بعد تعثر حلم الرئاسة الأميركية.. ماذا الآن بالنسبة لكامالا هاريس؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
ركّزت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، طيلة أشهر على هدف واحد كان من المفترض أن يحدّد مسيرتها المهنية ويصنع التاريخ، وهو أن تصبح أول أمرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.
غير أنّ الهزيمة التي مُنيَت بها المرشحة الديمقراطية أمام الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات 5 نوفمبر حرمتها من الحصول على موقع في مجمّع رؤساء الولايات المتحدة، بينما تركت البلاد تتساءل عن مستقبل هذه الشخصية السياسية بعد توقّف مفاجئ لصعودها الصاروخي.
بعد قضاء عدّة أيام في هاواي في أعقاب خيبة الانتخابات الرئاسية، بدأت المدعية العامة السابقة البالغة من العمر 60 عاما في الكشف عن طموحاتها المستقبلية.
وبعد صعودها الصاروخي في واشنطن وكاليفورنيا، هناك أسئلة داخلية حول إنشاء لجنة فيدرالية لجمع الأموال. ستكون هذه هي المرة الأولى منذ عقدين من الزمان التي تغادر فيها السيناتور السابقة والمدعية العامة المخضرمة منصبها العام. وهذا يعني أنها ستنشئ مكتبًا شخصيًا وتغذي حضورها الهائل على الإنترنت دون مبدأ التنظيم للحكم اليومي، بحسب موقع "بوليتيكو".
وقالت في اتصال هاتفي مع مانِحي الحزب الديمقراطي "سأبقى في المعركة"، من دون إضافة تفاصيل عمّا يمكن أن يعنيه ذلك.
لكن موقع "بوليتيكو" ذكر أنه على المستوى الخاص، كانت نائبة الرئيس تصدر تعليماتها للمستشارين والحلفاء بإبقاء خياراتها مفتوحة، سواء للترشح للرئاسة في عام 2028، أو حتى الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في غضون عامين.
منصب حاكم ولاية
وفتح هذا التصريح الباب أمام تكهّنات كثيرة في واشنطن بشأن الخطوة التالية التي قد تُقدم عليها هاريس. ويتوقّع بعض المعلّقين أن تخوض غمار الانتخابات لمنصب حاكم ولايتها كاليفورنيا، عندما يغادره غافين نيوسوم في العام 2026.
ويعد منصب الحاكم في الولايات المتحدة من المناصب المرموقة، خصوصا أنّ العديد من الولايات تعادل في حجمها مساحة بلد ما يدفع الحكّام الذين يديرونها إلى التصرّف كما لو أنّهم رؤساء في بعض الأحيان. وإذا ما نُظر إلى كاليفورنيا بشكل منفصل عن الولايات المتحدة، فقد تُعتبر خامس أكبر اقتصاد في العالم.
إضافة إلى ذلك، فإنّ من شأن في حكم ولاية كاليفورنيا لفترة أو فترتين، أن يشكّل تتويجا مناسبا لمسيرة مهنية رائدة حطّمت خلالها هاريس العديد من الموروثات السياسية.
وتقيم هاريس علاقات تاريخية مع المسؤولين المحليين في كاليفورنيا على خلفية عملها في مكتب المدعي العام في الولاية، وهو منصب لم تغادره إلا قبل سبع سنوات لتصبح عضوا في مجلس الشيوخ.
بالتالي، فقد تمنح إدارة أكبر ولاية من حيث عدد السكان في البلاد، "منصّة كبيرة" لهاريس تتمكّن من خلالها من إعادة إثبات نفسها كشخصية سياسية من الوزن الثقيل على الساحة الوطنية، وفقا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة برينستون جوليان زيلزر.
وستسلك هاريس طريقا مألوفا في حال استخدمت منصبها على مستوى الولاية كنقطة انطلاق للترشح مجددا لمنصب الرئيس.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية بجامعة كاليفورنيا وصحيفة لوس أنجيليس تايمز هذا الشهر أن ما يقرب من نصف الناخبين في كاليفورنيا من المرجح أن يدعموها إذا دخلت سباق حاكم الولاية عام 2026.
وقال موقع "ذا هيل" إن الترشح لولاية مدتها أربع سنوات كحاكمة من المرجح أن يخرج هاريس من المنافسة في عام 2028، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها لن تحاول الوصول إلى المكتب البيضاوي مرة أخرى، مشيرًا إلى عام 2032 ومؤكدًا على صغر سن هاريس مقارنة بترامب والرئيس بايدن، وكلاهما أكبر منها بأكثر من 20 عامًا.
شغل 16 رئيسا منصب حكام ولايات قبل أن يصبحوا رؤساء للولايات المتحدة، بما في ذلك الجمهوري رونالد ريغان الذي يعدّ أحد أكثر الرؤساء شعبية والذي تولّى إدارة كاليفورنيا بين أواخر الستينات وأوائل السبعينات.
