تهديد مباشر للأطباء وعبء إضافى على المرضى.. زلزال «التصالح» يضرب العيادات بين «السكن والإدارى»
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
تتصاعد أزمة التصالح فى مخالفات العيادات الطبية وفقًا لقانون البناء، وسط حالة من الجدل القانونى والاجتماعى، حيث أصبحت العيادات التى تعد خط الدفاع الأول عن صحة المواطنين مهددة بالإغلاق نتيجة قرارات إدارية للمحليات، التى ألزمت الأطباء بالتصالح وتحويل العيادات من «سكنى» إلى «إدارى».
الأزمة أثارت استياءً واسعًا فى صفوف الأطباء والمرضى على حد سواء، نظرًا لما قد تسببه من أعباء إضافية على الطرفين.
بدأت الأزمة حينما شرعت أجهزة الحكم المحلى فى مطالبة الأطباء بالتصالح على عياداتهم، وفقًا لقانون التصالح فى مخالفات البناء رقم ١١٩ لسنة ٢٠٠٨، والذى يفرض تحويل العقار من سكنى إلى إدارى مقابل دفع رسوم مالية كبيرة.
هذا الإجراء واجه رفضًا واسعًا من النقابة العامة للأطباء، التى اعتبرت أن العيادات الطبية ليست مخاطبة بهذا القانون، بل تخضع لقانون تنظيم المنشآت الطبية رقم ٥١ لسنة ١٩٨١، الذى ينظم تراخيص العيادات بعيدًا عن أى قوانين بناء.
الدكتور أسامة عبدالحى، نقيب الأطباء، قال: إن العيادات الطبية، سواء كانت مرخصة أو جارٍ ترخيصها، لا تقع تحت مظلة قانون البناء، ولا تتطلب التصالح وفقًا له.
وأكد فى حديثه لـ «الفجر»، أن هذه العيادات تخضع لقانون المنشآت الطبية الذى حدد شروطًا واضحة لتشغيلها، وأضاف أن النقابة تعمل على التنسيق مع الجهات التشريعية والتنفيذية لحل الأزمة، مشددًا على أن فرض رسوم التصالح سيؤدى إلى زيادة الأعباء المالية على الأطباء، وبالتالى على المرضى.
كما أشار إلى أن النقابة قدمت مذكرة قانونية مفصلة لرئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى، تضمنت الرأى القانونى لأستاذ القانون العام د. جابر نصار، الذى أوضح أن قرارات المحافظين بمطالبة الأطباء بالتصالح تعد مخالفة للقانون والدستور.
وقال: اتخذت النقابة عدة خطوات لمعالجة الأزمة، من بينها تشكيل فريق قانونى لدراسة الموقف القانونى للعيادات، وتقديم مقترحات للحكومة لتعديل القوانين ذات الصلة، كما أعلنت النقابة عن نيتها عقد جمعية عمومية طارئة لاتخاذ إجراءات تصعيدية إذا استمرت الأزمة.
وفى الوقت نفسه، أكد أن النقابة تعمل على حل المشكلة من جذورها، بما فى ذلك دراسة موقف غير المرخصة، وتسهيل إجراءات الترخيص وفقًا لقانون المنشآت الطبية.
ومن بين مواقف التصعيد التى تبناها النقيب، لقاءه مع رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب د. أشرف حاتم، الذى أكد بدوره أن رئيس الوزراء وعد بعدم مطالبة العيادات المرخصة بالتصالح.
وأوضح «حاتم» أن العيادات الطبية ذات طبيعة خاصة، وأن أى محاولات لإلزامها بقوانين غير ذات صلة سيُواجَه بالرفض فى البرلمان.
وقدم أكثر من ٢٤ عضوًا بمجلسى النواب والشيوخ طلبات إحاطة وأسئلة برلمانية، مطالبين الحكومة بإعادة النظر فى القرارات التى تخص العيادات الطبية. وأكدوا ضرورة إعفاء الأطباء من هذه الإجراءات التى قد تعرقل تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.
رئيس لجنة المنشآت الطبية بالنقابة العامة، د.أبو بكر القاضى، شرح التأثير السلبى للأزمة على الأطباء والمرضى، موضحًا أن الرسوم المرتفعة التى تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات ستجبر الأطباء على رفع أسعار الكشف الطبى، ما سيزيد من معاناة المرضى، خاصةً فى المناطق الشعبية والريفية التى تعتمد بشكل كبير على العيادات الخاصة.
