ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هناك تطبيقٌ إلكتروني تابعٌ لإحدى المنصات يقوم بالبيع بالتقسيط اعتمادًا على المتجر الخاص بالتطبيق، فيقوم العميل من خلال التطبيق باختيار السلعة وطريقة التقسيط من حيث المدة والثمن، وبمجرد الضغط على خيارٍ معينٍ في التطبيق يكون الشخص قد اشترى ما اختاره؛ وفقًا لأنظمة التقسيط المتاحة والرصيد المتاح للعميل، وهذا كله يتم بعد التعاقد بين العميل والشركة مالكة المنصة الإلكترونية، والذي تشترط الشركة فيه بعض الشروط لمعرفة المقدرة المالية لكل عميلٍ، والذي على أساسه يتم إتاحة الرصيد الخاص به، فما حكم الشرع في التعامل بهذا التطبيق الإلكتروني؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن الشراء بالتقسيط عن طريق التطبيقات الإلكترونية التابعة للمنصات التي تقوم بالبيع بالتقسيط جائزٌ ولا حَرَج فيه شرعًا، فالمعاملة المذكورة تشتمل على عقدٍ مباحٍ بين الشركة والعميل، ثُمَّ عقد مرابحةٍ تتوسَّط فيه الشركة بين المتجر والعميل، بعد قبضٍ حكميٍّ من الشركة للمُنْتَج المراد تقسيطه، وكلاهما جائزٌ شرعًا.

كما أنَّ الشراء بالتقسيط في هذه الحالة لا يُعَدُّ من الربا؛ وذلك لتَوسُّط السلعة المراد تقسيطها بين الشركة البائعة والمشتري.

وذكرت دار الإفتاء أن واقع التعامل بهذا التطبيق -كما ورد في السؤال- يتم عن طريق عقدين مُرَكَّبين، الأول: عقدٌ طرفاه العميل والشركة، والثاني: عقد أطرافه العميل والشركة والمصنع أو معرض السلع الإلكترونية.

والعقد الأَوَّل لا حَرَج فيه؛ فالأصل في العقود والمعاملات الإباحةُ، ما لم يأتِ دليلٌ شرعيٌّ على التحريم؛ لقوله تعالى: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾ [الأنعام: ١١٩]، وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: ١٣]، فكل ما لم يَنْهَ الشرعُ عنه فهو مباحٌ؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَسَنَّ لَكُمْ سُنَنًا فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَحَرَّمَ عَلَيْكُمْ أَشْيَاءَ فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَتَرَكَ بَيْنَ ذَلِكَ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ مِنْ رَبِّكُمْ رَحْمَةً مِنْهُ فَاقْبَلُوهَا وَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا» رواه الطبراني في "مسند الشاميين" -واللفظ له- وفي "المعجم الكبير"، والدارقطني في "السنن"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله": عن أبي ثَعلَبةَ الخُشَنِيِّ، وصَحَّحه الحافظ ابنُ الصلاح، وحَسَّنه الإمام النوويُّ.

وأما العقد الثاني فتكييفه شرعًا: أنَّه مُركَّبٌ أيضًا من معاملتين متعاقبتين؛ تأخذ الشركة في المعاملة الأولى المنتَجَ المراد شراؤه نقدًا من المتجر بثمن حالٍّ تدفعه الشركة للمتجر، ثم تبيعه الشركة القائمة على التطبيق في المعاملة الثانية للعميل المتعاقِد معها بثمن مؤجَّلٍ معلوم الأجل والأصل والزيادة.

وأكدت انه من المقرر شرعًا أنَّه يصحُّ البيعُ بثمنٍ حالٍّ وبثمن مُؤجَّل إلى أجلٍ معلوم، والزيادة في الثمن نظير الأجل المعلوم جائزة شرعًا؛ لأنها من قبيل المرابحة، وهي نوع من أنواع البيوع الجائزة شرعًا التي يجوز فيها اشتراط الزيادة في الثمن في مقابلة الأجل؛ لأنَّ الأجل وإن لم يكن مالًا حقيقة إلَّا أنه في باب المرابحة يُزاد في الثمن لِأَجْلِهِ إذا ذُكِر الأجل المعلوم في مقابلة زيادة الثمن؛ قصدًا لحصول التراضي بين الطرفين على ذلك، ولعدم وجود موجب للمنع، ولحاجة الناس الماسَّة إليه بائعينَ كانوا أو مشترين. ولا يُعَدُّ ذلك مِن قبيل الربا؛ لأن القاعدة الشرعية أنه "إذا توسَّطت السلعة فلا ربا".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الربا البيع بالتقسيط السلع الإلكترونية التطبيق الإلكتروني المزيد المزيد دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

باكستان وروسيا تضعان اللمسات النهائية على آليات تسديد قيمة النفط

الباكستان – صرح رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية سردار أياز صادق، إن بلاده معنية بمواصلة شراء النفط الروسي، وذكر أن الدولتين تضعان الآن اللمسات الأخيرة على عملية وضع آلية تسديد قيمة النفط.

وأضاف في حديث لمراسل نوفوستي: “باكستان معنية جدا، بشراء النفط الروسي. ونحن الآن في المرحلة النهائية من تطوير آلية الدفع. وبمجرد الاتفاق على ذلك، أعتقد أن كل شيء سيتم تنفيذه”.

وفي وقت سابق، قال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني رانا إحسان أفضل خان لوكالة نوفوستي، إن بلاده تخطط لزيادة وارداتها النفطية من روسيا في المستقبل القريب.

ووفقا له، اشترت باكستان في عام 2023 حوالي 100 ألف طن من النفط من روسيا.

في أكتوبر الماضي، قال نيكولاي شولغينوف، وهو وزير سابق للطاقة في روسيا إن بلاده تتفاوض مع باكستان بشأن إمدادات النفط طويلة الأجل إلى الجمهورية.

وبالإضافة إلى ذلك، عرضت روسيا على باكستان شراء الغاز الطبيعي المسال، في السوق الفورية بما في ذلك من شركة نوفاتيك.

وأفاد وزير الطاقة الباكستاني محمد علي في عام 2023 أن بلاده تناقش توقيع عقد طويل الأجل مع روسيا لاستيراد النفط منها بكميات تتراوح بين 0.7 و1 مليون طن سنويا.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • حكم كتمان البائع عيوب السلعة على المشتري.. دار الإفتاء تجيب
  • “بنج – BINGE” يحتفل بعامه الأول ويقدم خصم 30% على الخطط الصحية عبر التطبيق
  • "فاينانشيال تايمز": تراجع حاد لعوائد السندات الصينية لأول مرة في تاريخها
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم خلع المرأة حجابها أمام زوج ابنتها؟ الإفتاء المصرية تجيب
  • حكم مقاطعة أبناء الزوج بسبب المشاكل.. دار الإفتاء تجيب
  • باكستان وروسيا تضعان اللمسات النهائية على آليات تسديد قيمة النفط
  • ضمن مبادرة "خير بالتقسيط".. دعم زواج 1843 فتاة يتيمة بالفيوم
  • «خير بالتقسيط» تُسعد 1843 فتاة يتيمة في الفيوم بزواجهن