السوداني والأسد: أمن سوريا والعراق ركيزة لاستقرار الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
30 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: أكدت التطورات الأخيرة في الملف السوري والعراقي عمق الارتباط بين أمن البلدين وتأثيره المباشر على استقرار المنطقة ككل. ففي ظل تصاعد الهجمات التي تقودها فصائل في شمال سوريا، تبادل الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تأكيدات حول أهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات الأمنية.
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، شدد خلال اتصال أجراه مساء السبت مع الرئيس السوري على أن “أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الإقليمي ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط”. جاء هذا التصريح في وقت تتعرض فيه المنطقة الشمالية من سوريا لهجوم مباغت تقوده هيئة تحرير الشام وفصائل سورية معارضة، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد.
من جهته، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في أول تعليق له على هذه الهجمات أن سوريا، بمساعدة حلفائها، قادرة على “دحر الإرهابيين”، مهما بلغت شدة هجماتهم. وأكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان أن بلاده ستواصل الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها، مشيراً إلى أن الدعم الذي تتلقاه سوريا من حلفائها يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية.
الهجوم الذي تقوده فصائل المعارضة على مدينة حلب ومطارها الدولي يعيد تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المنطقة وأهمية التنسيق بين دول الجوار لاحتواء التصعيد. إذ إن السيطرة على مناطق استراتيجية مثل حلب تشكل ورقة ضغط رئيسية في الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عقد.
التصريحات المتبادلة بين السوداني والأسد تعكس إدراكاً مشتركاً بأن الأزمات الأمنية لا يمكن التعامل معها بمعزل عن التحديات الإقليمية. ويرى مراقبون أن العراق وسوريا بحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني والسياسي للحد من نشاط الجماعات المسلحة وضمان استقرار الحدود المشتركة.
ومع استمرار هذه الهجمات، تبدو المنطقة على موعد مع مزيد من التحديات الأمنية، وهو ما يتطلب دوراً فاعلاً للدول الإقليمية والمجتمع الدولي لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
بدأت اليوم الثلاثاء في باريس محاكمة السوري مجدي نعمة المقاتل السابق في صفوف "جيش الإسلام" حيث يواجه تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب بين عامي 2013 و2016 في ضواحي دمشق.
ويدحض نعمة البالغ من العمر 36 عاما التهم الموجّهة إليه، مشدّدا على "الدور المحدود" الذي اضطلع به في إطار هذه الجماعة التي حاربت النظام السوري وكانت تدعو إلى تطبيق للشريعة الإسلامية.
وُضع نعمة في الحبس الاحتياطي منذ يناير/كانون الثاني 2020، ويواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاما.
وإلى جانب تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والمساعدة في التخطيط لها، يشتبه في أن المقاتل السوري ساعد على تجنيد أطفال أو فتيان في صفوف "أشبال الإسلام" وتدريبهم على العمل المسلح.
وقد رفض رئيس محكمة الجنايات جان-مارك لافيرن أن يتكلم المتهم بالإنجليزية، طالبا أن يستخدم لغته الأم العربية.
وقد تجاهل مجدي نعمة هذه التوجيهات. وعندما طُلب منه التعريف عن نفسه، ردّ بالإنجليزية. وقال "لا أدلة إطلاقا على الأفعال المنسوبة لي"، مؤكّدا أن هذه القضية "سياسية بحتة".
الانشقاق والغوطة وتركياوهذه ثاني محاكمة تقام في فرنسا على خلفية جرائم مرتكبة في سوريا، بعد محاكمة أولى جرت في مايو/أيار 2024 في غياب المتّهمين وهم مسؤولون رفيعو المستوى في النظام السوري أدينوا بتهمة ضلوعهم في الاختفاء القسري لفرنسيَّيْن من أصل سوري ومقتلهما.
إعلانأما مجدي نعمة، فقد انشقّ عن الجيش السوري في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 لينضم إلى زهران علوش مؤسس وقائد "لواء الإسلام" الذي أصبح "جيش الإسلام" عام 2013.
وسيطرت هذه الجماعة على الغوطة الشرقية شمال شرق دمشق في عام 2011 "ويشتبه في ارتكابها جرائم حرب خصوصا في حقّ المدنيين".
وكان المتهم القريب من زعيم الجماعة اتخذ من إسلام علوش اسما حركيا. وأكد للمحققين أنه غادر الغوطة الشرقية نهاية مايو/أيار 2013 إلى تركيا حيث كان المتحدث باسم "جيش الإسلام"، مما يثبت أنه لم يكن بإمكانه ارتكاب الجرائم المنسوبة إليه. ويزعم أنه ترك الجماعة عام 2016.
وفي نوفمبر/تشرين 2019 وصل إلى فرنسا كطالب لمتابعة دراسته في معهد أبحاث العالم العربي والإسلامي بجامعة إيكس مارسيليا (جنوب شرق).
وأوقِف مجدي نعمة في يناير/كانون الثاني 2020 بعد بضعة أشهر من تقديم شكوى في فرنسا ضدّ "جيش الإسلام"، ووجَّه إليه قاض تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والتخطيط لها.
اختفاء قسريوأحيل لاحقا على محكمة الجنايات بتهمة التواطؤ في حالات الاختفاء القسري. واتهم كعضو في "جيش الإسلام" بخطف 4 نشطاء في مجال حقوق الإنسان بينهم المحامية والصحفية السورية رزان زيتونة. ولم يعثر على هؤلاء إلى اليوم.
لكن محكمة استئناف باريس ألغت هذه الملاحقات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لأسباب إجرائية، رغم أنها أكدت في حكمها أنه "يجب اعتبار جيش الإسلام مسؤولا عن اختفاء" الناشطين الأربعة. ثم ثبّتت محكمة التمييز، أعلى محكمة في النظام القضائي الفرنسي، هذا الحكم.
وكان فريق الدفاع عن مجدي نعمة قد طعن خلال التحقيق في مبدأ الولاية القضائية العالمية للقضاء الفرنسي الذي يسمح له بمحاكمة أجنبي بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية أو جرائم حرب في الخارج ضدّ أجانب، لكن محكمة التمييز ردت الطعن.
وقبل انطلاق المحاكمة، أشار وكيلا الدفاع عن نعمة إلى أن سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 يفتح آفاقا جديدة ويثير "مسألة شرعية" هذه المحاكمة.
إعلانوبالنسبة إلى مارك بايي، المحامي المكلّف بالدفاع عن عدّة أطراف مدنية في هذه القضية، فيعتبر أنه "في الوضع الحالي من المستحيل إجراء محاكمة على خلفية هذه الجرائم في سوريا".
ومن المتوقع أن يصدر الحكم في 27 مايو/أيار المقبل.