القصة القصيرة في القرآن وعناصرها: المقدمة والحدث والتأزم أوالحبكة والشخصيات: ففي قوله تعالى: (ألم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) البقرة/٢٥٨،نتلمس المقدمة والحدث معا وهما الحجاج بين ابراهيم عليه السلام ونمرود بن كنعان الجبارالذي آتاه الله الملك وتحدى إبراهيم الذي أسند فعلي الحياة والموت لله عزّ وجلّ وحده لاشريك له، ولكن النمرود إدّعى أنه يحي ويميت،فتحداه ابراهيم بجزء من ملكوت الله وهوأن يأتي بالشمس فيجعلها تشرق من المغرب،وأسقط في يد نمرود (فبهت الذي كفر) وكانت النتيجة الختامية ضلاله (والله لايهدي القوم الظالمين).
والقصة القصيرة الثانية هي التحدي-أيضا-بين الإحياء والموت،وتبدأ بوصف المكان (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها) البقرة/٢٥٩، والإنفعال كان بتعجبه (أنى يحي هذه الله بعد موتها)، وخاطبه الله عزّ وجلّ بعد(فأماته الله مئة عام ثم بعثه) (قال كم لبثت؟) (قال لبثت يوما أوبعض يوم) فالزمن عنده خارج عن الإحساس به، فظن أنه لبث يوما أو بعض يوم، فجاءه العلم بالزمن من الله:(بل لبثت مئة عام) ولمزيد من التحدي والمعاجزة قال له الله:(فانظرإلى طعامك وشرابك لم يتسنه…إلى آخره) واستسلم هذاالرجل بعد(فلما تبين له قال أن الله على كل شيء قدير)، فالتبين هواليقين والحقيقة التي واجهت وتحدت الزمن، فمُضي ١٠٠ عام، لم يغيرشيئا من الحقيقة الأزلية المتمثلة في بقاء كل شيءعلى حاله، الطعام والشراب لم يتسنها، والحمارأحياه الله مرة أخرى، والعظام كساها الله لحما بعد نشوزها،أي رفعها من الأرض،(ثم نكسوها لحما)،أنظر: مخلوف،ص/٤٣. والصراع بين الإنسان والزمن، جاء في مسرح توفيق الحكيم في مسرحية بجماليون التي انتصرفيها الزمن على الإنسان، ولكن القرآن انتصرفيه الإنسان على الزمن، والحياة على الموت.
في الأدب العرب تحتل القصة القصيرة في الوقت الحاضر، الصدارة مع الرواية سواء بسواء، ورصدت بعض المنظمات جوائز لهما فليت وزارة الثقافة في المملكة وغيرها من الدول العربية والإسلامية، تفعل ذلك خاصة أن سورة يوسف تكاملت فيها عناصرالقصة أوالرواية كاملة (المقدمة،الحدث، الشخصيات،مرحلة التأزم أوالحبكة، النتيجة والنهاية).
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
هل البسملة جزء من الآيات وحكم تركها
قالت دار الإفتاء المصرية إن العلماء أجمعوا على أن البسملةَ الواردةَ في سورة النمل هي جزء من آية في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30]، ولكنهم اختلفوا فيها أهي آية من أول الفاتحة ومن أول كل سورة، أم لا.
وأوضحت الإفتاء أقوال العلماء في حكم البسملة، وهم كالتالي:
الأول: هي آيةٌ من الفاتحة ومن كل سورة، وهو مذهب الشافعي رحمه الله.
الثاني: ليست آيةً لا من الفاتحة ولا من شيءٍ من سور القرآن، وهو مذهب مالك رحمه الله.
الثالث: هي آيةٌ تامّة من القرآن أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله.
وترتيبًا على ذلك اختلف الفقهاء في حكم قراءة البسملة في الصلاة:
- ذهب مالك رحمه الله إلى منعِ قراءتها في الصلاة المكتوبة جهرًا كانت أو سرًّا لا في استفتاح أمّ القرآن ولا في غيرها من السور، وأجازوا قراءتها في النافلة.
- وذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنّ المصلّي يقرؤها سرًّا مع الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وإن قرأَها مع كل سورة فحسنٌ.
- وقال الشافعي رحمه الله: يقرؤها المصلي وجوبًا في الجهر جهرًا وفي السر سرًّا.
- وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: يقرؤها سرًّا ولا يُسنّ الجهر بها.
حكم تكرار الاستعاذة في كل ركعة من الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الفقهاء اختلفوا في حكم تكرار الاستعاذة في كل ركعة من ركعات الصلاة الواحدة، فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى اقتصارها على الركعة الأولى، وأنَّ تكرارها في الركعة الثانية وما بعدها مكروه، بينما ذهب الشافعية في الأصح، والإمام أحمد في إحدى الروايتين إلى استحباب تكرارها في كلِّ ركعةٍ.
وأوضحت الإفتاء أن الاستعاذة هي اللجوء والاعتصام بالله عزَّ وجلَّ، يقال: عاذ فلان بربه يعوذ عوذًا؛ إذا لجأ إليه واعتصم به، وعاذ وتعوَّذ واستعاذ بمعنى واحد. ينظر: "تهذيب اللغة" للإمام محمد الهروي (3/ 93، ط. دار إحياء التراث العربي).
ومقصود الاستعاذة قبل قراءة القرآن: هي نفي وساوس الشيطان عند القراءة. ينظر: "تفسير الرازي" (1/ 67، ط. دار إحياء التراث العربي).
ورُوِي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين افتتح الصلاة قال: «اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، والْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثم قال: أَعُوذُ بالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده".
وما ورد عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أنه قام يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَيْطَانِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ» رواه عبد الرزاق في "المصنف" واللفظ له، وأحمد في "المسند".