بوابة الفجر:
2025-04-10@21:48:38 GMT

تقارير أمريكية.. الحرب البيولوجية على الأبواب

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

تمثل الحرب البيولوجية تحديا كبيرا للأمن العالمى، خاصة مع التقدم السريع فى التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية. جائحة كوفيد-١٩ وما نتج عنها من أزمات اقتصادية وصحية واجتماعية، سلطت الضوء على كيف يمكن أن يتحول المرض إلى سلاح بشكل غير مسبوق.

تاريخ استخدام الأسلحة البيولوجية يظهر كيف أن هذه الأسلحة كانت دائما محط جدل وأهمية فى الصراعات العسكرية، ففى الحرب العالمية الأولى، بدأت بعض الدول تجرى أبحاثا حول استخدام البكتيريا والفيروسات لنشر الأمراض، إلا أن هذه المحاولات كانت محدودة وغير فعالة بشكل كبير ولم تنفذ على نطاق واسع.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تغير المشهد تماما، حيث كثفت الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى جهودهما لتطوير أسلحة بيولوجية متقدمة. على سبيل المثال الولايات المتحدة، أنشأت مشاريع بحثية ومختبرات متخصصة لدراسة مسببات الأمراض، وركزت الجهود على تطوير أسلحة تعتمد على بكتيريا خطيرة مثل الجمرة الخبيثة والطاعون. فى المقابل، عمل الاتحاد السوفيتى على برنامج سرى متقدم لتطوير الأسلحة البيولوجية، معروف باسم «Biopreparat».

فترة الحرب الباردة كانت مرحلة حرجة فى تاريخ الأسلحة البيولوجية حيث خشى الطرفان من قدرة الآخر على استخدام هذه الأسلحة. فى ظل هذا الوضع، تم إبرام معاهدة الأمم المتحدة حول حظر الأسلحة البيولوجية فى ١٩٧٢، والتى تهدف إلى منع تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية. ورغم ذلك، استمرت الشكوك حول نوايا الدول الكبرى وقدرتها على خرق هذه المعاهدات.

مع التقدم التكنولوجى المتسارع فى مجالات مثل التحرير الجينى والهندسة الوراثية بجانب الذكاء الاصطناعى، أصبح تطوير الأسلحة البيولوجية أسهل بكثير مما كان عليه فى الماضى، فيمكن الآن لمجموعات صغيرة من الأفراد استخدام المواد المتاحة تجاريا لتصنيع الفيروسات والأمراض، وهو ما يفتح الباب لتهديدات جديدة ومحتملة، ومما يزيد الأمر سوءًا أن نماذج الذكاء الاصطناعى الحديثة قد تمكنت من توفير معلومات تفصيلية حول كيفية إنتاج عوامل بيولوجية ضارة، بما فى ذلك الخطوات العملية لإعادة إنتاجها فى المختبرات، كما أظهرت دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن هذه النماذج قادرة على اقتراح طرق لتصميم فيروسات قاتلة قادرة على إطلاق أوبئة عالمية.

وفى هذا السياق، سلط تقرير لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية الضوء على الآثار التدميرية لجائحة كوفيد-١٩، التى انطلقت من ووهان بالصين فى عام ٢٠١٩، وكيف كانت بمثابة إنذار كشف ضعف المناعة العالمية ضد التهديدات البيولوجية، بعد أن تسبب فى وفاة نحو ٢٧ مليون شخص، وانهار معه الاقتصاد العالمى والأنظمة الصحية، وعطلت الحياة اليومية، وحتى الآن وما زال العالم يعانى من تداعياته.

وعلى الرغم من التقدم الهائل الذى أحرزته الدول فى مجال مكافحة الأمراض والتقنيات البيولوجية، إلا أن بعض الدول مثل كوريا الشمالية وروسيا والصين وإيران لا تزال تعمل على تعزيز قدراتها فى تطوير الأسلحة البيولوجية.

تقرير حديث لصحيفة «واشنطن بوست» كشف أن هناك عشرات الفرق البحثية فى العالم تعمل على صناعة فيروس أكثر فتكا من كوفيد-١٩، وبحسب التقرير، أعادت روسيا فتح مختبر عسكرى سابق لتطوير الأسلحة البيولوجية، بينما تتابع الصين بروتوكولات بحثية متعلقة بالبيولوجيا العسكرية، ويناقش ضباطا عسكريين كبارًا مميزات الحروب البيولوجية الهجومية، حتى أن أحدهم وصفها بأنها أقل كلفة وأكثر فاعلية من الأسلحة النووية فى عمليات القتل الجماعى.

وخلص التقرير إلى أن التحديات التى تواجهها المجتمعات بسبب مخاطر ما ينتج من تهديدات الحروب البيولوجية تتطلب استراتيجيات متعددة الأبعاد تشمل التزامات قانونية وأطر تعاون عالمى لا تعتمد فقط على المعاهدات والاتفاقيات الدولية التى تلعب دورا مهمًا، بل تستند إلى التقنيات المتطورة للكشف السريع عن الأمراض من خلال دعم نظام قوى لتتبع الأبحاث التى تنطوى على خطر كبير هذه الاستراتيجيات، وهذا يشمل استخدام تقنيات مثل «كريسبر» لتحديد المتغيرات الفيروسية الناشئة وتحليل البيانات بسرعة للوصول إلى مصادر التهديدات، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن تدخلات بشرية فى الهندسة البيولوجية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب البيولوجية الامن العالمي التكنولوجيا الحيوية الهندسة الوراثية جائحة كوفيد الأسلحة البيولوجية الحرب العالمية الأولى الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتي الحرب الباردة معاهدة الأمم المتحدة حظر الأسلحة البيولوجية التطور التكنولوجي التحرير الجيني الذكاء الاصطناعي الأوبئة العالمية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مجلة فورين أفيرز الصين روسيا كوريا الشمالية ايران المختبرات العسكرية صحيفة واشنطن بوست كريسبر تقنيات تحليل البيانات التهديدات الناشئة التزامات قانونية التعاون العالمى

