أشجار الجوجوبا الذهب الأخضر فى مصر.. تدخل فى صناعة المستحضرات الطبية والأعلاف والسماد والصابون
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قبل نحو ٧ أعوام ظهر نبات غير مألوف رؤيته كثيرًا فى مصر، ذو أوراق كثيفة بيضاوية الشكل، تشبه أوراق الزيتون، لكنها جلدية الملمس ومغطاة بطبقة من الشمع، كان ذلك على أرض قاحلة غير مأهولة بالسكان، واقعة فى عمق صحراء جنوب مدينة العلمين تسمى «المُغرة».
وقتها لم يكن يعرف الكثيرون بهذا النبات «الجوجوبا»، ولم يتخيل أحد أن هذه الأرض غير مهيأة للزراعة، فذلك النبات البرى تصل دورة حياته إلى ١٠٠ عام وربما تتجاوز الـ ٢٠٠ عام، وتعطى بذوره زيتًا نقيًا فريدًا بنسبة تزيد على ٤٠٪، من وزن النبات، وفقًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
كما أنه يستقر بشكل أساسى بالمناطق الصحراوية ولا حاجة لمياه كثيرة لزراعته، حيث يُروى بالتقطير من ١٢ إلى ١٥ مرة فقط فى العام، وتتحمل شجرته الناضجة عدم الرى لعام كامل، ويتناسب تمامُا مع الموارد المائية فى مصر.
ولا يرفض الجوجوبا أيضًا الرى بمياه الصرف الصحى المعالج، التى يبلغ كميتها ٥.٢٣ مليار متر مكعب، بجانب أنه يحتاج لكميات قليلة من الأسمدة العضوية، ويتحمل درجات عالية من الملوحة، لذا استطاع مواجهة مناخ أرض المُغرة القاسى والمتغير، كذلك المياه التى بلغت ملوحتها من ٥٠٠٠ إلى ٩٠٠٠ جزء من المليون.
كما يعد محصول الجوجوبا والمسمى بالذهب الأخضر، نباتًا ذا جدوى اقتصادية عالية كما أنه صديق للبيئة، حيث يطلق الفدان الواحد ١٥٠ طن أكسجين فى العام، ويمتص ٢٢ طنًا من ثانى أكسيد الكربون.
ولأن الظروف المناخية وطبيعة الأرض فى مصر ترحب بالجوجوبا على هذا النحو، فتقل تكلفة إنتاجه نحو ٥٠٪، مقارنة بدول أخرى، وفى المقابل يدر أموالًا جيدة، فيبلغ متوسط إنتاج الفدان الواحد من ٨٠٠ كيلو إلى طن، وتمثل مخلفاته أيضًا علفًا غنيًا، لاحتوائها على ٣٠ ٪ من البروتين ويدخل زيته فى العديد من الصناعات.
ولعل أهم استخدامات زيته فى الوقود، فنبات الجوجوبا يمكنه توليد وقود تزيد قدرته على الاحتراق عن السولار بمقدار ٧٪، وفى نفس الوقت ينتج عوادم أقل، كما يحافظ على الموتور والمحركات لفترة أطول.
بدأت مصر زراعة «ذهب الصحراء»، أو كما يعرف بنبات الجوجوبا، فى عدة محافظات ومواقع، لتحقيق العديد من المميزات، حيث ينتج الجوجوبا أغلى زيت فى العالم، وهو «زيت الطائرات»، فضلًا عن استخدام الإنتاج فى عدة صناعات، وتحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية متعددة، حسبما كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء فى تقرير معلوماتى، تحت عنوان أشجار الجوجابا الذهب الأخضر فى مصر.
ودشنت مصر أكبر مشتل جوجوبا فى الشرق الأوسط فى نجع باريس بمحافظة الوادى الجديد منذ نحو عام، بغرض إنتاج زيوت الطائرات، وهو المشروع الذى أقيم على نحو ١٥ ألف فدان بتكلفة نحو ٧٥٠ مليون جنيه، ويستهدف أيضًا زراعة ٣ آلاف فدان من الذهب الأخضر بالبحر الأحمر باستخدام مياه الصرف المعالج بالتعاون مع المحافظة وهيئة تنمية الصعيد، وهو المشروع الذى تم الانتهاء من زراعة ١٠٠٠ فدان فيه، وجار العمل على المرحلة الثانية بإجمالي ٢٠٠٠ فدان.
