سواليف:
2025-01-03@15:16:53 GMT

4 أسئلة لفهم ما يحصل حاليا في سوريا

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

#سواليف

في غضون 3 أيام، نجح هجوم نفذه #الثوار #السوريون في إبعاد قوات #النظام_السوري عن عشرات البلدات في شمال البلاد وحتى عن حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، فما الذي حصل وما تداعياته؟

لتوضيح ملابسات هذا الهجوم الذي يعد الأول من نوعه منذ عدة سنوات، قدمت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إجابات عن الأسئلة الأربعة التالية:
أولا، كيف وقع #الهجوم؟

بدأ الهجوم يوم الأربعاء، عندما قامت قوات من هيئة تحرير الشام، وهي تحالف يهيمن عليه الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، ومتمردون تدعمهم تركيا باكتساح مناطق النظام في محافظة #حلب والمنطقة المجاورة لإدلب، ولم يلاقوا “أي مقاومة تذكر”، حسب رامي عبد الرحمن، رئيس مرصد حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة احباط محاولة تهريب مواد بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الغربية 2024/12/01

وفي 3 أيام فقط، تمكنت هذه القوات من السيطرة على حوالي 70 بلدة، وخاصة “معظم” أحياء حلب والمباني الحكومية والسجون، وفقا للمرصد نفسه، كما تم الاستيلاء على مواقع إستراتيجية في محافظتي إدلب وحماة ومدينة سراقب الرئيسية. ووصلت هيئة تحرير الشام والمقاتلون المتحالفون معها إلى أبواب هذه المدينة يوم الجمعة بعد “هجومين انتحاريين بسيارات مفخخة”، ثم سيطروا تدريجيا على الأحياء، بحسب تلك المنظمة غير الحكومية.

كما قطع المتمردون الطريق السريع الإستراتيجي “إم 5” الذي يربط دمشق بحلب، وتقاطع طريق يوفر الاتصال باللاذقية، وصباح السبت، سيطروا أيضا على مطار حلب الدولي، بحسب المرصد، وفي مواجهة هذه الهجمات، “انسحبت” القوات السورية، كما يقول عادل باكوان، الباحث في برنامج تركيا/الشرق الأوسط في إيفري و”لم تعد هناك أي مقاومة”.

ثانيا، ما الدفاعات لدى النظام السوري؟

وردا على هذه الهجمات، أعلن الجيش الروسي أن طائراته الجوية قصفت الجمعة مجموعات “متطرفة” في سوريا، دعما لقوات النظام، بحسب وكالات أنباء روسية، لكن الوجود الروسي هناك انخفض في الأشهر الأخيرة بسبب الحرب في أوكرانيا، ومع ذلك، وعد الكرملين بوصول المساعدات العسكرية في الأيام المقبلة، وفقا لمصدرين عسكريين في رويترز.

وفي الماضي، تمكنت دمشق أيضا من الاعتماد على دعم قوات حزب الله اللبناني، لكن تلك القوات استنزفت في الشهرين الأخيرين بحرب الحزب المفتوحة ضد إسرائيل.

وحسب المرصد، فإن القوات الجوية السورية شنت في الساعات الأخيرة غارات مكثفة على منطقة إدلب، وتقول ميريام بن رعد، الأستاذة في جامعة شيلر الدولية في باريس، ومؤلفة كتاب “آليات الصراع: دورات العنف والحل” إن المهاجمين “استفادوا من ضعف ظاهر للنظام”. ووفقا لها، يجب أن نتوقع من الجيش السوري أن “يعيد تنظيم نفسه” في الأيام المقبلة، وأن ما أقدم عليه هو “انسحاب إستراتيجي في الوقت الحالي”.

ثالثا، ما سر اختيار الجماعات المسلحة لهذا التوقيت بالذات؟

أكد رئيس “الحكومة” التي أعلنتها “هيئة تحرير الشام” في إدلب، محمد البشير، الخميس، أن الهجوم انطلق بعد أن “حشد النظام (الأسد) قواته على جبهات القتال وبدأ بقصف المناطق المدنية، مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين”، وبالفعل، تعرضت تلك المناطق لقصف مكثف من قبل الجيش السوري وحليفه الروسي في الأيام الأخيرة.

والواقع، حسب ما نسبته لوباريزيان لعدد من الخبراء، أن هذه العملية في طور الإعداد من قبل هيئة تحرير الشام والمتمردين منذ عدة أشهر، ويشير عادل باكوان إلى أن الأمر جاء في سياق جيوسياسي “مواتٍ للغاية” للمهاجمين، لأن حلفاء سوريا التاريخيين في الوقت الحالي منشغلون بصراعات أخرى.

