شريك سابق لماسك يستعد لإحداث ثورة في عالم السيارات الكهربائية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
قرب مدينة كارسون بولاية نيفادا الأميركية، توجد منشأة غريبة الشكل، تحيط بها مساحة كبيرة من الأراضي المنبسطة، التي تحولت إلى مستودع في الهواء الطلق لأكياس مختلفة الأحجام والأشكال، ما جعلها أشبه بمكب نفايات، ولا يوحي شكلها بأنها موقع صناعي.
المنشأة في الحقيقة هي مصنع رائد، أسسه جيفري ستراوبل، أحد المؤسسين السابقين لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، التي ذاع صيتها بعد النجاح الذي عرفته مع رئيسها، إيلون ماسك، الذي يحلم بأن يجعلها الأولى في مجالها.
ستراوبل وهو مهندس أنظمة طاقة، متخرج من جامعة ستانفورد، كان من الرعيل الأول الذي أسس شركة تسلا، وخلال سنوات خدمته فيها الـ 15، وصل إلى خطة رئيس المهندسين، أين أشرف على تصميم خلايا البطاريات، التي استعملت في النموذج الثالث، ويتم تصنيعها حتى الآن في مصنع تسلا الضخم للبطاريات.
خلايا البطاريات تعتبر أحد المكونات الرئيسية التي ساهمت إلى حد كبير في نجاح سيارات تسلا، بعد أن أعطتها قدرة كهربائية أعلى، ما منحها قوة دوران أقوى، ومدى قيادة أطول.
ووصلت ثقة إيلون ماسك في نجاح تصاميم ستراوبل إلى حد جعلها مفتوحة ومتاحة للعموم، وخصوصاً للشركات المنافسة، في إحدى أكبر عمليات التفويت في الأسرار الصناعية في القرن 21.
لكن نظراً للتسلسل الصناعي الفريد الذي تتم بموجبه صناعة تلك البطاريات، عجزت الشركات المنافسة لتسلا في إنتاج بطاريات مماثلة بكلفة أرخص حتى بعد اطلاعها على الخصائص الفنية والهندسية للبطاريات التيب صممها ستراوبل.
في عام 2017، أسس ستراوبل شركة "ريدوود ماتريال"، مع الاكتفاء بدور استشاري في شركة تسلا.
الشركة الجديدة ومقرها نيفادا، متخصصة في رسكلة وإعادة تدوير المواد التي تصنع منها بطاريات السيارات الكهربائية.
رغم التقلبات السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة، والتي تؤثر على الأسواق المحلية في أميركا، ونظيرتها العالمية على حد السواء، إلا أن ستراوبل متفائل بمستقبل شركته. وهو يرى أن سياسة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، ستكون إيجابية في ما يتعلق بالشركات الصناعية.
التساؤلات حول سياسة ترامب تنبع من اعتزامه وقف برنامج الدعم الحكومي الخاص بإنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية، والذي يهدف إلى جعل دعم المنتجين الأميركيين، في مواجهة سيطرة صينية متنامية في هذا المجال.
يتفق ستراوبل مع شريكه السابق، ماسك، بخصوص عدم جدوى إنفاق الدعم احكومي على الشركات، بل يرى كل منهما أنه من الافضل ترك المجال مفتوحا لقوى السوق، والتجديد الصناعي القائم على الابتكار والاختراع، بدلاً عن ذلك.
تفاؤل ستراوبل يأتي من النجاح الهندسي والمالي لريدوود ماتيريال، فقد أعلنت الشركةن ولأول مرة، عن مداخيل تفوق 200 مليون دولار هذه السنة، مع وجود إمكانية نمو كبيرة.
مستودع الهواء الطلق الذي يحيط بمقر الشركة، ووحداتها الصناعية، يحتوي على آلاف البطاريات المستعملة في السيارات الكهربائية سابقاً، والتي يتم استخراج المعادن الهامة منها، خصوصاً الليثيوم والنيكل.
تعتمد ريدوود ماتيريال على عمليات كيميائية متنوعة، لفصل المكونات المعدنية عن غيرها، قصد إعادة استخدامها في صناعة بطاريات جديدة، وهو ما دفع ستراوبل إلى تشبيه تلك العملية، بمصافي النفط، التي تكرر النفط الخام وتفصل مختلف مكوناته، قصد استخدامها في السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.
تقول الشركة إن حجم البطاريات التي تمت رسكلتها (إعادة تدويرها)، أو إعادة تكريرها هذه السنة، كما يصف ذلك ستراوبل، يعادل 20 غيغا وات – ساعة أي ما يكفي 250 ألف سيارة كهربائية.
