فرفور.. «بواقى» و«فضلات» آخر السنة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
ما قل و«عل» على وزن ما قل ودل
■ هنا شيحة أداؤها التمثيلى للأدوار التى تقدمها تذكرنى دائمًا بحالة الطقس فى فصل الشتاء إما «غائم» أو «ممطر» افتعالًا أو «بارد» أكثر من اللازم!.. ليس هذا رأيى وحدى بل رأى خبير أرصاد جوية أيضًا!
■ كريم السبكى المرشح للحصول قريبًا على منصب وزير «خارجية» الجمهور من دار السينما التى تعرض أفلامه وإلى الشارع مباشرة بعد ثلاث دقائق من بداية العرض وربما أقل!
■ رنا رئيس الوجه الجديد التى ظهرت فى مسلسل «نجيب زاهى زركش» ليس بينها - بفضل موهبتها - وبين الوصل إلى مرتبة النجومية سوى فركة كعب أو على رأى الإخوة اللبنانيين إيشى فشخه!
■ محمود العسيلى كثيرًا ما أسمعه غصبًا عنى عندما أكون مدعوًا فى فرح يقوم المذكور بإحياءه - مكره أخاك لا بطل - وذلك لحين افتتاح البوفيه ومن بعدها حااتعشى واتمشى!
■ هانى عادل أثبت بأدائه النمطى فى كل ما سبق وقدمه من أدوار إنه ممثل من الدرجة الثالثة! لو عايز تطلع شوية كمان اطلع براحتك بس ماتطلعش كثير!
■ حمادة هلال من الواجب عند انتهائك من مشاهدته يمثل فى «المداح» أن تبدى له إعجابك ليس بأن تقول له «أحسنت» ولكن بكلمة «شفيتم» يا مولانا!
■ حمو بيكا صوته الغنائى لا يفرق كثيرًا عن صوت فرقعات شكمان «مفوت» لموتوسيكل صينى!
■ عائشة بن أحمد من أجمل وأشيك «المستورد» من الممثلات العرب!.
■ محمد السبكى منتج سينمائى و«جزار» شهير لديه من اللحوم «البتلو» و«الضانى» و«الكندوز» والـ«كوارع» الفنية بالهبل!
■ محمد نور «أحد أفراد فريق واما الغنائي» صوت غنائى خشن يحتاج أولًا لعملية «كشط» للنشاز العالق بالحنجرة ثم من بعدها إلى عملية «تمحير» و«تبييض» ومن بعدها «الدهانات» و«النقاشة» الطربية كى نستمع له عندما يغني!.. ليس هذا رأيى بل رأى «عامل محارة»!
■ محمد ثروت عندما يلفت أحدهم نظره بالابتعاد عن تقديمه الأدوار السينمائية الهايفة أو التليفزيونية المبتذلة التى يؤديها من أجل الفلوس واكتنازها لا يعيرك الاهتمام.. تنصحه من بعدها بمقوله «القناعة كنز لا يفنى» فتجده يرد عليك قائلًا: طيب خليه لك.. هاااه هاااه ضحكته الشهيرة مختتما بها مقولته!
■ خالد عليش الشهير بـ«خالد كنافة» قبل أن تجلس لمتابعته استظرافه سواء فى مسلسل أو برنامج تليفزيونى لا بد وأن يكون فى فمك ملعقة كبيرة من كربونات الصودا للاستعانة بها على هضم قل ظل المذكور!
■ أحمد برادة مطرب من «قدماء النشازين» كما يطلق عليه الخبير الأثرى زاهى حواس عند التعريف به للبعض ممن لم يستمعوا له فى زمانه!
■ ليس المهم متى نفتح التليفزيون وإنما الأهم كيف نعلقه ساعة بدء ظهور المدعو تامر أمين وريث الراحل أحمد الحداد الشهير بـ«رغاى» ساعة لقلبك القديم!
