صحيفة البلاد:
2025-02-03@18:46:39 GMT

من يحكم العالم؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

من يحكم العالم؟

مع مرور الزمن، يجد الإنسان نفسه في مواجهة تحديات وفرص جديدة تتجدد باستمرار. هذه التحديات لا تنبع فقط من التغيرات الاجتماعية الاقتصادية أو السياسية، بل أيضاً من التطور التكنولوجي السريع، والابتكارات العلمية المتلاحقة التي تعيد تشكيل وجه العالم بشكل متزايد. من هذا المنطلق، يبرز تساؤل جوهري: هل يمكننا القول إن المستقبل هو من سيحكم العالم ؟

في حقب زمنية ماضية، كانت السيطرة العالمية تعتمد بشكل أساسي على القوة العسكرية المدعومة باقتصاد قوي.

ومع ذلك، بدأ هذا النهج في التراجع مع تطور التكنولوجيا وظهور ملامح المستقبل المتغير. منذ اختراع الإنترنت، تغيّرت حياة البشر بشكل جذري، حيث أصبحت المعلومات متاحة للجميع، وأعيد تشكيل أساليب التواصل الاجتماعي والاقتصادي. ثم جاء الذكاء الاصطناعي ليضيف بُعداً جديداً، إذ دخل بقوة إلى مجالات مثل الصناعة، التعليم والصحة ، ليُحدث نقلة نوعية في تحسين حياة البشر.

بالعودة إلى التساؤل عن الجهة التي تحكم العالم، نجد أن هذا السؤال لطالما شغل المفكرين والفلاسفة والعلماء على مر العصور. لكن في عصرنا الحديث، تبدو الإجابة أكثر وضوحاً: التكنولوجيا هي المحرِّك الأساسي للتحكم في مصير الكون سواء رمزياً أو عملياً. فالتكنولوجيا لم تعد مجرد وسيلة لتحسين الحياة ، بل أصبحت القوة المحورية التي تقود التحولات الكبرى في العالم .

التكنولوجيا اليوم هي القوة الدافعة لتأسيس الشركات العملاقة مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وعلي بابا التي تُعتبر أبرز اللاعبين المسيطرين على البنية التحتية الرقمية للعالم. مع تصاعد هيمنة التكنولوجيا، تواجه الحكومات تحديات غير مسبوقة تتطلب استراتيجيات بعيدة المدى للتكيُّف مع هذا الواقع الجديد. من بين هذه التحديات، الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية، والشرائح الإلكترونية، والروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي أصبحت من أبرز أدوات العصر الحديث .

هذا ولا يمكن إغفال التأثير العميق للتكنولوجيا على المتغيرات الاجتماعية والثقافية. الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي غيّرت الطريقة التي يتفاعل بها الناس، ما أوجد ديناميكيات جديدة في التفكير والثقافة وسلوكيات الأفراد والمجتمعات.

وأخيراً، يمكننا القول إن من يتحكم في العالم اليوم وغداً هي التكنولوجيا المتطورة، التي تمتلك القدرة على التفكير والإبداع والابتكار. إنها ليست مجرد أداة لتحسين الحياة، بل هي وسيلة للسيطرة والقيادة. التطور السريع في مجالات الذكاء الإصطناعي، والإبتكارات العلمية، واستخدام التكنولوجيا في شتّى نواحي الحياة، يجعلها القوة الحاسمة التي تشكِّل مستقبل البشرية.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

كاتبة فرنسية: تحقق تنبؤات قديمة للاستخبارات الأميركية بشكل العالم في 2025

ترى الكاتبة الفرنسية ألكسندرا سافيانا أن تنبؤ الاستخبارات الأميركية بأحداث مثل جائحة كورونا وموجة "الإرهاب" التي ضربت أوروبا وتصلب النظام الإيراني، ضمن تقارير صدرت قبل سنوات من تلك الأحداث، يُظهر كفاءتها في عملية استقراء المستقبل.

