بين “اللحظة الحاضرة” و”الواجب المباشر”
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
عين علي الحرب
الجميل الفاضل
بين “اللحظة الحاضرة” و”الواجب المباشر”
من أجمل ما قرأت نص للغائب الحاضر “محمود درويش” يقول: “قلت له، مرة، غاضبا: كيف تحيا غدا؟.
قال: لا شأن لي بغدي.
إنه فكرة لاتراودني.
وأنا هكذا.. هكذا:
لن يغيرني أي شيء، كما لم أغير أنا أي شيء.
فلاتحجب الشمس عني”.
انها في تصوري شمس “اللحظة الحاضرة”، التي يحرص الشاعر علي عدم حجبها عنه بشواغل أخري تتصل، بأمس مضي وأنقضي، أو بغد لما يأت بعد.
هي لحظة مثلها مثل “أثر الفراشة” الذي يصفه هذا الشاعر بقوله:
“أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ!”.
المهم في ظني أن “اللحظة الحاضرة” هي نقطة متحركة في الزمن لا تسكن ولا تهدأ، اذ هي نقطة الوصول، التي هي في ذات الوقت نقطة المغادرة، الي لحظة حاضرة أخري.
إذ لكل لحظة حاضرة شروط وموجبات، ربما تختلف هي بالضرورة عن شروط وموجبات أي لحظة فائتة قبلها، أو لاحقة لها.
فاللحظة الحاضرة، لحظة يتفاعل الإنسان معها أو فيها، بمقدار ما يملك فقط، من وسع، وإستطاعة، وإمكان، لا أكثر ولا أقل.
إذ أن قدر الانسان يظل دائما هو العيش بين ظرفين، ظرف مكان، ثابت نوعا ما، هو مجاله الحيوي الذي يتحرك ويتفاعل فيه، وظرف زمان، متغير من شأنه أن يلقي باثاره علي الإنسان نفسه.
ليصبح فلاح الانسان في حياته رهن بمدي امساكه بكل “لحظة حاضرة”، من خلال القيام بالواجب المباشر فيها كما ينبغي أن يكون، وبعدم الانشغال عنها بسواها.
وفق ميزان دقيق يقوم علي حكمة ربانية ما أحوجنا لها اليوم تقول: “لكي لا تأسوا علي ما فاتكم، ولا تفرحوا بما أتاكم”.
لكي نصبر ولا نأسي علي مافاتنا بسبب هذه الحرب اللعينة من نقص في الأموال والأنفس والثمرات، ولكي نشكر ولا نفرح بما سيأتينا سبحانه وتعالي، بعد هذه التجربة المريرة من خيرات، وما سيفتح علينا من بركات، لأنه لا يحب في الحقيقة كل مختال فخور، سواء من طائفة أدعياء الدين، أو من شاكلة دعاة الحرب. الوسومالجميل الفاضل فلاح الانسان محمود درويش
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجميل الفاضل محمود درويش
إقرأ أيضاً:
تركيا تحذر: “نتنياهو قد يعيد إشعال الحرب”
أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بتصريحات هامة عقب لقائه مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، أكد فيها على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي لضمان استدامة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، محذرًا من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يعيد إشعال الحرب.
التنسيق التركي-المصري بشأن غزة
أوضح فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك، أن مصر تبذل جهودًا كبيرة بالتعاون مع قطر ودول أخرى لإنهاء التصعيد في غزة، مشددًا على أن الحفاظ على الهدنة يتطلب تحركًا دوليًا موحدًا.
وقال فيدان:
“مصر لعبت دورًا محوريًا في المفاوضات، ووقف إطلاق النار خطوة مهمة، لكن التحدي الأكبر هو ضمان ديمومته، إذ لا يزال خطر التصعيد قائمًا، ونتنياهو قد يعيد إشعال الحرب في أي لحظة.”
تركيا.. توقيف 46 شخصا في عمليات أمنية ضد “داعش”
الثلاثاء 04 فبراير 2025ضرورة الحلول الإقليمية
وفي حديثه عن الأوضاع الإقليمية، شدد الوزير التركي على أهمية إيجاد حلول محلية للمشاكل التي تواجه المنطقة، محذرًا من أن التدخلات الأجنبية تزيد الأوضاع تعقيدًا.
وأضاف:
“إذا لم نتعامل مع مشاكلنا بأنفسنا، ستتدخل قوى خارجية وفقًا لمصالحها، ما يؤدي إلى مزيد من الحروب وعدم الاستقرار والفقر. يجب أن نتعامل بفاعلية مع القضايا الإقليمية ونطرح حلولنا الخاصة.”
إشادة بالدور المصري
وأعرب فيدان عن تقديره لدور القاهرة في جهود الوساطة، قائلًا:
“نحن مدينون بالشكر لإخواننا المصريين على دورهم الفاعل في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة. تركيا ومصر، تحت قيادة رئيسينا، تتحملان مسؤولية كبيرة وتعملان على تعزيز التشاور والتعاون في القضايا الإقليمية.”