خبر أبيض.. خبر أسود.. خبر أزرق■ صاحب قناة تليفزيونية جديدة قرر أن يجرى امتحانًا للمذيعة «الطباخة» مفيدة شيحة قبل التعاقد معها للعمل عنده وذلك للتعريف على ما تجيد طهيه من أكلات وكانت النتيجة إن المذيعة إياها نجحت فى «البامية» وسقطت فى «الملوخية»!
■ تبرع أحد الفقراء من محدودى الدخل بجميع ممتلكاته إلى صندوق تحيا مصر وعندما حصرها المسئول عن الصندوق وجدها أربعة أولاد وأمهم!
■ داهم بعض من أفراد بوليس الآداب منزل سيدة تدعى أنها «بتشوف البخت» ضبطوها وهى «بتوشوش الدكر»!
■ صدمت سيارة نقل كبيرة «كرش» الممثل الكوميدى شيكو وبالرغم من ذلك لم تصب السيارة بأى تلفيات!
■ لا صحة لما نشرته بعض المواقع الإلكترونية عن تبرع الممثل بيومى فؤاد بمبلغ مادى كبير لصندوق تحيا مصر مساهمة منه فى حل أزمات بعض محدودى الدخل والحقيقة إن تبرعه كان لـ«صندوق كوكاكولا»!
■ أنور البلكيمى «فاكرينه؟! بتاع عملية تجميل المناخير قام الأسبوع الماضى بتعليق لافتة وضعها فوق مناخيره مكتوبًا عليها مغلق للتحسينات والافتتاح فى شم النسيم!
■ هيئة السكك الحديدية قامت بإجراء عدة تجارب على قطاراتها للعمل من جديد بـ«الفحم» بدلًا من الكهرباء لدواعى توفير الطاقة وقد شاهد مندوبنا أحد هذه القطارات وهو داخل إلى محطة الوصول حتى بالأمارة داخل «بيكح»!
■ محمد حماقى سيقوم بتقليد عمرو دياب عندما قام بغناء أغنية يقول مطلعها «والله باحبك موت.. حبيبى يا برج الحوت» أما أغنية حماقى فيقول مطلعها «والله باحبك بجد.. حبيبى يا برج الجدى»!
قولوا لكل واحد من هؤلاء■ لـ«بدرية طلبة» سبحان العاطى الوهاب الشبشب من بعد القبقاب! ومن أعجب ما حدث لها بعد تملكها للشبشب هو عدم معرفتها عند ارتدائه أيهما «الفردة» اليمين وأيهما «الفردة» الشمال!
■ لـ«يوسف الشريف الذى أعلن اعتزاله العمل بالفن والتفرغ للعبادة مع السلامة مع السلامة مع السلام يا أبو عمة نايلون!
■ لـ«دينا محسن» لما تجوعى يغرفوا لك الأكل فى «قصعة» أسمنت!
■ لـ«أحمد عز» بصلة المحب «توأم»!
■ لـ«تامر حسنى» إن فاتك تقديم إعلان «البيبسى» اتمرغ فى كيس «الشيبسى»!
■ لـ«شيرين عبدالوهاب» اللى انفضح فى ٢٠٢٤ - واللى حصل بينك وبين حسام حبيب يملا يا اختى شوال بصل!
■ لـ«تامر حسنى» المطرب والملحن والمخرج والمؤلف الروائى وكمان تشتغلى «سواقه»!
■ «المسئول عن قناة TEN» جزمة قديمة للبيع.. بدلة قديمة للبيع.. برامج قديمة للبيع.. بيكيا.. بيكيا.. روبابيكيا!
■ لـ«محمد سعد» طلعت فيها يومين.. عملت واد عترة وفارس.. دلوقتى فين نجاحاتك فين.. راحت عليك زى سوارس!
■ لـ«تامر عاشور» ساعات أشوف منك ألحان.. تطرب وتهوس وتجنن.. وساعات تغنى الخلق تقول.. يا عم روح الله يحنن!
