الرياض- سارة العبري

قالت أسماء مصلح الجهني فنانة وباحثة سعودية -في حوار خاص مع "الرؤية"- "إن عملها الفني يتناول موضوع الأصوات والمخيلة السمعية للمجالس، وهو جزء من الثقافة السعودية التي تمتد جذورها في شبه الجزيرة العربية منذ العصور القديمة".

وأضافت "أن المجالس التي كانت جزءاً مهماً في التواصل الاجتماعي، بدأت تختفي في ظل الحياة المعاصرة والنمط العصري الجديد، حيث أصبح التواصل بين الناس أقل تأثيراً، مما أثر سلباً على العلاقات الاجتماعية، مؤكدة أنها تشعر بالحنين لهذا النوع من التواصل البشري الذي أصبح مفقوداً في الوقت الحالي".

وفيما يخص عملها الفني، أشارت الجهني إلى "أنه يتكون من 6 قطع، أربع منها تُمثل تسجيلات صوتية حقيقية مأخوذة من مجالس حية، تم تصنيفها وفقاً لأنواع مختلفة مثل مجالس الرجال، النساء، البادية والعائلة.

وأوضحت "أن إضافة مجالس البادية تأتي لتعزيز الفكرة وتجذيرها في الثقافة السعودية، مع الإشارة إلى تغييرات الزمن التي أثرت على شكل هذه المجالس، حيث لم تعد موجودة في المنازل بنفس الطريقة".

كما تحدثت عن القطع التفاعلية في العمل، التي تسمح للزوار بالتفاعل مع الصوت عند جلوسهم في المجلس، مما يؤدي إلى تنشيط القطعة ضوئياً، كأنها تعكس تأثير حضور الناس في إحياء أو موت فكرة المجالس. وأكدت على "أن القطع النسجية تمثل فكرة المجالس الحية التي تحتاج إلى التفاعل المُستمر لتظل حية وفعّالة".

وتعتمد أسماء الجهني فنها بدمجها بين التقنيات التقليدية والمعاصرة في فن النسيج وتتأثر أعمالها الفنية بتجاربها خلال نشأتها في المدينة المنورة كمنطقة غنية بالعادات والتقاليد؛ حيث تستكشف العلاقة العميقة بين الهوية والتنوع والاختلافات ضمن ثقافة واحدة، ومن أبرز معارضها المميزة "معرض فردي" في أمريكا عام 2015.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فضيحة جديدة تهز المتحف البريطاني.. تمثال مصري قديم مرتبط بمهرب آثار دولي

في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات المطالبة باستعادة الآثار المصرية المنهوبة، وتزداد فيه الرقابة الدولية على تجارة الآثار، يجد المتحف البريطاني نفسه مرة أخرى في قلب عاصفة من الانتقادات.

وهذه المرة، جاء الاتهام مرتبطًا بتمثال مصري قديم ضمن مقتنيات المتحف، يُعتقد أنه وصل إليه عبر مهرب آثار أُلقي القبض عليه في مطار «جون إف كينيدي» في نيويورك. القصة التي بدأت في أحد المطارات الأمريكية تحولت إلى قضية دولية تسلط الضوء على الثغرات في نظام اقتناء الآثار لدى أكبر المتاحف العالمية.

ضبط آثار مصرية في أمريكا

في يناير من عام 2020، أعلنت السلطات الأمريكية ضبط مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المصرية القديمة أثناء محاولتها الدخول إلى البلاد بطريقة غير قانونية. المجموعة، التي بلغ عددها نحو 590 قطعة، شملت تمائم ذهبية، تماثيل حجرية، ولوحات نُقشت عليها رموز مصرية قديمة. ووفقًا لما نشرته الصحافة الأمريكية، فقد لاحظ المحققون أن هذه القطع كانت تحمل رائحة التراب الرطب عند فتحها، ما يشير إلى أنها نُبشت مؤخرًا من مواقع أثرية مصرية.

المهرب الذي كان يحمل هذه القطع، ويُشار إليه بـ«أ.ض»، كان قد ادعى أن المقتنيات تعود إلى إرث عائلي، مقدمًا أوراقًا باللغة العربية تفيد بأن جده كان جامعًا للآثار في عشرينيات القرن الماضي.

ولكن هذه القصة لم تقنع السلطات الأمريكية، التي بدأت تحقيقًا موسعًا. لاحقًا، أقرّ المتهم بأربع تهم تتعلق بتهريب الآثار، ويواجه حاليًا عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن بموجب القوانين الفيدرالية الأمريكية.

