نجا وحيدًا.. طفل غزاوي يوجه رسالة لأطفال العالم ويروي معاناته
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
وجه الطفل الفلسطيني شهاب أبو معمر البالغ من العمر 12 عاما رسالة لأطفال العالم، فيما روى معاناته من القصف الإسرائيلي بغزة وتلقيه خبر وفاة أفراد عائلته حتى تقديم المساعدة له.
وفقد الطفل الغزاوي أسرته جميعها، والديه وأخته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في منطقة الفخاري بين خان يونس ورفح بقطاع غزة أواخر 2023، ليخرج وحيدا، حاملا معاناته التي عاشها، حيث وصل إلى تركيا واستقر بها، وبدأ فيها رحلة دراسية ونشاط إنساني ليكون صوتا لأطفال غزة المظلومين.
وروى الطفل شهاب قصته بعد استقراره في إسطنبول، وما عايشه من قصف والمراحل التالية في حياته، وصولا لاستكمال حياته وتعليمه في تركيا، كاشفا عن رغبته بأن يكون مهندسا يعيد بناء غزة.
واستعاد شهاب ذكريات تلك اللحظة المفجعة قائلا: "في يوم 20 ديسمبر 2023، كنا نجلس كعادتنا، وفجأة تحول المكان من مضيء إلى مظلم، مع انتشار رائحة البارود والركام. كان كل شيء متغيرا. لم أكن أدري ما العمل. سمعت أصوات الإسعاف وأدركت أن منزلنا قد قصف".
فقد شهاب والده وأخته الصغيرة على الفور في القصف، فيما احتضن أمه المصابة التي تعرفت عليه بعد أن استفاقت من غيبوبتها لمدة أسبوع. لكنه فقدها لاحقا متأثرة بجراحها نتيجة إصابات بالغة في الرئة والكلى.
وأضاف الطفل شهاب الدين أبو معمر: "أخبروني باستشهاد والدي وأختي. أما والدتي، فقد فارقت الحياة بعد 9 أيام من الحادثة نتيجة إصابتها الخطيرة. كانت أختي الصغيرة معي في الطابق الثاني، ولكنها نزلت إلى الطابق السفلي قبل دقائق من القصف لتكون مع والدي واستشهدت معه".
وحول ما عايشه من قصف، قال: "وقفت بعد أن كنت جالسا، والركام يغطي الأرض من حولي. كنت أمشي بين الحجارة والزجاج المتناثر في كل مكان. نظرت حولي، ولم أجد الجدار الذي كنت أعلم أنه كان موجودا. بدأت ألاحظ أضواء خافتة، كانت في الواقع أضواء جوالات تقترب وتقف عند منزلنا، ثم سمعت صوت سيارات الإسعاف وهي تصل".
وأردف: "في تلك اللحظة، أدركت تماما أن بيتنا قد قصف. نزل عمي من الطابق الثالث، بينما كنت أنا في الطابق الثاني. كان ينادي ويبحث عن أي ناجين، فأجبته. أخذني ونزلنا معا إلى الأسفل، ثم سلمني لأحد الجيران. تم نقلي إلى المستشفى بواسطة سيارة عادية. كنا خمسة أشخاص تقريبا في السيارة التي أقلتنا إلى المستشفى".
وواصل شهاب سرد تفاصيل ما حدث بعد القصف، قائلا: "في أماكن القصف، تتوقف أي سيارة تمر على الطريق بشكل طبيعي لتحمل المصابين وتنقلهم إلى المستشفى. وهذا ما حدث معنا، نقلونا بسيارة عادية إلى المستشفى.. عند وصولنا، كانت الجثث ممددة عند باب الطوارئ على الأرض، بينما كان المصابون على فراش بسيط على الأرض. مكثت في المستشفى يوما واحدا، وهناك تلقيت خبر استشهاد أبي وأختي. الحمد لله على كل حال".
وبعد فقدان أسرته، عاش شهاب في غزة لفترة قصيرة، ثم غادر إلى مصر حيث أمضى ستة أشهر حاول خلالها الحصول على تأشيرة للتنقل إلى تركيا. وتمكن من الوصول واستقر في إسطنبول حيث يدرس الآن في مدارس القدس التي تتبع المنهج الفلسطيني.