■ لـ«سوسن بدر» عين الحسود فيها عود.. فتقبلوا بسبب هذا الإبداع هذه القبلات على الخدود!
■ لـ«أكرم حسنى بطل مسلسل بابا جه «أيها» السخف «كم من المسلسلات ترتكب باسمك!
■ لـ«حلا شيحة بعد خلعها للحجاب» مسير المستخبى يبان!
■ لـ«خالد سليم بعد أن غنى بصوته «النشاز» أغنية عبدالوهاب يا مسافر وحدك.. وأغنية عبدالحليم بلاش عتاب «أغنيتين فى «الودان» توجع!
■ لـ«سليمان عيد» أقرع و«فكهى» على وزن أقرع ونزهى»!
■ لـ«ياسمين الخطيب مقدمة برنامج شاى بالياسمين» أيها الخجل أين حمرتك؟!
■ لـ«سامح حسين» يا شايل البطولة حط وارتاح.. وامشى بلاطة بلاطة.. للفقرى لو جبت تفاح فى إيده يصبح بطاطا!
■ حنان مطاوع لا يشبعها عند رؤيتك لها فى فيلم أو مسلسل أن تنادى عليها قائلًا «يا قمر» لاعتقادها بفضل إبداعها بأنها أكثر سطوعًا من القمر الحقيقى مائة مرة.. أقصد «السطوع» الفنى!
■ نادية الجندى كان فى نيتها أن تؤدى فريضة الحج لهذا العام ٢٠٢٤ لكنها أجلتها للعام القادم ٢٠٢٥ لذلك أقترح عليها عند عودتها بالسلامة أن تمتنع عن تقديمها لأدوار الإغراء التى اشتهرت بها وتقديمها أدوارًا جديدة أدوار «الأم» أو «الخالة» أو «الجدة» مع استبدالها للقب الذى اشتهرت به من «نجمة الجماهير» إلى تيتا الحاجة نادية «نجمة التوحيد والنور»!
■ عايدة الأيوبى صوت غنائى «مخيف» تستخدمه الأمهات فى تخويف أطفالهن إذا ما رفضوا النوم أو عدم شرب اللبن.. هاااه حاتنام واللا أجيب لك عايدة الأيوبى تغنى لك؟! هااااه حاتشرب اللبن واللا أخليها تغنى لك فى «ودنك»!
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فرفور كريم السبكي رنا رئيس محمود العسيلي هاني عادل حمادة هلال حمو بيكا عائشة بن أحمد محمد السبكي محمد نور محمد ثروت خالد عليش تامر أمين مفيدة شيحة شيكو بيومى فؤاد هيئة السكك الحديدية محمد حماقي بدرية طلبة يوسف الشريف دينا محسن أحمد عز تامر حسني شيرين عبد الوهاب محمد سعد سوسن بدر اكرم حسنى حلا شيحه خالد سليم سليمان عيد ياسمين الخطيب سامح حسين حنان مطاوع نادية الجندي عايدة الأيوبي من بعدها من بعد
إقرأ أيضاً:
عندما يرسم الكاتب
القصيدة وعاء والشعر سائل... هذا ما وصلت إليه إليسا جابرت في مقالتها (شكل الفراغ- نحو تعريف للشعر)، تبدو الفكرة جذابة لدرجة الجزم بصحتها باعتبار الشعر كيانا أثيريا لا يقتصر تواجده على القصائد والنصوص الشعرية بل يتجاوزه ليتخلل القصص والروايات ويمتد ليشمل اللوحات والمنحوتات والعوالم الفنية تشكيلية مسرحية وسينمائية، ويمكن أيضا تلمس النفس الشعري حتى في التفاصيل اليومية الصغيرة، وبالقياس يمكن اعتبار تمايل الشّجرة وهجرة الطيور وعلاقة الموج بالشّواطئ كلها شعرا خالصا، فكأنّ الشّعر وجدانيات كثيفة وروحانيات صوفيّة مرهفة تعتمر الرّوح وتقدم نفسها بين أيدينا على شكل مفردات أو خطوط وألوان، رقصاً أو نغمات وموسيقى.
