وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يترك إيران نمراً من ورق
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تناول الكاتب الصحفي والباحث دانييل ويليامز اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، مسلطاً الضوء على آثاره في الاستقرار الإقليمي وتأثيره على ديناميكيات القوة الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
إيران لاعب ضعيف غير قادر على دعم تهديداته بعمل ذي مغزى
وقال الكاتب في تحليله بموقع "آسيا تايمز" إن هذا القرار لا يعزز المكاسب الاستراتيجية الرئيسية لإسرائيل فحسب، بل يكشف أيضاً عن إيران كلاعب ضعيف غير قادر على دعم تهديداته بعمل ذي مغزى.
إنجاز مهم لنتانياهو
وعدّ ويليامز وقف إطلاق النار إنجازاً مهماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث حقق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في دفع حزب الله بعيداً عن الحدود الشمالية لإسرائيل وشل القدرات العملياتية للجماعة.
وكجزء من الاتفاق، أُجبِر حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني، مما أدى إلى إنشاء منطقة عازلة داخل لبنان.
يفرض هذا التحول الإقليمي شرطاً من قرار الأمم المتحدة لعام 2006 الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وحزب الله، لكنه ظل غير مطبق إلى حد كبير.
???? "After a year of mauling, Hezbollah – Tehran’s puppet – is giving in. But why has Netanyahu agreed to a peace deal, when Israel has the upper hand?" writes @COLRICHARDKEMP .
Read more here ????https://t.co/kZLUTtbhgV pic.twitter.com/Zgz3cih6mj
ومن خلال تنفيذ هذه المنطقة المحظورة، تعزز إسرائيل أمنها على طول حدودها الشمالية في حين تحد في الوقت نفسه من قدرة حزب الله على تهديد الأراضي الإسرائيلية.
وأوضح الكاتب أن هذا التطور يكشف صدعاً في التحالف بين حزب الله وحماس، حيث كان الحزب قد أعلن دعمه للهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكنه اضطر في النهاية إلى التراجع تحت الضغط الإسرائيلي.
وأشار الكاتب إلى أن هذا الصدع يترك حماس معزولة، حيث فقدت حليفاً حاسماً قادراً على تحويل الموارد العسكرية الإسرائيلية نحو جبهة ثانية، مما يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انتصارا تكتيكياً يُضعف ما يسمى "محور المقاومة".
Israeli hard power has secured what 11 months of soft words from Biden envoys could not: Hezbollah’s agreement to abandon Hamas as Iran’s Lebanon proxy staggers out of the fight. https://t.co/DLL2LM099U
— Mark Dubowitz (@mdubowitz) November 26, 2024
ورأى ويليامز أن وقف إطلاق النار يقوض موقف إيران بوصفها الداعم الرئيس لهذا المحور، الذي يضم حزب الله وحماس والميليشيات العراقية والمتمردين الحوثيين في اليمن. ورغم خطابها عن المقاومة ودعم هذه الجماعات، امتنعت إيران عن التدخل المباشر أثناء الصراع في الوقت الذي استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية جنوب لبنان وبيروت وحتى كبار مسؤولي حزب الله.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكناني علناً أنه لا توجد حاجة إلى إرسال قوات إضافية إلى لبنان، مدعياً بأن الميليشيات المحلية قادرة على التعامل مع الموقف. وأوضح الكاتب أن هذا التصريح يكشف عن فجوة كبيرة بين تهديدات إيران واستعدادها - أو قدرتها - على التصرف.
وفي حين أشاد نتانياهو بوقف إطلاق النار باعتباره انتصاراً، يرى الكاتب أنه لا يعالج مخاوفه الأوسع نطاقاً بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأعطى نتانياهو الأولوية باستمرار لتحييد طموحات إيران النووية، التي يعتبرها أكبر تهديد لوجود إسرائيل.
وفي خطاب متلفز، كرر رئيس الوزراء التزامه بهذه المهمة، ووصفها بأنها أساسية لأمن إسرائيل على المدى الطويل. إن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، بما في ذلك تدمير أنظمة الدفاع الجوي إس-300 التي قدمتها روسيا لحماية المنشآت النووية الرئيسية، توضح بشكل أكبر تركيزها على الحد من قدرات طهران.
وسلط الكاتب الضوء على رد فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى تصويره للاتفاق على أنه خطوة نحو السلام في الشرق الأوسط. وتركز رؤية بايدن على إنشاء دولة فلسطينية؛ وهو احتمال رفضه نتانياهو باستمرار.
وتشير الأعمال العدائية المستمرة في غزة، إلى جانب تصاعد العنف في الضفة الغربية، إلى أن حل الدولتين ما يزال هدفاً بعيد المنال. ولا تظهر أي علامات على تراجع الصراع في غزة على وجه الخصوص. ففي حين تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، تواصل حماس المطالبة بانسحاب إسرائيل كشرط لأي وقف لإطلاق النار.
وفي الوقت نفسه، تسلط الغارات الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي تستهدف في كثير من الأحيان مخابئ الأسلحة التي يُزعم أن إيران هربتها، الضوء على التوترات المستمرة في الأراضي الفلسطينية. وظلت السلطة الوطنية الفلسطينية، ومقرها رام الله، صامتة بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، ما يؤكد على دورها المتضائل في تشكيل التطورات الإقليمية.
