الأكبر منذ سنوات.. حقائق عن عملية ردع العدوان الجارية بسوريا
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
في عملية عسكرية هي الأكبر منذ سنوات في سوريا، سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على غالبية مدينة حلب في شمال سوريا، وعلى مطارها الدولي وبلدات استراتيجية في محافظتي إدلب وحماة المجاورتين.
واستهدفت هذه العملية المباغتة التي تحمل اسم "ردع العدوان"مناطق يسيطر عليها النظام في شمال وشمال غرب سوريا.
بدأت عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر 2024، وأعلنت الفصائل إن هدفها توجيه "ضربة استباقية لقوات النظام السوري".
وفي العام 2015، تمكّن نظام الرئيس بشار الأسد بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، من استعادة السيطرة على جزء كبير من البلاد، وعلى مدينة حلب بأكملها عام 2016 بعد حصار محكم وقصف مدمّر.
مع ذلك، بقيت مناطق واسعة خارجة عن سيطرته، إذ استمرّت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وحلفاؤها في السيطرة على أجزاء من محافظة إدلب (شمال غرب) وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب وحماة واللاذقية. كما تسيطر القوات الكردية المدعومة أميركيا على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.
لكن وفي يوم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله بعد نزاع بين الطرفين امتد 13 شهرا على خلفية حرب غزة، شنّت الفصائل التي تنسّق عملياتها ضمن غرفة عمليات مشتركة، الهجوم.
وأودت العمليات العسكرية حتى الآن بحياة أكثر من 311 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم مدنيون قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.
أهدف العمليةحدد الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين، حسن عبد الغني، أهداف العملية العسكرية في أنها تسعى لكسر "مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع مليشياته".
وأضاف في صفحته على "إكس" أنها تهدف أيضا إلى الدفاع عن المدنيين في وجه تهديد حشود النظام العسكرية أمنَ المناطق المحررة، وإعادة المهجّرين إلى ديارهم.
خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تعرضت المناطق المحررة لأكثر من 1500 غارة معادية، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج، تسببت بنزوح 1500عائلة.#إدارة_العمليات_العسكرية #ردع_العدوان
— حسن عبد الغني (@hasanabdalgany) November 29, 2024
كما تسعى الفصائل إلى إبعاد نفوذ النظام والمليشيات عن مناطق سيطرة المعارضة بشمال غربي سوريا.
وقال المتحدث إنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، "تعرضت المناطق المحررة لأكثر من 1500 غارة معادية، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج، تسببت بنزوح 1500عائلة".
من جانبه، اعتبر رئيس "حكومة الإنقاذ" التي تدير مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام محمد البشير، الخميس، أن سبب العملية العسكرية هو حشد النظام "في الفترة السابقة على خطوط التماس وقصفه مناطق آمنة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين".
وامتنعت القوى الداعمة لكلّ من الطرفين حتى الآن عن الإدلاء بأي تعليق تصعيدي.
ويأتي هذا الهجوم المباغت والكبير في وقت تعثّرت فيه جهود التقارب بين سوريا وتركيا خلال العامين الماضيين.
ودفعت روسيا وإيران نحو خفض للتصعيد بين سوريا وتركيا، لكن دمشق تؤكّد أنه ينبغي على أنقرة سحب قواتها من أراضيها قبل أي تطبيع للعلاقات.
ودعمت أنقرة إسقاط النظام السوري بعيد اندلاع النزاع في العام 2011، لكنها خفّضت من حدّة موقفها تجاه دمشق مع استعادة القوات السورية السيطرة تدريجيا على مناطق في البلاد.
وجاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
والسبت، أكد المرصد السوري أنّ هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها باتت "تسيطر على "غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون".
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا أودى بأكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام ردع العدوان
إقرأ أيضاً:
بعد توقفها لأكثر من 4 سنوات.. لماذا تجددت المعارك في سوريا؟
عادت المعارك لتشتعل في شمال غرب سوريا، بعد هدنة استمرت منذ عام 2020، بين الجيش السوري من جهة وهيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة من جهة أخرى.
وشهدت مناطق ريف حلب وإدلب خلال الأيام الأخيرة مواجهات دامية أسفرت عن مقتل نحو 100 عنصر من الطرفين، وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إطلاق عملية عسكرية جديدةأطلقت هيئة تحرير الشام يوم الأربعاء عملية عسكرية أسمتها “ردع العدوان” في ريف حلب، مستهدفة مواقع الجيش السوري.
وأسفرت العملية عن مقتل 37 جنديًا سوريًا، بينهم أربعة ضباط، بالإضافة إلى مقتل 44 عنصرًا من مقاتلي الهيئة، وشهدت الاشتباكات تقدمًا ميدانيًا لهيئة تحرير الشام التي سيطرت على 21 قرية في أقل من 12 ساعة.
في المقابل، رد الجيش السوري بشن غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية للفصائل المسلحة، إلى جانب قصف مناطق سكنية قرب إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم ثمانية أطفال، وإصابة 12 آخرين.
أهداف العملية وتطور الأوضاعتهدف هيئة تحرير الشام من عمليتها العسكرية إلى إعادة نحو 100 ألف مهاجر إلى مدنهم وقراهم التي تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من إيران، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
وتستمر المواجهات مع تقدم الهيئة في ريف حلب الغربي، في وقت تستمر فيه عمليات القصف من قبل الجيش السوري على مناطق في إدلب وأريحا وسرمدا، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات نحو الحدود التركية.
الصراع في شمال غرب سوريااندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، ومنذ ذلك الحين تمكن نظام الرئيس بشار الأسد، بدعم من روسيا وإيران، من استعادة السيطرة على معظم أراضي البلاد، ومع ذلك، تظل مناطق شمال غرب سوريا تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، التي تُصنَّف منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا عام 2020، استمر التوتر في هذه المناطق، خاصة مع غياب حل سياسي شامل للأزمة السورية. وتظل هذه المنطقة من أكثر المناطق تعقيدًا في الصراع، حيث تواجه هيئة تحرير الشام ضغطًا من القوات السورية والروسية، إلى جانب منافستها لفصائل مدعومة من تركيا.
انعكاسات العمليات العسكرية وتزامنها مع التطورات الإقليميةتزامنت هذه المواجهات مع التهدئة في جنوب لبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تشير إلى تصعيد محتمل في جنوب سوريا، لا سيما في حال أقدمت إسرائيل على تحركات عسكرية في مناطق القنيطرة ودرعا.
في الوقت ذاته، يُنظر إلى التصعيد شمالًا على أنه محاولة للضغط على النظام السوري سياسيًا أو لإعادة رسم موازين القوى على الأرض، مما يعكس استمرار تعقيد المشهد السوري في ظل تضارب المصالح الدولية والإقليمية.