وهذا إذن السبب الرئيس وراء تمازج الفنون، حيث يندر أن نجد أديبا لم يحاول الرسم أو يقارب الغوص في عالم اللون، وبالمقابل تستهوي الرسام الكلمات وقد يقع في شرك الكتابة، العزف أيضا مجال عريض الأبواب للدخول ومحاولة إحلال العلامات الموسيقية مكان الأحرف المكتوبة لدى الأصابع، معظم هذه المحاولات تكون خاصة لا يطلع عليهم سوى دائرة ضيقة من المقربين، بينما تكون علنية عند آخرين، مما لا يجدون ضيرا في عرض نتاجهم.
سنسترق النّظر هنا لنشاهد تجارب عدد من الكتّاب الذين لم تكن علاقتهم بالفن علاقة سرية، بل رسموا بالتوازي مع عملهم الكتابي وعرضوا نتاجهم بمعارض فنية أو عبر صفحاتهم على وسائل التّواصل الاجتماعي، وقد استخدمت مصطلح ـ استراق النظر ـ عن قصد لأن السمات العامة لمحاولات الكاتب أن يقترب من عالم الفن كانت تتسم بخجل ووجل طفوليين أجبرت بعض الكتاب على محاولة إخفاء إنتاجهم الفني ولعل أشهرهم كان كافكا الذي خبأ رسوماته عن الأنظار، يقول جوستاف يا نوخ في كتابه «حوارات مع كافكا» إنّه حين شاهد كافكا يرسم، أخفى الرسومات عنه، لكنه سمح لجوستاف برؤيتها فيما بعد، وأضاف: «هذه الرسومات ليست بريئة كما تبدو لأول وهلة. إنها بقايا رغبة قديمة وعميقة» فكأنها ما ترسب في الأنا ولم تستطع الكتابة إخراجها، تقنيا كانت هذه الرسوم بسيطة بالحبر الأسود ذاته الذي كان يكتب به كافكا قصصه ورواياته لكن تكثيفها ورشاقة خطوطها هما سمتاها المميزتان، وكأن هذه الرسومات امتداد لما يكتبه من أدب، ويذكر الناقد الفني فيليب هارتغان أن هذه الحركات السريعة والتعبيرات البسيطة تحوي الكثير من الاقتصاد في الرسم يمكن للرسامين التعلّم منه. الخطوط هنا تعكس ثقةً وقوة لم تكونا واضحتين في شخصية كافكا، وكالعادة النتاج الفني يفضح بعض التّفاصيل الدّاخلية العميقة والتي ربما حتى الفنان نفسه لا يعرفها عن نفسه، حجمها الصغير يشي بخوف وحياء من تجربة الرّسم، وذاك ليس غريبا على فرانز كافكا الذي كان يتأخر بنشر نتاجه الأدبي، حتى أن أشهر أعماله (المسخ) انتهى من كتابتها في 1912 ولم تنشر إلا بعد 1915.
أما رامبو الشّاعر الفرنسي المغامر الذي لجأ للرمز والسريالية في شعره فقد رسم أيضا مجموعة من اللوحات رافقت أسفاره ورحلاته لمدن كثيرة، وكانت لوحاته مائية هادئة المزاج خلافا لشعره الذي شكّل انقلابا في الشعر الفرنسي، فكانت تمثّل السكون الذي يربض خلف غضبه وثورته المستمرة، وقد تكون مطالعة شعر رامبو مع مشاهدات لوحاته فسحة جديدة تزيد من عمق الشعر وتقدم مسارات لقراءة شعرية أكثر غنى.
