الوطن:
2024-12-01@06:31:41 GMT

سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (5)

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (5)

قد يظن بعض القراء أن كثرة الحديث عن توظيف تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي فى الحروب الحديثة معناها خطر تلك المنصات فى المطلق وسوء ما تقدم من خدمات، وهو تفسير غير صحيح بالمرة، فالخطأ والصواب ثنائي لا يفترق فى توصيف أي معنى فى الحياة؛ بمعنى، قد نجد من يمارس مهنة الطب لإنقاذ جندي مصاب على الجبهة، وهناك طبيب آخر يمارس الطب بشكل غير شرعي لسرقة الأعضاء وبيعها فى السوق السوداء، وفى كلتا الحالتين دراسة الطب هي المشترك الأساسي، فهل معنى ذلك أن الطب كمهنة خطر على الأمن القومي؟!

نفس المسألة فى النظر إلى تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت ومؤخراً الذكاء الاصطناعي.

 

بيد أن تلك الوسائل إمكانياتها أكبر وأعمق، وتأثيرها أخطر سلباً وإيجاباً؛ فالطبيب الذى يمارس المهنة بشكل غير شرعي تقع جريمته على مجموعة من الأشخاص يمكن حصرهم، أما من يوظف الذكاء الاصطناعي فى اختراق عقول الناس وتحريكهم فى الاتجاه الذى يحقق مصالحه ويضر بمصلحة الوطن فهو يحقق ضرراً يصيب الملايين، وفى الوقت نفسه من الصعب تتبع الجاني أو العثور عليه بسهولة، هذا إن عُثر عليه فى الأساس!

فى مقال الأسبوع الماضي تحدثت عن تدشين 150 ألف مدونة أسسها شباب مصري على شبكات الإنترنت عام 2005، طبقاً لإحصائية صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2009. 

تلك المدونات كانت متنفساً للشباب فى ظل محيط بيئي غير صحى وقاتل للحريات؛ ليس على المستوى الرسمي فقط، وإنما على المستوى الخاص أيضاً؛ فمؤسسات النشر الخاصة باتت تحت سيطرة مجموعات بعينها من المثقفين المتنفذين والمسيطرين على كل شيء. 

هنا لم يجد الشباب متنفساً سوى المدونات، والتي أخرجت لنا لاحقاً العديد من الكتابات الصادرة عن دور نشر مصرية شهيرة، وأخرجت لنا أيضاً أدباء وأديبات أصبح لهم أسماء معروفة فى عالم الكتابة، وخرج من تلك المدونات المئات من الصحفيين، وكُتاب السيناريو، والشعراء، وكُتاب القصة، ورجال السياسة. 

لكن فى نفس الوقت خرج من تلك المدونات آلاف المستخدمين ضد أوطانهم لأنهم لم يدركوا كيفية التعامل مع تلك الأشياء، وبات العمل على المدونة ساحة حرب ثقافية تقاتل فيها أجهزة مخابرات مختلفة للسيطرة على أكبر عدد من العقول.

المسألة نفسها تكررت مع منصات التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر، ومن خلال توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبح من السهولة بمكان على إدارة فيس بوك أن تحصل على ما يفكر فيه المستخدم بأسهل الطرق، وتوظيف ذلك فى الترويج للمنتجات وبيعها والتربح من اختراق عقول المستخدمين، وأغلبنا لاحظ فى أكثر من مرة ظهور إعلانات عن أشياء كان يفكر فيها ولم يخاطب أحداً فيها بالمرة، أو ربما تحدّث خلال «الماسينجر» أو مكالمة هاتفية قبل دقائق ثم فوجئ بالإعلان يقتحم عليه بروفايل فيس بوك الشخصي.

وهنا أقول لك لا تسأل كثيراً، فما حدث هو فى الواقع مهمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي استطاع الغرب خلقها من خلال تدشين خلايا عصبية ذكية تشبه خلايا مخ الإنسان، ولا يزال العمل على تطويرها مستمرا. 

والهدف أن يصلوا بتلك الخلايا إلى المرحلة التي تطور فيها قدراتها العقلية دون الحاجة إلى تدخل بشرى، وهو الخطر الذى يخشاه الكثيرون؛ فمعنى قدرتها على تطوير ذكائها دون تدخل بشرى أنها ستصل فى مرحلة من المراحل إلى التفوق على الإنسان ذاته، وربما السيطرة والحكم، تلك المخاوف التي سخرنا منها كثيراً فى أفلام الخيال العلمي الغربية، لكنها لم تصبح مجرد خيال، وباتت حقيقة أو كادت!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب الثقافية تكنولوجيا المعلومات منصات التواصل الاجتماعى الذكاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

شاهد.. علماء يتمكنون من إيقاف الضوء عبر الذكاء الاصطناعي

قام علماء الحاسوب من جامعة تورنتو الكندية ببناء إعداد كاميرا متقدمة يمكنها تصور الضوء أثناء الحركة من أي منظور، مما يفتح آفاقا لمزيد من البحث في أنواع جديدة من تقنيات الاستشعار ثلاثية الأبعاد.

