البلاد ــ جدة

طرحت وزارة الصحة، تساؤلاً،عن عدد ساعات النوم الطبيعية اللازمة للطلاب والطالبات، موضحة للآباء والأبناء عدد ساعات النوم الواجبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وقالت الوزارة، عبر حساب منصتها التوعوية “عش بصحة” على “إكس” (تويتر سابقاً): إن عدد ساعات النوم الطبيعية اللازمة للطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية تتراوح بين 9 و11 ساعة؛ في حين تتراوح بين 8 و10 ساعات في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

من ناحية اخرى أثبتت الدراسات العلمية احتياج الطلاب والطالبات لنحو 9 ساعات من النوم ليلاً، لتجنب النوم في الفصل نهاراً، كما تفيد الدراسات الحديثة بأنّ السهر يضعف ذكاء الأطفال واستيعابهم، فيما يساعد النوم المبكر على زيادة مستوى ذكائهم وقدراتهم الذهنية والإدراكية.

ويعد النوم احتياجًا لجميع المخلوقات الحية، كما أنّه الوظيفة الرئيسة للمخ في بداية الحياة، حيث ينتظم بحسب نظامي “توازن النوم واليقظة” و”الساعة البيولوجية”، وهما ما يفسران اختلافات أنظمة النوم بين الناس، ويلعب النوم دورًا رئيسًا في صحة الفرد وهو بنفس أهمية الأكل والشرب والتنفس؛ في حين أنّه عند بقاء الشخص مستيقظًا لمدة طويلة، يقوم نظام توازن النوم واليقظة بتنبيه الجسم بحاجته إلى النوم، ويساعد الجسم على أخذ قسط كافٍ من النوم خلال الليل ليستعيد نشاطه خلال النهار.


وتتأثر الساعة البيولوجية بشكل أساسي بعوامل خارجية مثل التعرّض للضوء والروتين اليومي، حيث يتحكم في إفراز الهرمونات الرئيسية مثل الميلاتونين الذي يعزز النعاس، والكورتيزول، الذي يحفز اليقظة؛ وخلال فترة المراهقة، غالبًا ما تؤدي التغييرات في الساعة البيولوجية إلى تأخر مرحلة النوم، مما يجعل من الصعب على الطلاب النوم مبكرًا والاستيقاظ في الوقت المناسب للمدرسة. ومع اقتراب العودة للمدارس، يلعب أولياء الأمور دورًا مهمًا في مساعدة أطفالهم على ضبط ساعتهم البيولوجية والحفاظ على أنماط نوم صحية، مع ظهور التكنولوجيا والجداول الأكاديمية المتزايدة الطلب، وغالبًا ما يجد الطلاب صعوبةً في إعطاء الأولوية للنوم، حيث تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تثقيف أطفالهم حول أهمية الراحة الكافية ووضع روتين نوم ثابت، يتضمن ذلك تحديد أوقات نوم منتظمة وساعات استيقاظ، وخلق بيئة نوم هادئة ومريحة قبل النوم، من خلال الانخراط بنشاط في عادات نوم أطفالهم.

وأوضح استشاري طب الأطفال والأمراض الصدرية وطب النوم رئيس الجمعية السعودية لطب صدر الأطفال الدكتور عادل بن سالم الحربي ، أنّه في العصر الرقمي الحالي، نسجت الأجهزة الإلكترونية نفسها بسلاسة في نسيج حياتنا، وخاصة حياة الطلاب؛ ففي حين أنّ هذه الأدوات توفّر الراحة والاتصال، فإنّ وجودها يمكن أنْ يلقي بظلاله على أحد أهم جوانب حياة الطالب ألا وهو النوم، مشيرًا إلى أن دور الإلكترونيات وأجهزة التكنولوجيا الحديثة في نوم الطلاب هو موضوع يستدعي الانتباه والفهم، لأنّه يحمل القدرة على التأثير في صحتهم بشكل عام وأدائهم ونجاحهم الأكاديمي وتحصيلهم الدراسي.

وبيّن الدكتور “الحربي” أنّ واحدة من الطرق البارزة التي تؤثر بها الإلكترونيات على النوم، هي من خلال انبعاث الضوء الأزرق، حيث ينبعث هذا الضوء من شاشات الأجهزة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، والذي بدوره يثبط إنتاج الميلاتونين -وهو هرمون طبيعي يُفرز من جذع الدماغ وينظمه الضوء الداخل من العين- ودوره في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لدى الإنسان، كما يمكن أنْ يؤدي هذا التثبيط لإفراز هرمون الميلاتونين إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي للجسم، وخاصةً عند الأطفال والمراهقين، مما يجعل من الصعب على الطلاب النوم في الأوقات المناسبة، مشيرًا إلى أنه يمكن أنْ يكون التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، خاصة قبل النوم، محفزًا عقليًا، كما يمكن للمحتوى الذي تتم مشاهدته على الشاشات، مثل الوسائط الاجتماعية أو مقاطع الفيديو أو الألعاب، تنشيط الدماغ وإبقائه في حالة يقظة عالية، وبالتالي يؤدي هذا إلى صعوبة في التهدئة والاستعداد والدخول في النوم، حتى عند إطفاء الأنوار.