ديناميكيات العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية
وقال الكاتب إن ديناميكيات العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قد تتغير مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على الطبيعة الهشة لوقف إطلاق النار وتداعياته الأوسع. وفي حين يعمل الاتفاق على استقرار الجبهة الشمالية لإسرائيل مؤقتاً، فإنه يسلط الضوء على هشاشة الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
وتكشف الهدنة عن نقاط ضعف إيران في حين تعزز الهيمنة العسكرية لإسرائيل، وتترك الصراعات الأساسية التي تديم عدم الاستقرار في المنطقة دون حل. وبينما يسعى نتنياهو وبايدن وترامب إلى اتباع استراتيجيات متباينة، فإن الطريق إلى السلام الدائم يظل بعيد المنال، ويتشكل من خلال الأولويات المتنافسة والتوترات الدائمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله وقف إطلاق النار الضوء على حزب الله فی حین
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تخرق الهدنة في جنوب لبنان.. تحركات دولية وسط أزمة سياسية خانقة
تتصاعد التحركات الدولية لاحتواء الأوضاع في جنوب لبنان، في ظل خروقات متكررة لوقف إطلاق النار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشمل توغلات مستمرة وتدمير عدد من القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع أزمة سياسية داخلية يعيشها لبنان، تتمثل في شغور منصب رئيس الجمهورية منذ فترة طويلة.
في هذا السياق، زار وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان لبنان لمتابعة آلية وقف إطلاق النار، فيما تستمر المشاورات اللبنانية مع مسؤولين أمريكيين للبحث عن حلول لهذه التحديات الأمنية والسياسية.
زيارة فرنسية لتعزيز مراقبة وقف إطلاق الناروصل وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو ووزير الخارجية جان نويل بارو إلى بيروت، في زيارة رسمية تستمر يومين تهدف إلى متابعة تطورات خرق وقف إطلاق النار ومساندة لبنان في هذه المرحلة الحساسة.
وتضمنت زيارة الوزيرين:
- اجتماعات رسمية: لقاء مع ممثل فرنسا في آلية مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال جيوم بونشين، وممثل لبنان العميد جابي لاوندوس، إضافة إلى قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون.
- أنشطة ميدانية: انطلاق دورية مشتركة في مخيم دير كيفا، كجزء من جهود تعزيز التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل).
- إحياء ذكرى الجندي الفرنسي: مشاركة في مراسم تكريم الجندي الفرنسي الذي توفي في حادث سير أثناء خدمته ضمن قوات حفظ السلام في نوفمبر الماضي.
الزيارة تأتي في إطار التأكيد على التزام فرنسا بدعم استقرار لبنان والحفاظ على وحدة أراضيه، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في الجنوب.
مشاورات أمريكية-لبنانية حول خروقات الاحتلالفي موازاة التحركات الفرنسية، يجري رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، مشاورات مع الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون، فور عودتها إلى بيروت.
وتتناول المباحثات:
- خروقات وقف إطلاق النار: تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وتوغله في القرى الجنوبية الواقعة جنوب الليطاني.
- تدمير القرى اللبنانية: الجهود المبذولة للحد من تدمير تل أبيب لهذه المناطق، حيث تسعى إلى جعلها غير قابلة للحياة.
- تفعيل الدور الأمريكي: اختبار مدى استعداد الجانب الأمريكي للتدخل وضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاقيات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار.
وأكد نبيه بري على ضرورة تحميل الجانب الأمريكي مسؤولياته في إلزام إسرائيل بالوقف الفوري لانتهاكاتها، مع التركيز على أهمية حماية منطقة العمليات المشتركة بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
أبعاد الخروقات الإسرائيلية وتأثيرهاتشير تقارير لبنانية إلى أن الخروقات الإسرائيلية تستهدف تعطيل الاستقرار في المناطق الجنوبية، مما يهدد أمن السكان المحليين ويعيق جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.
كما أن استمرار تدمير القرى الواقعة جنوب الليطاني يضع تحديات أمام الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لإيجاد حلول مستدامة، خاصة أن هذه المناطق تشكل جزءاً من العمليات المشتركة بين القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام الدولية.
وإلى جانب الأوضاع الأمنية، يواجه لبنان أزمة سياسية خانقة نتيجة شغور منصب رئيس الجمهورية، والذي لم يتم شغله منذ التاسع من يناير الجاري. هذه الأزمة تعرقل قدرة الدولة على اتخاذ قرارات حاسمة لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية المتفاقمة.
وتُظهر التحركات الدولية والجهود المحلية في لبنان أهمية إيجاد حلول عاجلة لوقف الخروقات الإسرائيلية المتكررة لوقف إطلاق النار، والتي تُهدد الاستقرار في جنوب البلاد.
ومع زيارة الوفد الفرنسي واستمرار المشاورات مع المسؤولين الأمريكيين، يبقى التحدي الأكبر هو مدى قدرة الأطراف الدولية على إلزام إسرائيل بالتقيد بالاتفاقيات الدولية، إضافة إلى الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة السياسية في الداخل اللبناني لضمان اتخاذ قرارات فعالة في مواجهة هذه التحديات.