بروكس لـالحرة: صواريخ روسيا رسائل تهديد لكييف والناتو
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
قال بيتر بروكس، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، في تصريح لقناة "الحرة" إن استخدام روسيا مؤخرا صواريخ متطورة قادرة على حمل رؤوس نووية "هي رسالة تهديد إلى الدول الغربية التي تقدم الدعم العسكري لكييف".
الرسالة مفادها، حسب بروكس، بأن الدول الغربية "غير قادرة" على الدفاع عن أوكرانيا، وأن موسكو "لديها الأدوات" لاستهداف مناطق في العمق الأوكراني، واستهداف المنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى يعرف باسم "أوريشنيك"، يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وقال الكرملين إنه "على ثقة" أن الولايات المتحدة "فهمت رسالة" بوتين بعدما أطلقت موسكو صاروخا على أوكرانيا قادرا على حمل رأس نووية.
وأوضح بروكس أن استخدام روسيا أسلحة وصواريخ متطورة يحمل أيضا "رسالة تهديد، ليس بضرب أوكرانيا فقط، بل وحتى استهداف دول أعضاء حلف الناتو التي تقدم الدعم لكييف".
ويعتقد بروكس أن روسيا "لا تريد أن تحارب حلف الناتو بل إجباره على الموافقة على طلبات موسكو" بشأن أوكرانيا، مضيفا أن موسكو "تستغل فترة انتقال السلطة بين إدارتي بايدن وترامب للضغط أكثر على الولايات المتحدة للموافقة على شروط إنهاء الصراع".
وبينما يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتأمين حماية الناتو كخطوة نحو إنهاء الحرب، تستمر روسيا في تعزيز تهديداتها العسكرية لتعزيز موقفها التفاوضي. في الوقت نفسه، تقترح إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مقاربة مختلفة تقوم على المفاوضات والتهدئة، ما يضيف بعدا جديدا إلى المشهد المعقد.
ففي مبادرة تعكس تحولا نحو تقليل الاعتماد على المواجهة العسكرية والتركيز على الحلول الدولية، قال زيلينسكي إن بلاده يمكن أن توافق على وقف إطلاق النار مع روسيا إذا وسع حلف شمال الأطلسي الناتو مظلته الأمنية لتشمل الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وكان زيلينسكي قد ألمح مؤخرا إلى إمكانية عدم استعادة جميع الأراضي المحتلة بطرق عسكرية وترك هذا الأمر لحل دبلوماسي في المستقبل.
في مقابل ذلك، يواصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التصعيد بخطاب نووي عدواني، متفاخرا بالصاروخ الجديد الذي قال إنه قادر على حمل رؤوس نووية، وهدد باستخدامه ضد مراكز صنع القرار في كييف ، في إطار سعيه لتقليص دعم الناتو لأوكرانيا وإضعاف الوحدة الأوروبية الأميركية تجاه الأزمة.
وفي الولايات المتحدة، تأتي إدارة ترامب الجديدة برؤية خاصة لحل الأزمة، من خلال تعيين الجنرال كيث كيلوج كمبعوث خاص لأوكرانيا وروسيا.
وتقترح الخطة الأميركية وقف إطلاق النار وتجميد خطوط المواجهة الحالية، مع السعي إلى مفاوضات دبلوماسية شاملة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مسودة اتفاق أميركي روسي تهدد وحدة الناتو والاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا
كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن ملامح اتفاق سلام أميركي روسي اقترحته إدارة الرئيس دونالد ترامب يتضمن اعترافا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، في خطوة تهدد بانقسام داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
وبينما تستعد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دفاعية جديدة اليوم الخميس، تنذر التطورات المتسارعة بتقويض هذا المسار، إذ بات واضحا أن أوروبا، رغم سعيها لإعادة بناء علاقتها الدفاعية مع المملكة المتحدة بعد "بريكست"، قد تنجر إلى أزمة جيوسياسية كبرى.
خطط دفاعية مشتركةوقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي لفايننشال تايمز: "لا يمكن تصور سياسة دفاعية أوروبية من دون المملكة المتحدة"، مؤكدا الأهمية المتزايدة للتنسيق الدفاعي الأوروبي البريطاني وسط تضاؤل الالتزام الأميركي التقليدي بالقارة.
لكن هذا التوجه يصطدم الآن بموقف إدارة ترامب الجديدة، التي يبدو أنها تفضل مقايضة أمن أوكرانيا بمكاسب تفاوضية مع موسكو. وبحسب مسؤولين مطلعين، ستشهد الأيام المقبلة محادثات نهائية بين ستارمر وفون دير لاين لوضع إطار اتفاق دفاعي جديد كخطوة إستراتيجية لتعويض غياب الضمانات الأميركية.
إعلانكذلك، كشفت الصحيفة أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيفن ويتكوف، قدم في زيارته الرابعة للكرملين خطوطا عريضة لاتفاق يتضمن اعتراف واشنطن بسيادة موسكو على القرم، واستبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو.
وفي حين رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الشروط، أكد مسؤولون أوكرانيون استعدادهم لمناقشة الجوانب الأخرى من العرض الأميركي.
ونقلت الصحيفة عن يوليا سفريدينكو، نائبة رئيس الوزراء، قولها: "أوكرانيا مستعدة للتفاوض، لكن ليس للاستسلام".
انقسام داخلي
بالمقابل، قال دبلوماسي أوروبي رفيع إن "شبه جزيرة القرم وطموحات أوكرانيا المستقبلية لعضوية حلف الناتو خطان أحمران لا يمكننا التخلي عنهما".
ومع اقتراب موعد قمة الناتو في مدينة لاهاي في يونيو/حزيران المقبل، تتزايد المخاوف من إمكانية فرض الاتفاق على الحلف، مما قد يؤدي إلى انقسام داخلي. وأوضح دبلوماسي أوروبي آخر من أن القضية الأساسية للقمة ستكون: "أين نقف من أوكرانيا؟".
أما داخل واشنطن، فنفت شخصيات بارزة، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، وجود نقاش حول رفع العقوبات عن روسيا كجزء من صفقة محتملة، واصفا تقرير بوليتيكو بأنه "لا أساس له من الصحة".
وخلال زيارة مبعوث ترامب إلى موسكو، غاب روبيو عن اجتماع مهم في لندن مع وزراء خارجية أوروبا وأوكرانيا، مما فُهم كإشارة إلى تراجع الانخراط الأميركي في القضايا الأمنية الأوروبية.
وحذر مسؤول في الاتحاد الأوروبي من أن "أي اعتراف أميركي بالقرم أو دعوة لتخفيف العقوبات سيقضي على وحدتنا بشأن أوكرانيا. الأمر يبدو فوضويا".
وفي الوقت الذي بدأت فيه العواصم الأوروبية محادثات مع واشنطن لتجنب تصعيد تجاري، تخشى هذه العواصم من أن تستخدم إدارة ترامب ملف أوكرانيا كورقة ضغط.
وقال جيريمي شابيرو، أحد أعضاء المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا انسحب الأميركيون، فلن يكون من الممكن للأوروبيين أن يكونوا موحدين بشأن أوكرانيا".
إعلانوفي ظل التوترات الداخلية في الناتو وتراجع الثقة الأوروبية بإدارة ترامب وغياب إجماع أميركي داخلي بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، يبدو أن القارة العجوز تواجه أخطر اختبار لوحدتها منذ نهاية الحرب الباردة.