مع تسارع الأحداث في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، يشهد شمال البلاد تصعيداً عسكرياً تقوده فصائل مسلحة تتلقى دعماً خارجياً، ما يزيد في تعقيد المشهد.

بدأت الأحداث في سوريا فجر الأربعاء الماضي، حيث سيطرت الفصائل على إدلب ثم  حلب في الشمال، مع أنباء غير مؤكدة عن سقوط حماة في الوسط أيضاً. وقالت هذه الفصائل في أول بيان، الأربعاء الماضي: إن هجومها يهدف إلى "إبعاد خطر قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وتأمين المناطق التي تسيطر عليها".

فصائل مسلحة تسيطر على نحو 50 قرية وبلدة في شمال سوريا - موقع 24سيطرت قوات الفصائل المسلحة السورية، التي تقودها هيئة تحرير الشام، على مدينة معرة النعمان، بعد انسحاب قوات النظام منها إلى مدينة خان شيخون، كما انسحبت من قرية في ريف حماة.

و بالنظر إلى هذا التقدم السريع، في مقابل انسحاب، أو إعادة انتشار الجيش السوري، في انتظار الدعم الروسي، يبقى السؤال عن الفصائل التي تشارك في الهجوم على شمال سوريا، وعن انتماءاتها وأهدافها.

هيئة تحرير الشام

تعد "هيئة تحرير الشام" من أبرز وأكبر الفصائل المشاركة في هجوم شمال سوريا، وهي جماعة  مسلحة تشكلت في يناير (كانون الثاني) 2017 إثر اندماج عدة فصائل، أبرزها جبهة النصرة، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة،  وانضمت لها لاحقاً كتائب وألوية وشخصيات عدة.

وكانت الهيئة تعرف  بـ"جبهة النصرة" قبل انفصالها عن تنظيم القاعدة في سوريا في يوليو  (تموز) 2016. وأعلنت الهيئة رسمياً في 2017، بعد انطلاق مفاوضات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة، بمشاركة روسية تركية إيرانية.

ويقدر عدد مقاتلي الهيئة، التي يقودها أبو محمد الجولاني، بأكثر من 25 ألف عنصر. وتمتلك الهيئة ترسانة متنوعة تشمل أسلحة خفيفة ومتوسطة، إضافة إلى مدرعات ودبابات استولت عليها من الجيش السوري. ووفقاً لتقارير عربية وغربية، تحصل الهيئة على دعم مباشر من تركيا. وهي حركة مصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية والدولية والعربية.


 

الجيش الوطني السوري

أما الجيش الوطني السوري، فهو تحالف لفصائل مدعومة من تركيا، وتَشكل في 2017 ، بعد انفصال مكوناته عما كان يُعرف بـ  "الجيش السوري الحر".

وتعارض هذه الفصائل، الحكومة السورية، وقوات "سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.

وشارك هذا التحالف في عمليات عسكرية للجيش التركي في شمال سوريا، ويقدم نفسه جيش "الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية" في تركيا.

الجبهة الوطنية للتحرير

تشكلت الجبهة الوطنية للتحرير من  11 فصيلاً، وهي اتحاد فصائل من "الجيش السوري الحر" السابق في الشمال السوري، أبرزها جبهة تحرير سوريا، وجيش إدلب الحر، وأعلن هذا التحالف في أغسطس (آب) 2018. ويتمركز في محافظة إدلب الشمالية ويضم 30 ألف مقاتل. 

الجبهة الشامية

تضم  عدة فصائل، مثل جيش المجاهدين، ولواء التوحيد، وجبهة الأصالة والتنمية، وأحرار الشام، وتعد هذه الفصائل جزءاً من "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا. ويبلغ تعدادها حوالي 8 آلاف عنصر. وتمتلك أسلحة خفيفة ومتوسطة، بما في ذلك البنادق الهجومية، والمدافع الرشاشة، وقذائف الهاون، وبعض الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات.

أحرار الشام

 نشأت إثر اندماج 4 فصائل  سورية هي "كتائب أحرار الشام"، و"حركة الفجر "، و"جماعة الطليعة "، و"كتائب الإيمان المقاتلة".

ونشط مقاتلو هذه  الحركة في مختلف المحافظات السورية، لكن قوتها تتركز في محافظتي إدلب، وحلب شمال سوريا.

جيش العزة

هو "تجمع العزة"  سابقاً ويقوده الرائد المنشق عن الجيش جميل الصالح. ويعدّ جزءاً من "الجيش السوري الوطني" المعارض  ، ويتركز في ريف حماة الشمالي، وفي اللاذقية أيضاً، وهو أول فصيل استهدفته روسيا بعد تدخلها في الحرب  في 2015. وزوّدت واشنطن في 2015 بصواريخ مضادة للدبابات لمحاربة تنظيم داعش.

كتائب "نور الدين الزنكي"

جماعة مسلحة تشكلت في 2011 على يد الشيخ توفيق شهاب الدين. وتحظى هذه الكتائب بدعم تركي، كما تلقت دعماً من وكالة الاستخبارات الأمريكية. وكانت إحدى الكتائب الخمس التي شكّلت لاحقاً  "هيئة تحرير الشام".

