سرايا - تتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، وسط تساؤلات حول إمكانية بدء تنفيذ ما يُعرف بـ”مشروع الشرق الأوسط الجديد”، خاصة بعد ما شهدته مدينة حلب السورية خلال الأيام الماضية وسط تقدم قوات المعارضة نحو المناطق المجاورة لمدينة حلب.



أستاذ العلوم السياسية المصري د.إسماعيل صبري مقلد يقول إن مخطط الشرق الأوسط الجديد يمضي بدءا من إسقاط وتدمير حركات المقاومة ضد "إسرائيل"، الى محاولة اسقاط الدول وتدمير الجيوش.




ويضيف أنه بعد انتهاء مرحلة غزة ولبنان أو قاربت على الانتهاء، دخل الاسرائيليون مع شركائهم الامريكيين، مرحلة اسقاط سورية لإخلائها من الروس والايرانيين، ولاسقاط النظام الذي استدعاهم الى سورية ومكنهم منها، ولإغراق سورية في مستنقع الفوضي والعنف والإرهاب والصراعات الداخلية، لتدمير كافة مقوماتها كدولة قابلة للحياة .


ويضيف أن هذا هو الهدف، وهذا هو ما يجري تنفيذه في سورية الآن.

ويوضح أنه إحكام الفصائل المسلحة وغيرها من الفصائل المتحالفة معها والمعارضة لنظام الحكم السوري الحالي، حصارها حول مدينة حلب من ثلاث جهات، فان الخوف الاكبر هو أن تنهار القوات السورية أمامها وتستسلم لها على غرار ما حدث للقوات العراقية في عام 2014 في الموصل بعد مذبحة “سبايكر” التي نفذها تنظيم داعش الارهابي.


ويحذر أستاذ العلوم السياسية من أن الأخطار حقيقية ومخيفة، وما يتم تدبيره في الظلام داخل هذه المنطقة وخارجها غير معلوم كله علي حقيقته لنا ، مؤكدا أن هناك الكثير مما جري الإعداد له في الخفاء وحانت الآن ساعة تنفيذه وسط أجواء عربية واقليمية منهارة تماما ومناخ دولي غامض ومرتبك..وهو ما سوف يزيد من تعقيد الأمور اذا ما حدث في سورية ما لا تحمد عقباه.

ويختتم متسائلا: فهل سوف يكون بمقدور سورية مواجهة هذه العاصفة العاتية التي توشك علي اجتياحها، ولربما تنتقل رياحها خارج حلب الي ما هو أبعد وأخطر منها في هذا السباق المحموم نحو تغيير الأوضاع الإقليمية القائمة برمتها؟

السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يرى أن ما يحدث في سورية الآن هو انتقام ومزيد من الحصار لإيران ولحزب الله عن طريق قطع ما تبقي من خطوط إمداد لحزب الله عبر سورية وفي سورية ذاتها .


ويضيف أنه ضغط وعقاب لروسيا التي تعيق أحلام أمريكا والناتو في شرق أوروبا وآسيا ، ومازالت تعرقل قليلاً من سرعة تنفيذ حلم الشرق الأوسط الجديد، ومازالت تزعج أمريكا عن طريق تواجدها المؤثر في سورية وفي مياه شرق المتوسط.

ويقول إن ما يحدث في سورية هو تمهيد لابد منه لتهيئة المسرح ورفع الستار عن الشرق الأوسط الجديد.

ويؤكد أن بداية السبع السود العجاف في منطقتنا تتشكل في الأفق القريب وتوشك علي الانطلاق في بحر لُجِّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.

وتابع قائلا: “يبدو أننا سنعاود الحديث مجدداً عن الصمود في سورية بعد أن استنفدنا كلمات معاجمنا اللغوية في الحديث عن الصمود في غزة ثم في لبنان.

وبعد سورية سنخاطب الصامدين في العراق ثم في الخليج واليمن ثم تستكمل الدائرة”.