وتبلغ إنتاجية الفدان الواحد من نبات الجوجوبا، نحو ٢٠٠ كجم حسب ما كشفت تجربة زراعته بمنطق وادى النطرون، وهو المشروع الذى تم حصاده لـ ٣ مواسم حتى الآن مع استمرارية عمله، ويُجرى أيضًا زراعة «الذهب الأخضر»، فى غابة سرابيوم بنطاق محافظة الإسماعيلية، ضمن مشروع لزراعة عدة أنواع من الأشجار على مساحة ٥٠٠ فدان، يبلغ حصة النبات منها ٦٪، من مساحة المشروع.
لا يحتاج نبات الجوجوبا إلى رش وقائى نظرًا لمحدودية إصابته بالحشرات والأمراض مع إمكانية تخزين إنتاجيته لفترات زمنية طويلة، وتستخدم مخلفاته كـ «علف»، يحتوى ٣٠٪، منه على البروتين كما يتلاءم مناخ مصر الصحراوى مع زراعته.
ويدخل زيت الذهب الأخضر، فى صناعة المستحضرات الطبية ومنتجات أخرى مثل الأعلاف والسماد والصابون والأحبار والبلاستيك، وتضم الصناعات الطبية المستفيدة منه، المسكنات ومستحضرات التجميل والأدوية الخافضة للحرارة وعلاج الالتهابات والجروح، ويبلغ حجم الزيت النقى فى الجوجوبا، نحو ٤٠٪، من وزن النبات، ويلعب هذا النبات دورًا مهما فى مكافحة آثار التصحر وتحسين جودة التربة.
يواجه العالم قصورًا دائمًا فى المحاصيل الزيتية عامة والزيوت الطبية والتجميلية خاصة، حيث إن نسبة الاكتفاء الذاتى من الزيوت فى مصر ١٠إلى ١٣٪، ويمكن تخزين زيت الجوجوبا لسنوات طويلة دون أن يتزنخ، ويمكن بيع المحصول فور نضجه أو تخزينه لسنوات، كما يمكن الانتظار لشهور لجنى المحصول بعد نضجه.
ويعد الجوجوبا منتجًا تصديريًا فى المقام الأول ولا تنجح زراعته إلا فى أماكن معينة بين خطى عرض ٢٣ و٣٥ شمالا، ومصر أهم المناطق لانخفاض تكلفة الإنتاج، كما أنه غير مكلف فى استخراج الزيت فيمكننا الحصول على ٩٠٪ من الزيت فى العصرة الأولى على البارد والباقى بواسطة المذيبات الكيميائية، ويتميز بسهولة النقل والتخزين بالنسبة للبذور أو الزيت.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجوجوبا الذهب الاخضر زيت الجوجوبا مصر زراعة الجوجوبا البيئة الاستدامة نبات الجوجوبا المحاصيل الزيتية مصر الجديدة مشاريع زراعية صناعة المستحضرات الطبية مستحضرات التجميل فوائد زيت الجوجوبا مكافحة التصحر تحسين التربة الإنتاج الزراعي في مصر الزراعة في الوادي الجديد صناعة الأعلاف إنتاج الوقود الحيوي معالجة المياه الزراعة المستدامة استهلاك الطاقة الصناعة البيئية تقنيات الزراعة الحديثة نبات الجوجوبا الذهب الأخضر فى مصر نبات ا
إقرأ أيضاً:
عمرو الليثي يؤكد دور الإعلام في الحفاظ على البيئة
أوضح الإعلامي د. عمرو الليثي، أن البيئة والحفاظ عليها قضية محورية في حياتنا، وتمثل جزءًا أصيلًا من هويتنا الإنسانية جميعًا، ومن تعاليم الدين الإسلامى.. فحينما جعل الله الإنسان خليفته فى الأرض ومكلفًا بإعمارها، حثنا على التوازن وعدم الإسراف، حتى حين الوفرة، مشددًا على إدارة الموارد الطبيعية بشكل عادل ومستدام.
