«ترامب» يساند تل أبيب بتعيين شخصيات دبلوماسية داعمة لإسرائيل
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
كتب ديفيد برسونيس، نائب رئيس السفارة المسيحية الدولية بالقدس، مقالًا عبر موقع «ميدا» السياسى العبرى، عن شكل علاقة «ترامب» بإسرائيل خلال فترة رئاسته القادمة، موضحًا أنه على الرغم مما يحاول «ترامب» إظهاره أمام العالم بعد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، إلا أنه من المقرر أن يقدم خدمات كبرى لإسرائيل تؤكد مدى صلابة علاقته ودعمه لإسرائيل بشكل مستمر.
فى البداية أوضح «برسونيس» أن لعودة دونالد ترامب التاريخية لمنصب رئاسة الولايات المتحدة، تداعيات كبرى داخل أمريكا والعالم كله، ولكن بالنسبة للجمهور الإسرائيلى فإن السؤال الأهم هو هل سيساعد فوز «ترامب» إسرائيل لحسم الحرب بشكل سريع ضد محور الإرهاب المتمثل فى إيران؟، متابعًا: «إذا كنا نرغب فى معرفة مغزى نتائج الانتخابات من وجهة النظر الإسرائيلية يجب علينا فى البداية دراسة الفترة التى ترأس فيها بايدن البيت الأبيض، ونتذكر أن جو بايدن ومساعدوه، أرسلوا العديد من الرسائل التى تحمل معانى متناقضة بغرض إسقاط حكومة نتنياهو وتعطيل الجهود العسكرية الإسرائيلية فى حربها ضد حماس».
وأضاف: على الرغم من تحويل جو بايدن مبلغ ٢ مليار دولار لمصلحة إسرائيل خلال الحرب، إلا أن الجمهور الإسرائيلى شعر أنه غير مضطر لتحمل إمكانية فوز كاميلا هاريس، وأظهرت استطلاعات الرأى أن أكثر من ثلثى الإسرائيليين رأوا أن ترامب صديقًا أكثر لإسرائيل، وبالفعل خلال العملية الانتخابية أظهر ترامب دعمه لإسرائيل أكثر من أى مرشح آخر فى تاريخ الولايات المتحدة، وخلال فترة ولايته الأولى التى استمرت من ٢٠١٦ لـ ٢٠٢٠ قاد ترامب مجموعة من الخطوات المهمة بالنسبة لإسرائيل، حيث قام بنقل السفارة الامريكية للقدس بعد اعترافه بها كعاصمة لإسرائيل».
وتابع: «كما عمل على استقطاع الدعم المقدم للسلطة الفلسطينية، ووكالة الأونروا لدعم وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بدعوة الفساد وتمويل المنظمات الجهادية، وأخرج الولايات المتحدة من الاتفاق النووى مع إيران، والاعتراف بهضبة الجولان كأرض إسرائيلية ذات سيادة، وقاد إسرائيل لإبرام اتفاقيات تاريخية مع عدد من الدول العربية السُنية والتى عرفت باتفاقيات إبراهام، واعترف وزير الخارجية الذى قام بتعيينه مايك بومبيو، بالمشروعات التى أقامها مستوطنون يهود بالضفة الغربية واعتبرها شرعية، ولا يمكن لأى رئيس أمريكى آخر الاقتراب من الإنجازات التى حققتها سياسته الداعمة لإسرائيل».
وأوضح: «على الرغم من ذلك أعطى ترامب للداعمين لإسرائيل خلال الأربع سنوات الماضية أسبابًا تدفعهم للقلق من ولايته الثانية، لأن علاقته بنتنياهو تأثرت بشدة بعد تهنئة الأخير لجو بايدن بمناسبة فوزه فى انتخابات نوفمبر ٢٠٢٠ دون الوقوف فى صف ترامب الذى زعم أن الانتخابات قد تمت سرقتها منه آنذاك، وبعدها انتقد نتنياهو بشدة واتهمه بالشخص الضعيف لعدم مشاركته فى الهجوم الممنهج ضد قاسم سليمانى، رئيس الحرس الثورى الإيرانى، ومؤخرًا أعرب ترامب عن تحفظه من النشرات التى تبث يوميًا عن الهجمات الجوية التى يقوم بها الطيران الإسرائيلى ضد أهداف فى غزة ولبنان، ووصفها بالهدف الذاتى الذى يصب فى مصلحة الدعاية التابعة لحماس وحزب الله».
