بورتسودان – متابعات تاق برس- هاجم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان مالك عقار من اسماهم “الطابور الخامس” والعقول التي شابت التي تنتقد قيادة الجيش وتفت في عضد البلاد ودعا للتوقف عن بث الشائعات ومحاولة تفريق شمل البلاد.

 

 

 

وقال عقار  “في كذب في الميديا من البقولوا عليهم شيوخ، قاعدين وراء البحار ينتقدون الجيش لو السودان انهار بطردوهم من البلد ديك، تعالو هنا الجيش بوريكم)

 

وقال نواجه حرب الاحتلال والاستيطان التي تواجه السودانيين ومن واجب كل سوداني وطني الوقوف سنداً للمؤسسة العسكرية للمحافظة علي بقاء ووحدة السودان.

وشهد عقار في بورتسودان مساء السبت إفتتاح مهرجان المصالحة المجتمعية ونبذ خطاب الكراهية الذي نظمته مؤسسة عتاب الثقافية برعاية والي البحر الاحمر وبحضور وزير الثقافة والإعلام وممثل جهاز المخابرات العامة وعدد من المسؤولين وقيادات  الإدارات الأهلية.

 

ودعا نائب رئيس مجلس السيادة إلى نبذ خطاب الكراهية ومحاربة النعرات العنصرية والجهوية والقبلية ونشر ثقافة السلام والمحبة.

واستنكر الخطاب الذي يقدح في قيادة القوات المسلحة والمؤسسة العسكرية وينتقد اداءها دون مراعاة لدماء الشهداء وجهد وعرق جنود معركة الكرامة ضد ما اسماه التمرد.

ودعا من وصفهم بأن عقولهم قد شاخت إلى العودة من وراء البحار للدفاع عن الوطن قبل أن ينهار بدلا عن الأحاديث الكاذبة التي قد تفت من عضد الوطن.

 

وجاء رد عقار على هجوم قبل يومين شنه الداعية عبد الحي يوسف، على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان بضراوة للمرة الأولى قائلًا إن الإسلاميين لا يثقون به، كما أن الفضل في الانتصارات يعود إلى الإسلاميين وليس للجيش.

 

وذكر عبد الحي يوسف أن الحركة الإسلامية لا تثق بالبرهان مطلقاً، “فهو ليس له دين ويحمل النصيب الأوفر في التسبب بهذه الأزمة، فتقوية الدعم السريع عدة وعتاداً كانت تحت سمعه وبصره”.

وأضاف أن “البرهان أعجز من أن يقضي على الإسلاميين فهم موجودون حتي في مكتبه”، وحذر من أن قائد الجيش في آخر زيارة له إلى أميركا قبل شهرين التقى مسؤولين أميركيين ولم يصدر بيان عن تفاصيل الاجتماع.

 

وعزا عبد الحي يوسف الانتصارات التي حصلت أخيرا إلى المقاومة الشعبية وليس للجيش، قائلا إن “الله ساق هذه الحرب من أجل أن يُعيد للحركة الإسلامية ألقها وقوتها”.

وأبان أن عشرات الألوف من الشباب المسلم في المقاومة الشعبية، وهو اسم للتحايل على مصطلح الجهاد الذي أصبح منبوذا – طبقا لوصفه – دربوا على السلاح تحت إشراف “مجاهدين” قدامى خاضوا الحرب في جنوب السودان.

 

إلى ذلك، وصف عبد الحي موقف تركيا من الحرب في السودان بأنه سلبي، مشيرا إلى أن وزير الخارجية التركي أبلغ وفدا من علماء المسلمين بأن الحرب في السودان “فتنة” وبيع السلاح في الفتنة حرام.

وأوضح أن تركيا تدخلت في حرب ليبيا بكل قوتها لمصالحها في البترول والمشروعات والغاز في البحر المتوسط، بينما مصالحها في السودان أقل من ذلك بكثير.

وقال عبد الحي في محاضرة في تركا إن البرهان ليس له “شخصية محترمة” تدعو للتعامل معها، ما أدى إلى زهد الأتراك وغيرهم في التعامل معه – وفقا لقوله .

كما نبه إلى أن البرهان لا يلتزم بالعهود والاتفاقات، مستدلا بموافقته في أول عهده على طلب من وزير الدولة للدفاع القطري برغبة وزير الخارجية بقطر في زيارة السودان.

وتابع قائلا “رحب البرهان وبعد إقلاع الطائرة حميدتي رفض الزيارة وتم ارجاعه من الجو، وعند اتصال وزير الدولة بالدفاع القطري بالبرهان تعذر بوجود ترتيبات، فقال له الوزير القطري: اسمح لي أن أقول لك إنك تكذب”.

وشدد عقار على ضرورة الوقوف خلف المؤسسة العسكرية للحفاظ على الاستقرار وتعزيز وحدة الصف الوطني لضمان بقاء الدولة السودانية.

 

وشدد على أهمية تحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية والمواطنة بلا تمييز.