الخطوة المقبلة التي تعتزم ريدوود ماتيريال تنفيذها، هي تصنيع البطاريات الجديدة في الشركة نفسها، ما يحقق الاندماج الصناعي، ويساعد على تحقيق حلم ستراوبل وماسك في الوصول إلى دورة صناعية مغلقة، للمكونات الخاصة ببطاريات السيارات الكهربائية، ما سيؤمن الاستغناء بصفة شبه كاملة عن المنتجات الصينية، سواء من البطاريات أو المعادن النادرة، التي تسيطر بكين على إنتاجها على مستوى عالمي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يقود ثورة في الأسواق.. فرص استثمارية واعدة بمبلغ 200 دولار
يهيمن اتجاه واحد على السوق منذ أكثر من عامين الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث أضافت الشركات مجتمعة تريليونات الدولارات إلى قيمتها السوقية بفضل الإنفاق الهائل على الذكاء الاصطناعي وحماس المستثمرين لإمكاناته.
وعلى الرغم من الارتفاع الكبير الذي تشهده السوق حاليًا، فقد يكون هناك المزيد من الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
تتوقع شركة الأبحاث IDC أن تنفق الشركات 307 مليارات دولار على حلول الذكاء الاصطناعي هذا العام، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى أكثر من 632 مليار دولار بحلول عام 2028.
بالطبع، لن تكون كل شركة فائزة من كل هذا الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. وحتى لو كانت الشركة لديها آفاق عظيمة، يجب أن يقدم سهمها قيمة جذابة، وهو أمر يزداد صعوبة وسط ارتفاع الأسهم.
لكن المستثمرين الذين لديهم 200 دولار فقط يمكنهم العثور على فرص رائعة بين أسهم الذكاء الاصطناعي في السوق اليوم. إليك ثلاثة خيارات استثمارية مضمونة في الوقت الحالي.
1. ألفابيت (Alphabet)
ألفابيت (GOOG -1.82%) (GOOGL -1.78%) هي الشركة الأم لجوجل، وتخطط لإنفاق مبلغ ضخم على بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في عام 2025. تتوقع الإدارة إنفاق 75 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام، بشكل أساسي للخوادم.
يشير ذلك إلى الفرصة التي تراها الإدارة في الذكاء الاصطناعي، وهي تظهر بالفعل علامات قوية على الاستفادة من هذه الفرصة. بدأت الشركة في دمج الردود التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على استعلامات البحث في عام 2023.
بحلول نهاية عام 2024، كانت هذه "نظرات عامة على الذكاء الاصطناعي" متاحة في 100 دولة وتدفع إلى زيادة الرضا والمشاركة مقارنة بنتائج البحث التقليدية.
والأهم من ذلك، أن جوجل لا تستنزف أعمالها الإعلانية. قال نائب الرئيس الأول لجوجل فيليب شيندلر في مكالمة أرباح الربع الرابع لألفابيت: "نرى بالفعل تحقيق الدخل بنفس المعدل تقريبًا".
الذكاء الاصطناعي يقف أيضًا وراء التطورات في منتجات مثل Google Lens وميزة "دائرة البحث" على أجهزة أندرويد. يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على تحسين أعمال جوجل الإعلانية، مما يسهل على المسوقين تطوير إعلانات إبداعية جديدة واختبار الحملات الإعلانية.
كانت Google Cloud مستفيدًا كبيرًا من زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي من الشركات الأخرى.
نما إيراداتها بنسبة 30% العام الماضي بينما توسع هامش التشغيل إلى 14%. قد تشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة حيث أشارت الإدارة إلى أنها لا تزال مقيدة بالقدرة التخزينية وأن منافسيها يتمتعون بهوامش تشغيل أعلى.
بينما تنفق ألفابيت بكثافة على الذكاء الاصطناعي، فإنها ترى عوائد قوية على استثماراتها. نما ربحية السهم بنسبة 39% العام الماضي ويتوقع المحللون نموًا إضافيًا بنسبة 12% هذا العام.
ومع ذلك، يتم تداول الأسهم مقابل 170 دولارًا فقط في وقت كتابة هذا التقرير، أي أقل من 19 ضعفًا لتوقعات أرباح المحللين لعام 2025. هذا صفقة رائعة للمستثمرين وتستحق مبلغ 200 دولار.
2. أبلايد ماتيريالز (Applied Materials)
يتطلب إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة الكثير من المعدات المتخصصة، وإحدى أكبر الشركات المصنعة للمعدات في العالم هي أبلايد ماتيريالز (AMAT -3.18%).
على عكس معظم الشركات المصنعة لمعدات أشباه الموصلات الأخرى، تمتلك أبلايد مجموعة واسعة من المعدات التي يمكن أن تخدم مجموعة من العملاء.
مع توسع إنتاج الرقائق وزيادة تعقيده، سيستمر الطلب على منتجات أبلايد في النمو. وهناك عاملان يضمنان أن أبلايد ستفوز بمعظم العقود الجديدة مع مصانع الرقائق.
أولاً، تستفيد من دورة حميدة، حيث تنفق مصانع الرقائق أموالًا أكثر مع أبلايد مقارنة بأي شركة مصنعة للمعدات الأخرى، مما يمنح الشركة المزيد للاستثمار في البحث والتطوير.
أنفقت 3.2 مليار دولار على البحث والتطوير لإنشاء معدات أكثر تقدمًا في عام 2024 قادرة على إنتاج رقائق متطورة وخفض معدلات الخطأ في هذا الإنتاج. هذه الميزانية تفوق منافسيها تمامًا، مما يضمن قدرتها على الاستمرار في تقديم معدات أفضل من أي شخص آخر في السوق لسنوات قادمة.
ثانيًا، لا تستطيع مصانع الرقائق تحمل وقت التوقف المطلوب لتبديل مزودي المعدات. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر من أن المعدات الأخرى لن تكون قادرة على مواكبة التطورات في التكنولوجيا، وهو خطر غير ضروري لأي مدير. بمعنى آخر، تكاليف التبديل للابتعاد عن معدات أبلايد مرتفعة للغاية.
تدير أبلايد أيضًا أعمال خدمات ذات هامش ربح مرتفع لضمان تشغيل معداتها كما هو متوقع. من المتوقع أن ينمو هذا العمل بسرعة مع زيادة تعقيد تصنيع الرقائق وزيادة مصانع الرقائق لإنتاج رقائق الجيل التالي.
مع تداول السهم مقابل 158 دولارًا فقط في وقت كتابة هذا التقرير، يبدو وكأنه صفقة رائعة لأي شخص يتطلع إلى البدء في الاستثمار في أسهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 200 دولار فقط.
يترجم سعر السهم هذا إلى نسبة السعر إلى الأرباح الآجلة حوالي 17 ومضاعف قيمة المؤسسة إلى المبيعات أقل من 5. بأي طريقة تنظر إليها، فهي قيمة رائعة لشركة تتمتع بالموقع التنافسي لشركة أبلايد ماتيريالز.
3. أدفانسد مايكرو ديفايسز (Advanced Micro Devices)
غالبًا ما يُنظر إلى أدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD -1.52%) على أنها تلعب الدور الثاني لشركة إنفيديا (NVDA -8.34%) عندما يتعلق الأمر بصنع وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) بالغة الأهمية لخوادم الذكاء الاصطناعي.
في الواقع، خيبت AMD آمال المستثمرين عندما توقعت انخفاضًا متتاليًا بنسبة 7% في الإيرادات للربع الأول من عام 2025، وأكدت أن أعمال مركز البيانات الخاص بها ستشهد انخفاضًا مماثلاً.
بالمقارنة، تتوقع إنفيديا زيادة متتالية بنسبة 9% في الإيرادات في الربع المماثل.
ومع ذلك، قد يقلل المستثمرون من قيمة أعمال وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بـ AMD جنبًا إلى جنب مع تقدمها في الحصول على حصة سوقية في سوق وحدات المعالجة المركزية x86 لكل من الخوادم وأجهزة الكمبيوتر الاستهلاكية.
بينما تتمتع إنفيديا بميزة كبيرة على AMD بفضل برنامج CUDA الخاص بها والأجهزة المتقدمة، توفر AMD مصدرًا مهمًا لمراكز البيانات الضخمة كمصدر ثانوي لقوة الحوسبة.
تتوقع الإدارة أن يصل إجمالي السوق القابل للتناول لرقائق مسرعات الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 500 مليار دولار في عام 2028. حتى حصة صغيرة من هذا السوق ستكون ضخمة بالنسبة لـ AMD، التي حققت 12.6 مليار دولار من الإيرادات من قطاع مركز البيانات الخاص بها العام الماضي.
والأهم من ذلك، أن AMD لديها الكثير من الإمكانات لزيادة هوامشها في الوقت الحالي. فقد رفعت هامشها الإجمالي من 45% إلى 53% في عام 2024.
وبينما قد لا تتمتع بقوة التسعير التي تتمتع بها إنفيديا، يجب أن تستفيد من توسيع نطاق عملياتها.
يجب أن يؤدي ذلك إلى توسع هامش التشغيل بشكل كبير على مدى السنوات القليلة المقبلة نحو هدف الإدارة طويل الأجل في منتصف الثلاثينيات من 24% العام الماضي.