وأوضح شهاب: "الحمد لله بعد محاولات كثيرة أتيت إلى تركيا وحصلت على إقامة، وهذا أول نشاط لي لأكون صوت أطفال غزة الأيتام وأكون صوت المظلومين".
وتابع: "أدرس الآن في مدارس القدس، بالمنهج الفلسطيني وأريد أن أكمل تعليمي وأكون صوت أطفال غزة اليتامى وأكون صوت المظلومين في غزة وهذا هو أول نشاط لي".
وشدد "رسالتي لأطفال العالم أنهم هم في نعمة مقابل ما يعيشه أطفال غزة. هناك أطفال في غزة يعيشون أوقاتا صعبة ويتحملون مسؤولية لم يتحملها رجال".
وتعهد الطفل في ختام حديثه بالعودة لغزة مستقبلا وإعادة بنائها بالقول "إذا أعلن وقف إطلاق النار غزة سترجع كما كانت بشبابها ورجالها إن شاء الله، وأنا سوف أرجع إلى غزة، أحب أنا أصير بالمستقبل مهندسا، وأعيد بناء غزة".
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي تحظى بدعم أمريكي مطلق، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى والمفقودين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اطفال غزة اسطنبول اسرائيل الطفل الفلسطيني القصف الاسرائيلى إلى المستشفى أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
ابن سلمان يوجه رسالة نادرة إلى المعارضين في الخارج.. دعاهم للعودة (شاهد)
وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رسالة نادرة إلى المعارضين في الخارج، دعاهم فيها إلى العودة للمملكة دون تعرضهم لأي مساءلة.
ونقل رئيس جهاز أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني، رسالة ابن سلمان عبر قناة "إم بي سي"، قائلا إن هذه الرسالة هي توجيه حرفي من ولي العهد.
وأضاف "المملكة ترحب بعودة من يسمّون أنفسهم معارضة في الخارج، بشرط ألا يكون عليهم حق خاص كجرائم القتل أو السرقة أو الاعتداء".
وأشار إلى أن "من كان مجرد مغرر به أو مستغل من جهات مغرضة، فإن الدولة لن تعاقبه إذا قرر العودة، وذلك بتوجيه من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وزعم الهويريني أن نحو 20 بالمئة من المعتقلين السعوديين على خلفية قضايا سياسية، تم اعتقالهم بناء على رغبة ذويهم، لعلمهم وجود مسار تصحيح فكري داخل السجن، بحسب قوله.
وخلال الشهور الماضية، عاد عدد من المعارضين السعوديين غير المعروفين إلى المملكة، فيما يرفض آخرون ذلك لعدم ثقتهم بوعود السلطات السعودية.
وفي تعليقه على دعوة ابن سلمان، قال المعارض المقيم في كندا عمر الزهراني، إنه وغيره من المعارضين البارزين لن يعودوا، منوها إلى أن الدعوة هذه موجهة بالأساس إلى معارضين جدد، أو أشخاص يقيمون في الخارج ويخشون المساءلة في حال عودتهم إلى المملكة.
وقال الزهراني إنه وبواقع تجربة شخصية مع ولي العهد، فإنه غير مقتنع بهذه الدعوة، مشيرا إلى أن أشقائه وأصدقائه معقتلين منذ العام 2018، كوسيلة ابتزاز لإجباره على العودة.
ولفت إلى أن هذه الدعوة تأتي ربما في سياق محاولة السعودية إصلاح الوضع الحقوقي، لجذب الاستثمارات الخارجية.
وخلال الأسابيع الماضية، أفرجت السعودية عن العشرات من المعتقلين بينهم دعاة وناشطين وأكاديميين بارزين.
معالي رئيس أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني ينقل على لسان الأمير محمد بن سلمان رسالة هامة عنوانها الأساسي أبواب الوطن مفتوحة ???????????????????????? pic.twitter.com/dqcsLg0kCS
— علي العلياني (@Ali_Alalyani) March 2, 2025