موقع النيلين:
2024-12-17@11:44:10 GMT

رسالة نائب البرهان تغضب أنصار البشير

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

رسالة نائب البرهان تغضب أنصار البشير


أثارت الانتقادات اللاذعة التي صوّبها نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، مالك عقار، إلى أنصار النظام المعزول الذي كان يترأسه عمر البشير، حفيظة تنظيم الإسلامويين الذين حكموا السودان لثلاثين عاماً قبل أن تسقطهم انتفاضة شعبية في أبريل (نيسان) 2019.

ووجّه عقار، خطابه لأتباع البشير قائلاً: «احفظوا بضاعتكم، فهي منتهية الصلاحية»، في إشارة إلى ما يتردد في السودان بأن أنصار البشير من الإسلاميين هم من أشعلوا الحرب الحالية عبر تغلغلهم في الجيش؛ سعياً منهم في العودة إلى الحكم.

ودعا عقار، في خطابه عن الأوضاع السياسية في البلاد، الإسلاميين في حزب «المؤتمر الوطني» (حزب البشير) إلى نقد ومراجعة فترة حكمهم منذ بداياتها في عام 1989 حين دبّروا انقلاباً عسكرياً ضد الحكومة المدنية المنتخبة ديموقراطياً.

وعيّن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي يتولى أيضاً رئاسة مجلس السيادة، عقار نائباً له في المجلس بدلاً عن قائد قوات «الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد أن اشتعلت الحرب بين هذه القوات والجيش في 15 أبريل (نيسان).
رد الإسلاميين

ووجّه عقار رسالته إلى أنصار البشير قائلاً: «يجب أن تعرفوا أين أصبتم وأين أخطأتم. كما أن الفوضى التي جاءت بعد 15 أبريل لن تكون بديلاً تستمدون منه شرعيتكم»، في تلميح لمساعي عودتهم إلى الحكم. وزاد عقار من انتقاداته بقوله: «إن هذه الحرب لها أسباب سياسية متعلقة بتركة الفساد وسوء إدارة التعددية السياسية الذي ورثته البلاد على مر الحكومات المتعاقبة ولا سيما في عهد النظام المخلوع».

من جانبهم، سارع أتباع النظام السابق، الذين يدعمون الجيش في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، بالرد على تلك الانتقادات في بيان غاضب قالوا فيه: «مضى الزمان الذي يتسور فيه فرد إرادة وقرار أهل السودان، وإن الفيصل بيننا وبين رواج بضاعتنا هو رأي الشعب وصناديق الانتخابات».
تغذية الحرب

وتلاحق الاتهامات أنصار النظام الإسلاموي المعزول، بأنهم وراء إشعال وتغذية الحرب الدائرة حالياً في البلاد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع للعودة إلى السلطة، على الرغم من إنكارهم المتكرر لذلك. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن غضب أنصار البشير من خطاب مالك عقار ليس فقط بسبب الانتقادات التي وجهها لهم مباشرة، بل أيضاً لأنه قال: إن «الحرب ستتوقف في نهاية الأمر عبر مائدة التفاوض»، وهو ما ترى المصادر أنه ضد رغبة الإسلاميين الذين يسعون إلى استعادة سلطتهم عبر تحقيق انتصار عسكري في الحرب.

وردت الحركة الإسلامية في بيان يوم الأربعاء، بالقول: إن رسالة نائب «السيادي» الموجهة إلينا تنمّ عن فهم قاصر لا يتماشى مع الوضع الراهن الذي تتكاتف فيه الجهود وتتعاضد الأيادي وتتناسى الخلافات لإسناد القوات المسلحة (الجيش) وقادتها في الدفاع عن شرف البلاد. وأضافت: «نحن الذين تعاهدنا بأننا لا نرغب في العودة إلى السلطة في الفترة الانتقالية. لا نحتاج إلى رسائلكم المشوهة، وإملاءاتكم المستفزة، والفيصل بيننا وبين رواج بضاعتنا رأي الشعب وصناديق الانتخابات، وليس كلمات يتشدق بها شذاذ الآفاق لاسترضاء ساداتهم».
«المغرضون والمشككون»

