المعارضة السورية تعلن التقدم بحماة وواشنطن تلقي باللائمة على الأسد
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قالت المعارضة السورية المسلحة إنها تتقدم في محافظة حماة، وذلك بعد ساعات من إعلانها السيطرة على أجزاء واسعة من مدينة حلب وكامل محافظة إدلب، في حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على "دحر الإرهابيين" مهما "اشتدت" هجماتهم.
وأضافت المعارضة السورية المسلحة أنها بدأت التوغل في مدينة حماة وأن قوات النظام تهرب من المدينة، وهو ما نفته وزارة الدفاع السورية التي أكدت أن قواتها لم تنسحب من المدينة، وأنها تشن غارات بالتعاون مع القوات الروسية تستهدف ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية وخطوط إمدادها.
وكانت المعارضة السورية المسلحة قد قالت إنها سيطرت على مطار حلب الدولي وعلى طريق حلب غازي عنتاب بالكامل، وعلى مطار كويرس ومساكن الضباط بريف حلب الشرقي وقطعت طريق حلب الرقة، ضمن ما سمتها معركة "ردع العدوان".
وفيما يتعلق بالوضع الميداني في حلب، أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بسقوط قتلى وجرحى إثر غارات استهدفت منطقة دوار الباسل وسط مدينة حلب، كما أفاد بأن غارات أخرى استهدفت القصر البلدي وسط المدينة.
وأكد المراسل أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى أحياء مدينة حلب بعد اشتباكات، وصفت بالعنيفة بين قوات المعارضة والقوات التابعة لوزارة الدفاع السورية، خلال الأيام الماضية.
وفي الأثناء، قالت المعارضة السورية إنها تعمل على توسيع المناطق الآمنة لضمان عودة النازحين، وإنها ستعلن في المرحلة القادمة بدء عودتهم.
وقد بدأ الأهالي في العودة لتفقد ممتلكاتهم، بعدما أجبروا على مغادرة مدنهم وبلداتهم في الشمال السوري قبل 5 سنوات.
اتصالات ومواقف
على المستوى السياسي، شهدت الساعات الماضية صدور العديد من المواقف من أطراف إقليمية ودولية، إلى جانب الاتصالات والمباحثات ذات الصلة.
فقد قالت الخارجية الإيرانية إن الوزير عباس عراقجي سيزور دمشق اليوم الأحد، وسيتوجه من هناك إلى أنقرة للتشاور بشأن التطورات الأخيرة في سوريا.
وأضافت أن عراقجي بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف التطورات في سوريا، وأكدا دعم سيادتها ووحدة أراضيها.
كما أكدا ضرورة التنسيق بين إيران وروسيا وتركيا كدول ضامنة في مسار أستانا.
وحسب الخارجية الإيرانية، أكد الوزير الإيراني لنظيره الروسي أن تحركات من وصفتها بالجماعات الإرهابية في سوريا جزء من مخطط صهيوني أميركي لزعزعة أمن المنطقة.
من جهتها، أفادت الخارجية الروسية بأن لافروف ونظيره التركي هاكان فيدان أعربا في اتصال هاتفي عن قلقهما الشديد إزاء التطورات الخطيرة في سوريا، وأكدا ضرورة تنسيق الجهود لتحقيق الاستقرار هناك.
وبدوره، قال أوليغ إغناسيوك نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا إن السلاح الجوي الروسي في سوريا يدعم ويساعد القوات السورية في صد هجمات من وصفهم بالإرهابيين.
وأشار إغناسيوك إلى أن القوات الجوية الروسية وجهت ضربات صاروخية على مواقع تجمع المسلحين والمراكز القيادية ومستودعات الأسلحة والمواقع المدفعية.
وأضاف أن نحو 300 مسلح قُضي عليهم خلال الساعات الـ24 الماضية، وأن العملية العسكرية مستمرة لصد العدوان الذي يشنه من وصفهم بالمتطرفين.
الموقف الأميركي
وفي واشنطن، قال مجلس الأمن القومي الأميركي إنه يراقب الوضع عن كثب، مشيرا إلى أنه كان على اتصال بالعواصم الإقليمية على مدار الساعات الـ48 الماضية.
وذكر المتحدث باسم المجلس شون سافيت أن رفض نظام الأسد الانخراط في عملية سياسية واعتماده على روسيا وإيران "خلق الظروف التي تتكشف الآن، بما في ذلك انهيار خطوط نظام الأسد في شمال غرب سوريا".
