فائدة فضائية لدماء الخفافيش!
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
الولايات المتحدة – بينما تحلم البشرية بأن تصبح حضارة قادرة على السفر بين النجوم، تظل التحديات المتعلقة بالسفر الطويل عبر الفضاء قائمة.
ويعد السبات أحد الحلول المحتملة لهذه التحديات والذي يعتقد العلماء أنه يمكن أن يساعد رواد الفضاء على تحمل الرحلات الطويلة بين النجوم.
وقد كانت وكالة ناسا تدرس هذا المفهوم لعدة سنوات، حتى أنها درست نمط السبات لدى السناجب في القطب الشمالي.
وتم نشر الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، حيث تستكشف دور خلايا الدم الحمراء في عملية السبات.
ويعد السبات استراتيجية بيولوجية حاسمة للعديد من الثدييات، حيث يساعدها على الحفاظ على الطاقة والبقاء على قيد الحياة في ظل الموارد المحدودة.
وإذا كانت البشرية ستسافر إلى النجوم المجاورة، مثل قنطورس الأقرب (Proxima Centauri) الذي يبعد 4.24 سنة ضوئية، فيجب عليها مواجهة حقيقة أن مثل هذه الرحلات قد تستغرق عقودا حتى وإن كانت بسرعة قريبة من سرعة الضوء. لذا، قد يصبح السبات أمرا أساسيا للبعثات الفضائية المستقبلية، ما يسمح لرواد الفضاء بـ “النوم” خلال فترات السفر الطويلة.
وقام كيرث وفريقه البحثي بإجراء تحليلات دقيقة لخلايا الدم الحمراء لكل من الخفافيش التي تدخل في حالة سبات (مثل Nyctalus noctula) والخفافيش غير السباتية (مثل Rousettus aegypticus)، بالإضافة إلى عينات دم بشرية.
ويعد فهم كيفية تكيف هذه الخلايا أثناء السبات أمرا بالغ الأهمية، حيث إن الحيوانات التي تدخل في حالة سبات تحتاج إلى إمدادات دم فعالة لتوصيل الأوكسجين إلى أنسجتها رغم انخفاض درجة حرارة أجسامها بشكل كبير.
ولاحظ الفريق البحثي أن خلايا الدم تتغير في شكلها استجابة للتغيرات في الضغط وحجم الأوعية الدموية. ما دفعهم إلى التحقيق في ما إذا كانت الظروف القاسية أثناء السبات قد تؤدي إلى تغييرات في خلايا الدم.
وما اكتشفوه كان مثيرا، حيث وجدوا أنه مع انخفاض درجة الحرارة الداخلية للأنواع التي تدخل حالة سبات من 99 درجة فهرنهايت إلى نحو 73 درجة فهرنهايت، فإن هيكل خلايا الدم الحمراء لجميع الأنواع التي تم فحصها تغير بشكل ملحوظ.
وأصبحت الخلايا أقل مرونة وأكثر لزوجة، ما يشير إلى تكيف فسيولوجي للحفاظ على الطاقة في الظروف الباردة.
والمثير للاهتمام أن الدراسة كشفت عن تميز كبير، ففي حين أن خلايا الدم الحمراء لدى الخفافيش استمرت في التكيف مع انخفاض درجات الحرارة حتى 50 درجة فهرنهايت، توقفت خلايا الدم البشرية عند درجات حرارة منخفضة.
ويشير ذلك إلى أن الخفافيش تمتلك تكيّفات فريدة تمكنها من تحمل البرد القارس، وهي ميزة قد يتم الاستفادة منها في التطبيقات البشرية المحتملة.
وبينما يعد تطبيق تقنيات السبات على السفر الفضائي هدفا طويل المدى، إلا أن الآثار الفورية لهذه الدراسة قد تكون ثورية في الطب، حيث يعتقد العلماء أن فهم كيفية تعديل الخصائص الميكانيكية لخلايا الدم البشرية قد يساهم في تحسين الدورة الدموية لأغراض طبية.
وأشار كيرث إلى أهمية هذا البحث، موضحا أنه على الرغم من أن احتمالية تطبيق السبات على البشر في المستقبل القريب ليست وشيكة، إلا أن هذه الاكتشافات تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام.
