قرب مدينة كارسون بولاية نيفادا الأميركية، توجد منشأة غريبة الشكل، تحيط بها مساحة كبيرة من الأراضي المنبسطة، التي تحولت إلى مستودع في الهواء الطلق لأكياس مختلفة الأحجام والأشكال، ما جعلها أشبه بمكب نفايات، ولا يوحي شكلها بأنها موقع صناعي.

المنشأة في الحقيقة هي مصنع رائد، أسسه جيفري ستراوبل، أحد المؤسسين السابقين لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، التي ذاع صيتها بعد النجاح الذي عرفته مع رئيسها، إيلون ماسك، الذي يحلم بأن يجعلها الأولى في مجالها.

ستراوبل وهو مهندس أنظمة طاقة، متخرج من جامعة ستانفورد، كان من الرعيل الأول الذي أسس شركة تسلا، وخلال سنوات خدمته فيها الـ 15، وصل إلى خطة رئيس المهندسين، أين أشرف على تصميم خلايا البطاريات، التي استعملت في النموذج الثالث، ويتم تصنيعها حتى الآن في مصنع تسلا الضخم للبطاريات.

خلايا البطاريات تعتبر أحد المكونات الرئيسية التي ساهمت إلى حد كبير في نجاح سيارات تسلا، بعد أن أعطتها قدرة كهربائية أعلى، ما منحها قوة دوران أقوى، ومدى قيادة أطول.

ووصلت ثقة إيلون ماسك في نجاح تصاميم ستراوبل إلى حد جعلها مفتوحة ومتاحة للعموم، وخصوصاً للشركات المنافسة، في إحدى أكبر عمليات التفويت في الأسرار الصناعية في القرن 21.

لكن نظراً للتسلسل الصناعي الفريد الذي تتم بموجبه صناعة تلك البطاريات، عجزت الشركات المنافسة لتسلا في إنتاج بطاريات مماثلة بكلفة أرخص حتى بعد اطلاعها على الخصائص الفنية والهندسية للبطاريات التيب صممها ستراوبل.

في عام 2017، أسس ستراوبل شركة "ريدوود ماتريال"، مع الاكتفاء بدور استشاري في شركة تسلا.

الشركة الجديدة ومقرها نيفادا، متخصصة في رسكلة وإعادة تدوير المواد التي تصنع منها بطاريات السيارات الكهربائية.

رغم التقلبات السياسية التي تعيشها الولايات المتحدة، والتي تؤثر على الأسواق المحلية في أميركا، ونظيرتها العالمية على حد السواء، إلا أن ستراوبل متفائل بمستقبل شركته. وهو يرى أن سياسة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، ستكون إيجابية في ما يتعلق بالشركات الصناعية.

التساؤلات حول سياسة ترامب تنبع من اعتزامه وقف برنامج الدعم الحكومي الخاص بإنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية، والذي يهدف إلى جعل دعم المنتجين الأميركيين، في مواجهة سيطرة صينية متنامية في هذا المجال.

يتفق ستراوبل مع شريكه السابق، ماسك، بخصوص عدم جدوى إنفاق الدعم احكومي على الشركات، بل يرى كل منهما أنه من الافضل ترك المجال مفتوحا لقوى السوق، والتجديد الصناعي القائم على الابتكار والاختراع، بدلاً عن ذلك.

تفاؤل ستراوبل يأتي من النجاح الهندسي والمالي لريدوود ماتيريال، فقد أعلنت الشركةن ولأول مرة، عن مداخيل تفوق 200 مليون دولار هذه السنة، مع وجود إمكانية نمو كبيرة.

مستودع الهواء الطلق الذي يحيط بمقر الشركة، ووحداتها الصناعية، يحتوي على آلاف البطاريات المستعملة في السيارات الكهربائية سابقاً، والتي يتم استخراج المعادن الهامة منها، خصوصاً الليثيوم والنيكل.

تعتمد ريدوود ماتيريال على عمليات كيميائية متنوعة، لفصل المكونات المعدنية عن غيرها، قصد إعادة استخدامها في صناعة بطاريات جديدة، وهو ما دفع ستراوبل إلى تشبيه تلك العملية، بمصافي النفط، التي تكرر النفط الخام وتفصل مختلف مكوناته، قصد استخدامها في السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.

تقول الشركة إن حجم البطاريات التي تمت رسكلتها (إعادة تدويرها)، أو إعادة تكريرها هذه السنة، كما يصف ذلك ستراوبل، يعادل 20 غيغا وات – ساعة أي ما يكفي 250 ألف سيارة كهربائية.

الخطوة المقبلة التي تعتزم ريدوود ماتيريال تنفيذها، هي تصنيع البطاريات الجديدة في الشركة نفسها، ما يحقق الاندماج الصناعي، ويساعد على تحقيق حلم ستراوبل وماسك في الوصول إلى دورة صناعية مغلقة، للمكونات الخاصة ببطاريات السيارات الكهربائية، ما سيؤمن الاستغناء بصفة شبه كاملة عن المنتجات الصينية، سواء من البطاريات أو المعادن النادرة، التي تسيطر بكين على إنتاجها على مستوى عالمي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة

إقرأ أيضاً:

تسلا تعلن إنتاج سيارات كهربائية جديدة بأسعار رخيصة

أميرة خالد

كشفت شركة تسلا عن استمرار خططها لتقديم نماذج كهربائية أرخص بأسعار معقولة في النصف الأول من عام 2025.

وقالت تسلا في تقرير أرباح الربع الرابع لعام2024، أن هذه السيارات ستُبنى على خطوط الإنتاج الحالية للشركة، باستخدام مزيج من التقنيات الحالية والجيل القادم من منصاتها.

واستخدمت تسلا نفس اللغة تقريبًا في تقرير أرباح الربع الثاني لعام 2024، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول الطراز الجديد أو موعد الكشف عنه رسميًا.

وأشارت تسلا إلى أن بعض تقنيات Cybertruck ستجد طريقها إلى سياراتها المستقبلية، مثل: التوجيه بالأسلاك، هندسة 800 فولت، التوجيه بالعجلات الخلفية، تقنيات إنتاج متقدمة (Gigacasting).

لكن من غير المتوقع أن تتضمن السيارات الاقتصادية كل الميزات المتطورة، مثل نظام التعليق الهوائي، حيث تسعى تسلا إلى تحقيق توازن بين السعر والإنتاجية، بهدف زيادة المبيعات بنسبة 60%.

وأكدت تسلا أيضًا أن مركبتها ذاتية القيادة بالكامل، Cybercab، لا تزال على المسار الصحيح للدخول في الإنتاج الضخم بحلول 2026، لكنها مشروع منفصل عن السيارات الأرخص المنتظرة.

اقرأ أيضا:

الصين ترد على تسلا بالسيارة الكهربائية الخارقة BYD Yangwang U9 ..  فيديو

 

مقالات مشابهة

  • “كويكب جديد” يتبين أنه سيارة تسلا لإيلون ماسك
  • هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
  • فولفو العالمية تخطط لإنشاء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مصر
  • تسلا تعلن إنتاج سيارات كهربائية جديدة بأسعار رخيصة
  • لمحبي السيارات الكهربائية.. سعر ومواصفات MG4 الجديدة
  • هوندا في ورطة.. تعطل محركات السيارات فجأة يجبر الشركة على الاستدعاء
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • ‎أمريكا تعثر على الصندوقين الأسودين للطائرة التي تحطمت في واشنطن
  • تسلا: إنتاج سيارات جديدة بأرخص الأسعار
  • ترامب لماسك: أعيدوا رائدي الفضاء العالقين حالا