تطورات حلب السورية.. متغيرات سببت السقوط السريع
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
التقدم الميداني الذي حققته جبهة تحرير الشام (النصرة سابقا)، المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية، بالتعاون مع فصائل سورية معارضة في حلب ومحافظتي إدلب وحماة المجاورتين، أصار تساؤلات جول انسحاب قوات النظام السريع والميليشيات الموالية له.
وفي غمرة هذا التقهقر المتسارع، أعلن النظام السوري أنه اضطر للانسحاب مؤقتا "لإعادة رص صفوف قواته والاستعداد مجددا لمعركة طرد من وصفهم بالإرهابيين من المدينة".
لكن الصور الواردة من جبهات القتال تشير إلى أن انسحاب قوات النظام لم يشمل فقط حلب بل طال أيضا كل من ريفي إدلب وحماة.
كينيث كاتزمان، الخبير في السياسة الخارجية الأميركية، كبير الباحثين في معهد صوفان، من فرجينيا، قال لقناة "الحرة" إن هذا السقوط السريع للمناطق السورية "شكل مفاجئة للجميع"، لكن يمكن توقعها بعد تعرض حزب الله لضربات شديدة واستهداف إسرائيل لمقار الميليشيات والحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وأضاف كاتزمان أن هذا التقهقر يعود سببه أيضا إلى سحب روسيا العديد من قواتها من سوريا للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا.
وأوضح أن كل ما يحدث جعل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بمفرده مع قواته التي أشار إلى أنها لم تتعافى من تبعات الحرب الأهلية بين عامي 2011 و 2016، متوقعا أن ينهار النظام السوري بالكامل.
ويرى كاتزمان أن الولايات المتحدة لم تكن طرفا فيما يحدث وفند الاتهامات التي قالت إن تحرك الفصائل السورية جاء بالتنسيق مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي.
ورغم أن هذا التطور يعتبر إيجابيا ويصب في مصلحة أميركا "لأنه يعتبر هزيمة لإيران وحزب الله ومحور المقاومة في المنطقة"، إلا أن كاتزمان جدد التأكيد أن سقوط حلب لم يتم من خلال تعاون أميركي، سيما أن جبهة النصرة التي قادت هذه العمليات مصنفة في قائمة الإرهاب الأميركية.
مدير معهد اسطنبول للفكر وعضو حزب العدالة والتنمية، بكير أتاجان، قال في حديث لقناة "الحرة" إن تركيا تراقب تطورات الأحداث في سوريا لكنها لا تعرف ماذا سيحدث في قادم الأيام، رغم الدعم التركي لفصائل سورية معارضة مشاركة في هذه المعارك".
وأضاف أتاجان أن تعقيدات المشهد السوري سببها أيضا عدم معرفة أجندات فصائل المعارضة التي قال إن الرئيسة منها حصلت على دعم أميركي لطرد الميليشيات الإيرانية من المنطقة.
وأشار إلى أن تحرك فصائل المعارضة السورية جاء بعد عدم استجابة النظام السوري لمطالبات طرد الميليشيات الإيرانية.
لكن هذا التحرك، يضيف أتاجان، لم يكن بموافقة تركيا التي قال إنها فقط دعمت فصائل سورية معارضة في شمال سوريا منذ فترة طويلة.
هجوم حلب.. لماذا تتساقط مناطق النظام السوري سريعا كأحجار "الدومينو"؟ يكشف التقدم السريع لفصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا على حساب النظام السوري والميليشيات الداعمة له عن "انهيار واضح في سلسلة القيادة والأوامر"، حسب ما يقول خبراء عسكريون لموقع "الحرة"، وكانت هذه الحالة خلقت أيضا خلال اليومين الماضيين ويوم السبت جوا ضبابيا طرح الكثير من التساؤلات.المرصد السوري لحقوق الانسان قال إن هيئة تحرير الشام وحلفاءَها سيطروا على مطار حلب الدولي وبلدات استراتيجية في محافظتي إدلب وحماة المجاورتين، بعد انسحاب القوات النظامية منها.
وأورد المرصد أن هيئة تحرير الشام سيطرت على مطار حلب"، ثاني أكبر مطار دولي بعد دمشق، ليصبح أول مرفق جوي مدني تحت سيطرتها.
وأعلنت فصائل المعارضة سيطرتها على مدن عدة منها معرة النعمان آخر معاقل النظام في ريف إدلب الجنوبي واستمرت في تقدمها نحو عمق ريف حماة المجاورة الذي اضطرت قوات النظام إلى الانسحاب منه لتصبح المعارضة على بعد كيلومترات من مدينة حماة.
منصات التواصل الاجتماعي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا أعلنت بدورها السيطرة على مناطق في ريف حلب الشمالي قريبة من معقلها في المنطقة في منبج وتل رفعت.
وجاء التقدم الكردي لملء الفراغ الذي أحدثه الانسحاب المفاجئ لقوات النظام من المنطقة في مواجهة التقدم الذي تحدثه المعارضة المدعومة من تركيا وسط أنباء عن انسحاب روسي أضفى ضبابية على المشهد في شمال سوريا برمته.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فصائل المعارضة النظام السوری
إقرأ أيضاً: