إيران تتهم إسرائيل بإثارة الفوضى فى سوريامقتل 16 مواطنا وإصابة 20 آخرين فى مجزرة بالطائرات الحربية
استهدفت الغارات حى الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا»، وأسفرت الضربات الجوية وعمليات القصف البرى والمقاومة المحدودة لعناصر قوات الجيش السورى عن مقتل 20 عنصرا من التنظيمات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، وتوغلت الفصائل المسلحة داخل أحياء مدينة حلب، وسيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون، وانسحب محافظ حلب وقيادات الشرطة الأفرع الأمنية من وسط المدينة، وفرت فرق قوات الجيش السورى المقاتلة والتعزيزات من المدينة إلى منطقة السفيرة.
وأطلقت فصائل الجيش الوطنى الموالى لتركيا والتابع للائتلاف السورى المعارض، عملية عسكرية جديدة تحت مسمى «فجر الحرية» بدءا من ريف مدينة الباب شرقى حلب فى سوريا، وأعلنت السيطرة على 3 قرى، من خلال غرفة عمليات منفصلة عن هيئة تحرير الشام.
كما أعلنت الفصائل المسلحة بقيادة ما تعرف بهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا»، السبت، سيطرتها على 75 %من أحياء حلب وفرضت حظر التجوال المسائى داخل الأحياء، وأعلنت الفصائل أن حلب ستتبع إداريا لما تعرف بحكومة الإنقاذ وهى حكومة الجولانى التى تدير إدلب وريفها، ولا تزال الفصائل المسلحة، تحرز تقدما على الأرض داخل مدينة حلب دون أى مقاومة تذكر.
وأكد الجيش السورى، أمس، أنه اضطر للقيام بعملية إعادة انتشار بهدف التحضير لهجوم مضاد على جبهتى حلب وإدلب بعد خوضه معارك عنيفة هناك مع تنظيمات إرهابية.
ونشرت القوات العراقية 3 ألوية من الجيش العراقى ولواءين من الحشد الشعبى على مساحة واسعة من الحدود مع سوريا من شمال سنجار حتى القائم، بعد إعلان وزير الدفاع العراقى ثابت محمد العباسى، أن قوات الجيش بجميع صنوفها وتشكيلاتها جاهزة لحماية حدود وسماء العراق من أى خطر جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية الأخرى
وأعلنت إيران أن إسرائيل هى من تقود الهجمات ضد سوريا، وقال قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامى، أمس، إن «المهزومين فى غزة ولبنان يقودون اليوم الهجمات فى سوريا»، فى إشارة إلى إسرائيل.
وأضاف أنه بعد «الهزائم الاستراتيجية»، التى منيت بها إسرائيل فى جبهتى غزة ولبنان، شنت الجماعات التكفيرية الإرهابية، تحت قيادة وتوجيه المهزومين فى ميادين القتال فى غزة وجنوب لبنان، هجمات وحشية جديدة على سوريا فى الأيام الماضية.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان: أن «ما لا يقل عن 16 مواطنا قتلوا و أصيب 20 آخرون فى مجزرة مروعة ارتكبتها الطائرات الحربية يرجح أنها روسية باستهداف حشد بشرى عند دوار الباسل فى مدينة حلب».
وأضاف المرصد: «بلغت حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين فى عملية الفصائل المسلحة المستمرة ليومها الرابع فى ريفى إدلب وحلب، إلى 327 قتيلا».
«وقضت الغـارة الحربية على عدد كبير من الإرهابيين خلال تجمعهم فى ساحة دوار الباسل بمدينة حلب.
وأعلن الجيش السورى تنفيذ عملية إعادة انتشار على جبهتى حلب وإدلب هدفها تدعيم خطوط الدفاع والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود والتحضير لهجوم مضاد.
وقتل اللواء أحمد خضر العلى، رئيس الفرع العسكرى لمدينة حلب، خلال هجوم التنظيمات المسلحة السورية على المدينة، بحسب نعى تم نشره من قبل ذويه، والذى ذكر فيه أنه قتل فى مدينة حلب.
ومن جهتها، أعلنت فصائل مسلحة فى سوريا، فرض حظر شامل للتجوال فى مدينة حلب، بعد إحكام سيطرتها عليها.
وشددت الفصائل، فى بيان، على أن حظر التجوال يبدأ فى مدينة حلب من الساعة الخامسة مساء أمس حتى الخامسة مساء اليوم.
وأضافت أن حظر التجوال يقع «تحت طائلة المساءلة، وذلك حفاظا على سلامة أهلنا فى المدينة وتأمينا للممتلكات الخاصة والعامة من العبث».
ومن جانبه، عقد مجلس الوزراء السورى، أمس، اجتماعا عاجلا لمتابعة تطورات الأوضاع الميدانية فى محافظة حلب ومحيطها.
