الخطوة الأولى لصناعة العادات: الاشارة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
الخطوة الأولى لصناعة العادات: الاشارة
م. #أنس_معابرة
أدركنا حتى الآن أن الدماغ يفضّل العادات، حيث يقوم بالأعمال دون تفكير عميق، ولكن ما الذي يدفعنا تجاه هذه العادة وليس عادة أخرى غيرها؟
يمكن القول إن لكل عادة ما يدل عليها، أو بمعنى آخر؛ هنالك إشارة لكل عادة، تدعو الانسان إلى القيام بهذه العادة.
مقالات ذات صلةلا بد أن يكون هنالك إشارة لكي تقوم بأية مهمة في حياتك وليس العادات فحسب، فأنت تبعد يدك عن النار عندما تقترب منها بشكل تلقائي، لأن هنالك اشارة ألم من جسدك، أو أن تبدأ بالجري مدفوعاً بالخوف عندما ترى حيواناً مفترساً، لأن جهازك العضلي قد تلقى إشارة من الجهاز العصبي يدعوه للفرار.
إن الطريقة المثلى لاكتساب عادة جديدة حسنة هو محاولة تعظيم الإشارة إلى هذا العادة، ومحاولة جعلها واضحة بالقدر الكافي، فعندما تود أن تصبح قارئاً، أو أن تقرأ عدة صفحات قبل النوم؛ لا يكفي أن تضع الكتاب على الطاولة بجانب السرير، بل أنت بحاجة إلى وضعه على وسط الوسادة، ليكون واضحاً كفاية.
وعندما تريد أن تصبح رياضياً، أو أن تصل إلى هدف خمسة الاف خطوة كل يوم، فيجب أن تكون الإشارة واضحة، مثل أن تضع عدد الخطوات على الصفحة الرئيسة للهاتف، أو أن تضع منبهاً عندما تتجاوز رقماً معيناً، بل حتى من الممكن أن تتجنب الدخول من الباب القريب من المصعد، وأن تدخل من الباب المقابل للدرج، حتى تكون إشارة صعود الدرج أكثر وضوحاً.
لا يمكنك أن تحافظ على الصلوات في مواعيدها وأنت لا تعرف اوقاتها، أو لا تسمع صوت الأذان، هل تود أن تحافظ على ذلك؟ حاول أن تجعل الإشارة إلى أوقات الصلاة واضحة، ضع برنامجاً في هاتفك، أو منبهاً في منزلك للإشارة إلى وقت الصلاة، عندها ستكون الإشارة أكثر وضوحاً، وتحويلها إلى عادة أسهل وأبسط.
بالمقابل؛ إذا أردنا أن نتخلص من عادة، فلا بد أن نعمل على إخفاء اشارتها، ومثلما تكلمنا عن توضيح الإشارة عند اكتساب العادات الحسنة، فإننا هنا نتحدث عن إخفاء الإشارات وجعلها خفية.
إذا كنت مدخناً وتحاول أن تتخلص من ذلك؛ فلا بد من إخفاء علبة التبغ، يمكن الاحتفاظ بها في السيارة، أو في مكان بعيد عن غرفة الجلوس، وليس أمامنا بشكل مباشر بحيث نفكر في التدخين كلما نرى علبة السجائر.
وهنالك من يحاول أن يقلل استعمال الهاتف أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإمكان وضع الهاتف في غرفة أخرى أثناء بقائنا في المنزل، ووضعه في أحد الأدراج أثناء العمل. وبالنسبة لمواقع التواصل؛ بإمكانك إخفاء أيقوناتها من شاشة الهاتف الرئيسة، أو حتى حذفها من الهاتف حتى تبلغ هدفك.
ملخص الخطوة الأولى في صناعة العادات: حاول أن تجعل الإشارة أكثر وضوحاً للعادات التي ترغب في اكتسابها، وحاول أن تخفي الإشارات التي تدل على العادات التي تود التخلص منها.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أنباء عن نية واشنطن ترحيل مهاجرين من أراضيها إلى ليبيا.. ما واقعية الخطوة؟
طرحت الأنباء المتداولة عن نية الإدارة الأمريكية، ترحيل مهاجرين لديها إلى ليبيا مزيدا من التساؤلات عن واقعية الفكرة ومدى قبول الحكومات الليبية لها خاصة مع حالة الفراغ والانقسام الذي تعيشة ليبيا الآن.
وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن إدارة ترامب ناقشت مع ليبيا ورواندا إمكانية إرسال مهاجرين لديهم سجلات جنائية ويتواجدون في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين، وفقًا لمصادر متعددة مطلعة على المحادثات.
وأكدت أنه "إلى جانب إرسال المهاجرين ذوي السجلات الجنائية، يأمل مسؤولو إدارة ترامب أيضًا في الدخول بمفاوضات رسمية مع ليبيا لعقد ما يسمى باتفاق بلد ثالث آمن"، ما يسمح للولايات المتحدة بإرسال طالبي اللجوء الذين يتم القبض عليهم على حدودها إلى ليبيا.