المتحف البريطاني في مرمى الاتهام

لم تتوقف القصة عند حدود الولايات المتحدة، بل امتدت إلى قلب لندن. ففي تحقيق نشرته صحيفة «ذا ناشيونال»، تم الكشف عن أن المتحف البريطاني اقتنى تمثالًا مصريًا قديمًا من نفس المهرب المذكور. التمثال، الذي اشتراه المتحف مقابل 400 دولار فقط، وُصف بأنه يتمتع بملامح فريدة تشمل عينين مثقلتين وشفاهًا غير مبتسمة.

وبحسب الأوراق التي قدّمها المهرب، فإن التمثال كان مملوكًا لعائلته، وانتقل من القاهرة إلى بروكلين في عام 1948. وجاء في وثائق المتحف أن التمثال كان جزءًا من مقتنيات عائلة تُعرف باسم الدرير، وهي العائلة التي زُعم أن الجد كان فيها جامعًا للآثار.

إلا أن هذه المعلومات أثارت شكوكًا واسعة في الأوساط الأكاديمية والقانونية، خاصةً أن المتحف البريطاني لم يقدّم أدلة مستقلة للتحقق من صحة هذه القصة.

انتقادات من الخبراء

أبرز المنتقدين كان الخبير البريطاني بول بارفورد، المتخصص في سوق الآثار، الذي شدد على أن الوثائق الورقية لا يمكن الوثوق بها ما لم يتم دعمها بأدلة مستقلة. وأضاف أن القصص المعقدة حول منشأ القطع غالبًا ما تكون وسيلة لإضفاء شرعية مزيفة على القطع المسروقة.

ومن جانبه، قال المحامي الأمريكي المتخصص في قضايا تهريب الآثار، ريك سانت هيلير:
"التحقق الحقيقي يبدأ بمعرفة الشخص الذي تتعامل معه. في سوق الآثار، القصص المعقدة والوثائق المزورة أمر شائع. كلما زادت التعقيدات، زادت احتمالية التزوير".

من هو المهرب؟

المهرب الذي يقف خلف هذه القصة يُدعى موريس خولي، وله سجل طويل في قضايا تهريب الآثار. وسبق أن أُدين في الولايات المتحدة عام 2012، بتهمة استخدام وثائق مزورة لتهريب قطع أثرية. وقتها، صدر بحقه حكم بالسجن مع وقف التنفيذ، إلى جانب إلزامه بأداء خدمة مجتمعية.

المثير للجدل أن خولي تمكن لاحقًا من الاستمرار في التعامل مع مؤسسات كبرى، من بينها المتحف البريطاني، رغم تاريخه المعروف لدى السلطات.

رد المتحف البريطاني

في بيان رسمي، أكد المتحف البريطاني أن التمثال المذكور يخضع حاليًا للتحقيق من قبل السلطات الأمريكية منذ عام 2019. وأشار المتحف إلى أن جميع مقتنياته الأثرية تُراجع بشكل دوري لضمان امتثالها للمعايير الدولية في اقتناء القطع الفنية.

ولكن رغم هذا البيان، يرى كثير من المراقبين أن الاعتراف الضمني بضعف إجراءات التحقق من مصدر القطع يضع المتحف في موقع الدفاع، في وقت تتزايد فيه المطالبات بإعادة الآثار إلى مواطنها الأصلية.

ما تبدو كأنها قضية فردية تتعلق بتمثال مصري صغير، تُسلّط الضوء على مشكلة أعمق وأكثر شمولًا: هشاشة نظام اقتناء الآثار في المتاحف العالمية، وسهولة اختراقه من قبل مهربين محترفين يستغلون الثغرات القانونية والبيروقراطية.

مقالات مشابهة

  • لبنان يستعد لمهرجانات الأرز 2025: دعوات لإحياء السياحة ودعم الاقتصاد
  • فضيحة جديدة تهز المتحف البريطاني.. تمثال مصري قديم مرتبط بمهرب آثار دولي
  • قرارات لوزير الداخلية بشأن انتخاب أعضاء مجالس بلدية واختيارية في 11 ايار
  • مسابقة عربية لتكريم أفضل الأبحاث في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
  • قصة جدران المجالس الطينية في حائل التي استوقفت وزير الحج ونظيره العراقي .. فيديو
  • الحوثيون يعلنون تنفذ عمليتين ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية
  • بيان القوات المسلحة بشأن استهداف هدف عسكري في يافا المحتلة وعدد من القطع الحربية المعادية شمالي البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • ‏ميلا الزهراني تتحدث عن عمليتها التجميلية: سويت عملية إزالة اللغلوغ.. فيديو
  • ميغان ماركل تتحدث عن حالة مخيفة بعد الولادة
  • صيغة وسط بين “حماس” وإسرائيل لوقف دوامة الدم.. مبادرة مصرية جديدة لإحياء الهدنة.. وترامب يقرر مصير غزة