الجزيرة:
2024-12-01@00:46:33 GMT

لماذا تحررت حلب الآن؟

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

لماذا تحررت حلب الآن؟

الهواجس والتحديات

سيسجل التاريخ يوم الجمعة 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يومًا هامًا في تاريخ سوريا والإقليم والأمة العربية والإسلامية، كيف لا وفيه تحررت حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية وأكبر مدينة فيها، والتي تعرضت لخنق شديد منذ استيلاء عائلة الأسد على السلطة عام 1970.

يطرح الجميع سؤالًا مهمًا: لماذا تحررت حلب وكيف؟ وما هي الهواجس والتحديات؟

أولًا: لماذا تحررت حلب؟ تحرير حلب ضروري لإعادة التوازن في طرح القضية السورية بعد أن شعر الأسد أن الأمور دانت له، وعاد إلى الانخراط النسبي عربيًا وإسلاميًا.

تحرير حلب ضروري لعودة طرح الحل السياسي بجدية وليس مجرد شعارات؛ حيث تمثل حلب ربع سكان سوريا، وثلث الاقتصاد السوري. خروجها من سيطرة النظام يجعله مرتبكًا أمام السوريين كافة، وخاصة حاضنته، إذ إنه غير قادر على حكم سوريا رغم سيطرته النسبية عليها بعد عام 2020، مما يجعل التفكير بحلٍ لمعضلة استئثار عائلة الأسد بالسلطة ضرورة ملحة. تحرير حلب يكشف هشاشة محور إيران الذي تغلغل في سوريا وشكل دولة مستقلة داخلها، بل أصبح يتحكم في مفاصل الدولة السورية الهشة؛ بسبب ضعف الأسد وعدم امتلاكه القدرة على الحكم. تحول سوريا إلى دولة تسيطر عليها مكونات ما دون الدولة، يجعل تحرير حلب منطلقًا لفكرة إعادة بناء دولة وفق ضوابط سياسية تتماشى مع القانون الدولي ومعايير الأمم المتحدة. انشغال روسيا بغزوها أوكرانيا أدى إلى تراجع أولوية دعم الأسد. استياء روسيا وحتى إيران من ألاعيب الأسد بعد تواصله مع الدول العربية. شعور تركيا بأن مفاوضات أستانا لم تعد مجدية رغم كل محاولاتها مد يد القيادة التركية تجاه الأسد. عدم ممانعة أميركا، ويستدل على ذلك بعدم القيام بأي تحرك استباقي أو تحذير، كما تفعل عادة في مناطق أخرى مثل شمال شرق سوريا. ثانيًا: كيف تحررت؟ امتلاك إدارة العمليات العسكرية الفكرة والتحضير والخطط المناسبة منذ مدة ليست بالقصيرة. اختيار غرفة العمليات التوقيت المناسب بعد إصابة مليشيات إيران وحزب الله بحالة انهزام نفسي ومعنوي. امتلاك الثوار رغبة شديدة في تحقيق إنجاز بعد توقف طويل عن تحقيق الانتصارات، مما جعلهم متعطشين لتحقيق الانتصارات من جديد. شعور النظام بالأمان النسبي وعدم وجود تهديد حقيقي تجاهه منذ اتفاقية خفض التصعيد عام 2020، مما جعله يقوم بتسريح المجندين الاحتياط. ترهل جيش الأسد بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وتوقف حالات السلب والنهب التي اعتاش عليها منذ التدخل الروسي عام 2016. عدم الانسجام بين مليشيات النظام والمليشيات الإيرانية، التي أصبحت تتعامل معهم باستعلاء مما أفقدهم الرغبة في القتال إلى جانبها. عنصر المفاجأة، خاصة في اليوم الأول وسيطرة الثوار على مواقع إستراتيجية، مع عدم توقع النظام استهداف حلب. أهم الهواجس الانفلات الأمني والسرقات، خاصة أن مدينة حلب تمتلك ثروات وبنوكًا ومصانع وآثارًا. فرض نموذج قيمي لم يعتد عليه الحلبيون، حيث تتميز حلب بالانفتاح وتواجد مكونات عديدة، مثل: المسيحيين، والأرمن، والماردل، والأكراد. الانتقام، حيث يتواجد في حلب فئات مؤيدة بقوة للثورة وآخرون معادون بقوة من الشبيحة الذين عاثوا فسادًا خلال الفترة السابقة. التحديات تعقيد الحوكمة بانضمام حلب، إذ توجد داخلها مؤسسات مركزية: (صوامع الحبوب، إكثار البذار، الأقطان، السكك الحديدية، المصرف المركزي). إعادة تدوير العجلة الاقتصادية، حيث أصبح عدد السكان بانضمام حلب يقارب نصف سكان سوريا الحاليين. تأمين الخدمات الأساسية، مثل: الكهرباء، والمياه، والصحة، والتعليم، والمواد الأساسية. الأمن، حيث يتطلب انضمام هذا التجمع الكبير عددًا ومساحةً جهاز شرطة وقضاء محترفًا للتغلب على هذا التحدي الكبير. الافتقار إلى الموارد البشرية المدربة بسبب هجرة عدد كبير منها خلال الأعوام السابقة. الهجرة العائدة، إذ تمثل عودة أعداد كبيرة من أهالي حلب تحديًا ليس سهلًا، خاصة أن العديد من العائلات قامت بإسكان أقاربها من المناطق الشرقية الذين دمرت مساكنهم؛ بسبب النظام والروس. الهجرة المعاكسة تمثل تحديًا حقيقيًا، خاصة بشقيها؛ القطاع الخاص ورجال الأعمال، والقطاع العام، إذا لم يتم استيعاب الموظفين ذوي الخبرة في إدارة الدولة في ظل رواتب متناهية في الصغر. تأمين الموارد الخاصة بإدارة الدولة والمؤسسات. التمثيل السياسي للمناطق المحررة، إذ لم يعد ممكنًا تمثيل الائتلاف لها سياسيًا أو الانخراط في الحل السياسي. إقناع المجتمع الدولي بعدم تطرفها وأنها تمتلك خطابًا سياسيًا رصينًا. ختامًا

