قصة نجاح باحث أمني في خداع 100 مجرم إلكتروني
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
يحتدم الجدل في مجتمع الأمن السيبراني حول أخلاقيات وجدوى "الاختراق المضاد" (Hacking Back) – أي رد الهجوم على المهاجمين.
وبينما يرى البعض أنه ضرورة للدفاع عن النفس، فإن خرق القانون يبقى خرقًا للقانون، بغض النظر عن النوايا.
ومع ذلك، ما قام به الباحث الأمني كريستيان كورنيا يعد خطوة استباقية بدلاً من هجوم انتقامي، حيث اخترق سوق BreachForums الإجرامي على الإنترنت المظلم باستخدام خدعة ذكية.
كريستيان كورنيا، وهو باحث أمني ومختبر اختراق محترف، روى تجربته المثيرة عبر منشور على Medium.
بدأ الأمر بفكرة استثنائية حيث إنشأ كريستيان "فخ رقمي" (Honeypot) لجذب مجرمي الإنترنت الذين يستخدمون سوق BreachForums، المعروف بتجارته في أدوات القرصنة وبرامج الفدية.
أداة وهمية تصدرت السوقصمم كورنيا أداة مزيفة تُدعى "Jinn Ransomware Builder"، وهو برنامج مخصص ظاهريًا لتجميع كل الموارد اللازمة لتنفيذ هجوم ببرامج الفدية.
قدمت الأداة وعودًا مغرية، منها التحكم الكامل (Command & Control)، خيارات تشفير وفك تشفير متقدمة، دعم متعدد اللغات، ووعد بعدم اكتشافها من قبل أنظمة الأمان.
سرعان ما أصبحت الأداة واحدة من أكثر البرامج شعبية على BreachForums، مما أثار اهتمام العديد من مجرمي الإنترنت.
خدعة عبقريةلكن خلف الكواليس، كانت Jinn مجرد خدعة متقنة. بدلاً من توفير الموارد المطلوبة لتنفيذ الهجمات، صُممت الأداة لاختراق مجرمي الإنترنت أنفسهم.
عندما حاول المهاجمون استخدام الأداة، كانت تقوم بتجميع معلومات عنهم وإرسالها إلى كورنيا.
في النهاية، تمكن كورنيا من اختراق 100 مهاجم إلكتروني، محولًا سلاحهم ضدهم.
دروس مستفادة ومخاوف أخلاقيةأثبت كورنيا أن الإبداع يمكن أن يكون سلاحًا فعالًا في مواجهة الجرائم الإلكترونية، حيث تسلط هذه القصة الضوء على أهمية التفكير الاستباقي والابتكار في مواجهة التهديدات الرقمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هجوم الأمن السيبراني مجرم إلكتروني المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
مجزرة حماة.. باحث سوري يوثق معالم تاريخية أبادها نظام الأسد
دمشق - يحرص الباحث السوري بشار الشمطية، على توثيق المعالم التاريخية التي دمّرها نظام الأسد وحزب البعث خلال مجزرة حماة في فبراير/ شباط عام 1982، حيث "صَبّ النظام جام غضبه على هذه المدينة التي قالت له لا".
وكرّس الشمطية، البالغ من العمر 69 عاما، جهوده لتوثيق الأماكن التاريخية التي سُوّيت بالأرض خلال تلك الأحداث المأساوية، حيث حوّل الطابق العلوي من حمام تاريخي في مركز مدينة حماة إلى ورشة عمل ثقافية وتاريخية، يعرض فيها الوثائق والصور التي جمعها.
إضافة إلى ذلك، يقدم الشمطية دعما للباحثين الشباب والطلاب الذين يزورونه للحصول على معلومات بشأن تاريخ وبنية المدينة السورية العريقة.
وفي حديث للأناضول، استذكر الشمطية أحداث المجزرة التي وقعت بين 2 و28 فبراير 1982، مسلطا الضوء على تاريخ المدينة وأبحاثه المتواصلة.