بالطبع لا نستطيع إغفال جبران خليل جبران الذي عرف عالميا ككاتب أكثر من كونه رساما مع أنه قضى حياته يكتب ويرسم في آن واحد، وقد بدأ حياته رساما! وترك خلفه حوالي 700عمل ما بين تقنية الفحم والألوان المائية، وكان يعتبر الرسم فعلا لا يحتاج الوعي كالكتابة يقول عن ذلك: «عندما أعكف على الرّسم وأنتج شيئا جيدا قليلا أو يستحق التقدير يجيء ذلك على غير وعي مني، وأنا على خلاف ذلك في كتاباتي فأنا أعرف عما أكتب في حين أنني أجهل لم أرسم أو أصور» إذن كان الفن عنده هروبا من قيود الوعي وراحة للعقل، حيث كان بإمكانه أن يرسم ما يعتمر في لاوعيه دون رقيب.
أدونيس الشاعر أدخل الفن التشكيلي أيضا لعالمه ومزجه مع الشعر ليس على المستوى المعنوي فقط بل أننا عندما نشاهد رسومه نجدها محاطة بكلمات وأشعار لـ(المتنبي، المعري، النفري...) وكأنهما -الشّعر والفن- كيانان يحتفل كل منهما بالآخر، رسم بالحبر الأسود رسوما رمزيّة مختزلة تشبه رسوم الإنسان القديم على جدران الكهوف، كما أنها تحمل مسحة طفولية بعفويتها وفطريتها وعن ذلك يقول أدونيس في أحد تصريحاته: (... في فني أبحث عبر شيخوختي عن طفولتي المفقودة التي اقترب حزنها من حلم الفرح) اللون الأحمر كان حاضرا كذلك في العديد من رسومه بقوته ووضوحه يمنح اللوحة قوة ويسحب الانتباه إليها، حينها يبدأ المتلقي بقراءة الكلمات وتأمل التفاصيل البارزة في العمل فقد استخدم أدونيس الكولاج أيضا ليضيف مواد متنوعة ويصنع بذلك عملا بتقنية خاصة به وقد أسمى أعماله بـ(اللوحات الرقيمة) فهو يريدها أن تشبه الرّقم، وقد بدأ بتنفيذها بعد مروره بمراحل لم يستطع خلالها القراءة أو الكتابة فخطر بباله السؤال التالي: لم لا أعطي ليدي نوعا من الحرية لأعرف ما يمكنها أن تصنع، فكانت بداية الدخول للتجربة التّشكيلية.
وهذا السبب يتشابه عند الكثيرين فعند التوقف أو التردد عن التعبير بالأداة التي احترفوها يفرحون بامتلاك أداة مختلفة تحتوي على ذات الخواص، وهو سلوك طبيعي يشبه سلوك السواقي التي تباشر في حفر مسار جديد عندما تعترضها عقبة جيولوجية، فتنشر الجمال والخضرة في جغرافيا جديدة، كأن تخونك لغتك، فتنساب لغة جديدة تمنحك القدرة على نقل رؤاك وأفكارك بعناصر شكلية هذه المرة.
وهذا ما لجأ إليه الشاعر والمترجم أحمد. م. أحمد الذي شغلته الترجمة في فترة عن إبداعه الشّعري، وصارت كلماته مسخّرة لترجمة نتاج الآخرين، وبدأت مشاعره (الغضب، اليأس، الترقب...) تتراكم فوق صدره، فبدأ بالرّسم وكان طوق النجاة، خرجت لوحاته للجمهور ناضجة فكان أشبه بطفل خطا خطواته الأولى بثقة، لم يحبُ لم يتأرجح ببداية سيره!.
من ناحية الشكل نجد هذه الأعمال تنتمي للمدرسة الفطرية يرسمها بطريقة طفولية –وهذا تبريره عند الفنانين الأكاديميين مختلف عن تبريره لدى الداخلين عالم الفن حديثا.