رابعا، ما ردود الفعل في المنطقة؟

ندد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة، بانتهاك “السيادة السورية” في هذا الهجوم، ودعا السلطات السورية إلى “إحلال النظام في أسرع وقت ممكن” في حلب، كما نددت طهران بما وصفته المؤامرة التي دبرتها الولايات المتحدة وإسرائيل، وقالت إن “عناصر إرهابية” هاجمت قنصليتها.

وأعلنت موسكو، السبت، أن رئيسي الدبلوماسية الروسية والإيرانية بحثا هاتفيا “التصعيد الخطير” في سوريا، بعد اتصال مماثل مع الوزير التركي، وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنه خلال هذه المحادثة بين سيرغي لافروف وعباس عراقجي، “أعرب الجانبان عن قلقهما البالغ” لما يحدث في سوريا.

ومن جانبه، دعا الجيش التركي، الجمعة، إلى “وقف” “الهجمات” على إدلب ومنطقتها بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية والسورية هناك، وتسيطر تركيا على عدة مناطق في شمال سوريا وتقدم الدعم لبعض المتمردين، وبحسب منتقديها، فقد أعطت الضوء الأخضر لهجوم الأربعاء، حسب لوباريزيان.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الثوار السوريون النظام السوري الهجوم حلب هیئة تحریر الشام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا فرص ومخاطر

تفرض الأحداث في سوريا نفسها في واقعنا المعاصر، بل وفي المستقبل القريب والبعيد، فبعد انهيار نظام حكم البعث وأسرة الأسد، وحكم دام لأكثر من نصف قرن أصاب فيه الشعب السوري ما أصابه من ظلم وقهر وفقر، جاء الفتح الجديد لسورية ليعيد الذاكرة إلى تاريخ فتح الشام والتطورات التي مرت بها، وكانت منطلقا لتغيير حال الأمة حينما أصابها الضعف والهوان، مع امتدادها الجغرافي مصر.

وإذا كان طوفان الأقصى مثل دافعا لحركة التغيير في سوريا وهيأ الظروف لذلك، فإن التغيير في سوريا بوضعه الطبيعي لن يتوقف عندها، وستمتد فتوحاته لدول أخرى إن عاجلا أو آجلا، وبه سيتغير وجه المنطقة والعالم. ومع ذلك، فإن المتابع للقائمين على أمر الحكم في سوريا وفي مقدمتهم القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يجد سلوكا سياسيا تسوقه الحكمة والمرونة، وفهم الواقع، والتهديدات الخارجية والداخلية.

ورغم العداوة الظاهرة والباطنة للتجربة السورية الوليدة، فإن هذه التجربة سيكتب لها الاستمرار والنجاح بإذنه تعالى، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بثورات الربيع العربي الأخرى وخاصة الثورة المصرية وتولي الرئيس محمد مرسي -رحمه الله- رئاسة مصر. فالثورة المصرية وغيرها لم تكن تملك سوى دعم شعبي عاجز فاقد للقوة، وكانت القوة العسكرية على الأرض بيد العسكر وأذرعته من قوة مدنية ممثلة في الدولة العميقة،لا تنمية اقتصادية إلا بإصلاح سياسي، ولا إصلاح سياسيا إلا بتحقيق أمن يظله الحرية والعدل، والحق إذا لم تكن له قوة تحميه يركبه الباطل ويدوس عليه، ولذا جعل القرآن الكريم الحديد حامي للكتاب والميزان الذي به يتم العدل بينما الدولة السورية الآن تملك مقومات القوة العسكرية على الأرض وتسعى لتحقيق الأمن المادي والنفسي في المجتمع والتخلص من الدولة العميقة، ومحاسبة فلول النظام السابق الذين ولغوا في الدماء والأعراض والأموال.

إنه لا تنمية اقتصادية إلا بإصلاح سياسي، ولا إصلاح سياسيا إلا بتحقيق أمن يظله الحرية والعدل، والحق إذا لم تكن له قوة تحميه يركبه الباطل ويدوس عليه، ولذا جعل القرآن الكريم الحديد حامي للكتاب والميزان الذي به يتم العدل فقال تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحديد: 25).

إنه رغم المخاطر التي تحيط بالدولة السورية الوليدة لا سيما التآمر الذي لن يتوقف من الخارج والداخل وإنفاق الأموال الطائلة لمحاربة تلك التجربة، ولكن ظني أن الحكومة الجديدة لها من التجربة ما يصقل دورها لا سيما تجربتها في إدارة إدلب، وهي تجربة وإن كانت مصغرة لإدارة الدولة، ولكنها تجربة ناجحة ويبنى عليها، لا سيما وأن سوريا تملك مقومات الاعتماد على نفسها من عمالة ماهرة لها قدرة على التكيف والإنتاج بجودة عالية والتنوع الإنتاجي في كل مكان تذهب إليه، فكيف إذا كان ذلك في أرض الوطن، وعادت العقول والأيادي المهاجرة؟!

