المقصود بالمهر في الإسلام وقيمته وضوابطه
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال مركز الأزهر للفتوى العالمي، إن المهرُ شُرِع في الإسلام كرامةً للنساء، وتطييبًا لخاطرهن، وإظهارًا لعَظَمةِ عقد الزواج ومكانته، كما أنه إشعارًا بأنَّ الزوجة شيءٌ لا يَسهُل الحصولُ عليه إلا بالبذل والإنفاق؛ حتىٰ لا يفرط الزوجُ فيه بعد الحصول عليها.
حكم المهر في الإسلامأضاف مركز الأزهر للفتوى أن نبيُّ اللهِ موسىٰ علىٰ نبينا وعليه السلام أنفق عشر سنين من عمره مهرًا للزَّواج من فتاة مدين.
وقال اللهُ سبحانه: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص:27].
مفهموم المهر في الإسلام وضوابطه
وكشف مركز الأزهر للفتوى العالمي، عن المقصود بالمهر في الإسلام، كما كشفت عن دلالة وجوبه في الشريعة الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقال مركز الأزهر للفتوى العالمي: المهر هو المالُ الذي يجب علىٰ الزوج لزوجته كأثر من آثار عقد الزواج عليها، ويدل علىٰ وجوبه قولُهُ تعالىٰ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً...} [النساء:4]، والمراد بالصداق هنا هو المهر، أي: أعطوا النساء مهورهنَّ عطيةً واجبة عن طيب نفسٍ.
وتابع الأزهر: وأيضًا ما ورد من أن النبيِّ محمد ﷺ لم يُخلِ زواجًا من مهر، وكذا إجماع الأمة علىٰ وجوبه. والمهر يكون مِلكًا خالصًا للزوجة تتصرَّف فيه كما تشاء، ولها أن تهب منه لمن تشاء كما تريد، وأما تكاليف الزواج من شبكة، وولائم، وزينة، فيُرجع فيه إلىٰ العُرف إن لم يكن هناك اتفاقٌ بين الطرفين علىٰ شيء محدد؛ لأن العادة محَكَّمة، والمعروفُ عرفًا كالمشروط شرطًا.
الأزهر للفتوى يكشف عن قيمة المهر في الإسلاموكشف مركز الأزهر للفتوى العالمي، عن قيمة المهر في الإسلام، قائلًا: فالراجح من أقوال الفقهاء أنه لا حد لأقلِّه ولا لأكثره، ولكن يُسنُّ عدمُ المغالاة في المهور؛ لما ورد عن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً» أخرجه النسائي وأحمد.
حكم الزواج بدون مهر
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنالمهرليس من أركان الزواج ولا من شرائطه، ويجوز للزوج أن يؤجل دفع المهر بناء على اتفاق مع العروس، أو سداده على فترات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المهر حكم المهر الأزهر للفتوى مركز الأزهر مرکز الأزهر للفتوى العالمی
إقرأ أيضاً:
المراهنات الرياضية: القمار الحديث الذي يهدد القيم والمجتمع
في ظل الانتشار الواسع للمجموعات الإلكترونية والتطبيقات المخصصة للمراهنات على نتائج المباريات الرياضية، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من هذه الظاهرة ووصفها بأنها صورة من صور القمار المحرم شرعًا. يأتي هذا التحذير في إطار جهود المركز للتوعية بالمخاطر الدينية والاجتماعية المرتبطة بهذه الممارسات.
ما هي المراهنات الرياضية؟المراهنات الرياضية تعتمد على توقع نتائج المباريات الرياضية، حيث يدفع المشاركون أموالًا يتم تجميعها في حساب معين، ويحصل الفائز على هذه الأموال كاملة بينما يخسر الآخرون. وقد أكد الأزهر أن هذا النمط يُعد من "الميسر"، الذي حرمه الإسلام بنص واضح في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90].
أسباب التحريم وآثاره السلبيةيشير مركز الفتوى إلى أن القمار بجميع أشكاله يتسبب في تفكيك العلاقات الاجتماعية ونشر البغضاء بين الناس، كما يؤدي إلى هدر الأموال بغير وجه حق. القمار لا يقتصر ضرره على الجانب المادي فقط، بل يمتد ليشمل اضطرابات نفسية وأسرية، مثل تزايد المشكلات الزوجية والغرق في الديون.
وأضاف المركز أن القمار والإدمان على المراهنات يشبهان إدمان المواد المخدرة والكحوليات من حيث الأثر المدمر على الأفراد والمجتمع. كما أنهما من أسباب ارتفاع نسب الطلاق، وتدهور الاستقرار الأسري، وتفشي الجرائم كالسرقة والانحرافات السلوكية.
المراهنات بين اللهو المحرم والترويح المشروعأكد الأزهر أن الإسلام لا يمنع الترويح عن النفس، بل يضع له ضوابط تحفظ المال والوقت والدين. ومع ذلك، فإن أي شكل من أشكال اللهو الذي ينطوي على مقامرة أو أكل لأموال الآخرين بالباطل يُعد محرمًا ومفسدًا، كما ورد في الحديث الشريف:
«ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه» [رواه أحمد].
دعوة لحماية الشبابدعا المركز الأسر والمجتمع إلى توعية الشباب بمخاطر المراهنات الرياضية والابتعاد عن التطبيقات والمواقع التي تروج لهذه الأنشطة، والعمل على استثمار أوقاتهم في أنشطة مفيدة وبناءة.
بهذا التحذير، يسلط الأزهر الضوء على أهمية الالتزام بتعاليم الإسلام في حماية المال والنفس، داعيًا إلى تعزيز القيم الإيجابية التي تبني مجتمعًا سليمًا ومتوازنًا.