ويختتم قائلا: “يا من تتحدثون عن المحور السني والمحور الشيعي ، ثم عن طوفان الأقصى وتحميله تبعات ما يحدث الآن وسيحدث غداً.. عليكم أن تتوجهوا بالشكر لطوفان الأقصى الذي أعاق بدء تنفيذ هذا المخطط الكبير لعام وبعض عام ، والأهم من ذلك أنه فضح حقيقة القائمين على هذا المخطط وكشف داعميه أمام الجمهور والتاريخ”.

هل يلام أردوغان أن لعب لعبته؟
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يبرز كلاعب محوري في المشهد، حيث يسعى إلى تحقيق توازن بين التحالفات الدولية ومصالح بلاده الإقليمية.

أردوغان يُظهر براعة في المناورة السياسية، سواء من خلال تعزيز الدور التركي في الملفات الحساسة مثل الأزمة السورية، أو عبر تحسين علاقاته مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا. هذا التوجه يثير ترقبًا لرد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يراقب التحركات التركية عن كثب، خاصةً في ظل تقاطع المصالح بين البلدين في ملفات عديدة، أبرزها ملف الطاقة والصراعات الإقليمية.

لكن السؤال الأكبر يبقى: هل هناك مخرج من هذه الديناميات المعقدة؟ أم أن الأمور تسير نحو إعادة تشكيل المنطقة وفق رؤية جديدة؟ ما زالت الإجابات غير واضحة، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد غير مدروس قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، حيث يبدو أن مصير الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق جديد.

رأي اليوم + سرايا

إقرأ أيضاً : إضاءة جسر الجبل الأسود بألوان علم فلسطينإقرأ أيضاً : لماذا انسحب الجيش السوري من حلب؟ .. أصابع أردوغان و إيران تتّهم و "إسرائيل" تستعرض والعراق لا يُريد التدخّل!إقرأ أيضاً : المتحدث العسكرى المصري: نواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات و مستعدون للتصدى لأى تهديدات لأمننا القومى



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #سرايا#الخليج#إيران#المنطقة#لبنان#مدينة#أمريكا#العراق#اليوم#الله#غزة#علي#جسر#محمد#بوتين#الرئيس#القوات



طباعة المشاهدات: 1124  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 01-12-2024 10:18 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ثلاثة أطفال ينسفون مبنى عملاقا في ثوان عارضة أزياء حسناء تقتل زوجها وتنتحر في جريمة غامضة بين الحنان والقسوة .. أسلوبك التربوي يؤثر على دماغ طفلك البرلمان البريطاني يجيز (الموت الرحيم) جاهة عشائرية لمضارب "بني صخر" إثر وفاة... الزميل هاشم الخالدي يثير "قضية خطيرة"... ردًا على ما نشره الزميل هاشم الخالدي .. رئيس غرفة... "خسرت عيوني بسببه" .. من هو الطيار... الحكومة: تخفيض سعر البنزين بشقيه "تعريفة"... إضاءة جسر الجبل الأسود بألوان علم فلسطينلماذا انسحب الجيش السوري من حلب؟ .. أصابع أردوغان...المتحدث العسكرى المصري: نواجه تحديات غير مسبوقة على...بن غفير "يتفاخر" بمصادرة "مكبرات...إصابة 4 مستوطنين خلال التدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق...وفد من حماس في القاهرة لبحث مقترحات بشأن غزةترامب يختار والد صهره تشارلز كوشنر لمنصب سفير...ترامب يرشح كاش باتال مديراً لـ"إف بي آي"...أميركا: اعتماد دمشق على روسيا وإيران سبب انهيار حلب بعد سحب جنسيته .. هل يملك داود حسين فعلاً جنسية أخرى؟ لخطورتها على المواطنين .. هدم فيلا فنان مصري شهير "يلا نعمل سيئة جارية" .. شيرين تتصدر... تامر حسني يلجأ للقضاء بسبب منشور مزيف حسين فهمي يتحدث عن مرض شقيقه مصطفى وتحضيرات مهرجان... أتلتيكو يقسو على بلد الوليد ويقتنص الوصافة مؤقتاً ملف السعودية لاستضافة مونديال 2034 يحصل على أعلى تقييم فوز الرمثا على الأهلي بدوري المحترفين مانشستر يونايتد يسابق الزمن للتعاقد مع المصري مرموش شباب الأردن يتفوق على معان بثلاثية علماء يتوصلون إلى طريقة تحمي الأرض من كارثة فضائية متوقعة لخطورتها على المواطنين .. هدم فيلا فنان مصري شهير أول عاصمة أزياء كبرى تفرض مثل هذا الحظر .. لندن تمنع "الجلود الغريبة" في عروضها تفاصيل قضية المدرس المنتحر حرقا .. تنمر عليه طلابه ونشروا فيديو "مستفزا" ماذا ينقص هذه الصورة؟ حاول التوصل للإجابة في 6 ثوان رأس مفصولة في الثلاجة .. تفاصيل مقتل مصرية على يد جارها في "كوكب اليابان" .. توقيف رجل اقتحم 1000 منزل للتخلص من التوتر بعد اختفائه أكثر من 20 عاما .. القبض على أحد أبرز المطلوبين للعدالة في أميركا تأثير "الجمعة السوداء" على الدماغ .. لماذا يصعب مقاومة الإغراءات؟ بعد ان اشتراها بملايين .. مالك لوحة الموزة يأكلها - فيديو