وقال الشمطية: "لدي شغف كبير بالتصوير الذي استخدمه لتوثيق المواقع التاريخية في حماة التي استضافت عبر التاريخ العديد من الحضارات، ففيها مبان تاريخية تدل على عمق تاريخ وأصالة هذه المدينة العتيقة".
وأشار أن "جزءاً كبيراً من هذه المباني دُمر خلال مجزرة 1982، منها حي الكيلانية التاريخي الذي دمر بالكامل. كما تضررت أحياء الزنبقي والشجرة والطوافرة".
وتابع: "جرى قصف الجامع الكبير وتدمير الكنيسة القديمة في حي المدينة، إضافة إلى مساجد أخرى، وحتى المتحف لم يسلم من الدمار".
** تفاصيل المجزرة
في أواخر يناير/ كانون الثاني 1982، بدأت قوات نظام الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، بحصار مدينة حماة بحجة قمع انتفاضة قادتها جماعة الإخوان المسلمين، حيث تمركزت الوحدات العسكرية والمدرعات على التلال والمناطق المرتفعة المحيطة بالمدينة.
وفي 2 فبراير من العام ذاته، وتحت قيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد، بدأت المجزرة بقصف جوي ومدفعي مكثف استهدف الأحياء السكنية.
ووفقا لتقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قُتل نحو 40 ألف مدني خلال القصف وعمليات الإعدام الميدانية. كما فُقد أكثر من 17 ألف مدني بعد اقتيادهم من منازلهم إلى أماكن مجهولة، ويُعتقد أن العديد منهم قُتلوا في سجن تدمر سيئ السمعة.
وتعرّضت عدة أحياء للتدمير الكامل، بما في ذلك أحياء السخانة والكيلانية والعصيدة والشمالية والزنبقي وبين الحيرين. كما تضررت أحياء أخرى مثل البارودية والباشورة والأميرية والمنصورة بنسبة تصل إلى 80 بالمئة.
إضافة إلى ما سبق، ألحقت الهجمات أضراراً جسيمة بالمواقع الأثرية، حيث دُمّر 88 مسجداً وثلاث كنائس خلال المجزرة. كما جرى تحويل مجموعة من المدارس والمصانع إلى مراكز احتجاز وتعذيب، واستخدمت المساجد كسجون مؤقتة للمدنيين المعتقلين.
** نقل الجثث بآليات ثقيلة
وأكد الشمطية أن سكان حماة بدأوا منذ ستينيات القرن الماضي في معارضة نظام البعث، مشيرا أن المدينة دفعت ثمنًا باهظًا لموقفها هذا.
وأضاف: "صَبّ النظام جام غضبه على هذه المدينة التي قالت له لا. كان عدد سكان حماة عام 1982 قرابة 250 ألف نسمة، وخلال المجزرة قُتل نحو 40 ألف شخص، بينما لا يزال مصير 60 ألف شخص، بينهم شقيقي، مجهولًا حتى اليوم".
وزاد: "لا نعرف أين هم ولا ما حلّ بهم. فقدت شخصيًا خلال المجزرة أكثر من 20 شخصًا من أفراد عائلتي وأصدقائي المقربين، وقد وثّقت أسماءهم في سجلاتي".
وتابع: "لم نعرف أين دُفن الضحايا. كانت الشوارع مليئة بالجثث، حيث جاءت القوات وجمعتها باستخدام الجرافات. ثم نقلوا الجثث إلى مواقع محددة باستخدام آليات ثقيلة. لقد أُزيلت مدينة كاملة عن الخريطة، وقُتل سكانها بوحشية".
وأشار الشمطية إلى أن "التاريخ لم يشهد مجزرة مماثلة لما ارتكبه النظام، حيث استُهدفت المساجد بشكل ممنهج، وتعرضت جميع الأماكن المقدسة للقصف. ورغم مرور 43 عاما على تلك المجزرة، إلا أنه لا مناص من محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة".
Your browser does not support the video tag.