وحمل البيان رسالة من الحركة الإسلامية للقوات المسلحة وقادتها، جاء فيها: «إننا على العهد ماضون ولن يثنينا عن واجبنا غدر خائن أو تراجع جبان»، ولن نلتفت إلى المغرضين والمشككين. وفي بيان يوم الثلاثاء قالت الحركة الإسلامية، إنها لم تكتفِ بالدعم المعنوي والمؤازرة، بل تفتخر بأن تشارك مع قوات الجيش في العمليات العسكرية لدحر قوات «الدعم السريع»، وأقرّت بأنها قدمت خلال المعارك العشرات من المقاتلين الذين استجابوا لنداء القائد العام للقوات المسلحة، الفريق عبد الفتاح البرهان، للدفاع عن البلاد. ودرج قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو منذ اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات على توجيه أصابع الاتهام لـ«فلول النظام المعزول بالتسبب في هذه الحرب»، ومضى أبعد من ذلك باتهام القادة العسكريين بإقحام الجيش في حرب بالوكالة لإعادة الإسلاميين إلى سدة السلطة. وبدورها، يتهم عدد من الأحزاب السياسية أتباع البشير بأنهم من أشعل الحرب في البلاد، وتعمل على هزيمة مخططاتهم بإيقاف الحرب وتفكيك تمكينهم في جهزة الدولة وتقديمهم للمحاسبة.

صحيفة الشرق الأوسط

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجیش فی

إقرأ أيضاً:

الوساطة التركية.. ماوراء مهاتفة (البرهان – أردوغان)؟

أثارت لغطاً كبيراً، وفتحت نوافذ حذرة للأمل..
الوساطة التركية.. ماوراء مهاتفة ( البرهان – أردوغان)؟..
أردوغان: مستعدون للتوسط بين السودان والإمارات لإنهاء الحرب..
البرهان: نرحب بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها الميليشيا..
المغربي: المبادرة ليست جديدة، وتقف وراءها الإمارات..
مخاوف من تأثيرات سلبية للمبادرة على الروح المعنوية للمقاتلين في الميدان,,
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في السودان، وأعلن أردوغان خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حرص تركيا على وحدة السودان واستقراره، مجدداً دعمه للشعب السوداني بكل الإمكانيات، ومؤكداً في الوقت نفسه استمرار المساعدات الإنسانية المقدمة من تركيا، وأشار الرئيس التركي إلى استئناف عمل الخطوط التركية قريباً، واستعداد بلاده لبذل الجهود لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشدداً على أهمية التعاون في مجالات الزراعة والتعدين.
وفي السياق رحب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها ميليشيا الدعم السريع المتمردة، داعياً إلى تعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات، وأكد البرهان ثقته في مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراتهم، ممتدحاً في هذا الصدد مواقف تركيا الداعمة للسودان، ومثمناً جهودها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم ومعالجتها للكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وأشار البرهان إلى النجاحات التي حققتها تركيا في معالجة الملف السوري.
تباين بشأن المبادرة:
رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن التوسط بين السودان ودولة الإمارات لإنهاء الحرب، طارت بها الأسافير ومنصات التواصل الاجتماعي وقتلتها أحاديث المدينة بحثاً وتحليلاً ما بين مؤيد للخطوة ومستعرضاً أهميتها وانعكاساتها الإيجابية على أيقاف نار الحرب في السودان، وما بين رافض للمبادرة التركية مستنداً على موقف القيادة السودانية الثابت من عدم التفاوض مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة وأعوانها من المحاور الإقليمية الدولية والتي تمثل الإمارات رأس الرمح في هذه المحاور ارتكازاً على دعمها المستمر لهذه الحرب وتغذيتها لوجستياً ومادياً وإعلامياً مما أطال من أمد القتال رغم الانتصارات المتلاحقة للجيش وتدميره لكتلة الميليشيا الصلبة في جميع محاور وجبهات القتال، حيث أصبحت ميليشيا الدعم السريع مجرد عصابات تقوم بقتل وترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم بعد أن كانت تتحدث في بواكير الحرب عن نيتها في الحفاظ على الديمقراطية والدولة المدنية ومحاربة الكيزان وفلول نظام الإنقاذ البائد.
اتهام رسمي:
وفي 18 يونيو 2024م اتهم السودان رسمياً دولة الإمارات العربية بدعم قوات الدعم السريع، ووضع مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة السفير الحارث إدريس الحارث حيثيات الاتهام أمام منضدة مجلس الأمن الدولي محمّلاً الإمارات مسؤولية استمرار الحرب في السودان إلى الآن، وفي أكتوبر 2024م قدمت الحكومة السودانية مزيداً من الأدلة الدامغة لتورط الإمارات في الحرب من خلال دعمها المباشر لميليشيا الدعم السريع بالذخائر والمركبات القتالية والمسيرات وغيرها، وقالت الحكومة السودانية في حيثيات اتهامها إن تقارير الأمم المتحدة أثبتت هبوط 400 رحلة جوية لطائرات تنقل السلاح ومعدات عسكرية إلى مطار أم جرس في شرق تشاد، بالإضافة إلى مطار انجمينا الأمر الذي ساعد في استمرار قتل المدنيين السودانيين وتشريدهم، خاصة في مدينة الفاشر، حيث وفرت الإمارات غطاءً سياسياً لأنشطة ميليشيا الدعم السريع من خلال نقل العتاد الحربي ونقل جرحى الميليشيا لتلقي العلاج في مستشفى الشيخ زايد.
اتصال بلا جدوى:
وفي يوليو 2024م أجرى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وأكد بن زايد حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء، وفي المقابل طلب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من الشيخ محمد بن زايد وقف دعم بلاده لميليشيا الدعم السريع التي تقتل السودانيين وتدمر بلدهم وتشردهم، ورغم أن الاتصال الذي جرى بين البرهان وبن زايد قد رفع من سقف التفاؤل بإمكانية إيقاف الحرب المندلعة منذ تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م، إلا أن التفاؤل سرعان ما انحدر إلى دركٍ سحيق من الإحباط في ظل استمرار الإمارات في نهجها الداعم لاستمرار الحرب في السودان، بمد الميليشيا المتمردة بالأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة.
ليست جديدة:
وعطفاً على المعطيات السابقة فلا تبدو في الأفق بوادر تفاؤل بأن تخترق الشمس الأمل غيوم الإحباط، وتقود مبادرة الوساطة التي بادر بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إحلال الأمن والسلام والاستقرار في السودان، ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ مكي المغربي إن مباردة الرئيس التركي لم تأتي من فراغ وإنما وراءها طلب إماراتي لقناعة حكومة أبوظبي في التقدير الكبير الذي يكنه السودان حكومةً وشعباً للرئيس رجب طيب أردوغان، وقال المغربي في إفادته للكرامة إن المحاولة الإماراتية ليست جديدة فقد كررتها من قبل مع الرئيس الأثيوبي آبي أحمد، ومع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، مبيناً أن ما قُدم في المبادرتين السابقتين لم يكن مناسباً لذلك لم تريا النور، رغم جدية الوساطة الأثيوبية والمصرية.
مخاوف مشروعة:
ولعل ما يرفع حاجب الدهشة ويترك أكثر من علامة استفهام في وجوه المتابعين للمشهد العملياتي في السودان، هو أن دولة الإمارات العربية ورغم حرصها على التوسط مع السودان إلا أنها مازالت تواصل دعمها لميليشيا الدعم السريع بالأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة والقناصة، وفي هذه الصدد يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الأستاذ مكي المغربي إن الإمارات متورطة في الاستمرار في دعم الميليشيا المتمردة لقناعتها أن وقف الإمداد العسكري يعني نهاية الميليشيا ومحوها من الوجود وبالتالي ضياع كروت الضغط من بين يديها، خاصة أنه لا يوجد رأي متفق عليه بشأن الحرب على السودان في الداخل الإماراتي، ويتخوف المغربي من ردة فعل الرأي العام السوداني بشأن التفاوض سواءً مع الإمارات أو ميليشيا الدعم السريع، منوهاً إلى خطورة مثل هذه الخطوة على الروح المعنوية للمقاتلين في جبهات ومحاور القتال التي تشهد تقدماً ملحوظاً للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في وقت تتراجع فيه الميليشيا المتمردة وتتلقى الخسائر يوم بعد يوم.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد فتحت مبادرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نوافذ حذرة للأمل بإمكانية التوصل إلى إنهاء الحرب، ووضع نقطة لنهاية الحرب المدمرة في السودان، ولكن ذلك لا يعني خضوع الحكومة لإملاءات تدفعها للتراجع عن ما رفعته من لاءات، فمازالت مخرجات منبر جدة قائمة، وأن تنفيذها يشكل مخرجاً للجميع، وعلى دولة الإمارات العربية، والمحاور الدولية، وكل الداعمين لميليشيا الدعم السريع أن (يعوا جيداً) أن الشعب السودان يرفض مجرد التفكير في أن تكون ميليشيا آل دقلو الإرهابية أو داعموها من تنسيقية تقدم، ضمن المعادلة الأمنية والسياسية للسودان في مرحلة ما بعد الحرب، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عندما تقومون ب(..) ستلعنون آل دقلو وكل الذين أدخلوكم في هذه الورطة
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (66)
  • اليمن.. الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين
  • الجيش الأميركي يعلن قصف منشأة قيادة وسيطرة تابعة للحوثيين
  • وفقاً للتحركات التركية: هل يعتبر البرهان من نصيب الأسد؟
  • مكالمة الوداع!!
  • الوساطة التركية.. ماوراء مهاتفة (البرهان – أردوغان)؟
  • «الدعم السريع» تتهم استخبارات الجيش بفبركة فيديوهات وخطابات لقادتها
  • الجيش السوداني يُعلن مقتل القائد العسكري"جمعة إدريس" غربي البلاد
  • أنصار فلسطين يتظاهرون في لندن لوقف الإبادة في غزة وإنصاف الفلسطينيين