كما أشار فى تصريحات خاصة لـ«الفجر»، إلى أن غلق العيادات بالشمع الأحمر سيؤدى إلى تعطيل الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، مما يضع المرضى، خصوصًا المصابين بأمراض مزمنة، فى موقف حرج.
وأكد أن القوانين الحالية لا تشترط أن تكون العيادات فى عقارات إدارية، ما يجعل قرارات المحليات مخالفة للقانون.
واستكمالًا لتوضيح الموقف القانونى، شدد «القاضي» على أن مهنة الطب نشاط مهنى وليست تجاريًا، مستشهدًا بممارسات مصلحة الضرائب التى تُفرّق بين النشاطين.
وأعرب عن قلقه من أن معاملة العيادات كنشاط تجارى قد تحول المهنة إلى وسيلة للربح فقط، مما يضر برسالة الطب الإنسانية.
ولفت «القاضي» النظر إلى أن أغلب العيادات التى تقدم خدماتها لسكان القرى والمناطق الشعبية تقع فى مبانٍ سكنية، نظرًا لعدم وجود عقارات إدارية فى تلك المناطق.
وأكد أن إلزام الأطباء بفتح عيادات فى المدن الجديدة أو الأبراج الإدارية سيحرم سكان هذه المناطق من الخدمات الطبية، ما يزيد الضغط على المستشفيات الحكومية. وأوضح أن النقابة تسعى للوصول إلى حلول عملية للأزمة، من بينها تعديل القوانين من خلال اقتراح تعديل قانون التصالح ليشمل استثناء العيادات الطبية، إلى جانب التنسيق بين الجهات الحكومية، ودعوة مجلس النواب والحكومة لإصدار قرارات واضحة بعدم مطالبة الأطباء بالتصالح، مع استمرار دعم العيادات غير المرخصة، وتسهيل إجراءات ترخيص العيادات التى لم تحصل على ترخيص بعد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التصالح التصالح في مخالفات البناء العيادات الطبية قانون البناء نقابة الأطباء الرسوم المالية التصالح على العيادات قانون التصالح العيادات المرخصة المشاكل القانونية المنشأت الطبية رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة الصحة البرلمان طلبات إحاطة غلق العيادات العيادات الخاصة الاطباء المرضى الخدمات الطبية المناطق الشعبية المناطق الريفية العيادات غير المرخصة ترخيص العيادات تعديل القوانين نشاط مهني مصلحة الضرائب المدن الجديدة العیادات الطبیة المنشآت الطبیة أن النقابة
إقرأ أيضاً:
الأطباء توئد فتنة المسئولية الطبية.. ارتياح كبير بعد الاستجابة لمطالب النقابة وتأهيل العمومية الطارئة
عمت حالة من الارتياح بين مقدمي الخدمة الطبية بعد موافقة لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب على مطالب النقابات الطبية ومنها نقابة الأطباء، والخاصة بتضمين مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض، المقدم من الحكومة، لملاحظات الأطباء، قبل الموافقة عليه من اللجنة أمس الأربعاء.
وافقت لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة الدكتور أشرف حاتم، خلال اجتماعها مساء الأربعاء، نهائيا على مشروع قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض، بعد الاستجابة لمطالب نقابة الأطباء.
وأكدت اللجنة، أن مشروع القانون بصيغته النهائية يحقق التوازن بين حماية حقوق الطبيب والمريض على حد سواء ووفقا لأحكام الدستور، وبما يحقق الصالح العام.
وأعلنت لجنة الصحة بمجلس النواب، برئاسة الدكتور أشرف حاتم، الاستجابة لـ 99 من مطالب الأطباء قبل الموافقة نهائيا على قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض المقدم من الحكومة بعد سلسلة من الاجتماعات والتي ضمت ممثلين عن النقابات الطبية ووزارة الصحة وعدد من الأحزاب.
