بوابة الفجر:
2025-01-03@02:03:27 GMT

كيف تكافح «الخياطة» التغير المناخى؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

أثرت الموضة السريعة بشكل كبير وسلبى على البيئة، حيث يساهم استخدام الألياف الاصطناعية مثل البوليستر، فى إنتاج ملابس تلوث البيئية لأنها تطلق البلاستيك الدقيق فى النظام البيئى أثناء الغسيل.

كما أن كثرة استهلاك الملابس التى يمكن التخلص منها، يؤدى لوجود كمية مذهلة من النفايات النسيجية، حيث يتم التخلص من الملابس بمعدل ينذر بالخطر، وينتهى بها الأمر فى مكبات النفايات ومحارق النفايات بدلًا من إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها.

بينما تساعد الخياطة فى حماية البيئة من خلال تقليل النفايات وتوفير الموارد وتقليل التلوث، وتعمل على تحسين الصحة من خلال استخدام الأقمشة الناعمة على البشرة والجسم، كما أنها تقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة والمواد المسببة للحساسية أو الأمراض، فأصبحت الخياطة، وتحديدًا الإصلاح اليدوى إحدى الطرق التى يمكن من خلالها مكافحة النفايات وحماية البيئة.

وأثبتت دراسة أن مجرد تمديد الاستخدام النشط للملابس لمدة تسعة أشهر يمكن أن يقلل من بصمات الكربون والمياه والنفايات بنسبة كبيرة تتراوح بين ٢٠ و٣٠٪، ومن خلال تبنى ممارسة الإصلاح بدلًا من الاستبدال، فإننا لا نحد من بصمتنا البيئية فحسب، بل نوفر أيضًا المال فى هذه العملية، لأن إصلاحها يضمن استمرارها لفترة أطول ويمكن إرسالها أو تمريرها لشخص آخر سيستمتع بها.

وتعتبر صناعة الأزياء مسئولة عن ١٠٪ من إجمالي انبعاثات الكربون العالمية بسبب الطاقة المستخدمة أثناء إنتاج وتصنيع ونقل الملابس التى يشتريها المستهلكون سنويًا علاوة على استخدام ألياف صناعية مثل البوليستر والأكريليك والنايلون، بدلًا من الألياف الطبيعية، فأصبح العالم يميل إلى فكرة الخياطة والإصلاح اليدوى، التى تخفف من تأثيرنا على الكوكب وتساعدنا على العيش بشكل أكثر استدامة.

وفقًا لمنظمة السلام الأخضر، يتم تصنيع أكثر من ١٠٠ مليار قطعة ملابس كل عام، وهذا يضر بالبيئة؛ لأن عملية زراعة وتصنيع المواد الخام تنطوى على مبيدات حشرية وتلوث المياه واستغلال المزارعين، كما أن تصنيع الخيوط والأقمشة يستهلك كميات هائلة من الطاقة من الوقود الأحفورى، بجانب عمليات صباغة ومعالجة الأقمشة التى تنبعث منها مواد كيميائية سامة فى البيئة.

ويتمثل دور الخياطة فى الاستدامة البيئية، فى كونها تترك تأثيرًا ضئيلًا على البيئة، وذلك بالحرص على اختيار القماش المستدام الذى يحتوى على عناصر تسمح له بالاستمرار لفترة أطول، بينما يكون أخف على البيئة، وتصنع معظم الأقمشة المستدامة باستخدام مواد عضوية مثل القطن والكتان والحرير والصوف والقنب، لضمان قابلية الخامات للتحلل البيولوجى بالإضافة لبدائل الجلود الحيوانية والمصنعة مثل، جلد الأناناس، أو جلد التفاح، أو جلد الصبار.

كما تساهم إعادة تصميم الملابس القديمة، وإعادة تدويرها لملابس جديدة فى الحفاظ على القماش بعيدًا عن مكبات النفايات مع السماح بتوفير المزيد من تكاليف شراء المواد الخام الجديدة، كما يمكن إعادة استخدام الأقمشة وتدويرها، فى تنجيد السيارات والستائر ومفارش المائدة وغيرها من الأدوات المنزلية.

وأصبح الاهتمام بالاستدامة يمتد لتصميم ماكينة الخياطة لتتحمل اختبار الزمن بمكونات مصممة لتدوم طويلًا، وأن تتميز بالمتانة والمرونة مما يقلل من النفايات الناتجة عن عمليات الاستبدال المتكررة، وأن يضمن التصميم الصديق للبيئة استهلاكًا أقل للطاقة، ويجب أن تتضمن الماكينة مواد صديقة للبيئة، مما يقلل من استخدام البلاستيك.