من جانبه أعرب خالد الاعيسر وزير الثقافة والإعلام عن تقديره لمؤسسة عتاب الثقافية على تنظيمها للمهرجان الذي قال إنه يعد من أهم البرامج التي تعكس التنوع الثقافي والمصالحة الاجتماعية وتحث على نبذ خطاب الكراهية مؤكدا دعمه لكافة البرامج الثقافية التي تعزز ثقافة السلام والمحبة.

 

 

من جانبه أوضح والي البحر الأحمر اللواء ركن مصطفى محمد نور أن المهرجان يعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء مجتمع آمن ومستقر   تسوده ثقافة السلام والوحدة الوطنية ونبذ الخلافات القبلية والجهوية.

البرهانعبدالحي يوسفعقار

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: البرهان عبدالحي يوسف عقار عبد الحی یوسف فی السودان

إقرأ أيضاً:

الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان

في قلب المشهد السياسي السوداني، حيث تتناسل الأزمات كأفاعٍ تتبدل جلودها دون أن تغيّر طبيعتها السامة، لا تزال الجبهة الإسلامية، بروافدها العميقة في الدولة، تمارس طقسها المقدّس في وأد الثورات. لم يكن إسقاط البشير في أبريل 2019 إلا لحظةً في سيرورة طويلة من الصراع بين إرادة التحرر وبين قوى الهيمنة، التي أعادت تشكيل نفسها داخل أجهزة الدولة، متخفيةً خلف قناع جديد، لتستمر في إنتاج الموت كأداةٍ لضبط المجال السياسي وإخضاع الإرادة الشعبية.

منذ اللحظة التي سقط فيها رأس النظام، بدأت الدولة العميقة في إعادة فرض سيطرتها على المشهد، محاولةً تحويل الثورة إلى لحظة خاطفة لا تدوم. لكن الشعب الثائر و شباب المقاومة، الذين واجهوا رصاص المجلس العسكري الانتقالي في مجزرة القيادة العامة في يونيو 2019، كانوا يعلمون أن معركتهم الحقيقية لم تنتهِ، وأن إسقاط البشير لم يكن إلا الشجرة التي تخفي الغابة.

التقارير وقتها أشارت إلى أن عدد القتلى بلغ 203 شهداء، لكن الأرقام لم تتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت لاحقًا المقابر الجماعية وتكدّس الجثث في المشارح عن 2500 شهيد، إضافةً إلى 357 إصابة، وممارسة عنف جنسي ضد 65 متظاهرًا، واغتصاب 31 من المعتصمات، وعشرات المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى اليوم. كما تم رمي بعض الجثث في النيل، في تكرار لذات التكتيكات التي استخدمها نظام الجبهة الإسلامية في التسعينيات.

كانت الجبهة الإسلامية، المتخفية في العتمة، تعمل على إعادة فرض سطوتها، مستخدمةً الجيش كأداة، تمامًا كما فعلت منذ أن اختطفت الدولة في 1989 عبر انقلابها على الحكومة المنتخبة، في عملية تفكيكٍ ممنهجةٍ للمؤسسات، وتحويلها إلى أدوات خادمة لأجندتها.

غير أن الدولة العميقة لم تكتفِ بإعادة إنتاج ذاتها سياسيًا، بل لجأت إلى استراتيجية أكثر وحشية، تقوم على تصفية كل من يشكل تهديدًا لاستمرارها. فعندما خرج الشباب في ديسمبر 2018، لم يكونوا يواجهون نظامًا سياسيًا فحسب، بل كانوا يواجهون بنيةً متغلغلةً في الجيش، وفي الاقتصاد، وفي المؤسسات، وفي الوعي العام.

يقول عبد الخالق محجوب: “إن القوى الرجعية لا تقتل مناضلًا، بل تقتل رمزًا، وتدفن معه فكرةً، لكنها تفشل دائمًا، لأن الأفكار تولد من جديد وسط الرماد.”

كانت الدولة العميقة أشبه بكائنٍ طفيلي، لا يموت بسقوط رأسه، بل يتحور ليستمر.
هذه البنية أدركت أن بقاءها مرهونٌ بإنتاج العنف، وأن أنجع طريقة لترميم سلطتها المختلة هي اغتيال الفاعلين الجدد في المشهد.

لكن العنف المادي لم يكن الأداة الوحيدة، فقد استُخدم الاقتصاد كسلاحٍ موازٍ للتصفية الجسدية. كانت الدولة العميقة تدرك أن سحق الثائر لا يكون فقط بالرصاص، بل يمكن أن يكون أيضًا بتجويعه وكسر روحه عبر الإفقار الممنهج.

في 25 أكتوبر 2021، كشف الجيش عن وجهه الحقيقي، عندما نفذ قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان انقلابًا عسكريًا أطاح بالحكومة المدنية الانتقالية، منهياً بذلك أي وهم بأن الجيش قد ينحاز إلى الشعب. لم يكن هذا الانقلاب مجرد تغيير سياسي، بل كان إعلانًا صريحًا بأن الثورة يجب أن تُدفن، وأن أي محاولةٍ لإعادة بناء السودان على أسس ديمقراطية ستُقابل بالحديد والنار.

