الوطن:
2025-01-03@01:06:40 GMT

أشرف غريب يكتب: أرجوكم انزعجوا

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أشرف غريب يكتب: أرجوكم انزعجوا

فى تسعينية ميلاد «فيروز» كانت كل حياتها بمآثرها ومواقفها مادة ثرية أمام وسائل الإعلام العربية التى أرادت أن يكون احتفاؤها بعيد ميلاد «جارة القمر» مختلفاً ولائقاً بمشوارها الفنى البارز، فى هذه المناسبة استعاد البعض ظروف لقاء الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالمطربة الكبيرة فى مستهل زيارته للبنان فى أعقاب انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات، ما جعلنى أستعيد معه هذا الخاطر المزعج، ومن ثم قررت أن أدعوكم معى للانزعاج.

نعم أرجوكم انزعجوا أو على الأقل تأملوا وانتبهوا.. هذا الخاطر يراودنى منذ انتهاء زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للعاصمة اللبنانية بيروت فى أغسطس 2020 عقب الانفجار المروع الذى شهده مرفأ بيروت وراح ضحيته ما يقرب من مائتى قتيل وعشرة آلاف جريح، فضلاً عن خسائر مادية هائلة، ذلك الانفجار الذى كشف سوءات الحياة السياسية فى لبنان وفساد نخبتها الحاكمة على حد وصف الإخوة اللبنانيين أنفسهم.

الرئيس الفرنسى الذى لم يكن يريد يومها فقط تقديم دعم مادى للبنان، وإنما معنوى أيضاً، استهل زيارته بلقاء «جارة القمر - فيروز» فى منزلها، وأنهاها بلقاء آخر مع «متعة الروح - ماجدة الرومى»، وبين اللقاءين تعاطى «ماكرون» -ما شاء له- مع كل الملفات السياسية والاقتصادية التى خلفها الانفجار المروع، لكن المعنى الذى بقى حتى اليوم هو تلك اللفتة الرئاسية الرائعة تجاه رمزين من رموز لبنان، تجاه صوت لبنان، فن لبنان، ضمير لبنان، أرقى وأبقى وأنقى وربما أتقى ما فى لبنان أيضاً.

إذاً ما وجه الانزعاج فى هذا؟ تخيلوا معى أن زعيماً دولياً مرموقاً جاء فى زيارة إلى مصر، وأراد الالتقاء بأحد رموزنا الغنائية، من سيقابل؟ حينما قرر «ماكرون» فعل ذلك فى لبنان اختار صوتين غنائيين، وليس أى مبدع آخر، لأن الغناء هو الأقرب إلى روح الشعوب والأكثر وصولاً إليهم وتأثيراً فى وجدانهم. 

طبعاً أنا أعلم جيداً أن لدينا بمصر فى التمثيل قامات كبرى مثل عادل إمام وحسين فهمى ويحيى الفخرانى، لكننى أحدثكم عن المطربين، وأعلم أيضاً أن لدينا أصواتاً غنائية جميلة مثل أنغام وآمال ماهر وشيرين والحجار والحلو وهانى شاكر، وغيرهم، وأصواتاً جماهيرية معروفة كعمرو دياب ومحمد منير، وظواهر شعبية لافتة وما أكثرها، لكننى أحدثكم عن الثقل، عن الوزن، عن المكانة، عن تلك الهالة التى كان يتمتع بها فى السابق كل من عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم وشادية.

عن ذلك التاريخ المتراكم والبريق الباقى الذى أثبت قدرته على تحدى الأيام والموجات الغنائية المتلاحقة، للأسف لم يبق لنا -وبشىء من التحفظ- إلا ذلك الصوت المنعزل المعتزل والمستسلم القابع فى شرنقته، وأعنى نجاة الصغيرة، أطال الله فى عمرها.. أما فيروز وماجدة الرومى فشىء آخر.. من سيقابل أى زعيم دولى -إذا أراد- أثناء زيارته لمصر؟ 

هل يلتقى مثلاً بذلك الذى يصفع معجبيه بالقلم، أم من ساير موجة الأغانى الراقصة، أم من يغنى لنوعية بعينها من الجمهور، أم من أرهق صوته البديع بالمواد الكحولية؟ هل يفكر مثلاً فى لقاء من تزوجت سراً أكثر مما أعلنت، أم تلك التى تركت نفسها للإدمان وأصبحت اسماً دائماً فى صفحات الحوادث، أم تلك التى تختفى أكثر مما تظهر؟ الفارق كبير بين الموهبة وبين إدارة الموهبة، وهذا هو البون الشاسع بين «فيروز» وغيرها.