وتابع: «كما تبنى ترامب موقفًا مضادًا للحروب خلال حملته الانتخابية وتعهد بإنهاء الحروب بأوكرانيا والشرق الأوسط، وادعى أن هذه الحروب لم تكن لتندلع لو كان فى منصب رئيس الولايات المتحدة، وتعهد أيضًا أنه لن يبدأ فى شن أى حرب جديدة تجبر الجنود الأمريكيين على الموت دون ضرورة بأرض غريبة، التزامًا بأجندته التى تقول أمريكا أولًا، هذه التعهدات لاقت صداها فى العالم وتم استيعابها على أنها تنادى بالعمل على وقف الحروب والامتناع عن التورط فى أى صراع جديد، وجعلت من ترامب يبدو أنه مستعدًا لإهمال حلفاء أمريكا من بينهم أوكرانيا وإسرائيل».
وعلى الرغم من ذلك كما يقول «ديفيد برسونيس،: «هناك استثناء وحيد لثقافة العزلة الأمريكية وهو إسرائيل، حيث إنه خلال فترة قصيرة وبعد فوز ترامب بدأ فى تعيين شخصيات مهمة فى ولايته الثانية وهم فى الواقع أصدقاء مقربون من إسرائيل من ضمنهم مايك هاكابى، حاكم ولاية أركنساس المقرر أن يصبح سفير الولايات المتحدة بإسرائيل، وكان من الداعمين بضرورة ضم الضفة الغربية، والسيناتور ماركو روبين، المرشح لمنصب وزير الخارجية الجديد، والذى حمل حماس مسئولية الضحايا الفلسطينيين بغزة.
بالإضافة لعضوية مجلس النواب اليز ستيفانيك، سفيرة الولايات المتحدة الجديدة بالأمم المتحدة والتى وجهت اللوم لرؤساء جامعات هارفارد بسبب معارضتهم لمظاهرات معادية للسامية بالجامعات، مشيرًا إلى أن القائد الجديد للبنتاجون سيكون بيت هيجسيث، مقدم البرامج بقناة فوكس نيوز، الذى قام مؤخرًا بتصوير مجموعة من التقارير المصورة بإسرائيل اتهم فيها حماس بتبنى استراتيجية طويلة الأجل للحروب المستمرة ضد الدولة اليهودية، وكل ذلك يحمل العديد من البشرات السعيدة للإسرائيليين قبل أداء «ترامب» اليمين الرسمى يوم الـ٢٠ من يناير المقبل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترامب اسرائيل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية دعم إسرائيل القدس نقل السفارة الأمريكية بايدن الانتخابات الأمريكية دعم فلسطين وكالة الاونروا اتفاق النووي الإيراني هضبة الجولان اتفاقيات أبراهام سياسة ترامب الشرق الأوسط الحروب الامريكية السياسة الخارجية ماركو روبيو إليز ستيفانيك حماس الأمن القومي السياسة الأمريكية الانتخابات 2024 العلاقات الدولية الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية الدعم العسكري السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط نفوذ إسرائيل الدعم السياسي الولايات المتحدة وإسرائيل الولایات المتحدة على الرغم رئیس ا
إقرأ أيضاً:
«صواريخ إسرائيل» تمحو المواقع الأثرية والتاريخية والمقدسات الدينية بمخيم جباليا
لم يكن فقدان الأهل والأحبة هو الألم الوحيد الذى عاشه الغزيون فى الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، فوفقاً لوزارة السياحة والآثار الفلسطينية، استهدف الاحتلال الإسرائيلى، خلال عدوانه على قطاع غزة على مدار عام كامل، العديد من المواقع الأثرية والتاريخية والمقدسات الدينية على طول القطاع من شماله إلى جنوبه، وكان لمخيم جباليا النصيب الأكبر، حيث دمرت الطائرات الحربية معالم عديدة، منها ما تم محوه بشكل كامل، ومنها ما لم يتبقَّ منه سوى أجزاء بسيطة.
ويُعد مستشفى كمال عدوان فى بيت لاهيا بمخيم جباليا أحد أكبر المستشفيات التى طالتها آلة الدمار الإسرائيلية، حيث تمت محاصرته واستهدافه مرتين، حيث قصفته المدفعية فى المرة الأولى أواخر نوفمبر2023، وعقب مرور ما يقرب من عام على الاستهداف عاد الجنود لمحاصرته مجدداً لنحو شهر وتدمير عدة طوابق، ومن ثم اقتحامها فى الخامس والعشرين من أكتوبر 2024، ما أسفر عن استشهاد عدد من المرضى والجرحى. وفى منتصف شهر أكتوبر الماضى، دمر الاحتلال سوق مخيم جباليا البلد المركزى، الذى كان يقصده السكان من شتى مناطق شمال القطاع.