من جانبها قالت نقابة الأطباء في بيان صادر عنها اليوم الخميس، أن لجنة الصحة بمجلس النواب، عقدت اجتماعا أمس الأربعاء، لمناقشة مشروع قانون المسؤولية الطبية، بحضور نقيب الأطباء د. أسامة عبد الحي، واستمعت اللجنة إلى شرح وافي لمطالب نقابة الأطباء وتعديلاتها المقترحة بشأن مشروع القانون.
وأضاف البيان: نجحت نقابة الأطباء في الوصول إلى إلغاء عقوبة حبس الأطباء في الأخطاء المهنية، والحبس الاحتياطي لهم، فقد تم التوافق على تعديل بعض مواد مشروع قانون المسئولية الطبية، وإلغاء عقوبة حبس الأطباء في الأخطاء المهنية، مع إلغاء الحبس الاحتياطي، وإضافة تعريف واضح للخطأ الطبي والتفريق بينه وبين الخطأ الطبي الجسيم.
ولفت البيان: كما تم التوافق على أن تكون اللجنة العليا للمسؤولية الطبية هي الخبير الفني لجهات التقاضي والتحقيق، والمسؤولة عن إصدار التقرير الفني في الأخطاء المهنية، بالإضافة إلى تعديل مسمى مشروع القانون ليصبح قانون المسؤولية الطبية وسلامة المريض، بدلا من وحماية المريض.
وأردف البيان: وتتوجه نقابة الأطباء بالشكر إلى مجلس النواب برئاسة السيد المستشار الجليل الدكتور حنفي جبالي، ولجنة الصحة برئاسة الدكتور أشرف حاتم.
فيما قرر مجلس النقابة العامة للأطباء، تأجيل انعقاد الجمعية العمومية غير العادية التي كان مقرر عقدها غدا الجمعة الموافق 3 يناير 2025، لمدة شهر، مع استمرار الجهود مع مجلس النواب لتحقيق كامل مطالب الأطباء العادلة، وصدور النسخة النهائية من مشروع القانون.
كما توجه مجلس النقابة بجزيل الشكر والتقدير إلى جموع أطباء مصر على تضامنهم مع نقابتهم، في مطالبها العادلة ومساعيها للخروج بمشروع قانون عادل للمسؤولية الطبية يضمن حقوق المرضى، ويحمي الأطباء ويراعي طبيعة المهنة.
من جانبه رحب مجلس نقابة أطباء القاهرة بما أسفرت عنه نتائج اجتماع لجنة الصحة بمجلس النواب برئاسة د أشرف حاتم بحضور نقيب الأطباء د أسامة عبد الحي.
يأتي ذلك تزامنا مع قرار مجلس النقابة العامة للأطباء بتأجيل انعقاد الجمعية العمومية غير العادية التي كان مقرر لها غدا الجمعة.
وأكد مجلس نقابة أطباء القاهرة استمرار الجهود النقابية مع مجلس النواب لتحقيق مطالب الأطباء العادلة والتي تضمن توفير بيئة عمل امنة وصولا إلى صدور القانون في صيغته النهائية بما يراعي طبيعة المهنة ويضمن سلامة المرضى.
وأوضح البيان الصادر عن المجلس؛ أن ما تم مناقشته خلال الاجتماع عبر عن مخاوف الأطباء وتحفظاتهم، وعن الموقف النقابي الرافض لبعض مواد مشروع قانون المسئولية الطبية، ووجدت هذه التحفظات صدى واسع من قبل لجنة الصحة المعنية بخروج هذا التشريع في صيغته النهائية.
وأشاد المجلس بما توصلت إليه اللجنة من إلغاء لعقوبة حبس الأطباء في الأخطاء المهنية، وكذلك إلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا الأخطاء الطبية المهنية بالإضافة إلى الإجماع على تعريف واضح للخطأ الطبي والتفريق بينه وبين الخطأ الجسيم
وتابع البيان: أسفرت المناقشات عن تعديل مسمى تعديل القانون ليصبح قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض على أن تكون اللجنة العليا للمسئولية الطبية الخبير الفني لجهات التقاضي والتحقيق.
وشهدت الأيام القليلة الماضية حالة من الجدل عقب موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض المقدم من الحكومة دون النظر لمطالب الأطباء، الأمر الذي أشعل أزمة كبيرة دعا معها مجلس نقابة الأطباء لجمعية عمومية طارئة، قبل أن تتدخل صحة النواب وتنهي الأزمة.