فائزون بـ«تحدي القراءة» في مصر: الإمارات أهدتنا الفرح والمعرفة
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أحمد شعبان (القاهرة)
عبر الفائزون في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي على مستوى وزارة التربية والتعليم بمصر، وكذلك المشاركون من أصحاب الهمم، عن سعادتهم وفرحتهم الغامرة بالفوز والمشاركة في أكبر مسابقة على مستوى العالم تهتم بالقراءة، وقالوا إن الإمارات تقدم مبادرات قيمة وفريدة من نوعها، تهتم بحضارة وثقافة الشعوب العربية.
وشارك أكثر من 15 مليون طالب وطالبة، منهم 12546 طالباً وطالبة من فئة أصحاب الهمم، في تصفيات الدورة السابعة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها على مستوى العالم، وتنظمها مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» منذ إطلاقها في عام 2015 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».
الأول 400 كتاب
أعرب الطالب محمد وليد صفر بطل تحدي القراءة العربي على مستوى جمهورية مصر العربية من محافظة كفر الشيخ عن سعادته الغامرة بفوزه بالمركز الأول، وقال محمد لـ»الاتحاد»: بدأ تعلقي وحبي للقراءة عندما كنت طفلاً في سن الخامسة من عمري، ثم تعلمت القراءة على يد والدتي مُعلمة اللغة العربية التي زرعت في صدري التعلق بالقراءة وحب العلم والمعرفة.
وأضاف: «قرأت أكثر من 400 كتاب منها العديد من القصص القصيرة، ولكن الكتاب الذي أثر فيّ تأثيراً كبيراً «لو أبصرت ثلاثة أيام» للمؤلفة هيلين كيلر أرنولد، التي استطاعت أن تحفر اسمها بأحرف من نور بالرغم من الصعوبات التي واجهتها، وسجلت اسمها في سجل الإبداع الأدبي، وأصبحت واحدة من أعظم الكاتبات على مستوى العالم، وتحدثت في كتابها عن النعم التي يهبها الله لنا ولا نشعر بها وعلى رأسها نعمة البصر التي فقدتها الكاتبة في سن مبكرة وعاشت حياة مجردة من الألوان والحياة».
واستطرد: «تدرجت في القراءة حتى صرت أقرأ لأدباء عالميين من دول عربية وأجنبية، فقرأت لنجيب محفوظ، وعباس العقاد، وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وبعد سنوات من المثابرة والقراءة أصبحت بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى الجمهورية، داعياً الله تعالى أن أكون قادراً على تمثيل مصر في التصفيات النهائية في دولة الإمارات».
وتوجه محمد بالشكر إلى دولة الإمارات، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، على إطلاق هذه المبادرة التي عملت بشكل كبير على تنمية ونشر الوعي والقراءة بين الشباب العربي، لأن القراءة هي الخطوة الأولى لنشر العلم، والعلم هو الخطوة الأولى لبناء المجتمعات وجعل الدول العربية في مصاف الأمم الراقية.
أصحاب الهمم
من جانبه، عبر الطالب محمد أحمد حسن عبدالحليم، بالصف الأول الثانوي من محافظة الإسكندرية، عن سعادته الكبيرة بالفوز بالمركز الثاني فئة أصحاب الهمم، يقول محمد: «حصلت على جوائز عديدة منها المسابقة العالمية في القرآن الكريم، وفزت كذلك في مشروع القراءة القومي، فدفعني ذلك للمشاركة في هذا التحدي»، مشيراً إلى أن هذه المشاركة الرابعة له في المسابقة.
وقال محمد لـ«الاتحاد الثقافي» قرأت 25 كتاباً في مختلف المجالات، منها ما يخدم دراستي التخصصية مثل كتاب «اشتراكية الإسلام»، و«الرحيق المختوم»، و«الله والعلم الحديث»، بالإضافة إلى كتب كثيرة في مجالات أخرى، مشيراً إلى أهمية القراءة كما قال الراحل عباس العقاد: «القراءة تُضيف حيوات إلى حياة الإنسان».
