مع تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت سوريا والعراق ستصبحان الهدف المقبل لإسرائيل والقوى الدولية المتحالفة معها.

وبينما يرى البعض أن سوريا تواجه تهديدًا متزايدًا نتيجة التنسيق الإقليمي والدولي لاستهداف الدولة السورية، يؤكد آخرون أن العراق بعيد عن دائرة الاستهداف المباشر في هذه المرحلة، بالنظر إلى تعقيدات الوضع السياسي والأمني فيها.

في هذا التقرير، يستعرض المحللان السياسيان السوري غسان يوسف والعراقي علي البيدر وجهات نظر متباينة حول احتمالات الاستهداف، مسلطين الضوء على المتغيرات الإقليمية والدولية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مستقبل الصراع في المنطقة.

من الجانب السوري، قال المحلل السياسي السوري غسان يوسف، إن التحركات الإقليمية الأخيرة تشير إلى أن سوريا أصبحت الهدف الرئيسي لعدد من القوى الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعمل على نقل المعركة من لبنان إلى الداخل السوري بالتعاون مع الولايات المتحدة وتركيا.

أضاف يوسف في تصريحاته لـ "الفجر"، أن تركيا، بالتنسيق مع "هيئة تحرير الشام" وفصائل راديكالية مصنفة على قوائم الإرهاب العالمي، تسهم في تنفيذ مشروع يستهدف الدولة السورية.

أكمل، أن هناك مساعي لإضعاف الدولة السورية كما حدث مع حزب الله، وذلك باستخدام أدوات إقليمية ومجموعات مسلحة كانت تقاتل الدولة السورية طيلة السنوات الماضية.

وأشار إلى أن هذه التحركات ليست جديدة لكنها أصبحت أكثر وضوحًا في الفترة الأخيرة، مع تزايد التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا، إلى جانب الجماعات المسلحة التي تم توظيفها لتحقيق أهداف سياسية وإستراتيجية في المنطقة.

وأكد يوسف أن هذه المخططات تهدف إلى القضاء على مقومات الدولة السورية وإضعافها على غرار ما حدث في دول أخرى، مضيفًا أن الصراع في المنطقة أصبح معقدًا للغاية بسبب تداخل المصالح الدولية والإقليمية.

لفت المحلل السياسي السوري إلى أن مستقبل سوريا والعراق مرهون بقدرة شعوبهما على التصدي لهذه المخططات، والحفاظ على استقرار دولهم في مواجهة التحديات التي تتزايد يومًا بعد يوم.

من الجانب العراقي، أوضح المحلل السياسي العراقي علي البيدر، أنه من الصعب أن تكون العراق الهدف القادم لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الوضع الإقليمي والدولي الحالي لا يسمح لإسرائيل بفتح جبهات جديدة في هذا التوقيت.

أضاف البيدر في تصريحاته لـ "الفجر": "إسرائيل استنزفت كثيرًا في المراحل السابقة، ولا تمتلك القدرة على الدخول في صراعات متعددة في الوقت الراهن".

 

أكمل أن الجماعات المسلحة في العراق تتمتع باستقرار نسبي وحضور قوي في المجتمع، إلى جانب تمثيل سياسي ملموس، مما يجعل استهدافها أمرًا معقدًا وصعبًا، مضيفًا أن الجماعات المسلحة في العراق ليست مجرد ميليشيات، بل لديها عمق اجتماعي وسياسي يضعف احتمالية استهدافها في هذه المرحلة.

 

وأشار إلى أن إسرائيل قد تركز على أهداف أخرى أكثر ارتباطًا بمصالحها المباشرة، خصوصًا أن استخدام عناوين وأهداف مختلفة عن الواقع لا يحقق لها مكاسب إستراتيجية تذكر في سوريا والعراق.


وأختتم المحلل السياسي العراقي، أن التعقيدات الإقليمية، وتوازن القوى المحلية والدولية، تجعل من الصعب على أي جهة تحقيق أهدافها بسهولة في المنطقة، موضحًا أن الشعوب المحلية هي العامل الأساسي في تحديد مسار الصراعات الحالية والمستقبلية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا العراق سوريا و العراق السوداني بشار الأسد المحلل السیاسی الدولة السوریة سوریا والعراق فی المنطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل

أكد مختار نوح، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان خططت لتكرار سيناريو التنازل عن سيناء، في الأردن؛ بهدف تسليمها لإسرائيل كـ"حل بديل لقضية الضفة الغربية"، موضحًا أن ما قامت به الجماعة؛ يتجاوز الأنشطة الإرهابية إلى كونه جزءًا من مخطط إقليمي واسع مدعوم من أطراف دولية.

تنظيم لا يعترف بالأوطان.. بسمة وهبة: قرار الأردن بحظر الإخوان متأخر

وقال نوح، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور"، إن ما حدث في الأردن لم يقتصر على تصنيع المتفجرات أو تشكيل خلايا مسلحة؛ بل كان مؤامرة متكاملة تستهدف زعزعة الدولة لخدمة جهات خارجية، على غرار ما جرى في مصر إبان حكم جماعة الإخوان، حين وافق الرئيس الأسبق محمد مرسي– بحسب نوح– على خطة تهجير مقابل 7 مليارات دولار، في إطار مشروع إقليمي تم الإعداد له بتنسيق إسرائيلي أمريكي.

وأشار إلى أن التعاون الوثيق بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأخيرة كان له دور محوري في كشف تلك المخططات وقطع الطريق عليها. 

وأشاد بالخطوات التي تتخذها المملكة الأردنية لمواجهة الفكر المتطرف وأجندات التهجير، معتبرًا إياها ضرورية لحماية كيان الدولة.

وأضاف أن تنظيم الإخوان سعى إلى خلق حالة من الفتنة الداخلية في الأردن، على غرار ما حدث في سوريا، وذلك من خلال نشاطات تستهدف تفكيك الدولة من الداخل دون اللجوء إلى حرب مباشرة.

وأوضح أن تحركات الجماعة كانت تتركز بشكل خاص بين الفلسطينيين داخل الأردن، مما ضاعف من خطورتها على الوحدة الوطنية.

وشدد على أن جماعة الإخوان لا تعترف بالحدود الجغرافية، وأن التنظيم الدولي للجماعة يوحّد تحركاته في مختلف الدول؛ لتنفيذ أجندة موحدة تحت شعارات متعددة، متسائلًا: "هل ما زال هناك من يشكك في أهدافهم الحقيقية؟".

مقالات مشابهة

  • مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
  • ‏نيجيرفان بارزاني: أجريت مناقشات مثمرة مع السفير الفرنسي حول كوردستان والعراق والمنطقة
  • مصر وجيبوتي تؤكدان دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية واستقرارها ورفض كل أشكال العنف
  • الحكيم: هناك مصلحة وطنية للانفتاح مع سوريا
  • هل تنخفض أسعار العقارات في مصر قريبًا؟.. خبراء القطاع يجيبون
  • عاجل | الرئيس السوري لنيويورك تايمز: أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع وليس دول الجوار فقط
  • الحكومة السورية تصادر أملاك الجعفري.. وبيان عاجل من سفير سوريا لدي موسكو
  • نقطة تحول للدبلوماسية السورية.. دعوة المنشقين وإعادة هيكلة بعد سقوط الأسد
  • الصناعة تطرح وحدات صناعية جديدة بالصعيد لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. خبراء: خطوة جيدة لجذب المستثمرين.. الصعيد بيئة واعدة للاستثمار ودعم التنمية المتوازنة
  • ليبرمان: إسرائيل في حالة غليان ولا ينبغي أن نصل للاغتيال السياسي