باعوا الوقت في شوارع لندن.. حكاية عائلة هنري مع «جرينتش»؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر لم تكن هناك طريقة أفضل لمعرفة الوقت الصحيح في وسط لندن، لم تكن هناك أجهزة راديو أو هواتف أو إشارات وقت عبر التلغراف الكهربائي بعد، وكانت ساعة الجيب التي ابتكرها جون هنري بيلفيل هي الأحدث في عالم التكنولوجيا، إذ كانت توفر الوقت بدقة كبيرة، لكنه توفي عام 1856، وكان من الممكن أن تنتهي قصته على هذا الأمر، لكن زوجته ماريا التي لقبت فيما بعد بـ سيدة ساعة جرينتش، ورثت الساعة وباعت الوقت لعملائه، وفق موقع «sciencemuseum».
في منتصف القرن التاسع عشر، كان مرصد جرينتش يوفر الوقت بدقة شديدة، وفي المرصد الواقع شرقي لندن، وكان الناس يعرفون الوقت بالضبط منه، لكن بعد عدة سنوات ظهرت حلول مختلفة، وكان أحدها التلغراف، وكان اثرياء لندن الذين يمتلكون أحد أجهزة الاستقبال التلغرافية الجديدة في مكتبهم، ينتظرون انتظار تلغرافية في وقت معين من اليوم، وحدث ذلك لأنه في أربعينيات القرن التاسع عشر، عندما طور المخترع ألكسندر باين نظامًا لتصحيح ساعة بعيدة تلقائيًا عن طريق وصلة تلغرافية، لكن هذه الفكرة كانت متقدمة جدًا عن عصرها.
التطور لم يكن في مصلحة عائلة بيلفيل التي ابتكرت من قبل ساعة الجيب، وكانت ماريا زوجة جون هنري بيليفل وابنتها تعملان في هذه المهنة، التي بدأت في عام 1836 عندما أنشأ عامل المرصد جون هنري بيلفيل خدمة لمائتي عميل، وكان يتوقف كل صباح عند المرصد لضبط ساعته الزمنية وفقاً لتوقيت جرينتش؛ ثم ينطلق في عربته لضبط ساعات عملائه الذين يدفعون له بعملات هذا الزمن لشراء الوقت، ثم توفي جون بعد عشرين عاماً، واستمرت أرملته ماريا بيلفيل في ممارسة المهنة، وعندما تقاعدت في عام 1892، واصلت ابنتهما روث العمل في هذه المهنة.
التلغراف يهدد روث بليفيلأما مسيرة روث بيليفل الابنة فقد واجهت عقبة كبيرة عام 1908، يحكيها الكاتب الإنجليزي ستيفن باترسبي، موضحًا أن الأزمة حدثت بسبب جون وين، مدير أكبر شركة مخصصة لتوزيع إشارات الوقت تلغرافيًا.
وقف «وين» أمام مجموعة من أعضاء مجلس مدينة لندن وأعضاء المجلس البلدي للتنديد بالإهمال الذي تتسم به الوسائل غير البرقية المستخدمة في توزيع الوقت، وقد تضمَّن حديثه هجوماً شاملاً على روث بيلفيل، وهناك أدلة تشير إلى أنه لم يهاجم طريقتها البسيطة في توزيع الوقت فحسب، بل هاجم شخصيتها أيضاً.
ولكن لم تكن المنازل والشركات الصغيرة تمتلك محطات تلغراف داخلية، وبالنسبة لبعض الناس، كان وجود توقيت جرينتش الدقيق في منازلهم مجرد أمر يتعلق بالمكانة الاجتماعية، وفي كل الأحوال، تجاهل مرصد جرينتش هجوم وين، وزادت قائمة المشتركين في خدمة روث بيلفيل نتيجة للدعاية التي قدمها لها.
لذا استمرت في القيام بجولاتها، واستخدم الناس خدماتها حتى بعد دخول الراديو إلى حياتهم، ولم تغلق روث بيلفيل البالغة من العمر 86 عامًا خدماتها أمام خمسين عميلًا متبقين إلا مع بداية الحرب العالمية الثانية، ثم انتهى العمل التجاري الذي عمره 103 أعوام.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
حكاية قصر أوزوالد فيني.. تراث معماري يحكي تاريخ أغنى أغنياء الإسكندرية (فيديو)
قصر أوزوالد فيني أحد الأبنية التراثية المعمارية بالإسكندرية تم بناؤه عام 1907 على يد المهندس المعماري جان ساين وكان أوزوالد فينى يسكن طابق واحد في المبنى وبعد توسع أعماله قام بشراء المبنى بالكامل وأعاد إنشاؤه كما أنشأ عمارتين بجوار القصر ليتخذها مقر للمكاتب الخاصة بشركاتة، والقصر مسجل في قائمة المباني التراثية برقم 24، والعمارتان مسجلتان في قائمة المباني التراثية برقم 22 / 25 ويقع القصر والعمارات في شارع الدكتور أحمد عبد السلام بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية، بحسب محمد السيد، مسئول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ «الوطن».
رئيس الجالية البريطانيةوتابع أن أوزوالد فينى رجل أعمال بريطاني من أصول إيرلندية كان من أغنى رجال الأعمال في الإسكندرية ورئيس الجالية البريطانية في مصر وصديق مقرب للسلطان حسين كامل، امتلك العديد من الشركات مثل شركة المغازل المحلية، شركة الإسكندرية لتجارة القطن، شركة الإسكندريه للتأمين وشركة إيموبيليير دى ترانس وكان عضواً في المجلس البلدي في الإسكندرية وبورصه مينا البصل، كما احتكر صناعة الخميرة وما يسمى بالأكسجين الايثيلى وتوزيع الألبان، كما امتلك مؤسسة للنشر تسمى الشركة الشرقية للنشر عام 1925 وكانت هي المسؤولة عن إصدار عدد من الجرائد والمجلات مثل إيجيبشيان جازيت وإجيبشيان ميل و لابورس إيجيبسيان و لا برورجريه إيجيبسيا.
امتلك شركة للعقارات وقام بإنشاء الكثير من المباني أهمها مساكن فينى أو كما يطلق عليها فيلات فينى في حى الحضرة في الإسكندرية وكذلك عدد من الشاليهات في حى سيدي بشر في الإسكندرية والتى هدمت وأقيم محلها عدد من العمارات وكذلك عدد من الفيلات في حى الدقي في القاهرة.
إقامة الحفلات والمسابقات الرياضيةوأضاف مسئول الوعي الأثري، أن أوزوالد فينى تزوج في تريستا في إيطاليا عام 1920 من السيدة جوزا أو جوسا وكان يكبرها بحوالي عشرين عامًا، ولم ينجب منها ولذلك تبنى طفلين هما جون وجوزى واللذان أقاما في فيلا في منطقة جليم كانت ملكاً لفينى، واشتهرت العائلة بعلاقتها القوية بجميع العائلات الثرية في الإسكندرية مثل منشا ورولو وعدس وكذلك إقامة الحفلات التي استضافت فيها أهم الشخصيات السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية في الإسكندرية وإقامة المسابقات الرياضية في نادي سبورتنج.
هجرة فينىوكانت نهاية اوزوالد فينى كما روى مسئول الوعي الأثري بآثار الإسكندرية، أنه هاجر إلى جنوب افريقيا بسبب اقتراب الجيوش الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية وزار مصر بعد الحرب وعاد مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا وبعد وفاته عادت زوجته إلى مصر وأعاد الرئيس محمد أنور السادات إليها أملاكهم وقامت ببيعها عام 1983 وانتقلت ملكية القصر إلى البنك الأهلي المصري.