15 قاعدة بيانات رقمية من «بيت الحكمة»
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
وضع «بيت الحكمة» بالشارقة بين أيدي الباحثين والأكاديميين والطلاب ملايين المصادر المعرفية بمختلف أنواعها، من كتب ومجلات وأطروحات علمية ودراسات وأبحاث ورسائل تخرّج وملفات مسموعة ومرئية، عبر خدمة «المكتبة الرقمية» التي تتضمن 15 قاعدة بيانات، تتصل بأشهر وأوسع الموسوعات الرقمية في العالم، وتتيح للمشتركين فيها إمكانية الوصول من أي مكان في العالم، لتشكل إضافة قيّمة للصرح الثقافي الرائد الذي تحتضنه إمارة الشارقة.
ويقدِّم «بيت الحكمة» لأعضائه المشتركين في خدمات «المكتبة الرقمية» مزايا حصرية للوصول إلى موارد رقمية ثرية ومتجددة، يتم تحديثها يومياً عبر موقعه الإلكتروني، حيث يمكن للأعضاء اختيار الباقة التي تناسب احتياجاتهم واهتماماتهم، والاستفادة من هذه الموارد لتعزيز معلوماتهم وتطوير مهاراتهم والاستعانة بها من قبل طلاب الدراسات العليا والأكاديميين من مختلف التخصصات لإعداد رسائل التخرج، فضلاً عن الطلاب في مختلف المراحل الدراسية.
المكتبات الرقمية العالمية
وتضم المكتبة الرقمية عدداً من أهم المكتبات الرقمية في العالم، التي توفر محتوىً ثرياً ومتنوعاً باللغة العربية وغيرها من اللغات، منها مكتبة «المنهل» الإلكترونية، التي تحتوي أكثر من 100 ألف منشور من الكتب والمجلات العلمية والأطروحات الأكاديمية باللغة العربية، وتغطي موضوعات العلوم الإنسانية والاجتماعية والإسلامية والتربوية والقانونية والصحية والهندسية، و«نهلة وناهل» الخاصة بكتب الأطفال باللغة العربية، و«أوفردرايف»، وهي خدمة تتيح إمكانية الاستعارة من بين مجموعة كبيرة ومتزايدة من الكتب الصوتية في أي وقت وفي أي مكان.
وتضم مكتبة «بيت الحكمة الرقمية» أيضاً «مكتبات بروكويست»، ومن أبرزها «بروكويست للأطروحات والرسائل الجامعية»، وهي المجموعة الأكثر شمولاً للأطروحات والرسائل العلمية في تخصصات عديدة من جميع أنحاء العالم، بأكثر من خمسة ملايين عنوان، و«الكتب الإلكترونية المركزية» التي تشمل 233 ألف كتاب ومرجع، و«بروكويست سنترال»، أكبر مصدر دوري يضم قواعد بيانات شاملة ووافية في جميع التخصصات والمجالات الرئيسة، و«إي آي آر إس ديسكفرر»، قاعدة البيانات المرجعية المنسقة تحريرياً بغرض دعم تعليم وتعلّم مهارات البحث الأساسية في مراحل التعليم الابتدائية والثانوية، بالإضافة إلى «برس ريدر» التي تتيح فرصة تصفح آلاف الصحف والمجلات باشتراك واحد، و«مكتبة الفيديو الإلكترونية العامة» التي تضم قاعدة بيانات شاملة لبث مقاطع الفيديو للمكتبات العامة، وغيرها الكثير.
ويدعو «بيت الحكمة» كل الأفراد المهتمين بهذه الثروة من الموارد إلى بدء رحلة من الارتقاء الفكري والثقافي من خلال الاطلاع الحصري على هذه المجموعات من أي مكان في العالم، إلى التسجيل للعضوية عبر زيارة الموقع الآتي: https://houseofwisdom.ae/membership. أخبار ذات صلة «أسبوع المطاعم» ينطلق غداً.. في دبي جزيرة السعديات.. تجارب استثنائية في يوم المرأة الإماراتية
عالم فريد
وفي تأكيد على التسهيلات والخيارات المميزة التي تقدّمها «المكتبة الرقمية»، قالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لـ«بيت الحكمة»: «لا يغيب عن بيت الحكمة ما يمثله الباحثون والأكاديميون والطلاب من قيمة تضيف إلى المجتمعات خلاصة تجاربها الرائدة، وتثري المشهد المعرفي بدراساتها المتنوعة التي تشكل المكتبة الرقمية مورداً يكفل لها الاطلاع على أحدث وأهم الدراسات الحديثة في مختلف التخصصات، حيث تتجاوز بخدماتها كافة الحدود الجغرافية، وتصل إلى المستخدمين من جميع أنحاء العالم بأسهل وأسرع الطرق التي تضمنها تقنيات الاتصال الحديثة، التي تعتمد على البيانات الواسعة».