وقال: “هناك فوائد من وضع البشر في درجات حرارة منخفضة خلال الرحلات بين النجوم”، مؤكدا على الإمكانات المستقبلية لهذه الأبحاث.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: خلایا الدم الحمراء
إقرأ أيضاً:
كسلا الوريفة.. إستضافة النازحين يفوق الإمكانيات المالية و البشرية
بدعوة كريمة من مفوض العون الإنساني بولاية كسلا الاستاذ إدريس على محمد الشهير والمعروف ب(إدريس واراب) توجهت الي محليتي حلفا الجديدة ونهر عطبره بغرض الوقوف ميدانياً على أوضاع النازحين.
من الصعب جداً توصيف أوضاع النازحين القادمين من شرق الجزيرة الذين يعانون معاناه كبيرة جداً ويفتقرون الي أبسط مقومات الحياة.
غياب الإحصائيات الدقيقة لأعداد النازحين من أكبر المعضلات التي تقف حاجزاً منيعاً لعدم إنسياب المساعدات الإنسانية من المنظمات.
عقب تحرير مدينة سنجه عاصمة ولاية سنار على أيدي الجيش السوداني أعلنت مفوضية العون الإنساني بولاية كسلا برنامج العوده الطوعية وأعدت العده لذلك في حصر الراغبين للعودة على أن تتكفل المفوضيه باالتنسيق مع ديوان الزكاه لدفع فاتورة الترحيل.
إقامة معسكر دائم للنازحين في منطقة دمياط التي تبعد حوال 45 كيلو غرب مدينة حلفا الجديدة من الحلول الجذرية لضمان استقرارهم وجاري العمل في توفير الخدمات الضرورية.
ملف النازحين ملف شائك ومعقد ويفوق إمكانيات ولاية كسلا المالية و البشرية فلابد من تدخلات عاجلة خارج الإطار الرسمي الروتيني.
باالرغم من جسامة الأزمة الإنسانية الناتجة من جراء الحرب.. إلا أن إستجابة المجتمع الدولي متواضعة جداً.. ولاترتقي الي حجم الأزمة ويبدو أن هنالك أسباب خفية تقف خلف عزوف المنظمات الأجنبية في التعامل مع الملف الإنساني.
من المبادرات المجتمعية المشهودة في إستضافة النازحين تقف تجربة مجلس شوري قبائل البني عامر والحباب بمحليتي حلفا الجديدة ونهر عطبره خير شاهد وداعم ومساند ومؤازة النازحين مالياً ومعنوياً.
مفوضية العون الإنساني بولاية كسلا تعمل في ظروف معقدة وشائكة وبإمكانيات مالية ولوجستية محدودة جداً.. إلا أنها لم تقف مكتوفة الأيدي وتبذل قصاري جهدها في أن (تخلق من الفسيخ شربات).
ملف النازحين ليس مسئولية الحكومة لوحدها فلذلك لابد من تضافر الجهود الرسمية الشعبية من أجل تدارك الموقف.
حصر النازحين يتم بطريقة بدائية وغير مواكبة لمعايير الحصر الدولي.. فلابد من إعادة النظر في الكادر الذي يقوم بهذه المهمة.. ولابد من إقامة دورات تدريبية متخصصه لهذا الغرض وترشيح كوادر شبابيه فاعله لهذه المهمة.
غياب كامل لأتيام جمعية الهلال الأحمر السوداني في مواقع المعسكرات.. وبالذات في معسكر دمياط حيث جرت العادة تواجد المتطوعين التابعين للجمعية في كل المواقع التي زرتها في مختلف ولايات السودان التي تضررت من جراء الحرب.
أحزنتني طفلة صغيرة داخل معسكر دمياط عندما قالت لي باالنص (يا أبوي أنا مشتهية أكل باااااسطة).. والله العظيم لو توافرت لي الإمكانيات المالية واللوجستية لملأت الدفارات بالباسطه وأرحلها من مدينة كسلا تلبية لطلبها ولكن للأسف العين بصيرة واليد قصيرة.
إنتشار العقارب والثعابين حول معسكر دمياط يشكل خطر داهم على الأطفال ويروع من أمنهم ويؤرق مضاجعهم.
كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنه يحتاجون الي رعاية طبية متواصلة.. فلابد من زيارات يومية من قبل الأطباء الإختصاصين بغرض توفير العناية الطبية.
مع دخول فصل الشتاء وإرتفاع موجة البرد.. يحتاج معسكر دمياط الي معينات عاجله من الدفايات وبالذات ملابس البرد للأطفال وكبار السن في معسكر دمياط.
محمد عثمان الرضي
التيار