مع ذلك، واجه الديمقراطيون نتيجة مؤلمة بعدما خسرت هاريس في كلّ الولايات المتأرجحة، بينما حقّق ترامب تقدّما في أوساط كلّ شريحة من الناخبين تقريبا. بناء عليه، باتت هاريس بعيدة كل البعد عن كونها خيارا تلقائيا للترشح عن حزبها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال زيلزر لوكالة فرانس برس "التحدي هو أنّه بمجرد أن تخسر وتصبح جزءا من خسارة كبيرة كهذه، فإنّ كثيرين في الحزب (يفقدون) الإيمان بقدرتك على الفوز مجددا".
في كل الأحوال، فإنّ شغل منصب حاكمة ولاية كاليفورنيا لمدّة عامين فقط يُعتبر فترة قصيرة، ويعتقد بعض المحلّلين أنّه سيتعيّن على هاريس تأجيل طموحاتها الرئاسية حتى العام 2032 على الأقل، في حال أرادت خوض هذا السباق مجدّدا.
وعلى هذا الصعيد، قد تواجه نائبة الرئيس المنتهية ولايتها تحدٍّ آخر يتمثل في بروز نيوسوم الذي يحكم ولاية كاليفورنيا منذ العام 2019، كمنافس محتمل لها في غضون أربع سنوات، إضافة إلى حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر ووزير النقل بيت بوتيدجيغ.
مواصلة العمل السياسي
بغض النظر عن كلّ ما تقدّم، يبقى أمام هاريس خيارا آخر يتمثل في مواصلة العمل السياسي من دون أن تشغل منصبا رسميا.
ويقدّم آل غور الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس بيل كلينتون، نموذجا يحتذى به بعدما خسر الانتخابات الرئاسية أمام جورج دبليو بوش. فقد واصل عمله في الحياة العامّة كمدافع عن البيئة.
وفي العام 2006، لعب الفيلم الوثائقي "حقيقة غير مريحة" الذي شاركت حملته في إخراجه، دورا رئيسيا في رفع مستوى الوعي بشأن الوتيرة السريعة للاحتباس الحراري على المستوى العالمي.
وبعدما حصل هذا الديموقراطي المخضرم على جائزة نوبل للسلام في العام 2007، بات يقوم بتدريب سفراء في مجال العمل المرتبط بالمناخ في أنحاء العالم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة ولایة کالیفورنیا منصب حاکم
إقرأ أيضاً:
الصين وأميركا 2025 .. صراع مستمر مرشح للتصاعد مع تولي ترامب الرئاسة
سرايا - يتوقع محللون، أن يبدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ولايته الثانية، وفي نيته الضغط بصورة أكبر على الصين التي تخشى الولايات من صعودها لتصبح قوة فاعلة في منطقة بحر الصين.
ورغم تكرار الصين أنه ليس في إستراتيجيتها خطط للسيطرة على المنطقة، وأن لا طموحات لها بالصعود كقوة عظمى تنافس الولايات المتحدة، إلا أن ذلك الإنكار لم يقنع الأميركيين الذي أعدوا إستراتيجية أميركية من شأنها قطع الطريق مبكرا على صعود الصين، ومنعها ابتداءً من أن تصبح قوة إقليمية في جنوب شرق آسيا، فضلا عن منع سيطرتها على بحر جنوب الصين.
فمن عام 2011 رأت الولايات المتحدة أن سياستها لم تأت بالنتائج المرجوة، وإن حققت نجاحا جزئيا على مدى عقود، وخاصة مع صعود الرئيس الصيني شي جين بينغ في 2008 والذي بدا خطابه مختلفا عن أسلافه ومعبرا عن طموح واسع للصين، فوضعت أميركا إستراتيجية المحور الآسيوي والذي يهدف لتعميق علاقات الولايات المتحدة مع مجموعة من الحلفاء الآسيويين بغية محاصرة نفوذ الصين واحتواء صعودها.
وفي عام 2017؛ اتخذت إدارة دونالد ترامب الأولى خطوات أكثر جدية تجاه الصين، فصنفتها باعتبارها "منافسا إستراتيجيا" للولايات المتحدة وأنها "قوة مراجعة" أي أنها تسعى لإعادة ترتيب هيكل القوة العالمي مما سيضعها يوما في مواجهة حتمية مع الولايات المتحدة.
ومع تقدم سنوات التنافس بين البلدين وتصاعد النمو الاقتصادي الصيني وتزايد نشاطها في الساحة الدولية، تعقدت خطوط التماس بين القوتين الكبيرتين، إلا أنه ما يزال أهمها: أولا الحرب التجارية وقضية فرض التعريفات الجمركية على الصادرات الصينية للولايات المتحدة، وثانيا التنافس الجيوسياسي في جنوب شرق آسيا أو ما بات يُعرف في الأدبيات الأميركية بمنطقة "الإندوباسيفيك".
وكانت إحدى أبرز وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية هي زيادة التعريفات الجمركية على جميع السلع الواردة من الصين بنسبة تصل إلى 60 % بشكل تدريجي تبدأ بـ10 % يوم تنصيبه.
ويعتبر ترامب التعريفات الجمركية أداته المفضلة لتقليل العجز التجاري الأميركي ومنع المزيد من تآكل قاعدة التصنيع في أميركا من جهة، وتهديد خصومه وابتزازهم من جهة أخرى، كما أنه يزعم دائما أن "الحروب التجارية جيدة والفوز بها سهل".