ولفت “الحربي” الانتباه إلى أن هنالك العديد من العلامات والمؤشرات الحمراء التي يجب على الآباء والمعلمين الانتباه إليها فيما يتعلق بالطلاب والنوم، ومنها التعب المستمر، وصعوبة التركيز، والتغيّرات في الحالة المزاجية، والنّوم في الفصل، وانخفاض الأداء الأكاديمي، بالإضافة إلى الانسحاب الاجتماعي والانعزال، والتغيرات في الشهية، والاستهلاك المفرط للكافيين، وجدول النوم غير المنتظم، ومشاكل الصحة البدنية، حيث إنّه من المهم التعرف المبكر على تلك المؤشرات والدلائل ومعالجتها على الفور والنظر في تطبيق عادات نوم صحية لدعم رفاهية الطلاب وصحتهم.

ونصح استشاري طب النوم، بتبنّي الطلاب استراتيجيات صحية سليمة لتحقيق التوازن بين الاستعمال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة والحصول على نوم صحي، مثل التحضير والاستعداد للنوم دون استخدام الشاشة وذلك بإنشاء منطقة عازلة قبل وقت النوم، يتم خلالها وضع الشاشات بعيدًا والانخراط في أنشطة مهدئة مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى محتوى صوتي هادئ أو ممارسة تقنيات الاسترخاء، وجعل غرف النوم خالية من الأجهزة الإلكترونية، بحيث يساعد ذلك في خلق بيئة مواتية للنوم تعزز الاسترخاء، وتحديد روتين وجدول ثابت للنوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع بحيث يساعد هذا في تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية للجسم ويعزز أنماط النوم الصحية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: السهــــر

إقرأ أيضاً:

سماعات “For Me Buds”: ابتكار جديد لمساعدة مرضى الأرق على نوم هادئ

يناير 26, 2025آخر تحديث: يناير 26, 2025

المستقلة/- في خطوة مبتكرة لعلاج مشاكل الأرق وتحسين جودة النوم، تمكن مهندسون سابقون في شركة “إل جي” من تصميم سماعات رأس متطورة تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تحمل اسم “For Me Buds”. وتهدف هذه السماعات، التي طورتها الشركة الكورية الجنوبية الناشئة “dbbeats”، إلى تقديم حل تقني مبتكر للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم.

كيف تعمل سماعات For Me Buds؟

تجمع سماعات “For Me Buds” بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لتحليل أنماط النوم. تقوم السماعات بمراقبة الإشارات الحيوية مثل معدل ضربات القلب وحركة الجسم خلال النوم، ثم تعمل على تشغيل أصوات مهدئة أو موسيقى مخصصة تتوافق مع احتياجات المستخدم.

تتميز السماعات بتقنيات متطورة تجعلها قادرة على التكيف مع حالة المستخدم في الوقت الفعلي، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات لتوفير بيئة صوتية مثالية تساعد على الاسترخاء والنوم العميق.

مزايا سماعات النوم الذكية تحليل دقيق للنوم: تعتمد السماعات على مستشعرات دقيقة لرصد مراحل النوم وتحليلها، مما يمكنها من تحديد المشكلات التي تؤثر على جودة النوم. صوت مخصص: تقوم السماعات بتشغيل أصوات طبيعية أو موسيقى علاجية بناءً على احتياجات كل مستخدم. راحة تصميمية: تم تصميم السماعات لتكون خفيفة الوزن وصغيرة الحجم، مما يجعلها مريحة للاستخدام أثناء النوم دون إزعاج. التقليل من الأرق: تساعد التقنية المبتكرة في تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر، مما يسهل عملية الاستغراق في النوم. ثورة تقنية لتحسين جودة الحياة

تعتبر سماعات “For Me Buds” واحدة من الابتكارات التي تسعى لتحسين جودة الحياة من خلال معالجة مشكلات شائعة مثل الأرق واضطرابات النوم. ومع تزايد الاهتمام بالتقنيات الذكية في مجال الصحة، يبدو أن هذا النوع من الابتكارات سيشهد اهتمامًا متزايدًا من قبل المستخدمين الذين يعانون من صعوبات في النوم.

مستقبل النوم الذكي

مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد نشهد المزيد من الأجهزة الذكية التي تسهم في تحسين جودة النوم ومعالجة الأرق. سماعات “For Me Buds” تعد خطوة أولى نحو تقديم حلول مبتكرة تسهم في تحقيق راحة أفضل وحياة أكثر صحة.

باتت هذه السماعات تمثل أملاً جديدًا للأشخاص الذين يبحثون عن بديل فعّال للأدوية التقليدية لعلاج الأرق، مما يعكس تقدمًا ملحوظًا في استخدام التكنولوجيا لخدمة الصحة والرفاهية.

مقالات مشابهة

  • النوم العميق.. مفتاح التحكم في الذكريات المؤلمة
  • بـ13 دعاء في ليلة الإسراء والمعراج قبل النوم تسمع خبرا سعيدا في الصباح
  • دعاء النبي في ليلة الإسراء والمعراج .. 12 كلمة قبل النوم تمحو ذنوبك وتأتيك البشارة صباحاً
  • رمضان عبد المعز: النبي كان يضعف أمام أقدار الله ويعترف بعجزه
  • يؤثر على صحة القلب.. مخاطر تصفح الموبايل قبل النوم
  • سماعات “For Me Buds”: ابتكار جديد لمساعدة مرضى الأرق على نوم هادئ
  • الاضطرابات النفسية تحدث بسبب قلة النوم المزمنة
  • دراسة تكشف العلاقة بين النوم الجيد والذكريات المؤلمة
  • مصر.. رجل يقتل زوجته ويحتفظ بالجثة مدة أسبوعين في غرفة النوم
  • أعراض الإرهاق العاطفي.. وطرق علاجه ومنعه