«الهيدروجين الأخضر».. وقود المستقبل يدفع مصر نحو التنمية المستدامة والطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تتسارع خطوات مصر فى ظل التحول العالمى نحو الطاقة المتجددة، بحثًا عن بدائل صديقة للبيئة وفعّالة اقتصاديًا، ومن بين هذه البدائل الواعدة يأتى «الهيدروجين الأخضر»، الذى يمثل أفقًا جديدًا للتنمية المستدامة بمصر، ويساهم فى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى.
يُعتبر الهيدروجين الأخضر نوعًا نظيفًا من الوقود يتم إنتاجه من الماء باستخدام التحليل الكهربائى الذى يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ويتميز عن غيره من أنواع الهيدروجين، فى أن إنتاجه لا ينتج عنه أى انبعاثات كربونية، مما يجعله مصدر طاقة صديقًا للبيئة ومثاليًا لدعم الاقتصاد الأخضر.
ونظرًا لموقع مصر الجغرافى المميز وإمكاناتها الكبيرة فى مجالى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تُعد مصر من بين الدول القليلة التى تمتلك القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة عالية وبتكاليف منخفضة نسبيًا، ويتماشى ذلك مع التزام الحكومة المصرية بتعزيز التنمية المستدامة وتقليل البصمة الكربونية، حيث يشكل الهيدروجين الأخضر خيارًا استراتيجيًا يساهم فى تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ الهادفة لتحقيق اقتصاد صديق للبيئة وقائم على الابتكار.
ويمثل الهيدروجين الأخضر إحدى أهم الفرص الواعدة لمستقبل الطاقة بمصر، حيث يُعتبر هذا الوقود النظيف نقطة انطلاق نحو اقتصاد أخضر يحقق التنمية المستدامة ويحافظ على البيئة وأن التزام الحكومة المصرية بدعم هذا القطاع، إلى جانب شراكات القطاع الخاص والشركات الرائدة، يبشر بمستقبل مشرق يمكن أن يسهم فى تعزيز الاقتصاد الوطنى ويوفر حلولًا حقيقية لمشاكل الطاقة.
ويمكن للهيدروجين الأخضر أن يلعب دورًا كبيرًا فى عدة قطاعات اقتصادية رئيسية، مثل قطاع النقل، فيُعتبر الهيدروجين الأخضر وقودًا نظيفًا يمكن استخدامه فى تشغيل المركبات الكبيرة مثل الشاحنات والحافلات، بل حتى القطارات والسفن ومن شأن هذا التحول أن يقلل من التلوث البيئى الذى يعانى منه قطاع النقل، ويسهم فى تحسين جودة الهواء.
فضلا عن استخداماته فى الصناعة وهناك حاجة ماسة لاستخدام الهيدروجين الأخضر فى الصناعات التى تعتمد على الطاقة بشكل كبير، مثل صناعة الصلب والأسمنت وهذه الصناعات تسهم بنسبة كبيرة من الانبعاثات الكربونية، واستخدام الهيدروجين الأخضر يمكن أن يخفف من هذه الانبعاثات ويحقق مرونة أكبر فى الإنتاج.
وتلعب الحكومة المصرية دورًا رئيسيًا فى دعم مشاريع الهيدروجين الأخضر على المستوى الدولى، حيث تعاونت مصر مع الاتحاد الأوروبى ومؤسسات دولية أخرى لدعم مشاريع الهيدروجين الأخضر، ووقعت مذكرات تفاهم واتفاقيات شراكة مع دول مثل ألمانيا والإمارات، لتبادل المعرفة التقنية ودعم الاستثمارات المشتركة.
فضلا عن تطوير البنية التحتية، حيث تعمل الحكومة على تطوير بنية تحتية تلائم إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتشمل شبكات النقل والتوزيع التى تساعد فى تصدير الهيدروجين للخارج، ويأتى ذلك فى إطار استراتيجية تهدف لجعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
وعلى الرغم من الفرص الكبيرة التى يوفرها الهيدروجين الأخضر، إلا أن هناك تحديات يجب التغلب عليها لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا المورد النظيف، ومن أبرزها التكلفة المرتفعة للإنتاج؛ فما زالت تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر مرتفعة نسبيًا مقارنةً بالوقود الأحفورى والهيدروجين الرمادى وتحتاج مصر لزيادة الاستثمارات والبحث والتطوير لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيدروجين الأخضر الطاقة المتجددة مصر الوقود النظيف التنمية المستدامة الطاقة الشمسية طاقة الرياح البصمة الكربونية رؤية مصر 2030 الاقتصاد الاخضر مصادر الطاقة المتجددة القطاع الخاص التعاون الدولي الاتحاد الاوروبي شراكات دولية المانيا الإمارات قطاع النقل شاحنات حافلات القطارات السفن صناعة الصلب صناعة الاسمنت التلوث البيئي الانبعاثات الكربونية البنية التحتية تصدير الطاقة التكلفة المرتفعة البحث والتطوير استثمارات الطاقة مذكرات تفاهم اتفاقيات شراكة قطاع الطاقة التنمية البيئية الهیدروجین الأخضر
إقرأ أيضاً:
المشاط: «أسبوع التنمية المستدامة» منصة إقليمية للحوار حول القضايا التنموية
اختتمت جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور»، والذي عُقِد برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مدار 4 أيام، وبمشاركة البنك الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي وممثلي شركاء التنمية، والحكومات، ومؤسسات التمويل العربية.
الأسبوع العربي للتنمية المستدامة 2024تناولت جلسات الأسبوع العربي لـ التنمية المستدامة هذا العام والتي وصلت إلى نحو 48 جلسة، بمشاركة أكثر من 1500 مُشارك، العديد من القضايا ذات الأولوية، التي تعكس الإمكانيات والفرص والتحديات التنموية التي يواجها عالمنا العربي خلال المرحلة الراهنة.
ملفات طرحت خلال الأسبوع العربي للتنمية المستدامةناقشت الجلسات الطبيعة المتشابكة للفرص والتحديات التنموية المختلفة من بينها التمويل، وتغير المناخ، والأمن الغذائي والسياحة المستدامة، والتكنولوجيا والابتكار وغيرها من المحاور، التي من شأنها دفع أو إعاقة جهود الدول نحو تحقيق التنمية المستدامة، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للقضايا التنموية.
ركزت عدد من الجلسات على الوضع التنموي في الدول المتأثرة بالنزاعات بالمنطقة العربية، في ظل الأوضاع الإنسانية المؤسفة الذي تعيشه عدد من دولنا العربية الشقيقة.
إطلاق المنتدى الإقليمي العربي رفيع المستوىتضمنت فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة لهذا العام، عقد الجلسات التحضيرية وإطلاق المنتدى الإقليمي العربي رفيع المستوى الأول حول الاستثمار والاستدامة: الحد من مخاطر الاستثمارات في المنطقة العربية- من الرؤية إلى العمل، والذي استهدف تجميع كافة الشركاء الوطنيين والدوليين ووكالات الاستثمار، للعمل معاً للتغلب على التحديات المتعلقة بتعزيز الاستثمار في المنطقة، بالإضافة إلى عقد «مؤتمر البركة الثالث» بالتعاون مع منتدى البركة لمكافحة الفقر في المنطقة العربية، فضلا عن تنظيم القمة الشبابية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية، والتي ركزت على دور الشباب العربي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الجلسة الافتتاحية للأسبوع في مقر جامعة الدول العربية إلى جانب أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من ممثلي شركاء التنمية الدوليين رفيعي المستوى، في ضوء شراكة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع جامعة الدول العربية في تنظيم الأسبوع العربي للتنمية المستدامة.
وشاركت خلال مؤتمر البركة الإقليمي الثالث خلال الجلسة الخاصة «تحقيق التنمية المستدامة: الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ومواجهة التحديات»، بالإضافة إلى الجلسة بعنوان «نحو نموذج جديد: تعزيز الحلول القائمة على الترابط للعودة إلى مسار المناخ والتنمية المستدامة».
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حرص مصر على مدار السنوات على استضافة فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، إذ أصبح هذا الحدث منصة إقليمية بارزة للحوار بين كافة الشركاء حول مختلف القضايا التنموية.
وأكدت أهمية التعاون البناء بين مختلف الأطراف من أجل تذليل التحديات التي تواجه المنطقة العربية في مسيرتها نحو التنمية، على مستوى التحديات الاقتصادية والمالية والجيوسياسية المستمرة، والتي تفرض مزيدًا من التحديات والأعباء على العالم أجمع وفي القلب منها دولنا العربية، ما يؤثر سلبًا على الجهود التي تبذلها الحكومات لتحقيق التنمية المستدامة.
شارك في فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة على مدار الأربعة أيام، ممثلون عن الحكومات والقطاع الخاص، والمُجتمع المدني، وممثلي قطاعات المرأة، والشباب، والإعلام، بالإضافة الى الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة والمنظمات العربية والإقليمية والدولية.