وأضاف الليثي، خلال تصريحات صحفية، أنها إذًا قضية متشابكة ومتعددة الأدوار، ولكننى سأتناول دورالإعلام: هذه الآلية الأساسية لتداول المعلومات والأفكار والآراء عبر قنوات متعددة: التقليدية والمبتكر منها، هادفًا إلى إطلاع الجمهور على القضايا المختلفة.. ونتيجة للوعى العام وإدراكنا للخطر المحيط بنا جميعًا؛ برز نمط تخصصى منه: الإعلام الأخضر ليركز على القضايا البيئية والتنمية المستدامة.
راميًا إلى تعزيز الوعى بما يحيط كوكبنا من مخاطر، لتغيير السلوكيات السلبية تجاه البيئة ودعمها إيجابيًا، وتفعيل السياسات والإجراءات التى تهدف إلى حماية الكوكب شخصيًّا، لقد امتهنت هذا المجال منذ سنوات: فكان اهتمامى الأول فى كل رسالتى الإعلامية التركيز على هموم المجتمع والبيئة وشحذ الهمم لرفع جودة وكفاءة حياة الإنسان.
وتابع : "أضحى من بين أدوات هذا الإعلام الأخضر الابتكار باستخدام آليات رقمية حديثة تجذب الجمهور الأكبر، وخاصة الشباب منه لتحفيزهم على المشاركة فى هذا المضمار.. إضافة الى بعد آخر: إلهام التغيير؛ فحينما نعرض فى برامجنا قصص النجاح والمبادرات البيئية يكون هدفنا تحفيز الأفراد والمجتمعات على المشاركة.
وأضاف: "إذًا، فالإعلام الأخضر ليس مجرد اتجاه، إنما هو أداة محورية تعنى بقضايا البيئة وتعزز المسؤولية الفردية والجماعية تجاه الموارد الطبيعية.. هو تطور طبيعى لدور الإعلام التقليدى فى مواجهة تحديات فرضها الواقع؛ هادفًا إلى أن يصبح أداة فعالة لتغيير السلوكيات، وحماية البيئة، ودفع عجلة التنمية المستدامة نحو مستقبل أفضل.
وتابع: "أن الحفاظ على البيئة ودعم الإعلام الأخضر يتم بتضافر جهود جميع القوى من خلال التعاون بين الحكومات، الإعلام، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، لكن دعونا نوجز كيف نمكن آلية الإعلام الأخضر من نشر الوعى البيئى؟ نحن نستطيع من خلال عدة محاور سأتناولها فى نقاط محددة:
١. إنتاج محتوى إعلامى متميز: يسهم فى تسليط الضوء على قضايا البيئة الملحة مثل التلوث وحماية التنوع البيولوجي، مع الطرق على أنماط الحلول المستدامة، وذلك من خلال تبادل برامجى وإخبارى لمحتوى منتج لهذا الهدف.
٢. التعاون بين الدول: من خلال إطلاق حملات توعوية مشتركة تدعم أهداف الحفاظ على البيئة وتبرز القيم الإسلامية التى تحث علىها.
٣. تطوير قدرات الإعلاميين: عبر تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة لتعزيز فهمهم للقضايا البيئية وتمكينهم من نقل الرسائل بفاعلية إلى المجتمعات.
٤. استخدام التكنولوجيا الحديثة: لتوسيع نطاق التأثير الإعلامى، سواء عبر البث التقليدى أو المنصات الرقمية، لضمان وصول الرسائل البيئية إلى مختلف الفئات.
واضاف : "إن البيئة ليست مجرد قضية تخص الحكومات أو الخبراء، بل هي إلتزام إنساني وأخلاقي يعكس قيمنا المشتركة ويترجم رؤيتنا نحو عالم أفضل؛ لذا يتطلب الأمر مشاركة الجميع.
واختتم حديثه قائلًا: "وأدعو إلى التكاتف من أجل تحقيق أهدافنا البيئية المشتركة، لنتبنى رؤية عامة تعيد التوازن وتهدى لأجيالنا القادمة الأرض مفعمة بالحياة والجمال.. فلنعمل معًا على جعل الإعلام قوة دافعة نحو التغيير الإيجابي وحماية كوكبنا لأولادنا.