القوة المشتركة

القوة المشتركة هي تشكيل عسكري رئيسي في شمال سوريا، وتضم فصيل العمشات بقيادة محمد الجاسم المعروف بـ"أبو عمشة"، وفصيل الحمزات بقيادة سيف بولاد المعروف بـ"سيف أبو بكر". ويقدر عدد مقاتلي القوة المشتركة بحوالي 10 آلاف مقاتل، وتملك ترسانة متنوعة تشمل مدرعات ودبابات. وتُعتبر "القوة المشتركة" أيضاً جزءاً من "الجيش الوطني السوري" وتحظى بدعم مباشر من تركيا.
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حلب تركيا سوريا حلب إدلب تركيا الجیش الوطنی السوری هیئة تحریر الشام القوة المشترکة الجیش السوری شمال سوریا من ترکیا

إقرأ أيضاً:

من فصائل إلى أحزاب: تحليل لإعادة تشكيل النظام السياسي العراقي

1 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  في مشهد يعكس التحولات العميقة التي يشهدها النظام السياسي العراقي، تحدثت تقارير عن طلب بعض الفصائل المسلحة ، تسجيل كياناتها كأحزاب سياسية في خطوة دالة على مرونة الديمقراطية العراقية وقدرتها على استيعاب الجميع، بما في ذلك الأطراف التي كانت في السابق على هامش العملية السياسية أو خارجها تمامًا.

هذا التحول، وإن بدا مفاجئًا للبعض، يأتي في سياق محلي وإقليمي يعيد ترتيب أولوياته، حيث تتصاعد الدعوات لتقوية الدولة ومؤسساتها، مقابل إنهاء ظاهرة السلاح خارج الإطار الرسمي. الفصائل التي كانت تمثل طرفًا عسكريًا فاعلًا خلال سنوات طويلة، بدأت تدرك أن السلاح وحده لا يمكن أن يكون أداة مستدامة لتحقيق النفوذ، خصوصًا مع التوجهات الجادة بحصر السلاح بيد الدولة.

التحول نحو السياسة لم يكن قرارًا فرديًا أو عفويًا، بل جاء نتيجة سلسلة من المتغيرات، منها تعزيز دور مفوضية الانتخابات العراقية التي وضعت إطارًا يتيح للجميع الانخراط في العملية السياسية شريطة الالتزام بالقواعد الديمقراطية.

الفصائل التي تقدمت بطلبات لتأسيس أحزاب سياسية اختارت أسماء وهويات بعيدة عن ارتباطاتها العسكرية، في محاولة واضحة لتقديم نفسها ككيانات مدنية ذات رؤية سياسية، لا عسكرية.

مع ذلك، يثير هذا التحول أسئلة عن مدى واقعية هذه الخطوة ونتائجها المحتملة. فمن جهة، قد يساهم دمج الفصائل المسلحة في النظام السياسي في تقليل التوترات الأمنية، وتحويل التنافس من ساحة القتال إلى قاعات البرلمان. ومن جهة أخرى، يظل التحدي الأكبر في ضمان الالتزام بالقوانين الدستورية التي تمنع ازدواجية العمل العسكري والسياسي.

الحكومة العراقية تجد نفسها في موقف لا يخلو من التعقيد. فمن ناحية، هي مطالبة بإدارة هذا الملف بحكمة لضمان عدم تقويض الاستقرار السياسي، ومن ناحية أخرى، عليها التعامل مع مخاوف المواطنين والقوى السياسية الأخرى التي قد ترى في دخول هذه الفصائل للعمل الحزبي تهديدًا للمشهد الديمقراطي.

في ذات السياق، يشير مراقبون إلى أن هذا التحول يمثل فرصة لتأكيد نضج العملية الديمقراطية في العراق، حيث يمكن أن تكون السياسة فضاءً جامعًا للأطياف كافة، شرط أن يترافق ذلك مع التزام واضح بترك العمل المسلح والتركيز على الوسائل الديمقراطية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • 24 قتيلا في معارك بين فصائل موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية
  • المرصد السوري: سقوط 24 قتيلا في معارك بين قسد وفصائل مسلحة في منبج
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. فصائل مدعومة من تركيا تهاجم قوات سوريا الديمقراطية جنوب وشرق منبج
  • ماذا وراء منع السويداء دخول فصائل المعارضة المسلحة؟
  • إعادة بناء الجيش السوري.. مهمة معقدة في مرحلة ما بعد الأسد
  • مصدر حشدوي: فصائل الحشد توقفت عن استهداف أمريكا وإسرائيل بأمر من خامئني
  • من فصائل إلى أحزاب: تحليل لإعادة تشكيل النظام السياسي العراقي
  • قراءة عراقية عن القنبلة الموقوتة في سوريا.. ترفيعات الجولاني بداية تسونامي
  • قراءة عراقية عن القنبلة الموقوتة في سوريا.. ترفيعات الجولاني بداية تسونامي - عاجل
  • منع رتل عسكري من دخول السويداء.. وكشف تفاصيل ما حدث