لم يُتخذ أي قرار رسمي حتى الآن، ولا يزال من غير الواضح ما هي الجنسيات التي ستكون مؤهلة لذلك، وفق الشبكة الأمريكية.
"ضغط ومساومات"
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر لها أنه تم خلال الأسبوع الماضي لقاء بين مسؤولين كبار من وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين ليبيين وأنهم ناقشوا المقترح المتعلق بإرسال مهاجرين إلى ليبيا، وأن أحد عوامل الضغط المحتملة التي قد تستخدمها الولايات المتحدة في هذه المحادثات هو احتمال فرض حظر سفر جديد على زوار من عدة دول، وهو ما ألمحت إليه إدارة ترامب من قبل لكنها لم تطبقه حتى الآن.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تبحث عن دول أخرى، على غرار السلفادور، لكي ترحل إليها مهاجرين غير شرعيين من دول ثالثة.
فما مدى قبول الحكومات الليبية لهذه الفكرة من أجل نيل رضا واشنطن ودعمها؟ وهل تتحول ليبيا إلى بؤر إجرامية كون المرحلين لهم سوابق جنائية؟.
"صمت من الجانبين"
تواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم حكومة الدبيبة "حمودة" للتعليق على هذه الأنباء ومدى قبول حكومتهم للأمر لكنه امتنع عن التعليق.
كما تواصلت الصحيفة مع مدير المكتب الإعلامي لحكومة حماد، محمد مسعود لتوضيح موقف حكومتهم من الأمر، لكنها لم تتلق أي توضيحات أو تعليق.
"احتلال جديد"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إنه "بعيدا عن الحكومات الحالية فإن الشعب الليبى لن يقبل ذلك أبدا ومن المستحيل استقبال هؤلاء المجرمين وليسوا مهاجرين، كما أن من يملكون ملف الهجرة يقومون بترحيل الأجانب الطيبيين من جيراننا الأفارقة بالقوة إلى بلدانهم مع المعاملة السيئة لهم، فما بالك بالتعامل مع مجرمي أمريكا".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21"، أن "ترامب مهرج فهو يريد أمور غريبة ومنها إخلاء غزة من سكانها ويريد أيضا أن تمر سفنه العسكرية والمدنية في أي وقت عبر قناة السويس بدون دفع أية رسوم ويريد كندا وغرينلاند ضمن الولايات المتحدة وآخرها ترحيل مجرمين إلى ليبيا، هذا الرجل أصبح أضحوكة الشعب الأميركي نفسه"، وفق تعبيره. ٠
وتابع: "ما يجهله ترامب عن ليبيا هو أنه يحتاج إلى 32 سنة من المقاومة الشعبية لتمكين الأمريكان من الاستيطان فى ليبيا كما فعل الطليان من 1911 إلى 1943 ، وفي 7 أكتوبر 1970 تم ترحيل آخر 30.000 إيطالي من ليبيا قصرا بعد أن تم الاستيلاء على ممتلكاتهم، كما رحل اليهود من ليبيا بعد حرب 1967".
"استغلال حفتر وعائلته"
بدوره، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بلقاسم دبرز، إن "محاولات ترامب ترحيل المهاجرين إلى ليبيا، هي فكرة غير مقبولة تمامًا بالنسبة لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وهي الحكومة الشرعية، ولا يستطيع الأمريكان أن يفرضوا علينا هذا الأمر، ولن نقبل بأي تدخل في الشؤون السيادية لليبيا".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21"، إلى أن "هذا الملف غير قابل للنقاش أو حتى الاستماع إليه، وموقف حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي واضحة جدا وهي رفض حتى مجرد مناقشة هذا الملف"، بحسب توقعاته.
لكنه استدرك قائلا: "أما حفتر وأبنائه والحكومة الموازية في الرجمة فهم يبحثون عن شرعية دولية عبر اتباع أساليب الابتزاز التي تمارسها الإدارة الأمريكية، وقد شاهدنا على الملأ هذا الأسلوب مع الرئيس الأوكراني وملك الأردن و السيسي"، حسب تصريحه.
"فكرة واردة لكن لاحقا"
في السياق، قال الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي، إنه "رغم التفكك والانقسام الحاد في البلاد إلا أني أستبعد الآن حدوث شيء كهذا في المدى القريب وتعلم كل الأطراف شرقا وغربا أن أرض ليبيا ليست ملك خاص يمكن أن تهبه لمن تشاء دون أي خوف من ردة الفعل الشعبية القاسية".
وتابع في حديثه لـ"عربي21"، "وقد تكون هناك تنازلات تتعلق بالعقود في مجال الطاقة والاستثمار والتسهيلات الكبيرة والإعفاءات للشركات الأمريكية لكن مثل هذه المسألة المعقدة لا أعتقد أن يتم التوافق عليها أول الأمر وإن كانت واردة بشكل وصيغة أخرى لكن لاحقا".