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مدينة غزة مدينة القوات المنطقة علي علي محمد الله الله أمريكا أمريكا علي غزة العراق الخليج الرئيس المنطقة اليوم سرايا الخليج إيران المنطقة لبنان مدينة أمريكا العراق اليوم الله غزة علي جسر محمد بوتين الرئيس القوات الشرق الأوسط الجدید فی سوریة

إقرأ أيضاً:

الحرائق تهدد المدن والصحاري.. آثار تغير المناخ تجتاح الشرق الأوسط

يشهد الشرق الأوسط تصاعدا في مخاطر الحرائق نتيجة تغير المناخ، إذ باتت درجات الحرارة المرتفعة وندرة المياه من أبرز التحديات التي تهدد الاستقرار البيئي والحضري، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، عبر تقرير تلفزيوني بعنوان «الحرائق تهدد المدن والصحاري.. تغير المناخ يجتاح الشرق الأوسط».

وأشار التقرير، إلى أنّه مع توقع زيادة أيام الحر الشديد في الإمارات والسعودية بحلول عام 2050 تصبح الحرائق ظاهرة أكثر تعقيدا حتى في المناطق ذات الغطاء النباتي المحدود، بالتالي تعاني المنطقة من تأثيرات واضحة لتغير المناخ، إذ يؤدي الجفاف المطول وندرة المياه إلى صعوبة كبيرة في عمليات مكافحة الحرائق.

وأوضح التقرير، أنّ هذه الظروف تزيد من احتمالية اندلاع حرائق الغابات والمناطق الحضرية على حد سواء، ما يفرض ضغوط هائلة على البنية التحتية ونظم الإطفاء التقليدية، كما أن التوسع الحضري السريع يشكل تحديا إضافيا، إذ تتطلب الظروف المتغيرة تقنيات جديدة تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.

ولفت التقرير، إلى أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي والنمذجة التنبؤية أصبح ضروريا لتوقع الحرائق وإدارتها بفاعلية، كما أن تطبيق استراتيجيات مستدامة للمياه يمثل جزءا أساسيا من التكيف مع هذه التحديات، ومع تفاقم هذه الظواهر يتزايد الوعي بأهمية التصدي لها من خلال تعزيز المرونة البيئية واستخدام تقنيات متطورة لمكافحة الحرائق.                              

مقالات مشابهة

  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • الأكراد.. رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط
  • هل الشرق الأوسط على أبواب ربيع جديد؟ قراءة في كتابات غربية
  • 2024 .. عام لا كالأعوام !
  • مصالح بكين.. ماذا يعنى سقوط الأسد بالنسبة للصين؟
  • أفضل الوجهات لعشاق المغامرة في الشرق الأوسط وآسيا
  • من بغداد.. تصريح إيراني حول الشرق الأوسط الجديد
  • الحرائق تهدد المدن والصحاري.. آثار تغير المناخ تجتاح الشرق الأوسط
  • فورين بوليسي: هزات طوفان الأقصى الارتدادية تتواصل بالعام الجديد
  • التغييرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين المد والجزر