وقد طور الباحثون خوارزمية ذكاء اصطناعي متطورة يمكنها محاكاة شكل مشهد فائق السرعة يتضمن نبضة من الضوء تسرع عبر زجاجة صودا، أو ترتد عن مرآة من أي نقطة مراقبة.

ويقول ديفيد ليندل، الأستاذ المساعد في قسم علوم الحاسوب في كلية الآداب والعلوم بالجامعة في تصريح حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، إن هذا الإنجاز "يتطلب القدرة على إنشاء مقاطع فيديو حيث تبدو الكاميرا وكأنها "تطير" جنبا إلى جنب مع فوتونات الضوء نفسها أثناء انتقاله".

ويعتقد الباحثون، بحسب بيان صحفي رسمي من الجامعة أن هذا النهج الجديد يمكن أن يفتح قدرات جديدة في العديد من مجالات البحث المهمة، مثل قدرات الاستشعار المتقدمة، مثل التصوير غير الخطي، وهي طريقة تسمح للمشاهدين "بالرؤية" حول الزوايا أو خلف العوائق، ويسمح ذلك التصوير من خلال الضباب، أو الدخان أو الأنسجة البيولوجية أو المياه العكرة، وينطلق ذلك لتطبيقات جمة من عوالم التصوير المقطعي ووصولا إلى السيارات ذاتية القيادة.

تغيير المنظر

وتكمن الابتكارات الرئيسية للباحثين في خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي طوروها لتصور مقاطع فيديو فائقة السرعة من أي وجهة نظر، وهو التحدي المعروف في مجال الرؤية الحاسوبية باسم "تركيب المنظور الجديد".

ويشير هذا الاصطلاح إلى عملية إنشاء وجهات نظر جديدة لمشهد ثلاثي الأبعاد من الصور أو البيانات الملتقطة من زوايا كاميرا محدودة، هذه الصور الواقعية تقدم وجهات رؤية لم تكن جزءا من مجموعة البيانات الأصلية.

ويتضمن ذلك أولا فهم هندسة المشهد، حيث تحتاج الخوارزمية إلى تقدير البنية ثلاثية الأبعاد للمشهد، وثانيا استنتاج المعلومات المخفية، حيث تتنبأ الخوارزمية بمظهر الأجزاء غير المرئية من المشهد بناء على الأنماط الموجودة في البيانات.

وأخيرا يأتي عرض المنظر الجديد، حيث تُستخدم المعلومات ثلاثية الأبعاد المعاد بناؤها لمحاكاة كيفية ظهور المشهد من زاوية جديدة.

وتطبق هذه التقنيات بشكل أساسي في نطاقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، حيث إنشاء بيئات واقعية من خلال السماح للمستخدمين بالنظر حولهم بشكل طبيعي.

الباحثون تمكنوا من ملاحظة تأثير النظرية النسبية لألبرت أينشتاين (غيتي) تأكيد نظرية أينشتاين

ومن خلال عملهم، لاحظ الباحثون بدقة العديد من الظواهر التي لم تكن واضحة في تقنيات تصوير الضوء السابقة، مثل الانكسار عبر الماء، أو الارتداد عن المرآة أو التشتت عن السطح.

إلى جانب ذلك، أظهر الباحثون كيفية تصور الظواهر التي تحدث فقط عند جزء كبير من سرعة الضوء، تلك الظواهر التي تنبأ بها ألبرت أينشتاين.

على سبيل المثال، لاحظوا أن الأشياء تصبح أكثر سطوعا عند التحرك نحو المراقب، وتمكنوا من ملاحظة "انكماش الطول"، حيث تبدو الأشياء سريعة الحركة أقصر في الاتجاه الذي تسافر فيه.

مقالات مشابهة

  • 5 أدوات لتحسين جودة الصور بتقنية الذكاء الاصطناعي
  • نقيب التشكيلين: الفن التشكيلى فى عالم الذكاء الاصطناعي بالإسكندرية       
  • هل كتب «الذكاء الاصطناعي» المحتوى المتداول في «لينكد إن»؟
  • الجامعة الأمريكية في دبي تطلق ماجستير العلوم في الذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت ترد على القلق من استخدام بيانات عملاءها في تدريب الذكاء الاصطناعي
  • لهذه الأسباب.. لن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر
  • الذكاء الاصطناعي يبدأ اكتشاف الأمراض ويحدد طرق الوقاية منها
  • تعرف على دور الذكاء الاصطناعي في عالم السيارات
  • شاهد.. علماء يتمكنون من إيقاف الضوء عبر الذكاء الاصطناعي