وأضافت: «نرحّب بجميع الأفراد المهتمين باستكشاف عالم فريد من الموارد والمصادر المعرفية من جميع أنحاء العالم، ونتطلّع إلى استفادتهم من الانضمام إلى هذا المنبع الثقافي الفريد من المعلومات، والانخراط في مجتمع عالمي من المتعلّمين والباحثين، لفتح آفاق جديدة من التعلّم والاستكشاف، وبهذا تسهم المكتبة في تحقيق رؤية بيت الحكمة بأن يكون نموذجاً لمكتبات المستقبل، ومركزاً لتوفير مصادر العلم والمعرفة، وتعزيز الثقافة والإبداع بين فئات المجتمع».
باقات عدة
ويقدّم «بيت الحكمة» حزمتين مختلفتين لتلبية كل الاحتياجات، حيث تتوفر العضوية العادية بمبلغ 400 درهم إماراتي سنوياً/ 320 درهماً للطلبة، وتتيح لهم إمكانية استعارة ما يصل إلى 12 كتاباً في وقت واحد لمدة 15 يوماً، فضلاً عن إمكانية الوصول إلى جميع المصادر الرقمية، كما يتمتع أصحاب هذه العضوية بخصومات تصل إلى 10% على جميع البرامج وفي مطعم «تشيه»، ومتاجر الهدايا، وحجوزات غرف الاجتماعات.
وأما العضوية المميّزة، فتصل قيمة الاشتراك السنوي فيها إلى 800 درهم/ 640 درهماً للطلبة، وتوفّر إمكانية استعارة ما يصل إلى 20 كتاباً في وقت واحد لمدة 21 يوماً، فضلاً عن إمكانية الوصول إلى جميع المصادر الرقمية ودخول جميع الفعاليات والأنشطة، ومن الخصومات التي تقدمها حجزان مجانيان لغرف الاجتماعات سنوياً، وخصم 15% على كل من حجوزات المخبر ومعداته، وخدمات إسبريسو الكتب ومتاجر الهدايا، وخصم بقيمة 20% على جميع البرامج، بالإضافة إلى خصم بقيمة 10% في مطعم «تشيه»، وعلى حجوزات غرف الاجتماعات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات بيت الحكمة الشارقة المكتبة الرقمية المکتبة الرقمیة بیت الحکمة فی العالم
إقرأ أيضاً:
أن يكون في المكتبة ذخائر طبعت قديمًا
شغفت منذ سنين بقراءة كتب الأدب القديمة، تلك المؤسسة للثقافة العربية، وسكنتني حقيقة أن الكتاب الذي مرَّ على تأليفه ألف عام لا محالة مهم، وإلا ما بقي قرونًا من السنين، يتنفس الحياة بين يدي النسَّاخ، والمحققين والشرَّاح، ويخرج من دور النشر بطبعات مختلفة، كل دار تقدمه في شكل طباعي متميز، وكأنه يرتدي في كل مناسبة أبهى حلة.
ثم جاءت مني نظرة أخرى لكتب الأدب خاصَّة، ورأيت أن الكتب الصادرة قديمًا أقرب إلى القلب، وأشهى إلى ذوقي القرائي، حتى أني كلما سمعت بجُمَل من قبيل: «كتب نفيسة»، أو «نفائس كتب الأدب»، أو «كتب الذخائر»، ينصرف ذهني إلى التي أخرجتها المطابع قبل عقود من السنين، حاملة خصوصية تلك المرحلة، متمثلة في دور النشر، التي أصبحت من الماضي وفي طي النسيان، وأسماء الشرَّاح والمُحققين والمُراجعين اللغويين، الذين ظهروا في تلك الفترة، ولم تطبع مرَّة أخرى، وغيرهم ممن يخدم الكتاب حتى يصل إلى يد القارئ.
تلك المطبوعات القديمة، تحمل روح الأمس البعيد، وذاكرة الأيام الماضية، وبالتأكيد ليست ذاتها المطبوعات التي صدرت حديثًا، ولأن الكتب اليوم غير التي صدرت بالأمس، في شكلها الإخراجي، وأنواع الورق، والألوان التي تُضْفَى على بعض الكلمات والحروف، بل إن الكتب الثقيلة بسبب سَمَاكة الورق والأغلفة، أصبحت خفيفة الحِمْل، مع ذلك فمن الجميل أن يكون في المكتبة ذخائر من الكتب القديمة، تتجاور مع المطبوعات الحديثة، وتكون أشبه بالأمهات الحنونات، تلك الكتب التي قرأت سابقا، أو عاشت سنوات في المكتبات العامة والخاصة، وتناقلتها الأيادي، بين مستعير وآخر، حاملة روائح الأيادي المعروقة، ولهاث العيون وهي تنتقل بين فصل وآخر.