كما أن سوريا تمتلك موارد طبيعية تمكنها من الاعتماد على ذاتها لا سيما في إنتاجها الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وهو أمر قد حققته من قبل، كما أن فيها نفطا وغازا، وتنوعا في التصنيع، وسياحة تجمع بين عبق الماضي وتطور الحاضر، كما يتميز السوريون بالملاءة المالية حتى أن بعض التقديرات تقدر أموال السوريين في الخارج بنحو 100 مليار دولار.

ومن خلال حكمة الحكومة الظاهرة ومحاولتها تصفير المشاكل مع الدول الأخرى، يمكنها الاستفادة من العلاقات التي تبنيها مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم لتأسيس مؤتمر للمانحين من أجل تعمير سوريا وسرعة عودة اللاجئين، وهو أمر سيجد طريقه للدعم من الدول الغربية والمؤسسات الدولية، على أن يكون ذلك في إطار المصالح المتبادلة ودون تنازلات تمس بسيادة الحكم الجديد لسوريا.

سوريا تمتلك موارد طبيعية تمكنها من الاعتماد على ذاتها لا سيما في إنتاجها الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وهو أمر قد حققته من قبل، كما أن فيها نفطا وغازا، وتنوعا في التصنيع، وسياحة تجمع بين عبق الماضي وتطور الحاضر، كما يتميز السوريون بالملاءة المالية
كما أن أمام الحكومة فرصة لتطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي بصورة تدريجية تجمع بين فقه النص وواقع العصر، بصورة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية معا، انطلاقا من التمويل الأصغر والأكبر بصورة متوازية، وبعيدا كل البعد عن التجارب المشوهة للاقتصاد الإسلامي التي لا تحمل منه إلا الاسم، ولا تعرف من مضمونه إلا ما يحقق هواها؟ فوجود نظام اقتصادي إسلامي فعلي يتطلب وجود نظام سياسي يؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة، وهذا ما تفقده النظم الأخرى التي ترى النظام الإسلامي في صورته الحقيقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تهديدا لعرشها، لذا جملت نفسها بشكلية إسلامية من خلال قشور مشوهة من الاقتصاد الإسلامي.

لذا أتمنى على حكومة سوريا الجديدة أن تستفيد من خبراتها السابقة، ومن كل مخلص متخصص في سوريا وغيرها، ومن كل دولة تمد لها يد العون بإخلاص، ولتحذر من المستشارين الفشلة الذين ورطوا شعوبهم وأفشلوا ثوراتهم وعلت الآن أصواتهم بالنصح، وكذلك النفعيين الذين صمتت ألسنتهم عن ظلم النظام المخلوع أو ناصروه، ثم جهرت ألسنتهم اليوم من أجل بناء سوريا، فأمثال هؤلاء لا خير فيهم، ولا بناء من ورائهم، فهم لا يعرفون للإخلاص سبيلا، ومن تحركه المنافع الشخصية لن يأتي من ورائه خير، بل ضرره أكثر من نفعه.

وختاما، فإن الأمل معقود في أرض الشام، وهي قادرة في ظل ما تملكه من مواطن القوة والفرص على مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة، وبناء نموذج تنموي يكون قدوة للسائرين ورحمة للعالمين، "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40).. حفظ الله سوريا وحماها وعوض أهلها خيرا.

x.com/drdawaba

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية اللبناني: “ارتحنا” بعد سقوط النظام السوري وأداء الشرع يصب بمصلحة سوريا ويحترم لبنان
  • لفهم ضجة المناهج الدراسية بالإدارة السورية الجديدة.. إليكم بعض الجمل والتغييرات
  • التحولات السورية ترسم خارطة العلاقات بين حلفاء إيران في الداخل العراقي
  • كاتب أمريكي: مستقبل سوريا سيؤثر على كل الدول المجاورة
  • قيادي في الانتقالي يحذر من سقوط للانتقالي مشابه لسقوط النظام السوري
  • فلول الثورة المزيفة: بين شعارات الحرية وواقع الانتقام في المشهد السوري”
  • الإدارة السورية الجديدة تتعهّد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
  • سوريا فرص ومخاطر
  • متابعة ما يحدث في سوريا
  • وزير الخارجية السوري يبحث تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في دمشق