وقالت الكاتبة في تقرير نشرته صحيفة "لكسبرس" الفرنسية، إن تقريرين صدرا عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عامي 2004 و2008، عن شكل العالم في 2020 و2025، حملا الكثير من التنبؤات الدقيقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إلباييس: دبلوماسية ترامب بين "البلطجة" والصفقات الاستبداديةlist 2 of 2تايمز: فيديو الجندي الأوكراني الذي شاهده الملايين وهو يلفظ أنفاسهend of list

وأوضحت الكاتبة أن بعض التحولات الجذرية في العالم، مثل تعدد الأقطاب ونهاية الهيمنة الغربية، والشيخوخة التي ضربت المجتمعات الأوروبية، كانت مبنية على عمليات استقراء منطقية، لكن التنبؤ ببعض السيناريوهات المستبعد حدوثها يُظهر بُعد النظر الذي يتمتع به خبراء الاستخبارات الأميركية.

جائحة كورونا

حسب الكاتبة، يعدّ انتشار فيروس كورونا عام 2020 من أبرز التوقعات التي تنبأت الوكالة بحدوثها في تقرير صدر عام 2009، حيث حذرت من انتشار سلالات شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور وعوامل أخرى مسببة للأمراض مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد.

وكانت "سي آي إيه" قد استندت في تقديراتها بشكل أساسي على وباء سارس الذي انتشر في آسيا وكندا بين عامي 2002 و2004، وتوقع الخبراء انتشار فيروس مشابه لـ "كوفيد-19" قبل 11 عاما من ظهوره، وفقا للكاتبة.

إعلان

وتمكّن التقرير الصادر عام 2009 من تحديد مصدر الفيروس بشكل دقيق نسبيا، حيث قال إنه سيظهر في "منطقة ذات كثافة سكانية عالية، مثل الصين وجنوب شرق آسيا".

كما حذر الخبراء في ذلك التقرير من أن "التعرف على المرض سوف يستغرق وقتا طويلا إذا كانت الدولة تفتقر إلى الوسائل المناسبة لاكتشافه، وسوف يستغرق الأمر أسابيع حتى تقدم المختبرات نتائج حاسمة تؤكد وجود مرض قد يتحول إلى جائحة".

نهاية الأحادية القطبية

إلى جانب التنبؤ بظهور فيروس كورونا، تقول الكاتبة إن خبراء الوكالة توقعوا منذ 2009 حدوث تحوّلات جيوسياسية كبيرة على الصعيد الدولي ونهاية النظام العالمي أحادي القطب، وظهور أطراف مؤثرة تفرض قواعد جديدة، مما يؤدي إلى زيادة التهديدات وفقدان الغرب نفوذه التقليدي.

وأضافت أن "سي آي إيه" توقعت عام 2004 "الشلل" الذي سيصيب المنظمات التي يقوم عليها النظام الدولي مثل الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية، وذلك بسبب صعود لاعبين جدد يتحدّون النظام القائم ويطالبون بتغيير قواعد اللعبة، واعتبرت الوكالة أن انتقال الثقل المالي للصين والهند قد يعزز نفوذ دول مثل روسيا التي تسعى إلى تحدي الغرب.

وجاء في تقرير الوكالة الصادر عام 2009 "لا يمكننا استبعاد سيناريو سباق نحو التسلح وتوسع إقليمي وتنافس عسكري، على غرار ما حدث في القرن الـ19".

كما ذكرت الوكالة في تقريرها الصادر عام 2004 أنه "بحلول عام 2025، سيكون النظام الدولي متعدد الأقطاب. وستزداد القوة النسبية لمختلف الفاعلين غير الحكوميين، سواء كانت شركات أو مجتمعات إثنية أو منظمات دينية أو شبكات إجرامية".