ولم تسلم الأماكن الأثرية العريقة التى يعود تاريخها لآلاف السنين من بطش المحتل، حيث دمرت الصواريخ المقبرة الرومانية فى مدينة جباليا، التى كُشف عنها عام 1998، وتعود إلى القرن الثانى الميلادى، إذ تم استهدافها فى نوفمبر 2023، وتُعد المقبرة الرومانية من أهم المواقع الأثرية التى تعود للعصر الرومانى، وهى عبارة عن تلة من الصخر الرملى، فى مكان يسمى أرض المحاربين، كما طال الخراب كنيسة جباليا البيزنطية، التى تم اكتشافها بالصدفة عام 1997.
وتعود إلى القرن الخامس الميلادى، ودمرتها طائرات الاحتلال أواخر ديسمبر 2023، وتُعد الكنيسة البيزنطية من أهم الكنائس فى بلاد الشام، ويرجع تاريخ بنائها إلى سنة 444 ميلادية، إذ تم تشييدها فى زمن الإمبراطور البيزنطى ثيودوسيوس الثانى، وقد استمر وجودها منذ الفتح الإسلامى لفلسطين سنة 637، وحتى العصر الإسلامى العباسى زمن الخليفة أبوجعفر المنصور، وتُعتبر من أقدم الكنائس فى العالم.
كما كان للمسجد العمرى بمدينة جباليا، أو المعروف بين السكان بـ«المسجد الكبير»، نظراً لمساحته الأوسع على صعيد المساجد القديمة الموجودة فى القطاع، نصيب من التدمير والخراب، إذ كان المسجد الأثرى الذى يُعد أحد أقدم المساجد التاريخية فى المخيم هدفاً دائماً لغارات سلاح الجو الإسرائيلى خلال الاعتداءات السابقة على القطاع على مدار السنوات الماضية، حيث تعرض للقصف فى حرب سنة 2014، وتمت إعادة بنائه، ليتم تدميره كلياً خلال العدوان الأخير وتحديداً فى ديسمبر 2023، فبات المبنى الذى حمل اسم العُمرى نسبة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ويُعتقد أن عمره تجاوز 1000 سنة.
وحسب وزارة الثقافة الفلسطينية، فقد دمر الاحتلال الإسرائيلى متحف رفح أيضاً خلال عدوانه على غزة، وهو المتحف الذى جُمعت فيه مئات من الأدوات المتعلقة بالتراث الفلسطينى القديم من أزياء وأدوات قديمة تعكس ثقافة البدو والفلاحين وسكان المدينة، وأهم الأزياء التراثية الفلسطينية، كما تعرّض سوق الزاوية للدمار، وهو سوق أثرى تاريخى فى غزة عمره عقود لكنه أصبح ركاماً، بعد تعرضه للقصف من قبَل طائرات الاحتلال الإسرائيلى، حيث يُعد السوق امتداداً تاريخياً لسوق القيسارية الأثرى الذى يعود لعقود مضت.
«الثقافة الفلسطينية»: تدمير المواقع يشكل خرقاً فاضحاً للقانون والاتفاقيات الدولية لحماية التراث خاصة الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمى الثقافى والطبيعىمن جهتها أدانت وزارة الثقافة الفلسطينية انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى التى يقوم بها فى قطاع غزة خلال العدوان الأخير، مشيرة إلى أن العدو يشن حملة إبادة شاملة تستهدف كل ما يتعلق بالثقافة والتراث الفلسطينى، وأعربت وزارة الثقافة عن قلقها من أن تتعرض الأشياء الأثرية والتماثيل والجرار القديمة لعمليات سرقة على يد جنود الاحتلال. وقال الدكتور ضرغام فارس، مدير إدارة المواقع الأثرية بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية فى محافظات الشمال بقطاع غزة، إن سياسة الاحتلال الإسرائيلى تعتمد على قتل المدنيين وتدمير الآثار التى تشهد على الحق التاريخى للشعب الفلسطينى فى فلسطين.
وأهمها المساجد والكنائس التاريخية، مشدداً على أنّ قصف وتدمير الاحتلال للمواقع الأثرية والتاريخية يشكل خرقاً فاضحاً للقانون والاتفاقيات الدولية لحماية التراث، خاصة الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمى الثقافى والطبيعى لسنة 1972، واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية لاهاى الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية فى أثناء النزاع المسلح وإعلان اليونيسكو العالمى لسنة 2001 حول حماية التنوع الثقافى.