هذه الكتب يتوفر بعضها في المكتبات المختصة ببيع الكتب المستعملة، وللأسف الشديد نفتقد في عمان إلى مثل هذه المكتبات، غير أن الزائر لبعض العواصم الثقافية كالقاهرة وبيروت وبغداد ودمشق، فحتما سيعود بكثير منها، لو أراد إلى وصولها ووصالها سبيلا، وسيجد طبعات قديمة ونادرة، تحمل هُوِيَّة الماضي، وخصوصية النشر في تلك الأيام، التي كانت تطبع فيها الكتب وتُجَلَّد يدويًا.
ورغم شكل تلك الكتب التقليدي، وورقها الثقيل، وحروفها الحجرية المتداخلة، وكلماتها المتزاحمة، إلا أنها تبقى أنموذجًا لنشر الكتب في الماضي، واشتهرت في زنجبار خلال سنوات القرن التاسع عشر الميلادي، «المطبعة السلطانية بزنجبار»، أنشأها السلطان برغش بن سعيد بن سلطان، في محلة «كيبونجا» بزنجبار سنة 1297هـ/ 1880م، اشتراها من الآباء اليسوعيين في بيروت، لتطبع الكتب والمؤلفات العمانية، وصدر عنها مجموعة كثيرة من الكتب، يؤرخ لهذه المطبعة الباحث سلطان الشيباني في كتابه التوثيقي: تاريخ الطباعة والمطبوعات العمانية عبر قرن من الزمن (1878 – 1977م).
وفي مصر اشتهرت «مطبعة بولاق الأميرية»، خرَّجت للعالم العربي كتبًا أصبحت اليوم من الندرة بمكان، وتعد تلك الكتب من ذخائر المطبوعات القديمة، وفي السياق ينبثق هذا السؤال: لماذا الحديث عن تلك الكتب التي صدرت قديمًا بهذه الحميمية والتبجيل، ألم يُغنِ تطور النشر والطباعة عن تلك الكتب الثقيلة؟، ويقينًا من أن طباعة الكتب هي إحدى مراحل البناء في صرح المعرفة، فإن تلك المطبوعات القديمة مهمة للباحث والمؤرخ على سواء، لما تقدمه من صورة رائعة لحركة الطباعة في بداياتها الأولى، وبما تحمله من أسماء ثقافية في مجالات خدمت الكتب، كالتصحيح والمراجعة والتدقيق اللغوي، ثم تحقيق وشرح المتن، ثم الأسماء المشتغلة على صناعة الكتب في شكله الورقي.
وهذه بعض الكتب التي صدرت قديمًا، وفي متناول يدي الآن كتاب «الكامل» في الأدب، وهو كتاب شهير جدًا، وأحد الكتب الأربعة التي اعتبرها ابن خلدون أصول فن الأدب وأركانه، ووُصِفَ هذا الكتاب بأوصاف جعلت منه تحفة أدبية، وعلامة مضيئة من علامات الأدب العربي، صدر الكتاب عن دور نشر ، وعملت على تحقيقه وشرحه قامات أدبية كبيرة، أشهرهم الشيخ سيِّد علي المرصفي (ت: 1931م)، في شرحه المطبوع بعنوان: «رغبة الآمل في شرح الكامل»، فقد اعتنى بكتاب الكامل، ودرَّسه لطلابه في الأزهر الشريف، من بينهم الدكتور طه حسين (ت: 1973م)، وقد ذكره باسمه في كتابه «الأيام».
والحديث عن كتاب «الكامل» ذو شجون ولا ينتهي، غير أني سأتحدث باختصار عن نسخة وقعت في يدي منه، وكانت بشرح العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد الدلجموني الأزهري، من علماء الجامع الأزهر الشريف، صدرت الطبعة في مجلد واحد، عن مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده، عام 1347هـ/ مطلع عام 1929م، ما يعني أنه قد مضى على هذه صدور هذه الطبعة 95 عامًا ميلاديًا.
