لبنان ٢٤:
2025-03-06@12:53:14 GMT

من قرى جنوب لبنان.. كيف بدا مشهد العودة؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

في اليوم الرابع لوقف إطلاق النار، تبدو شوارع جنوب لبنان أقل زحمة من الأيام الأولى لوقف إطلاق النار، باستثناء مداخل المدن الرئيسيّة كصيدا وصور، وداخل البلدات الجنوبيّة.

وعلى طول الخط الجنوبي، من صيدا وحتّى القرى الحدوديّة، يطغى مشهد الدمار. يخفت قليلاً في الساحل ليعود ويرتفع كلما اقتربنا من القرى الحدودية.

هناك، تبدلت معالم المكان من هول الدمار؛ مبان ومتاجر أصبحت على هيئة ركام، ورغم ذلك اختار الناس العودة إلى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم والاطمئنان على أقاربهم.

سنبقى في قرانا حتّى لو نصبنا خيمة

تقول زينب بكري، من بلدة صديقين الجنوبيّة (قضاء صور): "ما زلنا غير قادرين على تصديق أننا عدنا إلى هنا، رغم الدمار والخسارات الكبرى؛ إذ خسرنا أحباباً كثيرين".

وتضيف لـ"الشرق الأوسط": "وصلنا إلى قريتنا يوم أمس، قدِمنا من بيروت، حيث كنا نازحين، أنا وكل أفراد عائلتي، المكونة من 6 أشخاص. ووجدت أن منزلي قد دمرته إسرائيل، بكيت حينها، لكنني عشت الحزن ونقيضه، فأنا هنا موجودة في قريتي وقد انتهت الحرب؛ أتمنى ألّا تتكرر مرة أخرى، حتّى لو نصبنا خيمة وسكنا فيها أفضل من العيش في غير مكان".

ليست مجرد أماكن نملكها

ومثل بكري، عائلات كثيرة، خسرت منازل نشأت وترعرعت فيها، وشكّلت ذكرياتها الأولى وتفاصيل حياتها، تقول إحدى سكان البلدة، التي صودف مرورها في المكان: "هي ليست مجرد أماكن نملكها؛ بل تسكن فينا وليس العكس، لنا فيها ذكريات طفولتنا، وملامح وجه أبي الذي فقدناه قبل أعوام قليلة، وصبر أمي، وأشياء كثيرة لا ندركها إلّا بعد خسارات كهذه".

في هذه البلدة (صديقين)، لا يمكن وصف حجم الدمار، غالبية المباني تحولت إلى ركام. ينتشر أهالي البلدة على جوانب الطرقات، لا حول لهم ولا قوة، يواسون بعضهم بعضاً في خساراتهم، ويتبادلون التهنئة بالعودة، أو بالنجاة من الحرب، كما يحلو للبعض تسميتها. أصحاب المتاجر والمصالح أيضاً، يقفون أمام أرزاقهم المدمرة، قلة قليلة من تلك التي لم تبعثرها الغارات الإسرائيلية، اختار أصحابها ترتيبها، تحضيراً لإعادة افتتاحها في وقت قريب.

خساراتنا كبيرة

في بلدة كفرا الجنوبيّة، المحاذية لها، يبدو مشهد الدمار أقل وطأة، تقول عبير: "عدنا أخيراً بعد نزوح دام 66 يوماً، إلى حيث نشأنا وترعرعنا، لا مقومات الآن للحياة، لكننا متمسكون بالبقاء".

تروي عبير لـ"الشرق الأوسط" كيف قضت أكثر من 9 ساعات وهي في طريقها من زغرتا (حيث نزحت في شمال لبنان)، إلى بلدتها كفرا، وتقول: "وصلنا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في نفس اليوم الذي أعلن فيه قرار وقف إطلاق النار، كنا قد انتظرناه طويلاً، لا سيّما منذ زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان".

وتضيف: "فرحت بالخبر حينها، لكنني بكيت بشدة حين وصلت إلى الجنوب، وتحديداً إلى مدينة صور، إذ شاهدت حجم الدمار الهائل، بعض القرى التي مررنا بها، أضعت فيها الطريق؛ فلا معالم واضحة ولا أسماء أماكن اعتدنا زيارتها قبل نشوب العدوان، ولا كلمات تصف مشاعرنا، ما نعرفه أننا كنا في كابوس والآن باتت لحظة الحقيقة، خساراتنا كبيرة".

وعن تفاصيل الليلة الأولى، تقول: "يومها لم أتمكن من النوم، قضيناها في منزل شقيقتي، أنا ووالديّ وشقيقي، فمنزلنا غير صالح للسكن، عُدنا في اليوم التالي، لا كهرباء ولا مياه ولا إنترنت ولا متاجر مفتوحة في المكان، ولا حتّى تغطية للشبكة في هواتفنا تمكننا من الاتصال والتواصل مع من نحتاج، لكننا رتبنا أمورنا ومكثنا في الطابق السفلي، كونه الأقل تضرراً بين الطوابق".

المسيرات الإسرائيلية لا تفارقنا

تُكمل حديثها، فتُخبرنا عن صوت المسيرات الذي أعاد إلى ذاكرتها حال الحرب التي عاشها الناس منذ ما قبل العدوان، أيّ منذ السابع من تشرين الأول 2023، "عادت الزنانة فوق رؤوسنا، لم تفارقنا طوال اليوم الأول لعودتنا، لكننا اعتدنا سماعها" إضافة إلى صوت الطائرات الحربيّة التي تخرق الأجواء بين الحين والآخر.