وفي حين أفاد البيت الأبيض بأنه لا علاقة للولايات المتحدة بالهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام، وأكد مواصلة توفير الحماية لأفراد ومواقع عسكرية أميركية يعتبرها ضرورية لضمان عدم تمكن تنظيم الدولة من الظهور مرة أخرى في سوريا.
مباحثات بين الأسد والسودانيوقالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التطورات الأخيرة والتعاون في مكافحة الإرهاب.
وأضافت أن رئيس الوزراء العراقي أكد تمسكه باستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، كما عبّر عن استعداد بغداد لتقديم الدعم لدمشق في مواجهة ما سماه الإرهاب.
من جهتها، أعلنت رئاسة الوزراء العراقية تأكيد السوداني أن أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الإقليمي عموما ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط.
وكان الأسد أعلن أن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على "دحر الإرهابيين" مهما "اشتدت" هجماتهم، في أول تعليق له منذ بدء المعارضة المسلحة هجوما غير مسبوق على قواته وسيطرتها على مدينة حلب ومطارها الدولي.
ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تأكيده -أثناء اتصال بالرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان- أن "سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهي قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية".
وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأربعاء الماضي بدء ما سمتها "معركة ردع العدوان"، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.
وتأتي الاشتباكات في المنطقة بعد أشهر من هدوء نسبي كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب الجيش السوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس/آذار 2020 عندما اتفقت روسيا -التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد- وتركيا، التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمالي غربي سوريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة مدینة حلب فی سوریا
إقرأ أيضاً:
المسيحيون في سوريا.. ما وراء رواية نظام الأسد
مع بدء "قمة الحرية الدينية الدولية" في واشنطن العاصمة، يضغط المدافعون عن حقوق الإنسان، مطالبين بحماية الأقليات الدينية والعرقية في المشهد السياسي المتطور في سوريا.
محنة المسيحيين في سوريا لا ترتبط فقط بحكم الأسد أو المتمردين
ومن بين الحاضرين البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، مما يشير إلى أهمية حماية المجتمعات المسيحية في سوريا، حسبما أفاد رئيس ومؤسس المنظمة العالمية لحقوق الإنسان ADFA في مقاله بموقع مجلة الأمريكية. المسيحيون بعد الأسدقبل شهرين، احتفلت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها في السويد، لكن المناسبة طغت عليها الأخبار المحزنة من سوريا. فمع رحيل بشار الأسد، سيطر المتمردون على مناطق معينة، مما أجبر العديد من المسيحيين على الاختباء.
كان الخوف نابعاً من تجارب سابقة مع الفصائل الجهادية مثل "هيئة تحرير الشام" وارتباطاتها التاريخية بتنظيم "داعش" و"القاعدة".
A delegation of Syrian Christians from across #Syria met with the new Damascus government. It is wonderful to see Bishop Hanna Jallouf the catholic bishop of Aleppo and a friend of @syrianetf for over a decade alongside Christian leaders from Damascus finally able to practice… pic.twitter.com/AXShiRdKZP
— Mouaz Moustafa (@SoccerMouaz) December 31, 2024وعلى الرغم من أن المتمردين أعلنوا لاحقاً التزامهم بتطبيق "المساواة في الحقوق"، ظلت الشكوك قائمة. عاد بعض المسيحيين بحذر إلى ديارهم للاحتفال بعيد الميلاد، لكن عدم اليقين كان يلوح في الأفق بشأن مستقبلهم في سوريا التي مزقتها الحرب والتي تحكمها الآن مجموعات معارضة موزعة.
الاضطهاد من جبهات متعددةوقال الكاتب إن محنة المسيحيين في سوريا لا ترتبط فقط بحكم الأسد أو المتمردين الذين خلفوه، مشيراً إلى معاناة العديد من المسيحيين على أيدي النظام والفصائل المتطرفة.
وسلط الكاتب الضوء على إحدى الحالات المروعة، وهي حالة رزوق، اللاجئ السوري الذي فر بعد أن واجه الاضطهاد من قبل قوات الأمن التابعة للأسد والمتشددين الأصوليين. ومن المؤسف أن زوجته وبناته غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان عبر طرق التهريب.
وتؤكد مثل هذه القصص على التهديدات المزدوجة التي يواجهها المسيحيون في سوريا: القمع في ظل حكم الأسد والوحشية على أيدي الفصائل المتطرفة.
هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن المسيحيين في سوريا كانوا يدعمون حكومة الأسد بشكل موحد. ويدحض الكاتب هذا الاعتقاد، مؤكداً أن العديد من المسيحيين قاوموا النظام بنشاط.