لكن البرهان لم يكن وحيدًا في هذا الانقلاب، فقد حصل على دعم قوى إقليمية ودولية، وجدت في استمرار الحكم العسكري ضمانًا لمصالحها الاقتصادية في السودان. فالدول التي استفادت من عقود الفساد والنهب لم تكن مستعدة لرؤية تحول ديمقراطي يهدد امتيازاتها.

لقد أصبح السودان ساحةً مفتوحةً للتدخلات الأجنبية، حيث تتصارع الدول الإقليمية على النفوذ، مستغلةً الانقسامات الداخلية لتحقيق مكاسبها. مصر، التي ترى في حكم العسكر في السودان امتدادًا لمنظومتها، دعمت البرهان بصمت، بينما تحركت بعض دول الخليج لضمان بقاء النظام العسكري الذي يحفظ مصالحها الاقتصادية، لا سيما في القطاعات الزراعية والموارد المعدنية. في المقابل، وجدت روسيا، التي تسعى لتعزيز وجودها في أفريقيا، موطئ قدم لها عبر صفقات الذهب وشركات المرتزقة.

في هذه الدوامة من المصالح المتشابكة، ظل البرهان ثابتًا في مكانه، رغم أن كل من حوله قد تغيروا. فقد سقط البشير، وسُجن أعوانه، وتبدلت التحالفات، لكن البرهان بقي متمسكًا بكرسيه، وكأنه يرى في ذلك تحقيقًا لنبوءةٍ قديمة، و هي أن والده حلم ذات ليلة بأن ابنه سيكون له شأن عظيم.
لم يكن البرهان يقرأ السياسة بواقعيتها، بل كان مأسورًا بوهم شخصي، يرى فيه نفسه القائد الذي لا غنى عنه، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بوطن بأكمله.

يقول مهدي عامل: “ليست الهزيمة أن يُقتل الثائر، بل أن يُقتل الأمل في قلوب الجماهير. الطغاة يدركون ذلك جيدًا، ولهذا يحرصون على تحويل الموت إلى سياسة، والاغتيال إلى نظام حكم.”

ومع دخول السودان في أتون الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وجدت الدولة العميقة فرصةً ذهبيةً لتصفية الثوار تحت غطاء الفوضى الأمنية. فجأة، بدأت المليشيات الإسلامية، التي كانت تعمل سابقًا كأذرع خفية في الأجهزة الأمنية، في الظهور مجددًا، ولكن بأسلوب أكثر وحشية.

في الحاج يوسف، تم العثور على جثث خمسة من شباب المقاومة، مقيدة الأيدي، وعليها آثار تعذيب وحشي، وذُكر في تقارير الطب الشرعي أن بعضهم تعرّض للذبح.

وفي الحلفايا، ارتُكبت واحدة من أبشع المجازر، حيث تم إعدام أكثر من 60 شابًا في ميدان عام بدمٍ بارد، في مشهد أعاد للأذهان مجازر الإسلاميين في دارفور وجبال النوبة. كما وثّقت لجان المقاومة عمليات تصفية أخرى في مدني، الجزيرة، سنجة، والدندر، حيث تم إعدام الثوار بالرصاص وقطع الرؤوس، في عمليات موثقة بالفيديو، حيث بثّ القتلة جرائمهم في الميديا لإرهاب البقية.

يقول إدوارد سعيد: “القمع لا يقتل فكرة، بل يمنحها حضورًا مضاعفًا، لأن الفكرة التي تُقمع تتحول إلى ذاكرة جماعية تتناقلها الأجيال.”

في النهاية، قد تكون القاعدة لدى الطغاة أن “الثائر الجيد هو الثائر الميت”، لكن الحقيقة التي يؤكدها التاريخ هي أن الثائر الميت يترك خلفه فكرةً تصبح لعنةً تطارد قاتليه.

فالمعركة لم تكن يومًا بين سلطةٍ وشبابٍ أعزل، بل بين إرادة الحياة ومنظومة الموت، وبين زمنٍ جديدٍ يحاول أن يولد من رحم الخراب القديم.

إن الطغاة يراهنون دائمًا على النسيان، لكن التاريخ لا يُمحى، والأفكار لا تموت، بل تتحول إلى بذور تُزرع في وعي الشعوب، لتُثمر في يومٍ قد يبدو بعيدًا، لكنه حتمي.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية
  • ترامب يوقف التمويل الاتحادي عن الكليات والمدارس التي تسمح باحتجاجات “غير قانونية”
  • الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان
  • موسى هلال: “حكومة نيروبي” المنفية تمثل المنفيين
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • مستوطنون يقتحمون “مقام النبي يوسف” شرق نابلس تحت حماية مشددة ويؤدون طقوسا تلمودية
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية (2-2)
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع 960 سلة غذائية في السودان 
  • “إنفاذ” يُشرف على 57 مزادًا لبيع 398 من الأصول