كما تنبأ التقرير بأن الشعب الأميركي سوف يملّ من لعب دور "شرطي العالم"، وأعرب الخبير الذي توقع هذا السيناريو -وهو مسؤول أميركي رفيع المستوى- عن قلقه بشأن تأثير الأطراف التي تدافع عن مبدأ "أميركا أولا"، وهي العبارة التي يرددها ترامب بشكل دائم في حملاته الانتخابية، حسب الكاتبة.

إعلان "الإرهاب" اللامركزي

وتحدث تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الصادر عام 2009 عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية، مؤكدا أن "التطورات السياسية والعسكرية الجديدة تسهم في تجاهل المحظورات المرتبطة بهذه الأسلحة".

وتناول التقرير تفاقم الخطر الذي تُطلق عليه الولايات المتحدة "الإرهاب الإسلامي"، وخاصة "السلفية الجهادية"، مؤكدا أن هذا الخطر "يهدد بتقويض نفوذ الغرب في العالم الإسلامي، وخاصة في الشرق الأوسط".

وفي تقرير عام 2004، توقعت الوكالة أنه بحلول عام 2020 سوف تظهر منظمات متطرفة جديدة تحمل أفكار القاعدة وتحلّ مكانها، كما تنبأت بأن يتخذ "الإرهاب الإسلامي" شكلا "لا مركزيا" من خلال ظهور مجموعات وخلايا وأفراد لا تحتاج إلى مراكز قيادة ثابتة لتنفيذ عملياتها.

وتوقع خبراء الوكالة إعلان "خلافة جديدة" تستقطب العديد من الأفراد خارج حدودها الجغرافية عبر الإنترنت.

كما تنبأت بأن يعيد حزب الله النظر في اتفاقه مع حكومة الوحدة التي كان يرأسها سعد الحريري، وأن يستأنف أعماله العدائية ضد إسرائيل بحلول عام 2020. وتنبأ التقرير أيضا بسقوط بشار الأسد قبل سنوات من اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.

تنبؤات لم تتحقق

أضافت الكاتبة أن عددا من التنبؤات التي وردت في تقريري الاستخبارات الأميركية عامي 2004 و2009 لم تتحقق على أرض الواقع، ومن المستبعد تحققها في المستقبل القريب.

ومن بين تلك التنبؤات، ما توقعه الخبراء بشأن قيام اتحاد جديد بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وفرضية أن تهيمن المنظمات غير الحكومية على المشهد الدولي وأن تمنحها الأمم المتحدة 20 مقعدا بسبب تفاقم أزمة المناخ، واحتمال حدوث هجوم كبير باستخدام "أسلحة الدمار الشامل"، وهو المصطلح الذي تم استخدامه على نطاق واسع قبل غزو العراق.

وختمت الكاتبة بأن النسخة الأخيرة الصادرة عام 2021، التي تحمل توقعات الاستخبارات الأميركية عن عالم 2040، كان قد توقع الفشل في السيطرة على جائحة كوفيد-19، وقيام الصين بضم تايوان، وتحالف الاتحاد الأوروبي مع بكين بهدف تقليل الآثار السلبية لتغير المناخ.

إعلان

مقالات مشابهة

  • عضو مجلس إدارة اتحاد القوة البدنية: مصر تهدف إلى الفوز بلقب كأس العالم
  • كاتبة فرنسية: تحقق تنبؤات قديمة للاستخبارات الأميركية بشكل العالم في 2025
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • هل يحكم أحمد الشرع سوريا كلها؟
  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • التكنولوجيا تغير العالم والعرب أمام تحديات.. وزير الاتصالات بدائرة الحوار العربي في الإسكندرية
  • مدرب منتخب القوة البدنية: نسعى لتحطيم الأرقام القياسية في كأس العالم بالهرم
  • أسرار التطبيق الصيني الذي أودى بأسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم
  • ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا
  • مقال في فورين أفيرز: هذا ثمن سياسة القوة التي ينتهجها ترامب