وأشار محمد إلى أن مشاركته في تحدي القراءة العربي والفوز بهذا المركز؛ من شأنه أن يذلل كل الصعاب التي تواجهه.
وثمن محمد اهتمام دولة الإمارات بدعم وتمكين أصحاب الهمم، حيث تهتم بالجانب الإنساني بصورة كبيرة وخاصة لذوي الهمم، وقد لاحظنا ذلك من خلال مشاركتنا في مسابقة تحدي القراءة العربي.
فخر وامتنان
الطالبة بسملة صلاح الدين سليمان من محافظة القليوبية، والفائزة بالمركز الثالث من أصحاب الهمم كفيفة، فقد ارتسمت على وجهها سعادة كبيرة فور إعلان فوزها بهذا المركز المتقدم الذي لم تتوقعه، وقالت بسملة بنبرة يملؤها الفرح والسرور: «أشعر بالسعادة والفخر والامتنان بهذا الفوز الكبير الذي أهديه لوالدي ووالدتي حيث وقفا بجانبي وشجعاني على القراءة، وكانت أمي تقرأ لي الكثير من الكتب».
وقالت بسملة لـ»الاتحاد»: قرأت 25 كتاباً واستفدت منها الكثير من المعلومات والمعارف، وتعلمت أشياء عديدة لم أفهمها من قبل، مما زاد الثقة في نفسي، وشعرت بأن عقلي أصبح أكبر بكثير من الأول، موجهة الشكر لدولة الإمارات على كل هذه الجهود والمبادرات التي تسعى للمحافظة على اللغة العربية لغة القرآن الكريم، والمحافظة على الثقافة والشخصية العربية، ونشر الوعي والمعرفة بين شباب الوطن العربي.
300 كتاب
بدورها، عبرت الطالبة صفا شريف محمد خلاف، بالصف السادس الابتدائي من محافظة المنوفية والفائزة بالمركز الخامس على مستوى الجمهورية، عن سعادتها الكبيرة بهذا الفوز وهي في هذه السن الصغيرة، وقالت لـ»الاتحاد الثقافي» شاركت في تحدي القراءة العربي بقراءة أكثر من 300 كتاب، مشيرة إلى أنها شاركت في هذه المسابقة وهي بالصف الثالث الابتدائي وحصلت على المركز السادس على مستوى المحافظة. وقالت صفا: «بدأت رحلتي مع القراءة منذ كان عمري أربعة أعوام، حيث أخذتني أختي إلى المكتبة وأنا في الصف الثاني الابتدائي، وسمعت طالبة تتحدث عن هذه المسابقة فسألتها عن كيفية الاشتراك بها، فأخبرتني عنها، وذهبت إلى معلمة المكتبة وقلت لها: أريد أن أشارك في المسابقة فلم تقتنع وقالت: إن سنك صغير، فعدت إلى منزلي وفكرت في تأليف العديد من القصص القصيرة، وعرضتها على معلمتي، فوافقت في مشاركتي في المسابقة. ووجهت صفا الشكر إلى أمها وأبيها وعائلتها وإلى كافة المعلمين والمعلمات الذين وقفوا بجانبها وساندوها ودعموها حتى حصلت على هذا المركز المتقدم من بين أكثر من 15 مليون طالب وطالبة على مستوى الجمهورية، موجهة الشكر أيضاً لدولة الإمارات على هذه المبادرة التي سمحت لها بتمثيل بلدها وزيادة وعيها الفكري في آن واحد.
قصص ملهمة لأصحاب الهمم
شهدت الدورة السابعة لتحدي القراءة العربي في مصر مشاركة كبيرة ومميزة من ذوي الهمم، «الاتحاد» التقت العديد ممن شاركوا هذا العام من أصحاب الهمم الذين قدموا قصصاً مُلهمةً في العطاء والصبر والمثابرة والتمسك بالأمل للفوز بهذه المسابقة الكبيرة.