وخلال ولايته السابقة؛ فرض ترامب مجموعة من الرسوم الجمركية، ففي عام 2018 فرض رسوما على ما يمثل حوالي 13 % من إجمالي قيمة واردات الولايات المتحدة من الصين. كما فرض عقوبات ثانوية كان أبرزها على شركة هواوي الصينية، الرائدة في مجال الاتصالات في الصين، وأطلق مبادرة الشبكة النظيفة لإزالة الأجهزة والبرمجيات الصينية من البنية التحتية في الولايات المتحدة والدول الصديقة في دائرة واشنطن الدبلوماسية.
وبعد عام ونصف من الحرب التجارية، وقّعت الصين في كانون الثاني (يناير) 2020 المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية مع الولايات المتحدة، وبموجبها ألغت واشنطن قرابة نصف الرسوم المفروضة على الواردات الصينية مقابل تعهد الأخيرة بأن تشتري بضائع أميركية بقيمة 200 مليار دولار خلال مرحلة تمتد إلى عامين.
روّج ترامب للاتفاقية بوصفها أحد أهم إنجازاته في حماية مصالح الأميركيين، بيْد أن تداعيات فيروس كوفيد- 19 (كورونا) التي تفاقمت خلال أسابيع لم تترك الفرصة للاتفاقية أن تُؤتي ثمارها، وتسببت في إحداث ضرر بالغ للاقتصاد الأميركي دفع ترامب ثمنه شخصيا بتراجع حظوظه الانتخابية وخروجه من البيت الأبيض.
واختتم ترامب ولايته بانتقادات حادة للرئيس الصيني، ففي أيار (مايو) عام 2020، على سبيل المثال، قال "لا أريد التحدث معه"، موجها اللوم إلى الصين على عدم وقف انتشار الجائحة خارج حدودها، وزعم أن الولايات المتحدة يمكن أن "تقطع العلاقة مع الصين بالكامل".
ويُرجح تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أن إدارة ترامب القادمة سوف تتبنى أجندة عدائية أكثر تجاه الصين، وسيكون دافعها الأول هو رغبة ترامب في "جعل الصين تدفع ثمن الفوضى التي أحدثها فيروس كورونا في الولايات المتحدة".
وينوي ترامب شنّ حرب تجارية على الصين بالطبع ستترك آثارا جانبية على الاقتصاد الأميركي، فبحسب تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، من المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الصينية، تزامنا مع رسوم أخرى بقيمة تتراوح من 10 إلى 20 % ينوي ترامب فرضها على صادرات باقي الدول، ستؤدي إلى ارتفاع حاد في نسب التضخم نتيجة الحرمان المفاجئ للسوق من سلع عديدة قد لا تجد خطوط الإمداد الأميركية بدائل مباشرة لها.
ونتيجة لذلك، ستؤدي أي تعريفات كبيرة إلى اتخاذ تدابير انتقامية من جانب تستهدف الصادرات الأميركية، حيث ستتحمل المنتجات الزراعية والسلع المصنعة في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون العبء الأكبر من أي انتقام محتمل.
كما يتوقع متخصصون أن تتسبب التعريفات الكبيرة على الصين في دفع بعض البلدان الأخرى إلى فرض تعريفاتها الجمركية الخاصة على بعض السلع الصينية كذلك لحماية أسواقها من هجوم من السلع الصينية الرخيصة التي كانت تُباع سابقا إلى الولايات المتحدة.
ولكن؛ من المرجح أن تكون بكين هذه المرة أكثر ثقة بنفسها وأشد جرأة على اتخاذ إجراءات انتقامية في مواجهة الحرب التجارية من تلك التي كانت 2018 و2019، حيث تستعد منذ وقت طويل لخوض هذه الحرب المتوقعة، من خلال زيادة استثماراتها في جنوب شرق آسيا، سعيا إلى تنويع سلاسل التوريد وحماية اقتصادها من الصدمات التجارية.
وفي الشأن السياسي فإن خطط ترامب ووعوده بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ تثير قلق الإستراتيجيين الصينيين، بسبب أن احتمالية التفاهم الأميركي-الروسي قد تضعف تعمق التحالف الصيني-الروسي، ومع أن بكين طوال مدة الحرب الأوكرانية حرصت على ترك مسافة بينها وبين موسكو، إلا أنها قدمت دعما غير مباشر لها، ومن المؤكد أن انشغال الولايات المتحدة والغرب في حرب طويلة مع روسيا كان يعطي بكين شعورا بالارتياح بسبب تشتت جهود الغرب.
ولعل أكثر النقاط سخونة هي جزيرة تايوان التي باتت العنوان الأبرز للصراع الأميركي-الصيني. وستظل تايوان نقطة توتر رئيسة بين البلدين، ومجالا مستمرا للمناورات العسكرية الصينية، خاصة في ظل الرئيس الحالي للجزيرة، لاي تشينغ تي، الذي يتبنى خطابا انفصاليا غير معهود على الساسة التايوانيين.-(وكالات)
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 526
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-01-2025 09:49 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...