الحب هو ذلك الرذاذ الذي يهوي من أجنحة العصافير بعد المطر
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
بقلم : هادي جلو مرعي ..
ليست للحب أجنحة مكسورة، ولكنها تبدو وهما للبعض لأنهم يرون كدمات الأشقياء، وضربات الموتورين عليها تؤذيها وتضعفها، ولكن تلك الأجنحة تنتفض وهي تحت رذاذ المطر، فتتهاوى على وجوههم ورؤوسهم، وتبعثرهم مع أنها غير مؤذية، ولكن الأشرار دائما مغلوبون على أمرهم لأنهم مهزمون من أعماقهم الموتورة الحاقدة، ولايفهمون روعة المنظر حين يتوقف المطر, ولايبقى سوى ذلك الرذاذ الذي يهوي من أجنحة العصافير بعد المطر.
كتبت في ورقة صغيرة في المدرسة القصية:
دع عنك ضيق الجفا
وإرحم يافؤادي الحال
فهجر الثريا سماء عشقك
ليس إلا دلال
فجاء معلم الرياضة يسأل عن التلميذ العاشق، وتجاهل أن الكتابة ليست مرهونة فقط باللحظة, وإنما هي تجربة, وفوق ذلك شعور, وبعده إنفجار، وماذا عرف عن الموهبة, وعن الحرفة، ولذلك أحزن حين تفتح أبواب الكليات الإبداعية للعامة، وأن تترك لأصحاب المواهب، ولماذا أحشر آلاف الطلاب غير الموهوبين في كليات الفن والصحافة وهم لايجيدون من فنون الكتابة، ولاالتمثيل، ولاالشعر، ولاالنثر شيئا سوى أنهم يبحثون عن فرص حياة، بينما أصحاب المواهب الذين يبحثون عن فرص لتنمية مواهبهم في الرسم والتمثيل والموسيقى والكتابة، وسواها من فنون رهن الشارع، ورهن الحظ العاثر في بلد يأخذ الناس فيها فرص غيرهم، وحياة غيرهم، ويبعثرون مستقبل أوطانهم المبعثرة. هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم نسيج بايو الفرنسي
في خريف عام 1066، عبر وليام، دوق نورماندي (منطقة جغرافية وثقافية، وتقع في الشمال الغربي من فرنسا)، القنال الإنجليزي ليواجه آخر ملك أنجلوسكسوني يحكم إنجلترا هارولد الثاني في معركة هاستينغز الحاسمة. كان الانتصار النورماني إيذانًا ببدء عهد جديد في تاريخ إنجلترا، حيث تغيّرت اللغة، والثقافة، ونظام الحكم.
أعلنت الحكومة الفرنسية الجمعة أن الدولة ستشارك في إعادة تأهيل نسيج بايو وبناء متحف جديد لهذه "الحكاية المطرّزة" الشهيرة التي يبلغ طولها 70 مترا وتروي قصة غزو النورمان (وسمَّاهم العرب قديمًا الأردمانيون) لإنجلترا عام 1066.
وقالت وزيرة الثقافة رشيدة داتي إن "الدولة ستتكفل كل تكاليف ترميم المنسوجة التي تعود ملكيتها لها، وستخصص لها أكثر من مليوني يورو، من إجمالي التمويل البالغ 13 مليونا".
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 38 مليون يورو. ويشارك في تمويله أيضا كلّ من إقليم نورماندي ومقاطعة كالفادوس بمبلغ 10.5 ملايين يورو، إضافة إلى 7 ملايين يورو من بلدية مدينة بايو في غرب فرنسا.
رحلة تاريخية عبر خيوط الزمنظل النسيج محفوظًا لقرون في كاتدرائية بايو، حيث وُثّق ظهوره لأول مرة في قوائم الجرد في القرن الـ15. ومنذ ذلك الحين، مر بمراحل من الإهمال والحماية، إذ نجا من الحروب والاضطرابات السياسية التي عصفت بفرنسا. وخلال الثورة الفرنسية، كاد هذا النسيج يُستخدم كغطاء لعربة عسكرية، لكن الحظ أنقذه ليبقى شاهدًا على تاريخ مضى.
مجموعة من الزوار يتأملون "نسيج بايو" أو "نسيج الملكة ماتيلدا" في مدينة بايو غرب فرنسا، ويروي قصة غزو إنجلترا على يد وليام الفاتح عام 1066 (الفرنسية)في عام 1803، أمر نابليون بعرضه في باريس، حيث أدرك قيمته الدعائية، إذ كان يخطط لغزو بريطانيا، فرأى في هذا النسيج إلهامًا رمزيًّا يعكس انتصار النورمان على الإنجليز. ومع فشل مشروعه العسكري، أُعيد النسيج إلى بايو، حيث ظل موضع اهتمام المؤرخين وعلماء النسيج والفن.
إعلانوشدّد المسؤول عن حفظ المنسوجة أنطوان فيرنيه، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، على "ضرورة إعادة النظر في ظروف عرض" هذه التحفة الفنية.
وهذه المنسوجة التي طُرزت في القرن الحادي عشر والمعروضة عموديا منذ عام 1983 في ممر طويل على شكل حرف "يو" (U) في متحف في بايو، تروي قصة غزو إنجلترا على يد وليام، دوق نورماندي، الذي أصبح في ما بعد "وليام الفاتح".
إلا أن طريقة العرض العمودية الحالية تُسبِّب "ضغطا كبيرا على هذا النسيج الذي يعود تاريخه إلى ألف عام، مما يفرض عرضه من الآن فصاعدا بطريقة مائلة"، وفقا للقيّم عليه. ويتطلب ذلك "إنشاء مقر حفظ جديد له يتجاوز طوله 70 مترا".
"نسيج بايو".. محاولة غزو فرنسا لإنجلترا وذاكرة تأبى النسيان (الفرنسية)وأشار فيرنيه إلى أن لا معطيات كافية عن طريقة حفظ هذه المنسوجة حتى نهاية القرن الخامس عشر، "عندما ظهرت في قائمة جرد محتويات الكاتدرائية".
وأفاد فيرنيه بأن المنسوجة باتت تستلزم اليوم يقظة شديدة لحمايتها من عامِلَي الضوء والهواء المحيط اللذين يضرّان بها.
وشرح أن المنسوجة المصنفة كأثر تاريخي والمدرجة من اليونسكو ضمن سجلّ "ذاكرة العالم"، ينبغي أن تُحفظ في حرارة تبلغ 19 درجة، ومستوى رطوبة بنسبة 50%، وبحد أقصى من الضوء قدره 50 لوكسا، في حين أنها معروضة اليوم في مكان شبه مظلم.
وسيُقفل المتحف لهذا الغرض في سبتمبر/أيلول 2025 على أن يُعاد فتحه في 2027، بعد استحداث امتداد مساحته 11 ألف متر مربع لمكان الحفظ الحالي.
مع مرور الزمن، أصبحت الحاجة مُلحّة للحفاظ على هذه التحفة النادرة من التلف الذي يُسببه الضوء والرطوبة والهواء، إذ إن الألياف الطبيعية المستخدمة في النسيج بدأت تتأثر بعوامل الزمن.