ومن الأسماء التي قدمت قصصاً مُلهمةً؛ الطالبة ملك حسام السويفي، من أصحاب الهمم بالصف السادس الابتدائي محافظة دمياط، أصيبت ملك منذ طفولتها بورم خطير أفقدها البصر منذ نعومة أظافرها، لكنها لم تفقد الأمل، فشاركت في كل المسابقات المدرسية، وتفوقت في التعليم فأصبحت من المتميزات وأوائل الطلاب على مدرستها، وأحرزت كأس مصر في بطولة رفع الأثقال، فخلقت من التحدي أملاً وقصة مُلهمة لكل أصحاب الهمم.
وقالت ملك: قرأت 25 كتاباً استفدت منها بمعلومات علمية وكلمات جديدة في اللغة العربية لم أكن أعلم معناها، مثمنةً اهتمام الإمارات بأصحاب الهمم والحرص على مشاركتهم في هذه المبادرة الرائعة، مشيرةً إلى أن أصحاب الهمم بحاجة دائمة إلى الاهتمام من الدول والمؤسسات، وهذا ما تقوم به الإمارات.
تحرير الخيال
ومن القصص المُلهمة أيضاً، مشاركة الطالب زياد أيمن عوض، 15 سنة من محافظة الوادي الجديد من أصحاب الهمم، حيث أصيب زياد بضمور في المخ أثر على حركة اليد والقدم، وبالرغم من ذلك أصر على مواجهة المرض، وشارك في المسابقة بعزم وأمل كبير في الفوز.
ويقول زياد: شاركت في تحدي القراءة العربي وقرأت 25 كتاباً، واستفدت من مشاركتي في أنني أحببت واستمتعت بالقراءة التي جعلتني أحرر خيالي، وزادت من ذكائي، معرباً عن سعادته بالمشاركة في هذه المسابقة القيمة، مشيراً إلى أن أمه ساعدته كثيراً في قراءة هذه الكتب وفهمها.
وأشار زياد إلى أن من أهم الكتب التي قرأها كتاب «يوسف على خزائن مصر»، والذي يجمع بين الأمانة والذكاء وروح الأخوة، وكتاب «الزوجة الصابرة» الذي يعلمنا فائدة الصبر والإيمان بالله مهما كانت الأحوال، موجهاً الشكر لدولة الإمارات ولمبادرة تحدي القراءة العربي التي تسعى لاكتشاف المواهب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تحدي القراءة العربي مسابقة تحدي القراءة العربي تحدي القراءة مصر الإمارات تحدی القراءة العربی من أصحاب الهمم اللغة العربیة هذه المسابقة فی المسابقة لـ الاتحاد من محافظة على مستوى أکثر من فی هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الغرف العربية»: شراكة استراتيجية بين الصين والعالم العربي لتعزيز سلاسل التوريد
بحث الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، في دبي – الامارات العربية المتحدة، مع رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT REN HONGBIN، على رأس وفد من المجلس، وبحضور رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية(يونيدو) الدكتور هاشم حسين، ورئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية ACCDA قاسم الطفيلي، في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأعمال العربي الصيني والنسخة التاسعة لمؤتمر الاستثمار العربي الصيني، المزمع عقدهما في مدينة HAINAN الصينية خلال الفترة 27-29 أبريل 2025، بتنظيم من اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT وجامعة الدول العربية وحكومة الشباب في مقاطعة HAINAN الصينية.
ودعا الجانبان إلى وجوب العمل على نجاح الفعاليات المزمع عقدها في الفترة القادمة، بما يخدم التطلعات المشتركة نحو تنمية التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين الجانبين العربي والصيني.
وتمّ خلال اللقاء الاتفاق على عقد اجتماع عربي – صيني في إطار عمل الغرفة العربية – الصينية، وذلك في الربع الأخير من العام الحالي 2025 في إحدى الدول العربية.
