التزامًا بالسلامة، والتعاون بين المطورين، والمنظمين، والممارسين لضمان استخدام آمن ومستدام لهذه التقنيات في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • المسئولية العامة والمسئولية الطبية
  • خلال 30 ثانية.. اختبار يساعد الأطباء في الكشف عن الأمراض المزمنة
  • طائرة المساعدات المصرية التي وصلت دمشق لن تكون الأخيرة (فيديو)
  • 5 أعراض تكشف إصابتك بسرطان عنق الرحم .. الصحة توضح
  • حقيقة اكتشاف كبسولة لعلاج سرطان البنكرياس
  • مجلس نقابة أطباء القاهرة يرحب بالغاء حبس الأطباء في الأخطاء المهنية
  • دراسة: الكثير من الأطباء يستخدمون الذكاء الاصطناعي في الرعاية الطبية
  • 563 إصابة جديدة بالسرطان بالحديدة خلال عام 2024م
  • ظنت أنها مصابة بإكزيما.. لتكتشف أنها مريضة بسرطان الثدي
  • أمانة "مستقبل وطن" بالمنيا تنظم فعالية "جايين نفرحكم" لزيارة مرضى معهد الأورام