وعارضت "المنظمة الديمقراطية الآشورية" الأسد منذ بداية انتفاضة عام 2011، وانضمت إلى "الائتلاف السوري المعارض".
ولعبت شخصيات مسيحية بارزة مثل جورج صبرا أدواراً قيادية في حركة المعارضة.
While the warmongers cheer Assad being overthrown, Christians will now be persecuted under sharia law which has now been declared in Syria.
Damascus is one of the earliest places where Christianity began.
I’m praying for them. ????
pic.twitter.com/ughE9YrMnj
بالإضافة إلى ذلك، تحالف "حزب الاتحاد السرياني" مع "قوات سوريا الديمقراطية" - وهو تحالف عرقي مدعوم من الولايات المتحدة - ضد الأسد وتنظيم "داعش". وفي عام 2012، اقتحم نشطاء "حزب الاتحاد السرياني" السفارة السورية في ستوكهولم للاحتجاج على وحشية النظام.
وتم القبض على أحد قادتهم الرئيسيين، سعيد ملكي كوثر، في القامشلي في عام 2013 وما يزال مفقوداً.
ولم يسلم رجال الدين المسيحيون البارزون. اختُطف رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس بولس يازجي ورئيس أساقفة السريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم في حلب، وما يزال مصيرهما مجهولاً. ويتساءل الكاتب عما إذا كان نظام الأسد قد لعب دوراً في اختفائهما، حيث انتقد كلاهما حكمه.
المقاتلون المسيحيون في الثورةوعلى عكس الادعاءات بأن المعارضة كانت يهيمن عليها السُنّة حصرياً، يشير الكاتب إلى أن المسيحيين قاتلوا أيضاً من أجل سوريا الديمقراطية. وانضم العديد منهم إلى "الجيش السوري الحر"، وهو تحالف علماني في البداية ضم السنة والأكراد والدروز. وواصل ناشطون مسيحيون مثل عبد الأحد أستيفو وسنحاريب ميرزا الدعوة إلى سوريا التعددية.
التأثير المدمر للحرب في المجتمعات المسيحيةقبل عام 2011، كانت سوريا موطناً لحوالي 1.5 مليون مسيحي. واليوم، بقي أقل من 300 ألف مسيحي. فقد دمرت الحرب المجتمعات المسيحية المزدهرة.
وانخرط تنظيم "داعش" والفصائل التابعة له في التطهير العرقي، وأجبر الآشوريين على الخروج من منطقة الخابور، والأرمن من كسب، والسريان من حمص. حتى المسيحيين الأرثوذكس اليونانيين، أكبر طائفة مسيحية في سوريا، عانوا تحت حكم المتمردين.
المناصرة الدولية لحقوق المسيحيين وأكد الكاتب على الحاجة إلى مزيد من الاهتمام الدولي بمحنة المسيحيين في سوريا. ودعت ورقة بحثية قدمتها الجهات المعنية في "قمة الحرية الدولية الدينية" إلى إدارة ترامب، إلى ضمان المساواة في الحقوق للمسيحيين والدروز والعلويين والأقليات الأخرى، مؤكدةً أهمية حقوق المرأة في استقرار سوريا في المستقبل.وتأمل المنظمة العالمية لحقوق الإنسان وحلفاؤها في تأمين الحماية للمسيحيين والأقليات الأخرى من خلال الجهود التشريعية، من أجل الاعتراف بوضعهم الأصلي في سوريا وضمان حقهم في التعايش مع المجتمعات الدينية والإثنية المتنوعة في البلاد. لحظة حاسمة لمسيحيي سوريا وقال الكاتب: لا يمكن تجاهل مصير المسيحيين في سوريا. لم تبدأ معاناتهم باستيلاء المتمردين، ولم يكن الأسد حامياً لهم ولحقوقهم. لقد ناضل المسيحيون السوريون لفترة طويلة من أجل دولة تعددية وديمقراطية.
وأضاف أن المسيحيين في سوريا هم أمة ديمقراطية. والآن، بينما تخضع سوريا لتحول سياسي آخر، يتعين على العالم أن يضمن عدم نسيانهم. وفي "قمة الحريات الدينية الدولية"، يأمل المدافعون عن حقوق الإنسان أن يتخذ المشرعون الأمريكيون خطوات ملموسة لدعم الأقلية المسيحية، وضمان بقائهم وحقهم في المواطنة المتساوية في مستقبل سوريا.