وقال بيان مجلس الوزراء السوري: «تم خلال الاجتماع تناول واقع العمل فى محافظة حلب على وجه الخصوص، وبحث السبل الممكنة للاستمرار بتقديم الخدمات للإخوة المواطنين فى المحافظة وفى كافة المحافظات السورية فى ضوء وصول المجموعات الإرهابية إلى بعض الدوائر الحكومية والخدمية فى محافظة حلب وترهيب العاملين فيها ومنعهم من الاستمرار بتقديم الخدمات للإخوة المواطنين».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تعزيزات عسكرية الضربات الجوية الفصائل المسلحة الجیش السورى تحریر الشام فى سوریا
إقرأ أيضاً:
معارضون: دمشق على موعد مع ثورة جديدة
فى حين احتفل بعض السوريين بتولى أحمد الشرع رئاسة الدولة السورية، تساءل آخرون عن كيفية اتخاذ قرار ترقية الزعيم المعارض الذى أعلن عبر وكالة الأنباء الرسمية سلسلة من القرارات بالغة الأهمية، فقد أعلن التحالف الذى يرأسه الشرع أنه رئيس لفترة انتقالية، وألغى الدستور وحل المجلس التشريعى والجيش اللذين تشكلا فى ظل دكتاتورية بشار الأسد، ولم يذكر ائتلافه إلى متى ستستمر هذه الفترة الانتقالية، ولم يتضح ما إذا كان تعيينه يحظى بدعم واسع النطاق عبر مجموعة متنوعة من الفصائل خارج ائتلافه.
وفى حين احتفل بعض السوريين بهذه الإعلانات، أبدى آخرون حذرهم من الطريقة التى اتخذت بها القرارات وقرار الشرع بعدم التحدث مباشرة إلى الشعب السورى الا بعد مرور أكثر من ٢٤ ساعة.
وبحسب تحليل نيويورك تايمز الأمريكية، عبرت الدكتورة سلام سعيد الباحثة السورية والمحاضرة السابقة فى جامعة برلين الحرة عن قلق السوريين التقدميين وغيرهم بشأن دورهم ومشاركتهم فى هذه الدولة الجديدة. بجانب شعورهم بالتخلف عن الركب فى كل هذه القرارات. وتضيف: «يقولون رئيسًا مؤقتًا، وفترة انتقالية. ولكن ما مدة هذه الفترة؟».
وفى الأسابيع الأخيرة، واجه الشرع انتقادات بسبب فشله فى إلقاء خطاب واحد موجه إلى الشعب السورى منذ تولى ائتلافه السلطة فى أوائل ديسمبر. ولكن خلال تلك الفترة، نشرت القيادة الجديدة سلسلة من الاجتماعات بين الشرع والدبلوماسيين الأجانب الزائرين.
كما أثارت الطريقة التى أعلنت بها القيادة قرارات حاسمة خلال اجتماع خاص مع العديد من الجماعات المتمردة الأخرى فى القصر الرئاسى انتقادات واسعة النطاق. وكان من اللافت للنظر غياب بعض الميليشيات الدرزية التى تسيطر فعليا على جزء كبير من جنوب غرب سوريا والميليشيات الكردية التى تسيطر على الشمال الشرقى.
واوضحت أليس مفرج، عضو لجنة التفاوض السورية، وهى منظمة مظلة لمجموعات المعارضة السورية انهم يستمدون شرعيتهم الآن من تحرير البلاد عسكريًا ولكنها أضافت أن الشرع يحتاج إلى طمأنة الشعب السورى بأنه لن يؤسس «استبدادًا جديدًا».
وفى دمشق، انتقد البعض التصريحات باعتبارها فرصة ضائعة للشرع لبناء الثقة بين ائتلافه والجمهور السورى من خلال شرح رؤيته للبلاد خلال الفترة الانتقالية أو تقديم المزيد من الوضوح بشأن دور حكومته المؤقتة.
وقال إبراهيم الأصيل، الأستاذ المساعد السورى للعلوم السياسية فى جامعة جورج واشنطن: «فى حين كان من المتوقع أن يتم الإعلان عنه رئيسًا انتقاليًا، فإن الطريقة التى تم بها ذلك–والطريقة التى تم بها استبعاد بعض الجهات السياسية الفاعلة – كلفته بعض رأس المال السياسي».
وأثار تعيين أحمد الشرع رئيسًا لسوريا من قبل أنصاره مخاوف من فشل البلاد فى التحول إلى نظام مختلف جذريًا عن الحكم الحديدى الذى لعب دورًا رئيسيًا فى إسقاطه.
وفى تحليل نشرته صحيفة ذا ناشونال أكد وليد البنى، المعارض البارز التحول إلى «طغيان» جديد، قائلاً إن «السوريين قد يقبلون بهذا الاستبداد لفترة من الوقت، إذا حصل الجولانى على دعم مالى لتوفير الخبز وبعض الخدمات الأساسية».
وأضاف «لكن عاجلاً أم آجلاً، سوف تتجدد الثورة من أجل سوريا الديمقراطية»، فى إشارة إلى الانتفاضة السلمية المؤيدة للديمقراطية فى عام 2011، والتى سحقها نظام الأسد، مما أسفر عن مقتل الآلاف.
وقال محمد سلوم الكاتب السياسى السورى إن هذا التعيين يعكس تاريخ الانقلابات العسكرية فى سوريا.والتى اتسمت بإعلان الضباط العسكريين أنفسهم رؤساءً ثم الإشراف على انتخابات شكلية لإضفاء المزيد من الشرعية على حكمهم.
لكن المعلق السياسى البارز أيمن عبد النور قال إن الشرع اضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة بسبب الفراغ السياسى والقانونى فى البلاد.