سوريا والمنطقة أمام منعطف هام يتطلب تعاونًا إقليميًا وعربيًا ودوليًا يساهم في فرض الاستقرار في المنطقة، ويعيد إيران إلى حدودها بعد أن تمددت وساهمت في خلق الفتن وتدمير سوريا، ولبنان، والعراق. فهل يكون تاريخ تحرير حلب موعدًا مع إعادة كتابة حضارة المنطقة من جديد؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تحریر حلب

إقرأ أيضاً:

لهذا الأسباب زار الأسد موسكو.. بماذا وعد الروس؟

نقلت وسائل إعلام عن مصادر مطلعة أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو والتي لم يعلن عنها جاءت لبحث عدة ملفات استراتيجية تتعلق بمستقبل سوريا السياسي والعسكري.

وأضافت المصادر، لقناة "الشرق" الإماراتية، أن الزيارة، التي تم الإعداد لها منذ أوائل تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تتناول قضيتين أساسيتين، وهما إعادة إحياء المحادثات المتوقفة لتطبيع العلاقات مع تركيا، ومراجعة الدور العسكري الإيراني في سوريا بالتنسيق مع روسيا.

وبينت المصادر، أن زيارة الأسد إلى موسكو قد تستمر لعدة أيام، في مسعى إلى التوصل لقرارات نهائية بشأن الملفات المطروحة. 



وفي وقت سابق نقلت رويترز عن مصادر عسكرية سورية قولها، إن "دمشق تلقت وعدا بمساعدة روسية إضافية لمنع المسلحين من السيطرة على حلب".

وأضافت المصادر أنها تتوقع وصول عتاد روسي جديد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية خلال 72 ساعة.

يأتي هذا بالتزامن مع سيطرة المعارضة السورية على مناطق شاسعة في محافظة حلب السورية.

وقالت المعارضة السورية المسلحة؛ إن قواتها سيطرت على الجامع الأموي وقلعة حلب، عقب إعلانها دخول  الكلية العسكرية وكلية المدفعية بحي الزهراء في مدينة حلب.

وذكرت "إدارة العمليات" التابعة للمعارضة السورية، أن قواتها سيطرت على ريف حلب الغربي بالكامل، كما سيطرت على مدينة سراقب ذات الأهمية الاستراتيجية في محافظة إدلب، إثر معارك ضارية مع قوات النظام السوري وحلفائها.

وقالت؛ إن قواتها أحكمت السيطرة على مقر قيادة الشرطة في حلب، ومبنى المحافظة والقصر البلدي والساحة الرئيسية وسط المدينة، كما سيطرت على 14 حيّا سكنيا غربي وجنوبي ووسط المدينة.

وأعلنت المعارضة السورية "فرض حظر تجوال في مدينة حلب حتى صباح الغد حفاظا على سلامة المدنيين". وأكدت أنه "خلال ساعات قليلة، سيتم تأمين حلب عسكريا وأمنيا، ليعلن بعدها تحرير المدينة كاملة".



 وكان مقاتلو المعارضة، أعلنوا دخول أول أحياء حلب ظهر الجمعة بصورة غير متوقعة، وسيطروا على مركز البحوث العلمية في حلب الجديدة، قبل أن تنهار قوات النظام في تلك المناطق، وتبدأ عمليات انسحاب متلاحقة.

وباتت المعارضة على بعد نحو كيلو مترين عن وسط المدينة، بعد كسر الخطوط الدفاعية للنظام في أحياء الحمدانية وحلب الجديدة والزهراء، وسقوط عدد من ضباط وجنود النظام أسرى في أيديها.

وكانت المعارضة أكدت سيطرتها على ريف حلب الغربي بالكامل، بعد نحو يومين من المعارك والانهيارات السريعة والانسحابات في صفوف النظام، واستعادة السيطرة على عشرات القرى والبلدات في المنطقة، قبل فتح الطريق إلى حلب والسيطرة على سراقب.

مقالات مشابهة

  • تنشيطُ التنظيمات الإجرامية.. لماذا سوريا الآن؟
  • هجوم حلب.. لماذا تتساقط مناطق النظام السوري سريعا كأحجار الدومينو؟
  • هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة تسيطر على غالبية مدينة حلب في شمال سوريا  
  • لهذه الأسباب زار الأسد موسكو.. بماذا وعد الروس؟
  • لهذا الأسباب زار الأسد موسكو.. بماذا وعد الروس؟
  • الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟
  • "معارك على مشارف حلب".. "تحرير الشام" الإرهابية تبدأ معركة ضخمة مع النظام السوري
  • هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة تدخل مدينة حلب بعد هجوم مباغت
  • الحرب التي تحدث في الجزيرة الآن هي في حقيقتها حرب مؤجلة.. وتحققت !