لا تحدثونى إذاً عن الريادة فى الغناء، أو عن قوة مصر الناعمة؟ أى ريادة وأى قوة ناعمة؟! إن كنا نتحدث عن السبق الزمنى، فالريادة ليست كذلك فقط، أين الاستمرارية والتميز؟ أين المكانة والثقل؟ وإذا كنا نستمتع دائماً بالكلام عن قوتنا الناعمة، فدعونى أؤكد لكم، دون أن تغضبوا، أنها باتت فى تآكل، بل وفى خطر، وكادت تتحول إلى الضعف الخشن فى زمن شاكوش وحمو بيكا وأورتيجا، ومن هو «نمبر وان» أو على شاكلة هؤلاء.. فهل من منتبه؟

إننى أخشى على تاريخنا الناصع من حاضرنا الباهت، أخاف على ريادتنا من هذا الواقع المؤلم، وأعلم أن تدارك ما أفسده الناس والدهر يحتاج إلى سنوات وسنوات، لكن من الضرورى، بل من الواجب، أن نبدأ فى تعويض ما فاتنا، لقد كانت هناك رغبة رسمية سابقة فى تجهيز مطربة مثل آمال ماهر لهذه المكانة المرجوة وإعادة استنساخ تجربة سيدة الغناء العربى أم كلثوم حتى لو كانت بمقاييس زماننا. 

لكن «آمال» لم تصبر، فانجذبت إلى تيار السوق وابتعدت عن معلمها وأبيها الروحى فى ذلك الوقت عمار الشريعى، ورغم هذا فلا بد من إعادة المحاولة إن كنا نريد حقاً ريادة الغناء العربى مثلما كانت الحال فى السابق.. وإلى أن يتحقق ذلك أرجوكم أجيبونى بصراحة ودون أن يغضب منى أحد:

«لما يحب أى زعيم دولى يكلم مطرب أو مطربة مصرية يكلم مين؟!».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المطربة فيروز العاصمة اللبنانية بيروت

إقرأ أيضاً:

الإغاثة الطبية في غزة: ظهور طفح جلدي غريب على جسم بعض المرضى

قال الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إن العدوان الإسرائيلي ما زال مستمرا، ويعيش سُكان قطاع غزة معاناة جديدة كل يوم سواء من بقى على الأرض أو نزح في خيمة بمنطثة إنسانية، مشيرا إلى أن أهالي القطاع يكافحون البرد والجوع والأمراض بالإضافة إلى الانتهاكات والعدوان المستمر وأوامر الإخلاء للسكان من منطقة لأخرى.

صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي لأكثر من 45 ألف شهيد غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر جديدة داخل القطاع الأزمة الطبية

وأضاف «زقوت»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن أي مواطن في قطاع غزة تعرض لأوامر الإخلاء من منطقة لأخرى حوالي 6 مرات، مشيرا إلى تزايد الأزمة الطبية بمرور الأيام، إذ تزداد شح الإمكانيات  وتنفذ الأدوات والأدوية والمستهلكات الطبية، ولا يمكن تعويض أي نقص لعدم وجود أي قوافل طبية تدخل إلى قطاع غزة منذ فترة طويلة.

الخدمات الطبية تتناقص تدريجيا لكل أهالي قطاع غزة

وتابع، أن الخدمات الطبية تتناقص تدريجيا لكل أهالي قطاع غزة في ظل تفاقم الأمراض المتعلقة بالبرد والجوع، والتي بلغت ذروتها هذه الأيام، مشيرا إلى ظهور طفح جلدي غريب على جسم بعض المرضى في قطاع غزة.

خبير علاقات دولية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة وسط صمت وتخاذل دولي

قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أهل غزة، تمثل جرائم حرب وإبادة جماعية وانتهاكًا لكل للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف، كما تعد انتهاكا لقوانين الحرب التي تمنع استهداف المنشآت والبنى التحتية المدنية واستهداف المدنيين، وسط صمت وتخاذل دولي، وعدم وجود موقف دولي خاصة الموقف الغربي.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»، أن موقف مصر ثابت وراسخ وداعم  للشعب الفلسطيني، كما كشفت جرائم الاحتلال منذ اليوم الأول، وقدمت المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، كما أنها تحركت على المستوى الدولي لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وللاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتابع: «الحماية الغربية الأمريكية، واستخدام أمريكا للفيتو في مجلس الأمن، جعل مجلس الأمن والنظام الدولي عاجزًا عن التحرك لردع إسرائيل، طالما أن إسرائيل بمنأى عن العقاب والمحاسبة فهي ترتكب كل هذه الجرائم، ولا تحترم القانون الدولي ولا القواعد الدولية».

مقالات مشابهة

  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون
  • إسلام كابونجا: مقابلة حمو بيكا كانت حلم حياتى وبغنى عشان كنت مظلوم
  • الإغاثة الطبية في غزة: ظهور طفح جلدي غريب على جسم بعض المرضى
  • ممدوح عباس ينهى أزمة تجديد عقد "زيزو" مع الزمالك
  • «المستريحة» يفتتح موسم رأس السنة بكوميديا راقية
  • إلى الداعين لحزب جديد!
  • غزة المنسيِّة
  • ميلاد السيد المسيح