أما عن المخاوف، فتقول: "في اليوم الأول للعودة، سمعنا صوت الغارات الإسرائيلية، لم ترعبنا، لكننا نخاف من نشوب الحرب مع إسرائيل مرة أخرى، لنخوض تجربة النزوح البشعة التي لا نريدها أبداً". وتختم: "اليوم نشعر بالامتنان من عودتنا، أكثر من أيّ وقت مضى، لا نريد الحرب، ولا نريد أن يموت لنا عزيز، هي خسارات لا تعوض".

على مقربة منها، بلدة ياطر الحدوديّة، التي حذّر الجيش الإسرائيليّ أهلها من العودة إليها، لكن رغم ذلك، يأتي الناس إليها لتفقد منازلهم المتضررة بمعظمها، وكذلك فعل غالبية أبناء القرى العشر التي شملها التحذير.

ولم تتمكن عائلات كثيرة، من أبناء القرى الأمامية، من العودة إلى منازلهم، تقول منى ابنة بلدة حولا التي تبرز فيها مشاهد الحرب الطاحنة، لـ"الشرق الأوسط": "أشعر بالأسى والحزن. بالأمس كنت في حال يرثى لها، لقد حُرق منزلي في حولا، فقدت ذكريات عائلتي وأطفالي، ولا شيء يمكن أن يعيدها لنا".

وتضيف: "منزلي في كفررمان (النبطية) متضرر أيضاً، سنبقى الآن حيث نزحنا منذ بدء العدوان في عرمون إلى أن نتمكن من العودة إلى منزلنا".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ترامب: تلقيت رسالة من زيلينسكي يؤكد فيها استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات

شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، على أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى استعداده للجلوس على طاولة المفاوضات، متعهدا بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة للعام الثالث على التوالي.

وقال ترامب في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأمريكي، "تلقيت رسالة من زيلنسكي اليوم يبدي فيها استعداده للجلوس على طاولة المفاوضات"، لافتا إلى أن الرئيس الأوكراني يؤكد أن "أوكرانيا مستعدة الآن لتوقيع اتفاق المعادن".

وأضاف الرئيس الأمريكي "آن الأوان لوقف هذه الحرب العبثية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة قدمت مئات المليارات من الدولارات لدعم الدفاع عن أوكرانيا".


وأوضح ترامب في خطاب مطول، أنه تلقى إشارات "قوية" من روسيا بشأن استعداد موسكو للسلام، مردفا بالقول "سننهي الصراع في أوكرانيا".

والثلاثاء، شدد زيلينسكي في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، على  أن الشعب الأوكراني يريد إنهاء الحرب، موكدا أن كييف لا تريد حربا "لا نهاية لها".

وأعرب الرئيس الأوكراني عن استعداد بلاده للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لتحقيق السلام الدائم، وأشار إلى أن أوكرانيا مستعدة للعمل "تحت القيادة القوية للرئيس ترامب لتحقيق سلام دائم".

يأتي ذلك بعد مشادة كلامية حادة بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي، الذي وصف الأول بأنه يقلل احترامه، بعد دخوله في جدال بشأن المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب المتواصلة على بلاده للعام الثالث على التوالي.

واحتد النقاش بين ترامب وزيلينسكي الأسبوع الماضي بعد تأكيد الأخير الحصول على ضمانات أمنية، مقابل الموافقة على مسألة وقف إطلاق النار، وقال ترامب: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب".

ودخل نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، على الأجواء العاصفة للقاء، وقال: "من قلة الاحترام أن يأتي زيلينسكي إلى البيت الأبيض ويجادل أمام وسائل الإعلام الأمريكية".

من جانبه، قال زيلينسكي إنه ينبغي توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، ولا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار فقط، وأضاف: "أجرينا محادثات مع بوتين، ووقعنا اتفاقا لوقف إطلاق النار، لكنه انتهك هذا الاتفاق".


ولاحقا، قال الرئيس الأمريكي مرة ثانية إن زيلينسكي يجب أن يكون أكثر تقديرا للدعم الأمريكي، بعد أن رد في وقت سابق بغضب على تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" نقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب "بعيدة للغاية".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن ترامب أوقف جميع المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا بعد المشادة الكلامية العاصفة مع زيلينسكي.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد أوضح الرئيس أنه يركز على السلام. نحن بحاجة إلى التزام شركائنا بهذا الهدف أيضا. أوقفنا مساعداتنا، وسنراجعها للتأكد من أنها تساهم في الحل".

مقالات مشابهة

  • طبيبة تكشف عن المدة التي ينبغي أن ترتدي فيها مثبت الأسنان بعد التقويم
  • العدل تحدد موعد المقابلات الشخصية للقضاة ومحامي الدولة والعاملين فيها المنشقين عن النظام البائد والراغبين بالعودة للعمل
  • ترامب: تلقيت رسالة من زيلينسكي يؤكد فيها استعداده للعودة إلى المفاوضات
  • ترامب: تلقيت رسالة من زيلينسكي يؤكد فيها استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • نائب الرئيس الأمريكي: وصلنا إلى نقطة لا يمكن فيها مواصلة حرب أوكرانيا
  • كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزاف الجيش وقتل جنوده
  • كاتب إسرائيلي يحذر من العودة إلى جنوب لبنان خشية استنزافه وقتل جنوده
  • الدمار في غزة.. ارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد البيئة
  • شاهد | غزة بين استكمال المرحلة الثانية أو العودة إلى الحرب