وجرى خلال اللقاء التشديد، على أهمية التعاون البنّاء بين اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، في سبيل تنمية العلاقات الاقتصادية العربية –الصينية والارتقاء بها من مستوى التجارة التقليدية القائمة على الاستيراد والتصدير، إلى مستوى الشراكات الاستراتيجية القائمة على نقل التكنولوجيا والاستفادة من الطاقات البشرية، عبر إنشاء مناطق تكنولوجية كبرى في البلدان العربية.
كما جرى التأكيد على أنّ الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي له أهمية بارزة من خلال استخدام الطاقات والموارد البشرية من أجل بناء نماذج ذكاء اصطناعي، وهذا ما يمكن أن تقدّمه البلدان العربية ذات الكثافات السكانية، بالإضافة إلى إدماج الدول العربية ذات الفوائض المالية العالية في الاستثمار في المناطق التكنولوجية، وبالتالي المساهمة في تحقيق المنافع المتبادلة، وجعل المناطق العربية نقطة محورية تمكّن من الوصول إلى الأسواق الافريقية والأسيوية والإسهام بالتالي في إنشاء ممرات وطرق لوجستية جديدة.
وأكّد أمين عام اتحاد الغرف العربية أنّ "الصين والبلدان العربية مهمان لبعضهما البعض، وبالتالي يجب علينا كبلدان عربية أن نستغل الفرص المتاحة من أجل رفع مستوى التعاون العربية – الصيني إلى آفاق أوسع وأشمل، لا سيّما لجهة إقامة مناطق لوجستية مشتركة بين الجانبين العربي والصيني، خصوصا وأن ما يحصل في الصين اليوم بمثابة تطور وتطوير ضخم وهائل في كافة المقاطعات الصينية وليس مقاطعات أو مناطق محدودة مثل العاصمة بكين أو غوانزو أو شنغهاي أو شينزن.. إلخ".
واضاف: "نحن كبلدان عربية يمكننا أن نستفيد من هذا التحول عبر الدخول مع الصين في شراكة استراتيجية، حيث انتقلت الصين من مرحلة التنمية الاقتصادية المحلية إلى مرحلة التوسع الاقتصادي الخارجي عبر المشاريع الضخمة التي تنفذها في إطار مبادرة "الحزام وطريق الحرير"، والتي تدخل في خلق فرص كبيرة في موضوع سلاسل القيمة التي تعتبر حاجة أكثر من ضرورية في ظل هذا العالم المتغير".
ونوّه إلى أنّه "لمواكبة التطور الحاصل في الصين، ولنكون كبلدان عربية شركاء حقيقيين لا بد أولا من وضع خارطة استرشاديه، تقودنا نحو وضع رؤية ثم وضع آلية قابلة للتطبيق، وفي هذا المجال نحتاج إلى انفتاح أكبر من الجانب الصيني على الأسواق العربية، خصوصا وأن الصين تحتاج إلى إعادة تدوير ثرواتها المجمّدة لدى الولايات المتحدة الأميركية والتي تعتبر هائلة، وذلك من خلال المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في مناطق النزاعات والحروب".
من جهته، أكد رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT REN HONGBIN على "الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص على صعيد تعظيم العلاقات الاقتصادية العربية – الصينية"، لافتا إلى أن "هناك إمكانيات كبيرة وضخمة من أجل فتح المجال أمام القطاع الخاص من كلا الجانبين لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الضخمة، خصوصا وان الحزب الحاكم في الصين يشجع القطاع الخاص الصيني على إقامة شراكات مع نظرائه في الخارج ولا سيما القطاع الخاص العربي. وبالتالي أمام هذا الواقع لا بد من استغلال الفرص المتاحة والتي هي كبيرة وضخمة".
ونوّه إلى أهميّة فتح المجال أمام الشركات العربية لزيادة حضورها في الصين وإقامة شراكات واستثمارات في مختلف انحاء الصين وفي كافة القطاعات الحيوية والاستراتيجية.