إقرأ أيضاً:

خلافات ساخنة تسبق أول مفاوضات إيرانية-أمريكية في سلطنة عمان: هل تندلع الحرب؟

سلطنة عمان (وكالات)

تلوح في الأفق أجواء مشحونة بالتوتر والتحديات، حيث يبدو أن أول جولة من المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قد تبدأ وسط خلافات كبيرة حول الطريقة التي يجب أن تتم بها هذه المفاوضات.

فبينما يستعد الطرفان لعقد محادثات هامة في سلطنة عمان، تتصدر الخلافات حول طبيعة المفاوضات وأهدافها الأجندة، ما يزيد من تعقيد مسار هذه المحادثات المرتقبة.

اقرأ أيضاً اتصال مفاجئ بين وزير الدفاع السعودي ونظيره الأمريكي بعد تسريبات حساسة عن الحوثيين 8 أبريل، 2025 في لقائهما الأخير: ترامب يكشف لنتنياهو أمرا خطيرا عن الحوثيين 8 أبريل، 2025

في خطوة مفاجئة، نفى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن تكون إيران قد وافقت على إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن، مؤكدًا أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستظل غير مباشرة، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية تجاوز هذه الهوة بين الجانبين.

وقد صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق خلال لقاء جمعه برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن إيران قد وافقت على التفاوض مباشرة مع واشنطن، مما يعكس التناقضات بين تصريحات الطرفين حول هذه القضية.

وتستمر هذه التباينات في إظهار انعدام الثقة العميق بين إيران وأمريكا، رغم محاولة كلا البلدين تحسين العلاقات والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد سنوات من التصعيد. على الرغم من ذلك، يبدو أن إيران تفضل المفاوضات غير المباشرة، حيث ترى أن الولايات المتحدة تسعى إلى الضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسية تحت تهديد العقوبات والضغوط القصوى.

بينما ترغب واشنطن في إجراء مفاوضات مباشرة علها تحقق تنازلات إضافية أو تتنصل من أي اتفاقيات مستقبلية قد تضر بمصالحها الإستراتيجية في المنطقة.

وتعتبر سلطنة عمان الدولة التي استضافت آخر اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وهو الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس ترامب في 2018، مما دفع بالعلاقات بين طهران وواشنطن إلى أدنى مستوياتها.

وعليه، يعد هذا اللقاء المرتقب في عمان فرصة تاريخية لإحياء الحوار بين البلدين، ولكن يظل السؤال الكبير: هل سيحمل هذا اللقاء أي تغييرات إيجابية على مسار العلاقات، أم أن الخلافات ستظل هي السائدة؟

من جانب آخر، تبرز نقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين في نطاق المفاوضات. الولايات المتحدة تسعى لتوسيع نطاق المفاوضات لتشمل القضايا النووية والصاروخية والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما ترفضه إيران بشدة، معتبرة أن هذه القضايا تتجاوز ملفها النووي الذي تصر على أنه سلمي.

إيران تؤكد أنها لا تسعى للحصول على سلاح نووي، بل تهدف فقط إلى الحفاظ على حقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المفاوضات ستكون الأولى منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2020، وهي تمثل اختبارًا هامًا لإعادة التوازن للعلاقات بين البلدين في وقت حساس، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.

فهل ستتمكن هذه المفاوضات من فتح الباب أمام اتفاق جديد، أم ستظل الأزمات مستمرة بين طهران وواشنطن؟

مقالات مشابهة

  • لتحديث 100 جرار.. «النقل» توقع 3 عقود تطوير للسكك الحديدية مع شركة أمريكية
  • تقارير إسرائيلية: ترامب يضغط لإنهاء الحرب على غزة.. ونتنياهو يواجه ضغوطًا أمريكية متزايدة
  • أسلحة الفتك .. إسرائيل تحوّل غزة ساحة لتجربة أسلحتها المحرمة
  • تقارير عبرية: ترامب يقود ضغوطاً لإنهاء الحرب علي غزة خلال أسابيع
  • تقارير: أفريقيا تدفع أثقل أعباء تغير المناخ عالميا
  • الاحتلال يحوّل غزة لحقل تجارب لأسلحة أمريكية فتاكة
  • خلافات ساخنة تسبق أول مفاوضات إيرانية-أمريكية في سلطنة عمان: هل تندلع الحرب؟
  • هل تتعارض «اتفاقية الكويز» المبرمة بين مصر وأمريكا بعد فرض رسوم جمركية أمريكية على مصر بـ 10%؟.. خبير اقتصادي يوضح
  • ميدفيديف: مزيد من الدول ستمتلك أسلحة نووية
  • مسئول روسي كبير: نزع السلاح النووي أمر مستحيل في العقود المقبلة