تحمل الطبعة رائحة ذلك الزمن الجميل، الذي تنتشر فيه المطابع، خاصَّة في القاهرة، طبعة نادرة، وقلما توجد في مكتبات بيع الكتب المستعملة، وقبل أن أغلق الكتاب، لمحت اسم: عبدالستار أحمد عبدالواحد، محفورًا في أسفل الكعب، من ترى يكون صاحب هذا الاسم؟، لعله مُجلِّد الكتاب، فحتى مصمم ومنفذ التجليد يذكر اسمه، وينقش في كعب الكتاب، لما له من دور مهم في حفظ الكتاب من التمزق والاهتراء، والمصنوع من جلود الحيوانات، ومعه زخرفة رائعة في الصفحات الأولى والأخيرة من الكتاب، يفتح القارئ عينيه عليها، وينتهي بها بعد قراءته للكتاب.
وهذا كتاب آخر، يحمل اسم: «فلسفة النشوء والارتقاء»، للدكتور الكاتب شبلي شميل (ت: 1917م)، طبع الكتاب بمطبعة «المقتطف» بمصر سنة 1910م، أي إنه مضى على طباعته 114 عاما، يتضمن الكتاب مجموعة من المقالات التي كتبها الدكتور شبلي، مع صور ضوئية لكبار المفكرين والفلاسفة، الذين كتبوا حول نظرية داروين الشهيرة، من بنيهم: هكسلي، ولويس يختر، وآرنست هيكل، وهوبرت سبنسر، بما يجعله كتابًا نفيسًا، يجمع بين العلم والأدب، كما جمع بين داروين في نظيرته، وأبي العلاء المعرِّي في إشراقات شعره، ولا تخلو مقالة من مقالات الدكتور شميل، إلا ويُقدِّمها باستهلال شِعْري من المَعرِّي، وفي صفحات الكتاب خطوط بقلم الرُّصاص، أسفل بعض الجمل، وكأنَّ روح قارئ ذكي ونهم، تتخفى وراء تلك السطور.
وهذا كتاب آخر يحمل اسم «دلائل الإعجاز»، الشهير في علم البيان، لإمام البلاغة عبدالقاهر الجرجاني، خرج إلى الوجود الثقافي في طبعته الثانية، عن مطبعة «المنار» بشارع مصر القديمة، سنة 1331هـ/ 1913م، وتكشف الصفحة الأولى منه، أن أصل الكتاب صححه علامة المعقول والمنقول، الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده (ت: 1905م) مفتي الدِّيار المصرية، والأستاذ اللغوي المحدِّث، الشيخ محمد محمود التركزي الشنقيطي (ت: 1904م)، ثم قرأه الأستاذ الإمام درسًا في جامع الأزهر، فظهر له فيه أغلاط كثيرة، صحح منها هامش أدخل في الأصل، وطائفة من الكلام، ذُكِرتْ في موضعين، وضبط كثيرًا من ألفاظه، وعلَّق عليه هوامش كثيرة، وقد أخذ هذه الهوامش والضوابط، وزاد عليها في الطبعة الثانية هذه، المصححة على نسخة الدرس ناشر الكتاب السيد محمد رشيد رضا (ت: 1935م)، منشئ «مجلة المنار»، وحقوق الطبع محفوظة له، وفي أسفل الكعب نقش اسم أحمد رزق سالم، ولعله اسم من قام بتجليده في تلك الأيام.
وتظهر أسماء المجلدين في بعض الكتب بأسماء أخرى، ففي كتاب «حياة محمد» المطبوع عام 1935م، للدكتور محمد حسين هيكل (ت: 1956م)، يظهر في كعب كتابه اسم محمد غنيم، وفي كتابه «في منزل الوحي» المطبوع عام 1937م، يظهر في كعبه اسم علي عشماوي، وهذه المَزيَّة لا نراها إلا في الكتب القديمة، بتجليدها الفاخر الفخم.
ومن الكتب العمانية الشهيرة، التي طبعت مرارا وتكرارا، منذ الربع الأول من القرن العشرين، كتاب «جوهر النظام» للشيخ عبدالله بن حميد السالمي (ت: 1914م)، تحتوي الطبعة الأولى من الجوهر، الصادرة في القاهرة عام 1925م، على قصيدة رائية تقريظية، كتبها الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري (ت: 1975م)، تقع في 27 بيتًا، على قافية الراء الممدودة، مطلعها: (يا مَنْ بعِلمِ الشَّرْعِ رَامَ الظَّفَرَا .. وقدْ سَعَى لِنيلهِ مُشَمِّرا).
هذه بعض من أمهات الكتب، وما أكثرها في أرفف المكتبات العامة والخاصة، أو في سوق بيع الكتب المستعملة، والمشغوف بجمعها تقوده الصدفة إليها، في لقاء له وقعه المحبب في النفس، وشراؤها يمدُّ في عمرها، وتكون بين الكتب أشبه بالأم المؤنسة بحكاياتها.
محمد الحضرمي كاتب عمان