الصين تعارض بشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان وتتعهد باتخاذ إجراءات مضادة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن معارضتها الشديدة لمبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان، وذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة قبل يومين موافقتها على إمكانية بيع قطع غيار لطائرات إف-16 وأجهزة رادار إلى تايوان، بقيمة تقدر بنحو 385 مليون دولار.
ودعت الوزارة- في بيان، نقلته شبكة تلفزيون الصين الدولية سي جي تي إن، في نشرتها الناطقة بالإنجليزية- الولايات المتحدة إلى التوقف فورا عن تسليح تايوان وعن مساعدة ودعم القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال الجزيرة من خلال بناء جيشها، كما أكدت أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة قوية وحاسمة للدفاع بحزم عن السيادة الوطنية والأمن وسلامة الأراضي.
بدوره.. قال متحدث باسم الوزارة، إن القرار يتعارض مع التزام القادة الأمريكيين بعدم دعم استقلال تايوان، مشيرا إلى أن هذه المبيعات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتبعث رسائل خاطئة للغاية إلى قوى استقلال تايوان الانفصالية، كما أنها تضر بالعلاقات الصينية- الأمريكية والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
اقرأ أيضاًالصين توسع علاقاتها مع دول المغرب العربي.. استراتيجية جديدة لتعزيز النفوذ الاقتصادي والتجاري
حتى فبراير 2025.. الصين تمدد منح الإعفاءات الجمركية على السلع الأمريكية
الصين وإيطاليا تعززان التعاون فى مجال التكنولوجيا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين وزارة الخارجية الصينية تايوان مبيعات الأسلحة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
بعد تخليها عن أوكرانيا.. تايوان تعيد تقييم علاقتها بواشنطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسببت التوترات المتصاعدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في دفع تايوان إلى إعادة النظر في استراتيجياتها تجاه الولايات المتحدة، وفقاً لما أعلنه وزير الدفاع التايواني، ويلينجتون كو.
وأكد كو خلال مؤتمر صحفي، أن الاجتماع المحتدم بين الزعيمين أظهر بوضوح أن "القيم لا يمكن فصلها عن المصالح الوطنية"، مشيراً إلى أن بلاده لا تستطيع الاعتماد فقط على حسن نية الحلفاء لضمان أمنها.
تحول في السياسة التايوانية
تعكس هذه التصريحات التحول في نهج تايوان، التي دعت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 إلى دعم دولي لمواجهة الضغوط الصينية المتزايدة.
فبينما تستمر الجزيرة في تعزيز علاقاتها مع الديمقراطيات العالمية، يبدو أنها تتجه نحو تبني سياسات "أكثر واقعية" لضمان استمرار الدعم الأمريكي، في ظل موقف ترامب الحازم بشأن المساعدات العسكرية.
ورداً على الضغوط الأمريكية، أعلنت تايوان عن زيادة إنفاقها العسكري كنسبة من ناتجها المحلي الإجمالي، إلى جانب خطط لتعزيز وارداتها من المنتجات الزراعية والطاقة والأسلحة الأمريكية لتقليل فائضها التجاري مع واشنطن.
كما أعلنت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC) عن استثمارات إضافية بقيمة 100 مليار دولار في مصانعها بالولايات المتحدة، في خطوة تدعم استراتيجية ترامب لإعادة التصنيع إلى الأراضي الأمريكية.
في المقابل، تكثف الصين مناوراتها العسكرية حول تايوان منذ تولي الرئيس لاي تشينج-تي منصبه في مايو الماضي، حيث أجرت جولات من التدريبات العسكرية الكبرى في المياه القريبة. الأسبوع الماضي، صعدت بكين من خطابها العدائي، ما يشير إلى احتمال زيادة حدة تكتيكاتها الترهيبية.
وفي هذا السياق، اعتبر وزير الدفاع التايواني أن الجيش الصيني يمثل "العامل الرئيسي لزعزعة الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مؤكداً أن بلاده بحاجة إلى استراتيجيات دفاعية تتجاوز الاعتماد التقليدي على الدعم الأمريكي، في ظل تغير أولويات واشنطن.
توضح هذه التطورات أن تايوان، إلى جانب دول أخرى تعتمد على الدعم العسكري الأمريكي مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، باتت مطالبة بإعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية والاقتصادية.
فالمشهد السياسي المتغير في واشنطن قد يفرض واقعاً جديداً على شركاء الولايات المتحدة في آسيا، يدفعهم نحو مزيد من الاستقلالية والتكيف مع سياسة أكثر براغماتية في مواجهة التهديدات الإقليمية.