إن موضوع الخياطة المستدامة واسع النطاق ومعقد للغاية، ومن الصعب جدًا، بل فى بعض الأحيان من المستحيل الاهتمام دائمًا بجميع المعايير، ومع ذلك، يتعين علينا أن نولى أكبر قدر ممكن من الاهتمام لجانب الاستدامة، فقد حان الوقت لإعادة التفكير فى كيفية مساهمة هواياتنا وحرفنا اليدوية فى الاستدامة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الموضة السريعة البوليستر تلوث البيئة البلاستيك الدقيق تقليل التلوث حماية البيئة بصمة الكربون أزياء مستدامة الاستدامة البيئية زراعة القطن المواد العضوية القطن الكتان الحرير الصوف القنب إعادة تدوير الملابس تصميم مستدام ماكينة الخياطة المواد الصديقة للبيئة تقليل النفايات الاستهلاك المستدام الحفاظ على الموارد تكنولوجيا مستدامة

إقرأ أيضاً:

الأرصاد العالمية: استمرار التغير المناخي قد يؤدي إلى دمار العالم

أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية في عام 2024، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة العالم إلى أن "يحيد عن هذا الطريق المؤدي إلى الدمار".

ومن المتوقع أن يكون 2024 العام الأكثر دفئًا على الإطلاق، بحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، وشهدت هذه السنة أيضًا نسبة قياسية من انبعاثات غازات الدفيئة.

أخبار متعلقة "الفروة".. قطعة تراثية تُجسد دفء الشتاء وأصالة الماضيمعرض للانقراض.. "صقر الغروب" يجد ملاذه في محمية الملك سلمانتواتر الظواهر المناخية القصوى

قالت الأمين العام للمنظمة سيليستي ساولو إن "التغير المناخي يحدث أمام أعيننا بشكل شبه يومي مع ازدياد تواتر الظواهر المناخية القصوى وأثرها".

وأضافت: "شهدنا هذا العام تساقطات وفيضانات قياسية وخسائر فادحة في الأرواح في بلدان عدة، ما أثار الحزن في نفوس مجتمعات كثيرة عبر القارات".

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن "الأعاصير المدارية خلفت حصيلة بشرية واقتصادية هائلة، آخرها في إقليم مايوت التابع لفرنسا في المحيط الهندي".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } زيادة درجات الحرارة بسبب التغير المناخي - وكالات

وذكّرت بـ"الحرارة القصوى التي طالت عشرات البلدان، متخطية 50 درجة مئوية مرات عدة والأضرار التي ألحقتها حرائق الغابات".

انهيار المناخ

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته بمناسبة العام الجديد: "نشهد انهيار المناخ أمام أعيننا مباشرة، لكن علينا أن نحيد عن هذا الطريق المؤدي إلى الدمار، وليس لدينا أي وقت لنضيعه".

وشدد على أنه في عام 2025، يتحتم على البلدان أن تضع العالم على مسار أكثر أمانًا من خلال تقليص حجم الانبعاثات بدرجة كبيرة، ودعم الانتقال نحو مستقبل متجدد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تغير المناخ يتسبب في تزايد شدة الحرائق وتكرارها - موقع CNN

واضاف غوتيريش: "ليست هناك ضمانات لما سيكون عليه عام 2025، بيد أنني أتعهد الوقوف إلى جانب كل من يعمل على تهيئة مستقبل أكثر سلامًا ومساواة واستقرارًا وصحة لصالح جميع الناس".

اتفاق باريس للمناخ

يقضي الهدف الطويل الأمد من اتفاق باريس للمناخ المبرم سنة 2015 باحتواء الاحترار المناخي وحصر ارتفاع معدل درجات الحرارة على الكوكب بما دون درجتين مئويتين أو 1,5 درجة إن تسنى ذلك، مقارنة بالمعدل الذي كان سائدًا قبل الثورة الصناعية.

وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في نوفمبر، أن معدل حرارة الهواء السطحي بين يناير وسبتمبر كان أعلى بـ1,54 درجة مئوية مقارنة بالمتوسط الذي كان سائدًا بين العامين 1850 و1900.

مقالات مشابهة

  • «التغير المناخي والبيئة» تكشف تفاصيل «دليل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد»
  • البيئة: استخدام وقود الطيران المستدام SAF بنسبة 2% بحلول 2030 التزام بخطة المساهمات الوطنية
  • "سيرين" تكشف عن كولكشن "ازياء صديقة للبيئة" تشجيعا للمنتج المحلى
  • احتفالات رأس السنة في أربيل تخلف 20 طناً من النفايات (صور)
  • التخلص من النفايات في واد سوس يورط جماعة آيت ملول
  • شجرة عيد الميلاد و بابا نويلو زينة أعياد الكريسماس احتفالًا برأس السنة الميلادية الجديدة ٢٠٢٥
  • احتفالا برأس السنة.. شجرة عيد الميلاد من مواد صديقة للبيئة
  • البيئة تجعل الاحتفال برأس السنة والكريسماس صديقًا للبيئة
  • مدبولي: تكليف مكاتب عالمية لوضع تصور حول كيفية إعادة استخدام القاهرة الخديوية
  • الأرصاد العالمية: استمرار التغير المناخي قد يؤدي إلى دمار العالم