فهنا يرجع استخدام هذا الأسلوب لرغبة عارمة للتعبير والبوح عن شعور كامن دون أن يلقي بالا بالطرق الأكاديمية في الرسم؛ المواضيع عند أحمد شائكة معقدة تفاجئ المتلقي بكثرة التفاصيل، فيحتاج المشاهد لوقت طويل حتى يلم بالعناصر ويحصي الألوان المستخدمة، فيجد نفسه في مأزق التفسير الشاق ولا يلبث أن يكتفي بالتذوق.
الأعمال عبارة عن مساحات لونية كتيمة لا فراغات بيضاء تسمح لها بالتنفس، الألوان قوية جريئة حيوية ودرجاتها قاتمة، تتوزّع بتواتر مدروس أحيانا وعشوائي غالبا يشي باختلاط المشاعر، فخلف كل لون خلجة من خلجات مشاعره يسكبها على سطح اللوحة دفقةُ واحدة، ليكسبها حياة وجمالا ينافس فيها الفنانين، وليزيد لوحاته غنى يضمنها مقاطع من شعره أو جمل ترجمها ليخرج عمله الفني مشكلا على طريقة فريده يختص بها دون سواه.
أما تجربة القاص والرّوائي إسلام أبو شكير فكانت مختلفة، فقد أتقن دور الفنان التشكيلي، وقرّر الرسم بطريقة أقرب للواقعية، تطورت تجربته شيئا فشيئا فصارت لوحاته الواقعية دقيقة لحد كبير، رسم تفاصيل يومية كوب الشاي، قارورة الماء، سلة الغسيل، الكنبة... وغيرها، لينتقل في مرحلة أخرى للوحات تعبيرية تحمل الكثير من الأفكار (الموت، الهجرة، الوحدة...)، فنجد المشانق مدلاة من السماء في إحداها، وقاربا مكتظا بالهاربين يرسو على الرمال وكأن البحر الذي كان الفرصة الأخيرة المتاحة أمامهم جف وتركهم لمصيرهم، تتقاطع هذه المواضيع مع مواضيع أعماله الأدبية التي تحفر عميقا في الصعيد الإنساني، لكنها تطل للمتلقي بزي مختلف محافظة على الحس الجمالي الذي لا يغيب مهما كانت المواضيع قاسية.
بالطبع هنا مررنا على عينات اختيرت بشكل عشوائي من قائمة تطول من الكتّاب والشعراء من عصور مختلفة وانتماءات متباينة، ممن لجأوا إلى الفن التشكيلي ليكون نافذتهم على العالم، فقد أرادوا وسيلة أخرى غير الكلمة تترجم ما يجول داخلهم، فرحّب بهم الفن التشكيلي وفتح أمامهم أبوابه ومنحهم أسراره، وذلك لأنهم حقّقوا أهم الشروط ليكون الفن فنا وهو الصدق في العاطفة وبالتأكيد الرغبة في التعبير عما يجول في النفس والتي لولاها لما كانوا دخلوا عوالم الرسم أصلا، وأعتقد أن وجودهم في عوالم الأدب والشعر تجعلهم مطلعين أكثر من سواهم على أهمية الفن، لذا كان سعيهم (بشكل واع أو عفوي) لإنتاج أعمال إما جمالية صرفة، أو فكرية مباشرة، أو فلسفية معقدة هو الدافع المباشر للرسم.
أما الدافع غير المباشر الذي يجعل الفنان يعود كلّ يوم ليمسك قلمه وريشته، أو يعجن طينه ويحمل إزميله هي المتعة التي تتركها ممارسة الفنّ والراحة التي تستقر في الرّوح بعد تفريغ الشحنات السلبية، هذه المتعة تجعل كل من يمسك قلما يرسم وحتى إن لم يكن موهوبا، والكتب المدرسية غير مثال على ذلك، فالرسم كان وسيظلّ حبل النّجاة من الملل الذي يملأ بعض الحصص المدرسية!
بسمة شيخو كاتب سورية متخصصة في الفن التشكيلي