لقاء يجمع رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري مع والي ولاية البحر الأحمر بالسودان
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجمهورية السودان، عقد الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج، رئيس الأكاديمية، لقاءً هامًا مع الفريق الركن مصطفى محمد نور والي ولاية البحر الأحمر بجمهورية السودان، يوم السبت الموافق 30 نوفمبر 2024، بمقر الولاية في مدينة بورتسودان.
وخلال اللقاء، أعرب الفريق الركن مصطفى محمد نور والي ولاية البحر الأحمر عن تقديره البالغ للدور الذي تضطلع به الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في تدريب وتأهيل الكوادر البشرية السودانية، لا سيما في مجالات النقل البحري والدولي واللوجستيات.
وأكد الوالي أن الأكاديمية تعد إحدى بيوت الخبرة الدولية والعربية المتخصصة في التعليم والتدريب والبحوث والاستشارات، وتعمل في إطار منظومة جامعة الدول العربية، مما يعكس مكانتها المتميزة ودورها المحوري في تطوير المهارات البشرية وبناء القدرات في المنطقة العربية.
كما أشاد الوالي بالدور الرائد الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم منظومة النقل واللوجستيات، منوهًا إلى الجهود المصرية الكبيرة في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.
من جانبه، عبّر الدكتور إسماعيل عبد الغفار عن سعادته البالغة بزيارة جمهورية السودان في هذه الفترة التاريخية، مشيرًا إلى أن جمهورية السودان تعد من الدول المؤسسة للأكاديمية العربية، ومؤكدًا على العلاقات المتميزة التي تجمع الأكاديمية بجمهورية السودان ممثلة فى وزارة النقل وهيئة الموانى البحرية السودانية. وأضاف أن الأكاديمية تواصل دورها الريادي في تأهيل الكوادر السودانية في مختلف المجالات البحرية والنقل الدولي واللوجستيات، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة في جمهورية السودان.
واختتم اللقاء بتأكيد الطرفين على أهمية استمرار التعاون المثمر والبناء بين الأكاديمية وجمهورية السودان في مجالات النقل واللوجستيات، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التكامل العربي في تلك القطاعات الحيوية.
وقد حضر اللقاء وفد رفيع المستوى من الاكاديمية ممثل فى الاستاذ محمد خير مستشار رئيس الاكاديمية لمنظومة العمل العربى المشترك والدكتور مصطفى رشيد مساعد رئيس الاكاديمية للشئون العربية والدكتور علاء مرسى عميد معهد تدريب الموانى .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اسماعيل عبد الغفار السودان الوفد بوابة الوفد جمهوریة السودان النقل البحری
إقرأ أيضاً:
إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
من المعلوم أن التحزب والانقسام غير الموضوعي هما من الأسباب الأساسية التي ساهمت في تخلف السودان السياسي. فمنذ الاستقلال، لم تشهد البلاد بيئة سياسية مستقرة تؤسس لحكم ديمقراطي رشيد، بل ظلت تتأرجح بين النظم العسكرية والانقلابات، وبين الأحزاب المتصارعة التي لم تستطع تقديم رؤية متماسكة لخدمة الوطن والمواطنين.
إن الممارسة الديمقراطية الحقيقية تستند إلى تمثيل بعض المواطنين للكل عبر تنظيمات سياسية قوية تتبنى رؤى واضحة حول قضايا الحكم، بحيث يتمتع الجميع بالحرية والسلام والعدالة. غير أن المشهد السياسي السوداني ظل يعاني من تعددية حزبية مفرطة تفتقد للبرامج الواقعية، مما أدى إلى ضعف الأداء السياسي وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار.
نحو هيكلة جديدة للحياة السياسية
تجارب الدول الكبرى أثبتت أن وجود حزبين رئيسيين يمثلان الاتجاهات الفكرية العامة في البلاد يحقق استقرارًا سياسيًا أفضل، في حين أن نظام الحزب الواحد قد يؤدي إلى تسلط السلطة وغياب المحاسبة، كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا. ورغم أن النموذج الصيني يقدم مثالًا على نجاح الحزب الواحد، إلا أن هذا النجاح مرتبط بعوامل ثقافية وسياسية خاصة بالصين، ولا يمكن استنساخه في السودان.
إن السودان اليوم في مفترق طرق خطير، وإذا استمر على نهجه الحالي فإنه قد يسير نحو مزيد من الفوضى والانهيار. لذا، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة المشهد السياسي عبر تأسيس نظام حزبي جديد يعتمد على:
تحديد عدد محدود من الأحزاب التي تستند إلى برامج سياسية واقتصادية واضحة، وليس على الولاءات القبلية أو العقائدية.
إعادة تعريف النخب السياسية بحيث يتم استبعاد الأجيال التي كانت جزءًا من الخراب السياسي، وإتاحة الفرصة للشباب القادرين على طرح رؤى جديدة ومتطورة.
وضع دستور واضح المعالم يحدد الإطار العام للممارسة السياسية ويمنع تعدد الأحزاب غير المنتج.
مقترح لنظام حزبي جديد
يمكن اقتراح نظام حزبي يتكون من حزبين رئيسيين:
حزب الاتحاد الفيدرالي (FUP): يقوم على مبدأ سيادة الدستور والقانون كأساس للحكم الرشيد.
حزب الاتحاد والتنمية (UDP): يركز على التخطيط الحديث، والتنمية المستدامة، والعدالة في توزيع السلطة والثروة.
قد توجد أحزاب صغيرة أخرى لإثراء الساحة السياسية، ولكن بشرط أن تقدم أفكارًا مبتكرة، لا أن تكون مجرد أدوات لانقلابات أو صراعات على السلطة.
إزالة الولاءات التقليدية
ينبغي أن يقوم هذا النظام الجديد على إنهاء هيمنة الطائفية والقبلية والوراثة السياسية، واستبدالها بمنظومة حديثة تعتمد على الكفاءة والقدرة على تحقيق تطلعات المواطنين. كما ينبغي استيعاب المجددين من مختلف الخلفيات الفكرية في هذه الأحزاب، شرط أن يكون تأثيرهم قائمًا على الإقناع الفكري لا على الإقصاء والهيمنة.
مستقبل السودان السياسي
من المتوقع أن تكون المنافسة بين الحزبين الرئيسيين قائمة على اختلاف الرؤى حول آليات التنمية وسياسات الحكم المحلي، ولكن ليس حول المبادئ الأساسية للحكم الرشيد. فبهذه الطريقة، يمكن أن تتحقق الديمقراطية الفاعلة التي تستند إلى اختيار القيادات على أساس الإنجاز والكفاءة وليس على أساس الولاءات الضيقة.
الخطوة التالية في هذا المشروع الطموح هي صياغة هذه المبادئ في دستور جديد وقوانين واضحة تنظم العمل الحزبي، بحيث يتم تجاوز أزمات الماضي والانطلاق نحو مستقبل سياسي مستقر ومزدهر.
zuhair.osman@aol.com